سعادة الأطفال بيد الأباء والأمهات

سعادة الأطفال بيد الأباء والأمهات
02/01/2023
(منذ سنة)
jo-academy-logo

Jo Academy

نصائح لتربية الابناء

ينصح مختصون اولياء الامور بتوفير السعادة الى الاطفال عبر تقديم النصائح لهم عوض الأوامر، وتجنب انتقاد سلوكهم وعدم التركيز على التفاصيل وإصلاحهم بدل معاقبتهم.

ويعتبر مختصون ان تجنب انتقاد سلوك الطفل وشخصيته أساس التواصل اللاعنف داخل العائلة، وهنا لابد من الحذر في استخدام النعوت التي نطلقها في حال ارتكابه حماقة، مثل أن نقول له «أنت سيء»، لأنه يمكن أن يعتبر ذلك حكما نهائيا عليه، ويزعزع تدريجيا ثقته بنفسه.

 

صداقة متبادلة

 

بدورها الباحثة في علم الاجتماع الدكتورة فادية الابراهيم علقت على الأمر بالقول، تعتبر الصداقة بين الوالدين والأطفال : هي وسيلة الأمان والتقرب للأطفال، فطالما نشأت هذه الصداقة واطمأن لها الأبن نراه يلجأ لوالديه أو أحدهما للمشورة، مما يمكن الوالدين التعرف على كل ما يفعله الأبن والاتجاه الذي يسير فيه، والتوقيت المناسب للتدخل بالطريقة المناسبة التي تحافظ على هذه الصداقة، كما أنها حصن من انصراف الأبن للغرباء وطلب النصيحة منهم .

ونوهت الابراهيم الى ان مراقبة الوالدين لتصرفاتهم : أي لا يتفوه الوالدان دائما بالصح والخطأ، والممنوعات ثم يقوم أي منهما بتلك الأفعال، لكن لتتفق قواعد التربية وتتجسد واضحة على تصرفاتهما، فهما المرآة التي يتعلم منها الطفل منذ ولادته وحتى يشب ناضجا، احترام الوالدين لبعضهما البعض : الأب والأم قدوة الأبن لذا يجب أن يحتفظا بالاحترام بينهما مهما كانت الخلافات التي يمران بها، والتي قد تمر على أي علاقة زوجية، ولكن دون تبادل الإهانات والألفاظ الجارحة حتى لا تنعكس بالقلق على شخصية الطفل واحساسه بعدم الأمان، وفقدان احترامه لوالديه أو كراهيتهما .

سرعة التطورات

ولفت الابراهيم بانه أصبح موضوع تربية الأطفال شيئا صعبا وشائكا للغاية، بسبب سرعة التطورات التي نشهدها في حياتنا وسلوكياتنا فما كان مناسبا لنا اليوم لم يَعُد مناسبا لأطفالنا، وتبدو التربية بدون عقاب أمراً غير معقول، فالأطفال بحاجة للتعلم ولمعرفة الخطأ من الصواب، لكن نظريات التربية الحديثة تؤكد أن العقاب لا يفيد، فكل أم وأب يعرف تلك المشكلات اليومية المتعلقة بتربية الأطفال، ومعظم الآباء اختبروا من قبل الموقف، حيث يصرخ الطفل بدون سبب أو يلقي بنفسه أرضا في المتجر محاولاً الحصول على أي شيء، بل وأحياناً لا يعرف الآباء ماذا يريد الطفل بالضبط، رغم كل ذلك معظم هذه التصرفات المستفزة في كثير من الأحيان، تعتبر تصرفات طبيعية متوافقة مع عمر الطفل ونموه النفسي، وأصبح معروفا أن العنف لا يساعد في التربية، وانتشرت الفكرة القائلة إن الأهم هو اتخاذ عقوبات ونتائج حازمة لما يقوم به الطفل من تصرفات غير مقبولة، لكن تعلو الآن الأصوات التي تدعو لتربية «بلا عقوبات».

