JO Academy school

Here you can browse Jo Academy school, the curriculum, questions, explanations, and much more

من القيم الإنسانية في القرآن

اللغة العربية - Grade الحادي عشر خطة جديدة

قالَ تَعالى في وُجوب العَدْلِ في سورةِ النِّساءِ:

"إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (58)".

 

وقالَ تعالى في وُجوبِ المُساواةِ في سورَةِ الحُجُراتِ:

"يَأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتقَاَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)".

 

وقالَ تعالى داعِيًا إلى التَّأمُّلِ والتَّفَكُّرِ في الكَوْنِ في سورَةِ الأنعامِ:

"إِنَّ اللهَ فَالِقُ الحَبِّ وَالنَّوى يُخِرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (95) فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (96) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ البَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (97) وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ فَسْتَقَرٌّ وَمُسْتَودَعُ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ (98) وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَآءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَراكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُواْ إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِى ذَلِكُمْ لَاَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (99)".

 

وقالَ تعالى في الحَثِّ على التَّسامُحِ في سورَةِ فُصِّلَت:

"وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ المُسْلِمِينَ (33) وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35)".

 

وقالَ تعالى مُؤَكِّدًا مَبْدَأ الشّورى والتَّسامُحِ في سورَةِ الشّورى:

"وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمّا رَزَقْنَاهُمْ يُنُفِقُونَ (38) وَالَّذينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ (39) وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظّالِمينَ (40) وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ، فَأُوْلَئكَ مَا عَلَيَهِم مِّن سَبِيلٍ (41) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِى الأَرْضِ بِغَيْرِ الحَقِّ أولئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أليم (42) وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ (43)".


قالَ تَعالى في وُجوب العَدْلِ في سورةِ النِّساءِ:

"إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (58)".

 

وقالَ تعالى في وُجوبِ المُساواةِ في سورَةِ الحُجُراتِ:

"يَأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتقَاَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)".

 

وقالَ تعالى داعِيًا إلى التَّأمُّلِ والتَّفَكُّرِ في الكَوْنِ في سورَةِ الأنعامِ:

"إِنَّ اللهَ فَالِقُ الحَبِّ وَالنَّوى يُخِرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (95) فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (96) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ البَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (97) وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ فَسْتَقَرٌّ وَمُسْتَودَعُ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ (98) وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَآءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَراكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُواْ إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِى ذَلِكُمْ لَاَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (99)".

 

وقالَ تعالى في الحَثِّ على التَّسامُحِ في سورَةِ فُصِّلَت:

"وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ المُسْلِمِينَ (33) وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35)".

 

وقالَ تعالى مُؤَكِّدًا مَبْدَأ الشّورى والتَّسامُحِ في سورَةِ الشّورى:

"وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمّا رَزَقْنَاهُمْ يُنُفِقُونَ (38) وَالَّذينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ (39) وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظّالِمينَ (40) وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ، فَأُوْلَئكَ مَا عَلَيَهِم مِّن سَبِيلٍ (41) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِى الأَرْضِ بِغَيْرِ الحَقِّ أولئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أليم (42) وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ (43)".

 أتَعَرَّفُ جَوَّ النَّصِّ

لا بُدَّ لِلمُتَأمِّلِ في النُّصوصِ القُرآنيَّةِ أنْ يَجِدَ مُتَّسَعًا ورَحابَةً مُتاحَةً لِلدَّرْسِ والتَّعَلُّمِ والاتِّعاظِ، مِنْ خلالِ مواقِفَ قصصيَّةٍ، تُؤَكِّدُ إيلاءَ الجَانِبِ النَّفسيِّ والقِيَميِّ عِنْدَ الإنسانِ اهْتِمامًا بالِغًا، وعِنايَةً فائِقَةً لَها الدَّوْرُ البارِزُ في تَنشِئَةِ جيلٍ مُسلِمٍ قادِرٍ على البِناءِ والإعمارِ كما أرادَ لَهُ اللهُ أنْ يكونَ خليفةَ في الأرضِ. تُقَدِّمُ الآياتُ المدروسَةُ قِيَمًا إنسانيَّةً وأخلاقيَّةً تُغَذّي الرُّوحَ وتُهَذِّبُ العَلاقاتِ وتُقَوِّمُها؛ فالعَدْلُ قيمَةٌ واجِبَةٌ على الجميعِ وهِيَ السَّبيلُ لِلتَّقوى، وللكرامَةِ الإنسانيَّةِ صورَتُها الزّاهيَةُ ولِلمُساواةِ صُوَرُها البارِزَةُ، كما نَقْرَأ في الآياتِ مِنْ سورَةِ الحُجُراتِ.

