JO Academy school

Here you can browse Jo Academy school, the curriculum, questions, explanations, and much more

سورةُ الإسراءِ الآياتُ الكريمةُ (1-8)

التربية الإسلامية - Grade التاسع

الفكرة الرئيسة

  •  تتناولُ الآياتُ الكريمةُ حادثةَ الإسراءِ بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم مِنَ المسجدِ الحرامِ إلى المسجدِ الأقصى، وتشيرُ إلى دعوةِ سيّدِنا موسى عليه السلام، وتبيُّن إفسادَ بَني إسرائيلَ في الأرضِ.
  • وقعَتْ حادثةُ الإسراءِ والمعراجِ في العامِ العاشرِ للبعثةِ الذي سُمِّيَ عامَ الحزنِ، بعدَ أَنْ تُوُفِّيَ في العامِ نفسِهِ أبو طالبٍ عَمُّ النبيِّ صلى الله عليه وسلم الذي كانَ ينصرُهُ ويحميهِ، وزوجةُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم خديجةُ بنتُ خويلدٍ رضي الله عنها التي كانتْ أولَ مَنْ آمنَ بهِ صلى الله عليه وسلم وأعانتْهُ على دعوتهِ، وبعدَما لقيَهُ صلى الله عليه وسلم مِنْ إيذاءِ أهلِ الطائفِ وعدمِ قَبولِهمُ الدعوةَ حينَ خرجَ إليهِمْ يدعوهُمْ إلى الإسلامِ، فكانَتْ هذِهِ الرحلةُ تكريمًا للنبيِّ صلى الله عليه وسلم على صبرِهِ، وتحمّلِهِ أذى قريشٍ وغيرِهِمْ، وتخفيفًا عنهُ، وفيها شرعَتِ الصلاةُ.

 

أَفْهَمُ وَأَحْفَظُ

المفرداتُ والتراكيبُ

سورةُ الإسراءِ (1-8)

سُبْحَانَ تنزَّهَ اللهُ تعالى عمّا لا يَليقُ بِهِ سبحانَهُ.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1) وَآَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا (2) ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا (3) وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6) إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7) عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا (8)

أَسْرَى: مِنَ الإسراءِ، وهوَ السّيرُ ليلًا.

آَيَاتِنَا: عجائِبِ قُدرتِنا.

وَكِيلًا: شريكًا.

وَقَضَيْنَا: أخبرْنا.

الْكِتَابِ: التوراةِ.

بَعَثْنَا: سلّطْنا.

أُولِي بَأْسٍ: ذَوي قوّةٍ وبَطشٍ.

فَجَاسُوا: تردّدوا مجيئًا وذهابًا.

خِلَالَ: وَسَطَ.

الْكَرَّةَ: الغَلَبةَ.

نَفِيرًا: عددًا.

لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ: لِيُذِلّوكُمْ.

وَلِيُتَبِّرُوا: لِيُدَمّروا.

حَصِيرًا: سِجنًا

 

أستنير

سورةُ الإسراءِ مِنَ السُّوَرِ المكيّةِ، وعددُ آياتِها (111) آيةً، وسمّيَتِ بهذا الاسمِ نسبةً إلى حادثةِ الإسراءِ، وتتناولُ بعضَ موضوعاتِ العقيدةِ الإسلاميةِ، مثلَ: التوحيدِ، والبعثِ، ورسالةِ الأنبياءِ.

 

أَوَّلًا: حادثةُ الإسراءِ، ومكانةُ المسجدِ الأقصى: الآية الكريمة (1)