نتائج سلبية

ونوهت الابراهيم الى ان الدراسات الحديثة تقول إن العقوبات لها نتائج سلبية، ويرى خبراء علم النفس أن العقاب يؤدي إلى السيطرة على تصرفات الطفل، لكنه لا يساعده على اختيار التصرف الجيد وتمنع بالتالي الاستقلالية والسيطرة على الذات، والاتصال الصحي بالآخرين، فهي بالتالي تحل مشكلة مؤقتة لكنها لا تؤدي إلى نتائج جيدة على المدى البعيد، فيما ينصح الخبراء بتغيير طرق التربية التقليدية ليتعلم الأطفال كيفية كبح جماح الغرائز الطبيعية والاتصال مع الآخرين، حتى لا يصبحوا فقط سعداء وناجحين في الكبر، وأكثر احتراماً للآخرين وأكثر حساسية واهتماماً، إن العقاب يعطي الطفل رسالة بأن تصرفاته سيئة، وهو غير قادر على التفرقة بين كون تصرفاته سيئة، وكونه هو نفسه شخصاً سيئاً.

بعص النصائح

ونوهت الابراهيم الى انه من بين النصائح التي يعطيها الداعون لهذه الطريقة من التربية أي الامتناع عن معاقبة الطفل: اتباع النمط المتوازن في التربية : يعتقد البعض أن اصدار الأوامر بشكل متسلط، والديكتاتورية في التعامل مع الأطفال، واللجوء في بعض الأحيان للعنف لفرض السيطرة هي الحل الأمثل في التربية والطاعة، ولكن على العكس تماما فإن هذه الطريقة تؤثر على شخصية الطفل وثقته بنفسه، وينعكس على تعاملاته وتصرفاته مع الآخرين، وكذلك التساهل المطلق ليس هو الحل إذ يجعل الطفل لا يحترم القوانين والقواعد، ولا يلتزم بالأخلاق والعادات المجتمعية، لكن الحل هو التصرف والتربية المتوازنة، إذ يجب التعامل باللين والحزم معا، أي بعد وضع الحدود والممنوعات من التصرفات الخاطئة غير المرغوب فيها مع تفسير وذكر الأسباب المقنعة، احترام الطفل أمام الآخرين : من الأخطاء التي قد يقدم عليها الوالدان من ذكر مساوئ الطفل وأخطأه أو نقد تصرفاته أمام الآخرين مما يحرج الطفل، ويهز تكوينه النفسي، حتى يكبر ضعيف الشخصية ويميل للانطواء، لذا لا يجب اهانة الطفل أمام أحد وخاصة أصدقائه وأقرانه، وترك العتاب والحساب دون وجود غرباء، التقدير والمكافأة عند النجاح : سواء هذا النجاح دراسي أو في تصرفاته وسلوكياته من المهم تقدير الأبن والاثناء عليه حتى يستمر في هذه السلوكيات، وتزداد أهميتها لديه، ولتكن هناك مكافأة تقديرا له وتعبيرا عن نجاحه .

إدماج الطفل

مديرة مدرسة الجبيهة الثانوية للبنات نيفين الربابعة تقول بأنه مع تغير النمط المعيشي وتسارع نسق الحياة، أصبح التعامل مع الطفل يحتاج إلى جهد أكبر وعناية خاصة، لمساعدته على بناء شخصيته وتعلم احترام الآخرين، فيما وضع قواعد للحياة العائلية وجعلها واضحة قدر الإمكان، يعتبر أمرا هاما لمساعدة الطفل على بناء شخصية متوازنة، غير أن الحرص على أن تكون أبا جيدا أو أما جيدة لا يعني التراخي، بل «ينبغي أن تكون حاسما ولا تتراجع عن أي قاعدة يعلمها ألطفل، وأنه على الوالدين أن يكونا قدوة لطفلهما.

