JO Academy school

Here you can browse Jo Academy school, the curriculum, questions, explanations, and much more

خصائص الحضارة الإسلاميّة وأثرها في الحياة الإنسانيّة

التربية الإسلامية - Grade المواد المشتركة أول ثانوي

التَّعلُّمُ القَبليُّ

  • الحضارة هي منظومة القيم والمبادئ وجِماع النشّاط البشريّ في ضوء الفكر والعلوم والآداب والفنون وما يتولد عنه من أسلوب الحياة.
  • وقد تعدّدت المُنجَزات الحَضاريّة للأُمّة الإسلاميّة، في الجوانب المادّيّة والمعنويّة؛ فقد قدّم المسلمون إبداعات إنسانيّة وعلميّة ساهمت في بناء الحضارة الإنسانيّة الّتي لا تزال آثارها شاهدة في عصرنا الحاضر.

 

الفَهمُ والتَّحليلُ

استمدّت الحضارة الإسلاميّة أسس بنائها من القرآن الكريم والسّنّة النّبويّة، والإفادة من العلوم والخِبْرات والتَّجارِب البشريّة، وقامت هذه الحضارة على الفضائل الخُلُقِيّة والقِيَم الإنسانيّة.

 

أولاً: خصائصُ الحضارةِ الإسلاميّةِ

تميّزت الحضارة الإسلاميّة بعدد من الميزات والخصائص، ميّزتها عن سائر الحضارات الأخرى، ومن ذلك أنّها:

أ. حضارة إيمانيّة:

  • قامت على أساس التّوحيد.
  • وأخذت مبادئها من العقيدة الإسلاميّة.
  • فهي تقدّم تصوّرًا واضحًا عن الله تعالى، وعن الكون والإنسان والحياة؛ قال تعالى: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾.
  • وبالتّالي خَلَتْ نتاجاتُها من كلّ مظاهر الوثنيّة في الفنّ، والأدب، والعِمارة، والفِكر.

ب. حضارة إنسانيّة:

  • فهي معنيّة بالإنسان في كلّ مكان وزمان، دون النّظر إلى الجنس، أو اللّون، أو الدّين، أو العِرْق، أو اللّغة، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾.
  • ومن مظاهر إنسانية الحضارة الإسلامية:
    • رفضت كلّ أنواع التّعصُّب والعُنصريّة والطّبقيّة والقوميّة.
    • حضارة لا ترتبط بإقليم معيّن ولا شعب معيّن، ولكنّها حوت جميع الشعوب، واستظلّ بظِلالها البشر كلّهم، وهذا ما أكّده القرآن الكريم في آياته، فقد استخدم ألفاظًا تدلّ على عالميّة الرّسالة وإنسانيّة الحضارة، مثل:﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ﴾ و﴿يَا بَنِي آَدَمَ﴾.
    • ساهم في بنائها العرب والفرس والهنود والأوربيّون وغيرهم من الشعوب الّتي استظلّت بنور الإسلام.

ج. حضارة شاملة:​​​

  • ظهرت آثارها في كلّ جوانب الحياة الاقتصاديّة والسّياسيّة والاجتماعيّة والفكريّة.
  • وشملت كلّ متطلّبات الإنسان الرّوحيّة والعقليّة والبدنيّة.

د. حضارة أخلاقيّة:

  • فقد أكّدت الجانب الأخلاقيّ وعدّته ركيزة أساسيّة لها.
  • مستمدّة قيمها من القرآن الكريم والسّنّة النّبويّة، حيث وردت العديد من الآيات والأحاديث الّتي تؤكّد القِيَم الإنسانيّة الأخلاقيّة، مثل قيمة العدل الّذي يُعَدُّ أحد أهمّ أسباب بقاء الحضارة ودوامها واستقرارها، وهو ما عبّر عنه الشّاعر أحمد شوقي في قوله:

وَإِنَّما الأُمَمُ الأَخْلاقُ ما بَقِيَتْ         فَإِنْ هُم ذَهَبَتْ أَخْلاقُهُم؛ ذَهَبوا

ﻫ. حضارة وَسَطِيَّة:

  • فقد تميّزت بالوسطيّة في الفكر والتّوجّه والسُّلوك، قال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا﴾.
  • وتظهر وَسَطِيَّة الحضارة في:​​​​​​​
    • التّوازن بين العمل للدُّنيا والعمل للآخرة، قال تعالى: ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا﴾.
    • حضارة متوازنة راعت الجانبينِ الرّوحيّ والمادّيّ بلا إفراط، ولا تفريط، ولا غُلوّ، ولا تَشَدُّد.

