JO Academy school

Here you can browse Jo Academy school, the curriculum, questions, explanations, and much more

حضارات الممالك القديمة في الاردن

الدراسات الاجتماعية - Grade السابع

أتخيّلُ نَفسي هناكَ: في أثناءِ استعدادِنا للخروجِ برحلةٍ مدرسيّةٍ إلى مدينةِ البترا، قالَ لَنا مشرفُ الرحلةِ إنّنا سنسلكُ الطريقَ الملوكيَّ في أثناءِ العودةِ. سأل الطلبةُ المشرفَ: وما هذا الطريقُ؟ فأجابَ: إنّهُ الطريقُ التجاري القديمُ الذي سلكتْهُ القوافلُ التجاريّةُ القادمةُ مِنْ مِصرَ والجزيرةِ العربيّةِ إلى بلادِ الشامِ، مرورًا بخليجِ العقبةِ على البحرِ الأحمرِ إلى دمشق

موقعُ الأُردنِّ

يقعُ الأُردنُّ في الجهةِ الجنوبيّةِ الشرقيّةِ مِنْ بلادِ الشامِ، ويُشكِّلُ حلقةَ وصلٍ بينَ بلادِ الشامِ شمالًا وشِبهِ الجزيرةِ العربيّةِ جنوبًا، وبينَ بلادِ الشامِ والعراقِ وإفريقيا العربيّةِ مِنْ جهةِ الغرب؛ إذْ تفاعلتْ على أرضِهِ معظمُ الحضاراتِ القديمةِ المهاجرةِ مِنْ جزيرةِ العربِ. وقدْ جعلَ هذا الموقِعُ الأُردنَّ يتحكّمُ بطرقِ المواصلاتِ القديمةِ، كما أنّ تمتُّعَهُ بالمُناخِ المعتدلِ وكثرةِ ينابيعِهِ وخُصوبةِ أراضيهِ، أسهمَ في نشوءِ العديدِ مِنَ الحضاراتِ القديمةِ.

 

المملكةُ الأدوميّةُ: (2000 ق. م.)

هاجرَ الأدوميّونَ مِنْ شبهِ الجزيرةِ العربيّةِ إلى جنوبِ الأُردنِّ، حيثُ أسّسوا مملكتَهُم التي امتدّتْ مِنْ منطقةِ الشراةِ مِنْ وادي الحسا شمالًا إلى العقبةِ جنوبًا، واتّخذوا مدينة بصيرا في جنوبِ الطفيلةِ عاصمةً لَهُم. وقدْ عُثِرَ على الكثيرِ مِنَ المخلّفاتِ الأثريّةِ التي تركوها مثلِ: الأختامِ والقِطَعِ الفَخّاريّةِ، كَما أنشأوا العديدَ مِنَ البركِ والخزّاناتِ المائيّةِ، ومِنْ بقايا آثارِهِم قريةُ السلعِ في محافظةِ الطفيلةِ. وأقاموا علاقاتِ تجاريّةً معَ المناطقِ المجاورةِ لَهُم مثلِ: مِصرَ غربًا ومؤابَ وفِلَسطينَ شمالًا والجزيرةِ العربيّةِ جنوبًا.

جاءتْ تسميةُ الأدوميِّينَ هذا الاسمَ نسبةً الى اللونِ الآدامِ (Adam) أوِ الأحمرِ الداكنِ، الذي يُميِّزُ المنطقةَ ذاتَ الصخورِ الحمراءِ التي سكَنوها.

وردَ ذكرُ الأدوميِّينَ في المصادرِ الأشوريّةِ واليونانيّةِ والمصريّةِ القديمةِ باسمِ (أدوميا) و(إدوميا)، وذكرَ المؤرِّخُ اليونانيُّ (سترابو) أنّ الأدوميِّينَ أصلُ الأنباطِ.

المملكةُ المؤابيّةُ (1200 ق. م.)

ظهرتْ حضارتُهُم في منطقةِ مؤابَ (الكركِ حاليًّا) وامتدَّ نفوذُهُم مِنْ وادي الموجبِ شَمالًا إلى وادي الحَسا جنوبًا، واتّخذوا ذيبانَ (ديبون) عاصمةً لَهُم، ومِنْ مدنِهِم المشهورةِ: مأدبا، وجبلُ نبّو، والكركُ، والربّةُ.