وفي سياقِ الحديثِ عَنِ القِيَمِ الإنسانيَّةِ، نَقْرَأ تَفصيلًا في قيمَةِ التَّسامُحِ الَّتي تدفَعُ الباطِلَ والجَهْلَ والإساءَةَ كما وَرَدَ في الآياتِ مِنْ سورَةِ فُصِّلَت. فالشّورى أَساسُ الحُكْمِ، والتَّناصُحُ رُكْنٌ أَساسيٌّ في الحياةِ لا غنًى عنْهُ كَما وضَّحَتْ ذلكَ الآياتُ مِنْ سورَةِ الشّورى.

 

إضاءة

في كُلِّ آيَةٍ مِنْ آياتِ القُرآنِ الكريمِ، نَلْمَحُ لَفْتَةً عجيبَةً تُبرِزُ خِبْرَةً ودِرايَةً مُتَناهِيَةً بِحاجاتِ النَّفسِ البَشَريَّةِ ومُتَطَلَّباتِها الَّتي نُقيمُ بِها حياتَنا على أُسُسٍ وركائِزَ راسِخَةٍ، وقَدْ أَوْلى النَّصُّ القُرآنِيُّ مِحْوَرَ القِيَمِ الإنسانيَّةِ اهْتِمامًا بالِغًا إقرارًا بِدَوْرِها العظيمِ في النَّهْضَةِ والارتقاءِ.

 

 الشَّرح

قال تعالى في وجوب العدل في سورة النساء:

"إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (58)".
 

معاني المُفرَدات:

المعنى الكلمة
ماضيها (أدّى)، وجَذْرُها (أدي)، أي:قَضَاهُ، دَفَعَهُ تُؤَدُّوا
كلمةٌ مُرَكَّبة مِنْ (نِعم) و(مَا)، أيْ: نِعْمَ شَيْئًا يَعِظُكُمْ بِهِ نِعِمَّا

 

♦ ما تشيرُ إليهِ الآياتُ:

إنَّ اللهَ تعالى يأمُرُكم بِأداءِ مُختَلَفِ الأماناتِ، الَّتي اؤتُمِنْتُمْ عَلَيْها إلى أصحابِها، فلا تُفَرِّطُوا فيها، ويأمُرُكُمْ بِالقضاءِ بينَ النّاسِ بِالعَدْلِ والقِسْطِ، إذا قَضَيْتُمْ بينَهُمْ، ونِعْمَ ما يَعِظُكُمُ اللهُ بِهِ ويهديكُمْ إليه. إنَّ اللهَ تعالى كانَ سميعًا لِأقوالِكُمْ مُطَّلِعًا على سائِرِ أعمالِكُمْ بصيرًا بِها.
 

وقالَ تعالى في وُجوبِ المُساواةِ في سورَةِ الحُجُراتِ:

"يَأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتقَاَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)".

 

معاني المُفرَدات:

المعنى الكلمة
جَمْع شَعْب بِفَتْحِ الشّين، وهِيَ رُؤوسُ القبائِلِ شُعوبًا
هِيَ مِنَ التَّقوى وجَذْرُها (وَقيَ)، أيْ: زادُ الآخِرة أَتقَاَكُمْ

 

♦ ما تشيرُ إليهِ الآياتُ:

قَوْلُهُ تعالى مُخبِرًا لِلنّاسِ أنَّهُ خَلَقَهُمْ مِنْ نفسٍ واحِدَةٍ، وجَعَلَ مِنْها زوجَها، وهُما: آدَم وحوّاء، وجَعَلَهُمْ شُعوبًا، وهِيَ أعَمُّ مِنَ القبائِلِ، وبَعْدَ القبائِلِ مراتِبُ أُخَرُ كالفصائِلِ والعشائِرِ والعمائِرِ والأفخاذِ، وغيرِ ذلكَ.