  • ابتدأَتِ السورةُ الكريمةُ بتعظيمِ الله تعالى وتنزيههِ عَنْ كلِّ نقصٍ لا يَليقُ بهِ سبحانَهُ، وقَدْ عبَّر عَنْ ذلكَ بلفظِ (سُبْحَانَ).
  •  ثُمَّ أخبرَ سبحانَهُ أنَّهُ أَسرى بسيّدِنا رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ليلًا مِنَ المسجدِ الحرامِ إلى المسجدِ الأقصى، قالَ تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا).
  • وجاء التعبيرُ بلفظِ (بِعَبْدِهِ)؛ تشريفًا لسيّدِنا رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؛ للدِّلالةِ على أنَّ منزلةَ العبوديةِ لله تعالى هِيَ أشرفُ منزلةٍ.
  • وقدْ ربطَ سبحانَهُ وتعالى بَيْنَ المسجدِ الحرامِ والمسجدِ الأقصى في قولِهِ تعالى: (مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى)؛ لبيانِ قدسيَّتهِما، ومكانتهِما عندَ اللهِ تعالى.
  • وامتدحَ سبحانَهُ المسجدَ الأقصى وما يحيطُ بِهِ مِنَ الأرضِ بأنَّهُ أرضٌ مباركةٌ، قالَ تعالى: (الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ)؛ لأنَّ المسجدَ الأقصى وما يحيطُ بِهِ مِنَ الأرضِ المباركةِ - وَهِيَ بلادُ الشامِ ومِنْها الأردنُّ وفلسطينُ- مَهْدُ الرسالاتِ ومهبطُ الوحيِ، إذْ عاشَ فيها كثيرٌ مِنَ الأنبياءِ عليهم السلام، مثلِ: إبراهيمَ عليه السلام، وإسحاقَ عليه السلام، ويعقوبَ عليه السلام، وداودَ عليه السلام، وزكريّا عليه السلام، ويحيى عليه السلام، وعيسى عليه السلام.
  • ثُمَّ بيَّن اللهُ تعالى الغايةَ والحكمةَ مِنْ تلكَ المعجزةِ، (لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا)؛ أَيْ لِنُرِيَ الرسولَ الكريمَ صلى الله عليه وسلم بعضَ مظاهرِ قُدرتِنا العظيمةِ، ونُطلعَهُ على ما في السماواتِ، حيثُ رأى صلى الله عليه وسلم فيها الجنةَ والنارَ، والملائكةَ الكرامَ والأنبياءَ عليهم السلام، فهوَ سبحانَهُ سميعٌ لأقوالِ عبادِهِ، بصيرٌ بأعمالهم، قالَ تعالى: (إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ).

 

ثانيًا: دعوةُ سيّدِنا موسى عليه السلام: الآيتانِ الكريمتانِ (2-3)

  • تُخبرُنا الآياتُ الكريمةُ أنَّ اللهَ تعالى أنزلَ التوراةَ عَلى سيّدِنا موسى عليه السلام؛ لهدايةِ بَني إسرائيلَ، وتحذيرِهِمْ مِنْ عبادة غير الله تعالى، قالَ تعالى: (وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا).
  • وذكّرَتِ الآياتُ الكريمة بَني إسرائيلَ أنَّهمْ مِنْ نَسْلِ سيّدِنا نوحٍ عليه السلام الذي أمرَهُ اللهُ تعالى بصُنعِ السفينةِ وحملِ مَنْ آمَنَ معَهُ لينجوَ مِنَ الغرقِ، قالَ تَعالى: (ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ).
  • وقَدْ وجّهَهُمْ سبحانَهُ وتعالى لَأِنْ يجعلوا سيّدَنا نوحًا عليه السلام قدوةً لَهُمْ؛ فإنَّهُ كانَ عبدًا شاكرًا لأنعُمِ اللهِ تعالى: (إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا).

 

ثالثاً: إفسادُ بَني إسرائيلَ، وعقابُ اللهِ تعالى لَهُمْ: الآياتُ الكريمةُ (4-8)