ضمّتْ هذِهِ المملكةُ سهولًا ومرتفعاتٍ جبليّةً صالحةً للزراعةِ ورعيِ الماشيةِ، وكانتِ الكتابةُ المؤابيّةُ مماثلةً للخطِّ العمونيِّ. ومِنْ أبرزِ النقوشِ المؤابيّةِ نقشُ الملكِ ميشَع Mesha الذي دوّنَ إنجازاتِهَ وأعمالَهُ على مسلّةٍ بازلتيّةٍ عُرِفتْ بحجرِ ميشَع The Mesha Stele الذي يُعدُّ مِنَ الشواهدِ التاريخيّةِ عَلى هذهِ الحضارةِ، وموجودٌ حاليًّا في متحفِ (اللوفر) في (باريس).

متحفُ (اللوفَر) مِنْ أهمِّ المتاحفِ الفنِّيّةِ في العالَمِ، ويقعُ على نهرِ (السين) في العاصمةِ الفرنسيّةِ (باريس). ويُعدُّ أكبرَ صالةِ عرضٍ للفنِ عالميًّا وفيهِ العديدُ مِنْ معالمِ الحضاراتِ الإنسانيةِ

 

المملكةُ العمونيّةُ (1500 - 850) ق. م.

جاءَ العمونيّونَ مِنْ شبهِ الجزيرةِ العربيّةِ في حدودِ القرنِ الثاني عشرَ قبلَ الميلادِ، وامتدّتْ مملكتُهُم مِنْ نهرِ الزرقاءِ شمالًا إلى وادي الموجبِ جنوبًا، واتّخذوا مِنْ ربّةِ عمونَ (عمّانَ) عاصمةً لَهُم. ومِنْ أبرزِ مزايا هذهِ المنطقةِ خصوبةُ التربةِ ووفرةُ المياهِ ولا سيّما نبعُ رأسِ العينِ الذي يُعدّ أحدَ منابعِ نهرِ الزرقاءِ؛ ما أسهمَ في ازدهارِ النشاطِ الزراعيِ، بالإضافةِ إلى الموقعِ المميِّزِ على الطريقِ التجاريِّ الملوكيِّ. ومِنْ أشهرِ ملوكِهِم طوبيا العمونيُّ آخرُ الملوكِ العمونيِّيَن الذي ارتبطَ اسمُهُ بآثارِ قصرِ العبدِ. وما زالتْ بعضُ آثارِ العمونيِّينَ موجودةً إلى وقتِنا الحاليِّ، مثلُ رجمِ الملفوفِ الذي يقعُ في جبلِ عمّانَ، وجدرانِ الأسوارِ في جبلِ القلعةِ، والآبارِ الموجودةِ في الصخرِ الجيريِّ، والتماثيِل التي اكتُشفتْ في جبلِ القلعةِ.

 

وفي عامِ 1972م، اكتُشفت بقايا أثريّةٌ في تلِّ سيران في منطقةِ الجبيهةِ - الجامعةِ الأردنيّةِ مِنْ أهمِّها (قارورةُ تلِّ سيران) التي تحدّثتْ عن (3) ملوكٍ عمونيِّينَ هُم: عَمي نداب الأوّلُ وبِن هِصيل أيْل وعَمي نداب الثاني وإنجازاتِهِم الزراعيّةِ، وتكمنُ أهمِّيّةُ هذا النقشِ بأنّهُ أطولُ النصوصِ التي وصلتْ إلينا عنْ هذِهِ الفترةِ، وكانتْ تشملُ (8) أسطرٍ مكوّنةً مِنْ (29) حرفًا.

 

 

 

مهارات التعلم: السبب والنتيجة

 

السببً: وفرة المياه وخصوبة التربة وملائمتها للنشاط الزراعي

النتيجةُ: نشوءُ حضارةِ العمونيِّينَ في القربِ مِنْ نهرِ الزرقاءِ.   

 

 

 

 

 

 

 

مملكةُ الأنباطِ (169 ق. م.)

 

جاءَ الأنباطُ إلى جنوبِ الأُردنِّ مِنْ شبهِ الجزيرةِ العربيّةِ في القرنِ التاسعِ قبلَ الميلادِ، وامتدّتْ دولتُهُم لتشملَ وادي الموجبِ ووادي موسى والعقبةِ ومدائِنِ صالحٍ جنوبًا وبُصرى الشامِ شَمالًا، وبِهذا يكونُ الأنباطُ قدْ سيطَروا عَلى طريقِ التجارةِ البرِّيّةِ، واستَطاعوا توحيدَ منطقةِ الأُردِّن بعدَ أن ضمّوا إليها مملكةَ أدومَ ومؤابَ ومنطقةَ مدينَ. وقدْ تميّزَ الأنباطُ في نشاطِهِم التجاريِّ؛ إذْ وصلتْ صناعاتُهُم وبضائعُهُم إلى الصينِ شرقًا وسواحلِ إيطاليا وبريطانيا غربًا.