و. حضارة مَرِنَة ومُنْفَتِحَة:

  • قد انفتحت الحضارة الإسلاميّة على الحضارات السّابقة، كحضارة اليونان والرّومان بكلّ ما فيها من خِبْرات وثقافات وأفكار وعادات، فأخذت منها ما يصلح لها، وما لا يتعارض مع مبادئها.
  • ولهذا ظهرت حركة التّرجمة في عصور ازدهار الحضارة الإسلاميّة.

ز. حضارة عِلْمِيّة:

  • أَوْلى الإسلام العلم أهمّيّة عظيمة، فقد جاءت النّصوص قويّة وصريحة في بيان فضل العلم والحثّ عليه وعلى نشره، قال تعالى: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ.
  • ولهذا نشأ في العالم الإسلاميّ كثير من المدارس، والمعاهد العُليا، والمكتبات العامّة والخاصّة، مثل مكتبة بيت الحِكْمَة في بغداد.​​​​​​​​​​​​​
    • بيت الحكمة هي أول دار علميّة أقيمت في عصر الحضارة الإسلاميّة، أسّسها الخليفة العبّاسيّ هارون الرّشيد في القرن الثّالث الهجريّ، وقام بتطويرها الخليفة العبّاسيّ المأمون؛ لاهتمامه بالعلم والعلماء.

  • وفي الوقت نفسه اعتنت الحضارة بالعلماء، وقدّمت لهم الدّعم المتواصل، وشجّعت حركات التّرجمة والتّأليف والرّحلات العلميّة؛ كرحلات الإدريسيّ وابن بطوطة وابن جُبير .

 

ثانيًا: أَثرُ الحضارةِ الإسلاميّةِ في بناءِ الحضارةِ الإنسانيّةِ

نهض المسلمون بالحضارة الإسلاميّة، وأثّروا في الحضارة الإنسانيّة وارتقَوْا بإنجازاتها المختلفة في مجالات عديدة، منها:

أ. المجال العِلميّ والثّقافيّ:

  • اعتنت الحضارة الإسلاميّة بالعلوم الطبيعيّة، وغيرها، حيث قام العلماء بوضع منهج علميّ للبحث يعتمد على الملاحظة والتّجرِبة، عُرِفَ بالمنهج التّجريبيّ.
  • كما انتشرت اللُّغة العربيّة في أوروبا من خلال البعثات الطّلّابيّة الّتي قَدِمَتْ للدّراسة في جامعات الأندلس وقُرْطُبَة، حيث كانت العلوم كلّها تُدرَّس باللّغة العربيّة.

ب. المجال القِيَميّ:

  • فقد تأثّرت العديد من الأمم الّتي كانت تعيش في ظلّ الحضارة الإسلاميّة بالقِيَم الّتي جاء بها الإسلام، مثل العدالة الاجتماعيّة الّتي تجعل أفراد المجتمع كلّهم سواسية، والتّكافل الاجتماعيّ، وصلة الرَّحِم، واحترام الوالدينِ، والاهتمام بالجار واحترام المُخالِف في الدّين.

 

صورة مشرقة

قام العالم المسلم (زين الدّين عليّ بن أحمد الآمديّ)، في القرن الثّامن الهجريّ في بغداد، بابتكار نظام القراءة للمكفوفين بطريقة اللّمس، وبهذا يُعَدُّ هو المبتكر الأوّل للحروف النّافرة أو البارزة وذلك قبل اختراع العالم (لويس برايل) لطريقته بنحو ستِّمِئَةِ عام.

 

الإِثراءُ والتَّوسُعُ

يعود تراجع الدَّوْر الحضاريّ للمسلمين إلى أسباب داخليّة وخارجيّة:

أ- الأسباب الدّاخليّة:

أ. سيطرة الحياة المادّيّة وغياب الفَهم الصّحيح للمفاهيم الإسلاميةّ.

ب. انتشار الفُرْقة والعَصَبيّة.

ج. التّراجُعُ العِلْميّ وتوقُّف حركة البحث وانتشار التّقليد الأعمى.

ب- الأسباب الخارجيّة:

أ . الهيمنة الأجنبيّة عسكريًّا وسياسيًّا.

ب. الهيمنة الاقتصاديّة.

ج. الهيمنة الفكريّة والثّقافيّة عن طريق تعظيم الحياة الغربيّة.

ولذا فإنّ الواجب على المسلمين أن يعملوا على إعادة الدَّوْر الرِّياديّ للحضارة الإسلاميّة في بناء الإنسانيّة عن طريق:

أ. حُسْن فهم الإسلام والالتزام بأحكامه.

ب. الإفادة من المنهج العلميّ في بناء المعرفة.

ج. التّخلّص من السّلبيّات الّتي تعيشها بعض المجتمعات مثل التّعصُّب بصوره كافّةً، والإلحاد أو (اللادينيّة)، وعدم إدراك قيمة الوقت.