أتخيّلُ نَفسي هناكَ: في زيارَتِنا إلى مدينةِ البَتْرا، وبعدَ انتهاءِ مسيرِنا عبرَ السيقِ وصولًا إلى الخزنَةِ؛ شاهَدْنا إحدى المجموعاتِ السياحيّةِ هناكَ، وقدْ شعرتُ بسعادتِهِم واندهاشِهِم بِما يشاهدونَهُ.
لُغةُ الجسدِ
لُغةُ الجسدِ هِيَ الحركاتُ والإيماءاتُ التي يُمارِسُها الإنسان باستخدامِ أجزاءٍ مِنْ جسدِهِ؛ للتعبيرِ عَنْ أفكارِهِ ومشاعرِهِ ومواقفِهِ. يستخدمُ الناسُ لُغةَ الجسدِ بصورةٍ إراديّةٍ أوْ غيرِ إراديّةٍ، فالمعلِّمونَ والمعلِّماتِ يستخدِمونَ لُغةَ الجسدِ في تفاعُلِهِم معَ الطلبةِ، والأُمّهاتُ والآباءُ يستخدمونَها في تربيةِ أطفالِهِم، والطلبةُ يستخدِمونَ لُغةَ الجسدِ معَ مُعلِّميهِم ومُعلِّماتِهِم وآبائِهِم وأُمّهاتِهِم.
أهمِّيّةُ لُغةِ الجسدِ
- التعبيرُ بصدقٍ عَنِ الأحاسيسِ والمشاعِرِ.
- تسهيلُ عمليّةِ التواصلِ بينَ الناسِ.
- مساعدةُ بعضِ الأشخاصِ على ترْكِ انطباعٍ إيجابيٍّ عَنْهُم، وبخاصّةٍ عندَ إجراءِ المقابلاتِ للحصولِ على وظيفةٍ أوْ توقيعِ اتِّفاقٍ ما.
وسائِلُ لُغةِ الجسدِ:
يستخدِمُ الإنسان أعضاءَ جسمِهِ للتعبيرِ عمّا يُفكِّرُ أوْ يشعُرُ بِهِ، وتُعدُّ لُغةُ الجسدِ الوسيلةَ الأقوى للتواصُلِ بينَ البشرِ. ومِنَ الأمثلةِ عَلى لُغةِ الجسدِ التي يُمكِنُ التحكُّمُ بِها والتدرُّبُ علَيْها وتطويرُها:
- الابتسامةُ: لَها مدلولٌ مُهمٌّ؛ لأنّها تُظهِرُ الإنسان بمظهرٍ إيجابيٍّ وأكثرَ جاذبيّةً وثِقةً، وتُساعِدُه على التقليلِ مِنَ التوتُّرِ.
- المُصافحةُ باعتدالٍ: تُعطي انطِباعًا إيجابيًّا عَنِ الشخصِ بأنّهُ مُتقبِّلٌ للآخرِ ومُرحِّبٌ بِهِ.
- المشيُ بجسمٍ مستقيمٍ ومشدودٍ: يُعطي انطِباعًا بالثقةِ بالنفسِ وعدمِ التوتُّرِ.
- الحديثُ بصوتٍ وسرعةٍ معتدِلةٍ: يُعطي انطِباعًا بالهدوءِ والثقةِ بالنفسِ.
- طريقةُ الجلوسِ عندَ الحديثِ: الجسمُ المشدودُ والنظرُ مباشرةً إلى المتحدِّثِ يُعطي انطِباعًا بالاهتمامِ بالحديثِ والمتحدِّثِ.
- هزُّ الرأسِ إلى الأسفلِ: يُعطي انطِباعًا بالموافقةِ عَلى الحديثِ أوِ الفَهمِ، أمّا الجلوسُ باسترخاءٍ أوِ التثاؤبُ أوِ الرسمُ عَلى الورقِ فهُوَ دليلٌ عَلى المللِ وعدمِ الاهتمامِ بالحديثِ.
- رفعُ السبّابَةِ معَ ضمِّ بقيّةِ الأصابعِ عندَ الحديثِ معَ الآخرين: يُعطي انطِباعًا سلبيًّا للآخرينَ، وهوَ إشارةٌ مزعجةٌ لهم قدْ يعدُّها البعضُ إهانةً.
- هزُّ القدمَينِ باستمرارٍ وقضْمُ الأظافرِ ولمسُ الوجهِ والرقبَةِ والنظرُ إلى الأسفلِ: تُعطي انطِباعًا بالتوتُّرِ.
أخطاءٌ في تفسيرِ لُغةِ الجسدِ
يختلِفُ إدراكُ البشرِ للُغةِ الجسدِ، وبخاصّةٍ إذا فُسِّرتْ بمعزِلٍ عنِ التفاصيلِ الأُخرى والظروفِ المحيطةِ؛ فيعتقِدُ بعضُ الناسِ على سبيلِ المثالِ أنّ الشخصَ الذي:
- يحُكُّ أنفُهُ في أثناءِ الحديثِ يكذِبُ، بينَما أنّهُ قدْ يفعلُ ذلِكَ لحاجتِهِ لحكِّ أنفِهِ بصورةٍ لا إراديّةٍ.
- يسنِدُ ظهرَهُ إلى الخلفِ ويرفعُ رأسَهُ إلى الأعلى مغرورٌ، بينما قدْ يُريدُ أن يُخفِّفَ الألمَ في ظهرِهِ عندَ الجلوسِ لمدّةٍ طويلةٍ.
- يتثاءبُ يشعرُ بالملَلِ، بينما يكونُ السببُ شعورَهُ بالإرهاقِ أوِ التعَبِ أوِ النُّعاسِ.
- يتحدّثُ بصوتٍ عالٍ ويُحرِّكُ يدَيهِ شخصٌ قويٌّ وواثِقٌ مِنْ نفسِهِ، بينَما قدْ يكونُ متوتِّرًا ويشعُرُ بالخوفِ، ويُحاوِلُ أنْ يُظهِرَ عكسَ الحقيقةِ.