وقالَ تعالى داعِيًا إلى التَّأمُّلِ والتَّفَكُّرِ في الكَوْنِ في سورَةِ الأنعامِ:

"إِنَّ اللهَ فَالِقُ الحَبِّ وَالنَّوى يُخِرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (95) فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (96) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ البَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (97) وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ فَسْتَقَرٌّ وَمُسْتَودَعُ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ (98) وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَآءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَراكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُواْ إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِى ذَلِكُمْ لَاَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (99)".
 

معاني المُفرَدات:

المعنى الكلمة   المعنى الكلمة
أيْ مُخرِجُهُ مِنَ اللَّيل فَالِقُ الْإِصْبَاحِ   مُستَقَرًّا سَكَنًا
نَضَجَ، طابَ وحانَ قِطافُهُ يَنْعِهِ   يَجْرِيانِ في أفلاكِهِما بِحِسابٍ حُسْبانًا
ماضيها (اهْتَدى)، عَرَفَ واسْتَبانَ طريقَ الحَقِّ لِتَهْتَدُوا   قريبَةٌ سَهْلَةُ التَّناوُلِ قِنْوان دانِية
جَمْعُ نُواة، وهُوَ الموجودُ في داخِلِ الثَّمَرَةِ، مِثْلُ نَوى التَّمرِ النَّوى   النَّخْل القِصار المُلتَزِقة بالأرض قِنْوَانٌ
مَقَرُّها في الأصلابِ أو الأرحامِ أو بعدَ مَوْتِها مُسْتَوْدَع   تَصُدّونَ عَنِ السَّبيل تُؤْفَكونَ

 

♦ ما تشيرُ إليهِ الآياتُ:

يُخبِرُ تعالى عَنْ كمالِهِ، وعَظَمَةِ سُلطانِهِ، وقُوَّةِ اقْتِدارِهِ، وسَعَةِ رَحْمَتِهِ، وعُمومِ كَرَمِهِ، وشِدَّةِ عِنايَتِهِ بِخَلْقِهِ، فَقالَ: إنَّ اللهَ فالِقُ الحَبِّ شامِلٌ لِسائِرِ الحُبوبِ، الَّتي يُباشِرُ النّاسُ زَرْعَها، والَّتي لا يُباشِرونَها، كالحُبوبِ الَّتي يَبُثُّها اللهُ في البراري، فَيَفلِقُ الحُبوبَ عَنِ الزُّروعِ والنَّوابِتِ، على اخْتِلافِ أنواعِها، وأشكالِها، ومنافِعِها، ويَفْلِقُ النّوى عَنِ الأشجارِ، مِنَ النَّخيلِ والفواكِهِ، وغَيْرِ ذلكَ، فَيَنتَفِعُ الخَلْقُ، مِنَ الآدَمِيّينَ والأنعامِ، والدَّوابِ، ويرتَعُونَ فيما فَلَقَ اللهُ مِنَ الحَبِّ والنَّوى، ويَقتاتونَ، ويَنْتَفِعونَ بِجَميعِ أنواعِ المنافِعِ الَّتي جَعَلَها اللهُ في ذلك، ويُريهِمُ اللهُ مِنْ بِرِّهِ وإحسانِهِ ما يُبهِرُ العُقولَ، ويُذهِلُ الفُحولَ، ويُريهِمْ مِنْ بدائِعِ صَنْعَتِهِ، وكمالِ حِكْمَتِهِ، ما بِهِ يعرِفونَهُ ويُوَحِّدونَهُ، ويَعْلَمونَ أنَّهُ هُوَ الحَقّ، وأنَّ عبادَةَ ما سِواهُ باطِلَةٌ، وهذا مِنْ أعْظَمِ مِنَنِهِ العظيمَةِ، الَّتي يَضْطَرُّ إلَيْها الخَلْقُ، مِنَ الآدَمِيّينَ وغَيْرِهم، وهُوَ أنَّهُ أنزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً مُتَتابِعًا وَقْتَ حاجَةِ النّاسِ إليه، فأنْبَتَ اللهُ بِهِ كُلَّ شيء، مِمّا يأكُلُ النّاسُ والأنعامُ، فَرَتَعَ الخَلْقُ بِفَضْلِ اللهِ، وانْبَسَطُوا بِرِزْقِهِ، وقولُهُ: (مُشتَبِهًا وغَيْرُ مُتَشابِهٍ): يحتَمِلُ أنْ يَرْجِعَ إلى الرُّمّانِ والزَّيتونِ، أيْ: مُشتَبِهًا في شَجَرِهِ وَوَرَقِهِ، غَيْرُ مُتَشابِهٍ في ثَمَرِهِ. 
ويحتَمِلُ أنْ يرجِعَ ذلكَ، إلى سائِرِ الأشجارِ والفواكِه، وأنَّ بَعْضَها مُشتَبِهٌ، يُشبِهُ بَعْضُهُ بَعْضًا، ويَتَقارَبُ في بَعْضِ أوصافِهِ، وبَعْضُها لا مُشابَهَةَ بَيْنَهُ وبَيْنَ غَيْرِهِ، والكُلّ ينتَفِعُ بِهِ العِبادُ.

