JO Academy school

Here you can browse Jo Academy school, the curriculum, questions, explanations, and much more

حضارات بلاد الشام(الانهيار)

الدراسات الاجتماعية - Grade السابع

أتخيّلُ نَفسي هناكَ: تقدّمَ الجيشُ الكِلدانيُّ إلى الغربِ، مارًّا بأراضي بلادِ الشامِ ومعلِنًا ضمَّ الممالكِ التي اجتاحَها إلى حُكمِهِ. كانتْ هذهِ بدايةَ عصرٍ جديدٍ ونهايةَ حُقبةٍ زمنيّةٍ لبلادِ الشامِ

عواملُ انهيارِ حضاراتِ بلادِ الشامِ القديمةِ

كانَ للازدهارِ الحضاريِّ في بلادِ الشامِ قديمًا دورٌ كبيرٌ في ظهورِ الممالكِ القديمةِ؛ ما جعلَها هدفًا للأطماعِ الخارجيّةِ للقوى الإقليميّةِ (الكِلدانيّةِ، والأشوريّةِ، والمصريّةِ)، التي بدأتْ تشنُّ الحملاتِ للسيطرةِ على هذِهِ الممالكِ، بالإضافةِ إلى عدّةِ عوامِلَ كانتْ سببًا في انهيارِ الممالكِ العربيّةِ القديمةِ في بلادِ الشامِ، ومِنْها:

  • عدمُ تمكُّنِ الممالكِ القديمةِ في بلادِ الشامِ مِنْ إقامةِ دولةٍ موحّدةٍ قويّةٍ قادرةٍ عَلى مواجهةِ الأطماعِ الخارجيّةِ للدولِ الكُبرى آنذاكَ في بلادِ الرافدينَ ومِصرَ، فانهارَتْ أمامَ توسُّعاتِ وهيمنةِ تلكَ القِوى.
  • ضَعفُ ممالكِ بلادِ الشامِ سياسيًّا وعسكريًّا، وتعرُّضُ ممالكِ بلادِ الشامِ لعدّةِ غزواتٍ داخليّةٍ مِنْ ممالِكَ محيطةٍ بِها
  • الأطماعُ الخارجيّةُ بالسيطرةِ عَلى المراكزِ التجاريّةِ.
  • التنافسُ التجاريُّ بينَ مِصرَ القديمةِ وحضاراتِ الشامِ القديمةِ. 
  • التوسُّعُ اليونانيُّ بقيادةِ الإسكندرِ، الذي أطاحَ ببقيّةِ تلكَ الدولِ وقَضى على الإمبراطوريّاتِ الشرقيّةِ القديمةِ.

القِوى التي غزَتْ بلادَ الشامِ قديمًا

تعرّضتْ بلادُ الشامِ قديمًا لغزوِ العديدِ مِنَ الشعوبِ مثلِ الأشوريِّينَ والبابليِّينَ والكِلدانيِّينَ والمِصريِّينَ والإغريقِ، بدءًا مِنْ أواسطِ الألفِ الثاني ق. م. إذْ غَزا حمورابي البابليُّ مدينةَ ماري الأموريّةَ في عامِ 1760 ق. م. فدمّرَ أسوارَ المدينةِ وأحرقَ القصرَ؛ وبهذا اختَفى الدورُ السياسيُّ للأموريِّينَ.

 

الحكمُ المِصريُّ

مِنْ أبرزِ المعاركِ التي دارتْ على أرضِ بلادِ الشامِ معركةُ مجدّو (Megiddo) في عامِ 1468 ق. م. التي شنّها المصريّونَ القدماءُ على الأراضيِ الكنعانيّةِ لحمايةِ مصالحِهِم التجاريّةِ وانتهتْ باستسلامِ الكنعانيِّينَ. واستمرَّ حكمُ الدولةِ المِصريّةِ لبلادِ الشامِ (12) قرنًا تقريبًا، حصلَ فيها تمازجٌ وتفاعلٌ حضاريٌّ بينَ المنطقتَينِ؛ كإقامةِ المراكزِ العسكريّةِ وتعيينِ مندوبٍ عنِ الفرعونِ لجمعِ الجزيةِ الماليّةِ، معَ الإبقاءِ عَلى العديدِ مِنَ الحكّامِ المحليِّينَ الموالينَ للحُكمِ المِصريِّ، وإنشاءِ معابدَ مِصريّةٍ في بيسانَ وعسقلانَ وغزّةَ إلى جانبِ الحامياتِ العسكريّةِ.

 

الحُكمُ الكِلدانيُّ (587 – 539 ق. م.)

سيطرَ الكِلدانيّونَ بقيادةِ (نبوخَذ نصَر) على شمالِ بلادِ الشامِ، ولاحَقوا القوّاتِ المِصريّةَ واحتلّوا عسقلانَ إلى الساحلِ الفلسطينيِّ الجنوبيِّ، وسيطَروا على مملكتَي مؤابَ وعمونَ، وفرَضوا حِصارًا على مدينةِ بصيرا عاصمةِ الأدوميِّينَ، وفرَضوا حِصارا على مدينةِ صورَ استمرَّ (15) عامًا تقريبًا، انتَهى بعقدِ اتِّفاقٍ بينَ الطرفَينِ تتمتّعُ فيهِ مملكةُ صورَ بحكمٍ ذاتيٍّ، وقدْ تمتّعتْ ممالِكُ بلادِ الشامِ بحُكمٍ مستقلٍّ مقابِلَ دفعِ الجزيةِ للملكِ الكِلدانيِّ، الذي ظلَّ يحكُمُها (48) عامًا.