وتضيف الربابعة ان معظم التجاوزات التي يرتكبها الطفل تكون مرتبطة بالضغط، ولذلك فإن نهره بشدة من شأنه أن يساهم في رفع نسبة الكورتيزول في جسمه، وقد يسوء الأمر حينها لأن حالته قد تتطور إلى نوبة بكاء أو ما شابه، لكن الحديث معه سيمنحه الكثير من الهدوء ويعيد إليه الإحساس بالانتماء، والأهم سيجعله حينها قادرا على التعبير عن مصدر انزعاجه، وحين يصاب بنوبة بكاء فلأنه استنفذ جميع قواه للتعبير، وهذا يخفي حاجة ينبغي التوصل إلى كشفها كون الوالدين عادة ما يركزان على التفاصيل، ويؤاخذان أطفالهما على تفاهات كان يمكن تجاوزها دون التوقف عندها، ولذلك ينصح الخبراء بأن يسأل أحدهما نفسه بالقول أحيانا: «في ما يعنيني هذا؟» قبل التدخل.

وتضيف الربابعة ينصح ايضا بالتعود على النقاش والاقناع : تنمية هذا السلوك في شخصية الأبناء ذو فائدة كبيرة على شخصيته وتصرفاته داخل المجتمع، إذ يتعود على تبادل واحترام آراء الأخرين، وعدم التسلط والديكتاتورية، وطالما كانت المناقشة داخل اطار الاحترام وبأسلوب حضاري فليس من العيب أن يقتنع الوالدان بأرآء الأبن، منح الطفل الحرية بعض الشئ : بعد ترسيخ المبادئ الصحيحة في شخصية الأبناء لا مانع من شئ من الحرية في اختيار الأصدقاء، اختيار الهوايات، وطريق التعليم، الملابس وغيرها مع مراقبة من بعد، وتوجيه إذا لزم الأمر، وضع الثوابت والحدود : غرس هذه النقاط في الطفل منذ الصغر شئ هام، إذ تكن الوسيلة التي يأمن بها الوالدين عليه، كما تكن نقطة الخلاف عندما يبتعد الطفل ويحيد عن تلك الثوابت، فيتعلم بماذا يستطيع التحد ومتى، وأين يمكنه الخروج، وأي الأصدقاء يختار ونحوه، الحب والدلال لشخصية سوية : من الآراء التي آرها صائبة حاجة الطفل للشعور بحب والديه والتغبير عن هذا الحب بالكلمات وليس بالإفعال فقط، إذ قد لا يفهم الطفل في مرحلة سنية معينة معنى التصرفات والغرض العاطفي منها، والدلال كذلك ينمي أحساسيس الأبناء ويزيد ارتباطهم بالوالدين، ويبني شخصيات سوية لا تفتقر للحب والحنان وتبحث عنه خارج نطاق الأسرة والتي قد تكون خاطئة في بعض الأحيان، علم طفلك التصرفات الصحيحة بناء على القيم الأخلاقية ووضح له الأنماط السلوكية الصحيحة، ابقي على الرابطة بينك وبين طفلك حتى يبحث دائماً عن أداء التصرفات الجيدة، وضح لطفلك وسائل السيطرة على مشاعره وبالتالي على تصرفاته، امنح الطفل الفرصة لمشاهدة نتائج تصرفاته بنفسه ليعرف لماذا تريده أن يتصرف بهذا الشكل، كن قدوة لطفلك فالصغير يتعلم من تصرفاتك أكثر بكثيراً مما يتعلمه من أقوالك، اجعله يتعامل مع النتائج المنطقية لتصرفاته، فمنعه من التلفاز أو الألعاب الالكترونية غير المرتبطة سيكون أمرا غير مفهوم له، لكن يفضل ترك تنظيف أسنانه وعدم اجباره عليها مثلاً مع توضيح أن أكل الحلوى سيضر بأسنانه أكثر، وضح لطفلك أنكما «فريق واحد»، ولستما في صراع أو تنافس على أحدكما أن يكسبه، بل إنكما شريكان وتحاولان حل المشكلة معاً،استمع لما لا يقوله طفلك فهناك شيء ما وراء تصرفه، وفهم رغباته تساعدك على التعامل معه بشكل أفضل.

Other news that may interest you

Loading ...

Ad

Loading ...