وقالَ تعالى في الحَثِّ على التَّسامُحِ في سورَةِ فُصِّلَت:

"وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ المُسْلِمِينَ (33) وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35)".

 

معاني المُفرَدات:

المعنى الكلمة   المعنى الكلمة
جَذْرُها (دعوَ)، أيْ حَثَّ على اعْتِقادِهِ دَعَا   اسمٌ بِمَعنى صاحِب ذُو
انْحُهُ أو أبعِدْهُ ورُدُّهُ ادْفَعْ   قريبٌ إليكَ مِنَ الشَّفَقَةِ عَلَيْكَ والإحسانِ إليكَ وَلِيٌّ
قريبٌ تُحِبُّهُ ويُحِبُّكَ حَمِيمٌ   ذو نصيبٍ وافِرٍ مِنَ السَّعادَةِ في الدُّنيا والآخرة ذو حَظٍّ عظيمٍ

 

♦ ما تشيرُ إليهِ الآياتُ:

وَمَنْ أحسَنُ _أيُّها النّاسُ_ قَوْلًا مِمَّنْ قالَ رَبُّنا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامَ على الإيمانِ بِهِ، والانْتِهاءِ إلى أمْرِهِ ونَهْيِهِ، ودَعا عِبادَ اللهِ إلى ما قالَ وعَمِلَ بِهِ مِنْ ذلكَ، "وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا"، قالَ: المُؤَذِّن، وقَوْلُهُ: "وعَمِلَ صالِحًا" قالَ: الصَّلاة ما بَيْنَ الأذانِ إلى الإقامة). وقَوْلُهُ: "وقال إنَّني مِنَ المُسلِمين". يقولُ: وقالَ: إنَّني مِمَّنْ خَضَعَ لِلّهِ بالطّاعَةِ، وذَلَّ لَهُ بِالعُبوديّة، وخَشَعَ لَهُ بالإيمانِ بِوحدانِيَّتِهِ. وقَوْلُهُ: "ولا تستوي الحَسَنَةُ ولا السَّيِّئَةُ" أيْ: ولا تستَوي حَسَنَةُ الَّذينَ قالُوا رَبُّنا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا، فأحْسَنُوا في قولِهِمْ، وإجابَتِهِمْ وبِهِمْ إلى ما دَعاهُمْ إليهِ مِنْ طاعَتِهِ، ودَعَوْا عِبادَ اللهِ إلى مِثْلِ الَّذي أجابُوا رَبَّهُمْ إليهِ، وسَيِّئَةُ الَّذينَ، وقولُهُ: "فإذا الَّذي بَيْنَكَ وبَيْنَهُ عداوَةٌ كأنَّهُ وَلِيٌّ حميم" يقولُ تعالى: افْعَلْ هذا الَّذي أمَرْتُكَ بِهِ يا مُحَمَّد مَنْ دَفْعِ سيِّئَةِ المُسيءِ إليكَ بِإحسانِكَ الَّذي أمَرْتُكَ بِهِ إليه، فَيَصيرُ المُسيءُ إليكَ الَّذي بَيْنَكَ وبَيْنَهُ عداوَةٌ، كَأنَّهُ مِنْ مُلاطَفَتِهِ إيّاك. وبِرِّهِ لَكَ، وَلِيٌّ لك مِنْ بني أعمامِك، قريبُ النَّسَبِ بِكَ، والحميمُ: هُوَ القريبُ.
 

وقالَ تعالى مُؤَكِّدًا مَبْدَأ الشّورى والتَّسامُحِ في سورَةِ الشّورى:

"وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمّا رَزَقْنَاهُمْ يُنُفِقُونَ (38) وَالَّذينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ (39) وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظّالِمينَ (40) وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ، فَأُوْلَئكَ مَا عَلَيَهِم مِّن سَبِيلٍ (41) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِى الأَرْضِ بِغَيْرِ الحَقِّ أولئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أليم (42) وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ (43)".