 

الحُكمُ الفارسيُّ (539 - 332 ق. م.)

غَزا الفرسُ بقيادةِ (كورش) بلادَ الشامِ ومِصرَ منذُ عامِ 539 ق. م. وحكَموها حُكمًا غيرَ مباشرٍ مقابِلَ الجزيةِ، ثمَّ قسَّمَ الفرسُ فينيقيا إلى (4) ممالِكَ رئيسةٍ، هِيَ: صَيْدا، وصورُ، وأروادُ، وجُبيلُ.

 

الحُكمُ المقدونيُّ (اليونانيُّ) (336 - 323 ق. م.)

سيطرَ الإسكندرُ المقدونيُّ على معظمِ المدنِ الفينيقيّةِ، وقدْ أطاحَ صعودُ المقدونيِّينَ تدريجيًّا ببقايا الهيمنَةِ السابقةِ الفينيقيّةِ عَلى الطرُقِ التجاريّةِ في شرقِ البحرِ المتوسِّطِ واختفَتِ الثقافةُ الفينيقيّةُ تمامًا. أطلقَ المؤرِّخونَ على القرونِ الثلاثةِ التي امتدّتْ منذُ سيطرةِ الإسكندرِ بنِ فيليب المقدونيِّ على بلادِ الشامِ وإلى قيامِ الإمبراطوريّةِ الرومانيّةِ اسمَ العصرِ الهلنستيِّ (عهدِ الأسرتَينِ البطالمةِ في مِصرَ والسلوقيِّينَ في بلادِ الشامِ)، وانتشرتْ في هذِهِ الفترةِ ما عُرِفَ بالحضارةِ الهلنستيّةِ، وهِيَ مزيجٌ وتفاعُلٌ مِنَ الحضاراتِ المحلِّيّةِ في بلادِ الشامِ معَ الحضارةِ اليونانيّةِ. وقدْ أثّرتْ هذهِ الحضارةُ في الحياةِ السياسيّةِ والاقتصاديّةِ والثقافيّةِ في بلادِ الشامِ ومِصرَ وبلادِ الرافدَينِ.

ظهرتْ في هذهِ الفترةِ ما عُرِفَ بحلفِ الديكابوليس، وهوَ حلفٌ تجاريٌّ يونانيٌّ بهدفِ حمايةِ طرقِ التجارةِ في بلادِ الشامِ، ويضمُّ عشرَ مدنٍ تجاريّةٍ رئيسةٍ، هِيَ: فيلادلفيا (عمّانُ)، جراسا (جرشُ)، جدارا (أمّ قيسٍ)، بيلا (طبقةُ فحلٍ)، أبيلا أو رافانا (قويلبةُ)، دايون أو ديون (يُعتقد أنّها إيدونُ)، هيبوس (تلُّ الحصنِ)، سيكثوبوليس (بيسانُ)، كناثا (القنواتُ)، هليوبوليس (بعلبكُّ).

- أُحدِّدُ على الخريطةِ مدنَ الديكابوليس التي توجدُ في الأُردنِّ.

( كما في الشكل اعلاه)

الحُكمُ الرومانيُّ (63 ق. م. – 325 م)

خاضَ الفينيقيّونَ في قرطاجَ عدّةَ حروبٍ معَ الرومانِ عُرِفتْ بالحروبِ البونيّةِ بقيادةِ هانيبال، الذي ألحقَ بالرومانِ عدّةَ خسائِرَ، إلّا أنّ نقصَ القوّةِ البشريّةِ وقِلّةَ الإمداداتِ أدّتْ إلى هزيمتِهِ أمامَ الرومانِ في معركةِ زاما في عامِ 202 ق.م. سيطرَ الرومانُ على بلادِ الشامِ في عامِ 63 ق. م. وأنشأوا عدّةَ ممالِكَ تابعةٍ لَهُم مِنْها مملكةُ تدمُرَ ومملكةُ الرها، كما احتلَّ الإمبراطورُ الرومانيُّ تراجان البترا وقَضى على دولةِ الأنباطِ في عامِ 106م، واستمرَّ وجودُهُم في بلادِ الشامِ تحتَ اسمِ الدولةِ البيزنطيّةِ وذلِكَ بعدَ انقسامِ الإمبراطوريّةِ الرومانيّةِ إلى قسمَينِ، هُما: القسمُ الغربيُّ وعاصمتُهُ روما والقسمُ الشرقيُّ وعاصمتُهُ القسطنطينيّةُ. كما عقدَ الرومانُ تحالفًا عسكريًّا معَ الغساسنةِ الذينَ أنشأوا مملكةً لَهُم في الباديةِ الجنوبيّةِ لبلادِ الشامِ وكانتْ عاصمتُهُم بُصرى، ثمّ انتقلتْ عاصمتُهُم إلى الجابيةِ في هضبةِ الجولانِ. وقدْ وجدَ الرومانُ في الغساسنةِ حلفاءَ أقوياءَ يُمكنُ الاعتمادُ عليهِم في الصراعِ ضدَّ الفُرسِ، وبقيتْ مملكةُ الغساسنةِ مواليةً للإمبراطوريّةِ البيزنطيّةِ إلى الفتحِ الإسلاميِّ في عامِ 636م، الموافقِ للعام 15هـ، بعدَ معركةِ اليرموكِ