  • تتحدثُ الآياتُ الكريمةُ عَنْ إفسادِ بَني إسرائيلَ الذي سيقعُ منهُمْ في الأرضِ المقدَّسةِ وعِصيانِهِمْ واستكبارِهِمْ عَنْ عبادةِ الله تعالى، وتُبيُّن أنَّ هذا الإفسادَ سيتكرّرُ منهمْ، قالَ تعالى: (وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا).
  • وتبيُّن الآياتُ الكريمةُ أيضًا سنّةَ الله تعالى في معاقبةِ المفسِدينَ، وتفصّلُ في بيانِ فساد بنَي إسرائيلَ، فأخبرَ سبحانهُ وتعَالى أنهُ إذا جاءَ الوعدُ المحدَّدُ بسببِ إفساد بنَي إسرائيلَ الأوّلِ، بعثَ الله تعالى عليهِمْ عبادًا لهُ أقوياءَ، فيقفونَ في وجه مخطّطاتِهمْ وطغيانِهمْ، وإفسادهِمْ، وهُوَ وعدٌ منَ الله تعالى لا محالَ نافذٌ، قالَ تعالى: (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا).
  • وفي هذا إشارةٌ إلى ما يأتي:
    • صفاتِ مَنْ يواجهونَ الإفسادَ وأهلَهُ، وهِيَ العبوديةُ للهِ تعالى وامتلاكُ القوّةِ.
    • وإلى أنَّ عاقبةَ الإفسادِ والخروجِ عَنْ أمرِ الله تعالى هيَ الدمارُ والهلاكُ.
    • وأنَّ اللهَ تعالى لا يظلمُ العبادَ حينَ إهلاكِهِمْ، بَلْ يعاقبُهُمْ على أفعالِهِمْ.
  • ثُمَّ تذكُرُ الآياتُ الكريمةُ أنَّ الغلبةَ بعدَ ذلكَ تعودُ لبَني إسرائيلَ، قالَ تعالى: (ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ)، فينصرُهُمْ اللهُ تعالى عليهِمْ مرّةً أُخرى، ويُمِدُّهُمْ بالمالِ والأولادِ، قالَ تعالى: (وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا)
  • ثُمَّ يحذّرُهُمُ اللهُ تعالى أنَّهمْ إنْ عادوا إلى الإفسادِ:
    • فسَيَبْعثُ مِنْ جديدٍ عبادًا لَهُ مؤمنينَ ينتصرونَ عليهِمْ كَما انتصَروا عليهِمْ أولَ مرّة، وسوفَ يُذِلّونَهُمْ، قالَ تعالى: (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ).
    • وأنَّ هؤلاءِ العبادَ المؤمنينَ سيحرّرونَ المسجدَ الأقصى منهُمْ بالقوّةِ ويدمّرونَ بَني إسرائيلَ، قالَ تعالى: (وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا).
  • وفي ذلكَ تحذيرٌ للأمّةِ مِنَ المعاصي والإفساد حتّى لا يصيبَهُمْ مثل ما أصابَ بَني إسرائيلَ.
  • ثُمَّ تبيُّن الآياتُ الكريمةُ سُنّةً مِنْ سُنَنِ الله تعالى، وَهِيَ أَنَّهُ سبحانَهُ لا يظلمُ خَلقَهُ، فإنْ أحسنوا عاملَهُمْ بالإحسانِ، وإنْ أساؤوا عاقبَهُمْ بسببِ ظلمِهِمْ، قالَ تعالى: (عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا).
  • فتذكّرُهُمُ الآياتُ الكريمةُ أنَّ طريقَ النجاة مِنْ عذابِ الله تعالى وعقابهِ هو العودةُ عمّا هُمْ فيهِ مِنَ الفسادِ، أمّا إذا استمرّوا على طريقتهِمْ فستكونُ عاقبتُهُمْ في الآخرةِ جهنّمَ لا يستطيعونَ الخروجَ مِنْها، قالَ تعالى: (وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا).

 

أستزيد

  • حدثَتْ معجزةُ الإسراءِ والمعراجِ في السابعِ والعشرينَ مِنْ شهرِ رجبٍ للعامِ العاشرِ مِنَ البعثةِ.
  • وفيها انتقلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بوساطةِ البُراقِ (وهو مخلوقٌ مِنْ مخلوقاتِ الله تعالى، سخّرَهُ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم لينقلَهُ في رحلةِ الإسراءِ) مِنَ المسجدِ الحرامِ في مكةَ المكرمةِ إلى المسجدِ الأقصى في القدسِ.
  • وهناكَ:
    • التَقى صلى الله عليه وسلم بالأنبياءِ والرسلِ السابقينَ عليهم السلام.
    • وصلّى بِهِمْ إمِامًا.
    • ثُمَّ صُعِدَ بهِ إلى السماواتِ العُلا في رحلةِ المعِراجِ.
  • وعادَ إلى مكةَ المكرمةِ في الليلةِ نفسِها.
  • وقَدْ جاءَ ذِكرُ الإسراءِ في هذهِ السورةِ، أمّا المِعراجُ فذُكِرَ في سورةِ النجمِ في الآياتِ الكريمةِ (6-18)

 

أَرْبِطُ مَعَ العِلمِ

  • يساعدُنا تطوّرُ وسائلِ الاتصالِ وسرعةُ وسائلِ النقلِ الهائلةُ اليومَ، كالطائراتِ والمركباتِ الفضائيةِ وغيرِها، على تصوّرِ معجزةِ الإسراءِ والمعِراجِ، وكيفَ أنَّ النّبيَّ صلى الله عليه وسلم عادَ مِنْ رحلةِ الإسراءِ والمعِراجِ في الليلةِ نفسِها، الّتي حصلَتْ في وقتٍ لَمْ يكنِ الناسُ فيهِ يستخدمونَ إلّا وسائلَ نقلٍ بدائيةً.