 

معاني المُفرَدات:

المعنى الكلمة
الظُّلْمُ ومُجاوَزَةُ الحَدِّ البَغْيُ
لَيْسَ عَلَيْهِمْ جُناحٌ في الانتِصارِ مِمَّنْ ظَلَمَهُمْ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سبيلٍ

 

♦ ما تشيرُ إليهِ الآياتُ:

"وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ" يقولُ تعالى: والَّذينَ أجابُوا رَبَّهُمْ حينَ دَعاهُمْ إلى توحيدِهِ, والإقرارِ بِوَحدانِيَّتِهِ والبراءَةِ مِنْ عِبادَةِ كُلِّ ما يُعبَدُ دونَهُ "وَأَقَامُوا الصَّلاةَ" المفروضةَ بِحُدودِها في أوقاتِها "وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ" لَيْسَ فيهِمْ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أيضًا "وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ" يقول: والَّذينَ إذا بَغى عَلَيْهِمْ باغٍ, واعْتَدى عَلَيْهِمْ هُمْ ينتَصِرُونَ، وجزاءُ سيِّئَةِ المُسيءِ عُقوبَتُهُ بِسَيِّئَةٍ مِثْلِها مِنْ غَيْرِ زِيادَةٍ، فَمَنْ عَفا عَنِ المُسيءِ، وتَرَكَ عِقابَهُ، وأصْلَحَ الوُدَّ بَيْنَهُ وبَيْنَ المَعْفُوِّ عَنْهُ ابْتِغاءَ وَجْهِ اللهِ، فأَجْرُ عَفْوِهِ ذلكَ على اللهِ. إنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الظّالِمينَ الَّذينَ يبدَؤُونَ بِالعدوانِ على النّاسِ، ويُسيئونَ إليهِمْ، "ولَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فأولئكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سبيلٍ" أيْ: لَيْسَ عَلَيْهِمْ جُناحٌ في الانتِصارِ مِمَّنْ ظَلَمَهُمْ، (إنَّما السَّبيل) أيْ: إنَّما الحَرَجُ والعَنَتُ (على الَّذينَ يَظْلِمُونَ النّاسَ ويَبْغونَ في الأرضِ بِغَيْرِ الحَقِّ) أيْ: يَبْدَؤونَ النّاسَ بِالظُّلْمِ. كما جاءَ في الحديثِ الصَّحيحِ: "المُستَبانُ ما قالا فعلى البادِئِ ما لَمْ يَعْتَدِ المظلومُ". (أولئِكَ لَهُمْ عذابٌ أليمٌ) أيْ: شديدٌ مُوجِعٌ.
 


شرح القواعد

أُسلوبُ الطَّلَبِ وجَوابُهُ المَجْزومُ

إذا وَقَعَ الفِعْلُ المُضارِعُ جوابًا بَعْدَ الطَّلَبِ فإنَّهُ يُجزَمُ، والمقصودُ بِالطَّلَبِ أنْ يكونَ ما قبلَ الفِعْلِ المُضارِعِ طَلَبًا في المعنى، ويُجزَمُ المُضارِعُ بَعْدَ الطَّلَبِ في عِدَّةِ حالاتٍ مِنْها الآتي:

أنْ يَقَعَ الفِعْلُ المُضارِعُ بَعْدَ أمرٍ.
مثل:
- اعْتَنِ بِالثَّروَةِ الشَّجريَّةِ تَحْصُلْ على هواءٍ نقيٍّ.
- قالَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: "أَخْلِصْ دينَكَ يَكْفِكَ العَمَلُ القليلُ". (رواهُ الحاكم)
- زُرْ عَجْلونَ تَنْعَمْ بِالرّاحَةِ والجَمالِ.

 

 شُروط جَزْم الفِعْلِ المُضارِعِ الواقِعِ بَعْدَ الطَّلَبِ:

• أنْ يَتَقَدَّمَ الطَّلَبُ (فعلُ الأمرِ) على الفِعْلِ المُضارِع.
• أنْ يُقصَدَ بالفِعْلِ المُضارِعِ الجزاء، فإنِ انْعَدَمَ هذا القَصْدُ رُفِعُ المُضارِعُ ولَمْ يُجزَمْ.
• أنْ تَسْقُطَ الفاءُ في جوابِ الطَّلَبِ.

 

♦ أسْتَنْتِجْ:
أُسلوبُ الطَّلَبِ وجوابُهُ المجزومُ: نَبْدَأُ بِفِعلٍ طَلَبيٍّ (فعل أمر)، ثُمَّ نجزِمُ الفِعْلَ المُضارِعَ في جوابِ الطَّلَبِ.

 

 العامِلُ في جَزْمِ الفِعْلِ المُضارِع بَعْدَ الطَّلَب:

o عِلَّةُ جَزْمِ المُضارِعِ بَعْدَ الطَّلَبِ هُوَ (إنْ) المحذوفة مَعَ فِعْلِ الشَّرط.

فَتَقديرُ قَوْلِنا: اصْمِتْ تَسْلَمْ. (اصْمِتْ، فإنْ تَصْمِتْ تَسْلَمْ).
وتقديرُ قَوْلِنا: لا تَقْرَبِ النَّحلَةَ تَلْسَعْكَ. (لا تَقْرَبِ النَّحلَةَ، فإنْ تَقْرَبْها تَلْسَعْكَ) وهكذا.

o وقيلَ عِلَّةُ جَزْمِ المُضارِعِ في جوابِ الطَّلَبِ وعامِلُهُ هُوَ الطَّلَبُ نَفْسُهُ؛ لأنَّهُ تَضَمَّنَ مَعْنى الشَّرط.
 

علامَةُ جَزْمِ الفِعْلِ المُضارِعِ بَعْدَ الطَّلَبِ:

إنَّ الأصلَ في علامَةِ جَزْمِ الفِعْلِ المُضارِعِ أنْ تكونَ السُّكونُ إذا كانَ الفِعْلُ صحيحًا وليسَ مِنَ الأفعالِ الخمسَةِ، وقَدْ ينوبُ عَنِ السُّكونِ كما يأتي:

حَذْف النّون في الأفعالِ الخمسَةِ.
مِثل: أكرَمَكَ أهلُكَ يُكرِموك.

حَذْف حَرْفِ العِلَّة في الفِعْلِ المُعتَلِّ الآخِر.
مثل: تَعَلَّمِ الأخلاقَ تَرْقَ.


 إعرابُ الفِعْلِ المُضارِعِ المجزومِ بِالطَّلَبِ:

نُعرِبُ الفِعْلَ المُضارِعَ المجزومَ بِالطَّلَبِ فَنقولُ:
فِعْلٌ مُضارِعٌ مجزومٌ بِالطَّلَبِ وعلامَةُ جزمِهِ تكونُ بِحَسبِ وَضْعِ الفِعْلِ صحيح أو مُعتَلّ أو مِنَ الأفعالِ الخمسَةِ.

وهذه أمثِلَةٌ مُعرَبَةٌ على جَزْمِ المُضارِعِ بِالطَّلَبِ كما يأتي:
 
- اسألْ تُجَبْ.
تُجَبْ: فعل مُضارِع مجزوم بالطَّلَبِ وعلامَةُ جزمِهِ السُّكون الظّاهِر على آخِرِه.

 

- اُشْكُرْ مُحسِنَكَ تَسْمُ.
تَسْمُ: فعل مُضارِع مجزوم بالطَّلَبِ وعلامَةُ جزمِهِ حَذْفُ حرفِ العِلَّةِ مِنْ آخِرِه.

 

- لا تَحْسِدِ النّاسَ يُحِبّوكَ.
يُحِبّوكَ: فعل مُضارِع مجزوم بالطَّلَبِ وعلامَةُ جزمِهِ حَذْف النّون مِنْ آخِرِهِ؛ لأنَّهُ مِنَ الأفعالِ الخمسة.
والواو: ضمير مُتَّصِل مبني في مَحَلِّ رفعِ فاعِلٍ.


 أتَذَكَّرُ:

يُبنى فِعْلُ الأمرِ على السُّكونِ إذا كانَ صحيحَ الآخِرِ ولَمْ يُسنَدْ إليهِ ضميرٌ، أو على الفتحِ إذا اتَّصَلَتْ بِهِ نونُ التَّوكيد، أو على حَذْفِ حرفِ العِلَّةِ إذا كانَ مُعتَلَّ الآخِرِ ولَمْ يُسنَدْ إليه ضميرٌ، أو على حَذْفِ نونِ الإعرابِ إذا أُسْنِدَ إِلَى أَلِفِ الاثنَيْنِ، أَوْ وَاوِ الجماعَةِ، أو ياءِ المُخاطَبَةِ.

 

وعلاماتُ جَزْمِ الفِعْلِ المُضارِعِ هِيَ:

السُّكونُ علامَةُ الجَزْمِ الأَصليَّة، إِنْ كَانَ صَحيحَ الآخِرِ، أَوْ حَذْفُ حَرْفِ العِلَّةِ إِنْ كَانَ مُعتَلَّ الآخِرِ، أَوْ حَذْفُ نونِ الإعرابِ إنْ كانَ أحَدِ الأفعالِ الخمسَةِ.
 


التَّشبيه المُفرَد

التَّشبيهُ: مَصْدَرُ "شَبَّهَ" أَيْ ماثَلَ بَيْنَ أمرَيْنِ، وهُوَ بيانُ أَنَّ شيئًا أَوْ أَشياءَ شارَكَتْ غَيْرَها فِي صِفَةٍ أَوْ أَكْثَرَ بِأَداةٍ هِيَ الكافُ أَوْ كَأَنَّ أَوْ نحوُهُما مَلْفوظَةً أَوْ مَلحوظَةً.

♦ أركانُ التَّشبيهِ أربَعَةٌ هِيَ:

• المُشَبَّهُ والمُشَبَّهُ بِهِ، ويُسَمَّيانِ طَرْفَيِ التَّشبيهِ.
• وَوَجْهُ الشَّبَهِ الَّذي يَجِبُ أَنْ يكونَ أقوى وأظْهَرَ في المُشَبَّهِ بِهِ مِنْهُ في المُشَبَّهِ، وَهُوَ الصِّفَةُ الَّتي تَجْمَعُ بَيْنَ المُشَبَّهِ والمُشَبَّهِ بِهِ.


مثل:
- يَقِفُ المُعَلِّمُونَ والمُعَلِّماتُ كالبُنيانِ المرصوصِ في مُواجَهَةِ الجَهْلِ.
• أَجِدُ علاقَةَ تشابُهٍ بَيْنَ المُعَلِّمينَ والمُعَلِّماتِ فَهُوَ (المُشَبَّه)، والبُنيان المرصوص (المُشَبَّه بِهِ) لِاشتِراكِهِما في التَّماسُكِ، وأداةُ التَّشبيهِ الَّتي تَجْمَعُ بَيْنَ طَرَفَيِ التَّشبيهِ (المُشَبَّه والمُشَبَّه بِهِ) هِيَ الكاف.

 

قالَ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: "الصَّلاةُ نورٌ". 

(رواهُ الإمامُ مُسلِم)

• المُشَبَّه: الصَّلاة.
• والمُشَبَّه بِهِ: نور.
• الأداة: محذوفة.
• وَوَجْهُ الشَّبَهِ: محذوف.

رُبَّ لَـــــيْــــــلٍ كَــــــــأَنَّـــــــهُ الــــــصُّــبْـــحُ فِي الحُسْنِ *** وَإِنْ كَــــــــانَ أَسْـــــــــــــوَدَ الــــــــــطَّــــــــيْــــــلَــــسَــــانِ

(أبو العلاء المَعَرّيّ، شاعِرٌ عبّاسيٌّ)

• المُشَبَّه: هُوَ الضَّميرُ الهاءُ العائِد على اللَّيل.
• المُشَبَّه بِهِ: هُوَ الصُّبح.
• أداة التَّشبيهِ: كَأَنَّ.
• وَوَجْهُ الشَّبَهِ: هُوَ الحُسْن.

- قالَ مُخاطِبًا نفسَهُ: أَنتِ ريحٌ ونسيمٌ، أَنْتِ مَوْجٌ، أَنْتِ بحر.

(ميخائيل نُعَيْمة، أديبٌ لبنانيٌّ)

• المُشَبَّه: الضَّمير المُنفَصِل المُتَكَرِّر (أنتِ).
• المُشَبَّه بِهِ: هُوَ الرّيحُ والنَّسيمُ والمَوْجُ والبَحْرُ.
• أداة التَّشبيهِ: محذوفة.
• وَوَجْهُ الشَّبَهِ: محذوف.
وَأُلاحِظُ في الجُملَةِ طَرَفَيِ التَّشبيه فَقَطْ، ولا يُوجَدُ فيها أَداةُ تشبيهٍ أو وَجْهُ شَبَهٍ.

 

♦ أنواع التَّشبيه المُفرَد:

(المُرسَلُ المُفَصَّلُ، وَالمُرسَلُ المُجْمَلُ)

الأداة وَوَجْهُ الشَّبَهِ رُكنانِ غَيْرُ أساسِيَّيْنِ في التَّشبيهِ، يجوزُ حَذْفُ أحَدِهِما أو حَذْفُهُما مَعًا، وهُما اللَّذانِ يُحَدِّدانِ نَوْعَ التَّشبيهِ المُفرَد.
 

يأتي التَّشبيهُ المُفرَدُ على أحَدِ الأنواعِ الآتية:

 

المُرسَل المُفَصَّل: وَهُوَ ما ذُكِرَتْ فيهِ الأداة، وذُكِرَ فيهِ وَجْهُ الشَّبَهِ.
المُرسَل المُجمَل: وَهُوَ ما ذُكِرَتْ فيهِ الأداة، وحُذِفَ فيهِ وَجْهُ الشَّبَهِ.
المُؤَكَّدُ المُفَصِّل: وَهُوَ ما حُذِفَتْ مِنْهُ الأداة، وذُكِرَ فيهِ وَجْهُ الشَّبَهِ.
المُؤكَّد المُجمَل: ما حُذِفَتْ فِيهِ الأداة، وحُذِفَ مِنْهُ وجهُ الشَّبِهِ، وَيُسَمّى (التَّشبيه البليغ).

 

- زُرْنا حديقَةً كأنَّها الفردوسُ في الجَمالِ والبهاءِ.
المُشَبَّه: الضَّمير في (كأنَّها) العائِد على الحديقة.
المُشَبَّه بِهِ: الفردوس.
أداةُ التَّشبيه: كأنَّ.
وكُلُّ تشبيهٍ تُذكَرُ فيهِ الأداةُ يُسَمّى "مُرسَلًا".
وَجْهُ الشَّبَهِ: الجمالُ والبهاءُ.
وكُلُّ تشبيهٍ يُذكَرُ فيهِ وَجْهُ الشَّبَهِ يُسَمّى "مُفَصَّلًا".
نُلاحِظُ أَنَّ نَوْعَ التَّشبيهِ في هذا المِثالِ بِالنَّظَرِ إلى الأداةِ وَوَجْهِ الشَّبَهِ: مُرسَلٌ مُفَصَّلٌ.

 

- قالَ تعالى: "وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَام".
(سورَةُ الرَّحمن: 24)
المُشَبَّه: الجِوار.
المُشَبَّه بِهِ: الأعلام.
الأداة: الكاف. (نوعٌه: مُرسَل).
وَجْهُ الشَّبَهِ: محذوف. (نوعُه: مُجمَل).
نوع التَّشبيه: مُرسَلُ مُجْمَل.

 

- قالَ الشّاعِرُ:
عَـــيْـــــنــــــــاهُ عـــــــالِــــــقــــــتــــــــانِ فـــــــــي نَـــــــــفَـــــــــــقٍ                كَــــــــسِـــــــراجٍ كــــــــوخٍ نِــــــــصْـــــــــفِ مُـــــتَّـــقِـــــــــدِ
(بشّارة الخوري، شاعِرٌ لبنانيٌّ)
المُشَبَّه: عَيْناهُ.
المُشَبَّه بِهِ: سِراجُ كوْخٍ.
الأداة: الكاف. (نوعٌه: مُرسَل).
وَجْهُ الشَّبَهِ: محذوف. (نوعُه: مُجمَل).
نوع التَّشبيه: مُرسَل مُجمَل.

 

- إِنَّ الـــــرَّســـــــولَ لَــــــنـــــــورٌ يُـــــــســــــتَـــــضــــاءُ بِــهِ                مُـــــهَــــــنَّـــــــدٌ مِـــــــنْ سُــــيـــوفِ اللهِ مَـسْــلُـــولُ
(كعب بن زُهَيْر، شاعِرٌ مُخَضرَم)
المُشَبَّه: الرَّسول.
المُشَبَّه بِهِ: نور، ومُهَنَّد.
الأداة: محذوفة (نوعُهُ: مُؤَكَّد).
وَجْهُ الشَّبَهِ: محذوف (نوعُهُ: مُجمَل).
نوعُ التَّشبيه: مُؤَكَّد مُجمَلٌ وَيُسَمَّى البليغَ.