سادَ نظامُ الحكمِ الملكيِّ الوراثيِّ في مملكةِ الأنباطِ وحملَ أغلبُ ملوكِ الأنباطِ اسمَ الحارثِ، وكانتْ زوجةُ الملكِ تُشاركُهُ في الحكمِ، وحازت نساءُ الأنباطِ حقوقًا متساويةً معَ الرجالِ؛ إذْ استطعنَ امتلاكَ ووراثةَ وبيعَ الممتلكاتِ، ورفعَ الدعاوى القضائيّةَ وتمثيلَ أنفسِهِنَّ في المحكمةِ. وقدْ ظهرتْ صورةُ زوجةِ الملكِ عَلى العملاتِ المعدِنيّةِ. وكانتْ عاصمتُهُم بترا وتَعني الصخرَ، وهِيَ مدينةٌ منحوتةٌ بالصخرِ الورديِّ؛ لذا، أُطلِقَ علَيْها اسمُ المدينةِ الورديّةِ. كما تركَ الأنباطُ العديدَ مِنَ المواقعِ الأثريّةِ مِنْ أشهرِها (أمُّ الجمالِ) التي تقعُ في الشمالِ الشرقيِّ للأُردنِّ، ومدائِنُ صالحٍ في شمالِ السعوديّةِ. وقدْ اختيرَتِ البترا إحدى عجائبِ الدنيا السبعِ الجديدةِ في عامِ 2007م

 

الحياةُ الاقتصاديّةُ في ممالكِ الأردنِّ القديمةِ

الزراعة

ازدهرتِ الزراعةُ في المملكةِ المؤابيّةِ والعمونيّةِ، مستغّلينَ وَفرةَ المياهِ وخصوبةَ التربةِ؛ فزرعوا العنبَ والزيتونَ في المرتفعاتِ وبعضَ المحاصيلِ في الأراضي السهليّةِ.

كما طوّرَ الأنباطُ هندسةً للريِّ للتغلُّبِ على شُحِّ الأمطارِ في منطقتِهِم؛ فبنوا القنواتِ الحجريّةَ والأنابيبَ الفَخّاريّةَ لنقلِ مياهِ الشربِ، وبَنوا السلاسلَ الحجريّةَ لِتفادي انجرافِ التربةِ، وحَفروا الآبارَ والسدودَ والبِرَكَ لجمعِ مياهِ الأمطارِ واستخدامِها في الشربِ والزراعةِ.

مهارات التعلم: السبب والنتيجة

السببُ: جمعِ مياهِ الأمطارِ واستخدامِها في الشرب والزراعةِ.

النتيجة:حفرُ قنواتِ الريِّ على طولِ ممرِّ السيقِ في مدينةِ البترا.

 

 

 

 

 

 

 

الصناعةُ

ظهرتْ عدّة صناعاتٍ في ممالكِ الأُردنِّ القديمةِ: كصناعةِ الأدواتِ الزراعيّةِ، وصناعةِ الموادِّ الغذائيّةِ، وصناعةِ المَعدّاتِ الحربيّةِ كالخناجرِ ورؤوسِ السهامِ مِنَ البرونزِ، والصناعاتِ الفَخّاريّةِ التي تميّزتْ بدقّتِها وجمالِ زخارِفِها. وظهرتْ لَدى الأنباطِ صناعاتُ التعدينِ؛ فاستخرَجوا النحاسَ والحديدَ والذهبَ والفضّةَ مِنْ مناطِقِ وادي عربةَ ووادي فنانَ، واستخدَموها لصناعةِ الحُلِيِّ والمجوهراتِ وسكّوا عملتَهُم مِنَ الفضّة.

التجارةُ

أسهمَ موقعُ هذِهِ الممالكِ القديمةِ على خطِّ القوافلِ التجاريّةِ بينَ مِصرَ والشامِ وشبهِ الجزيرةِ العربيّةِ في تطوُّرِ التجارةِ، وعمِلوا على بناءِ التحصيناتِ عَلى طولِ الطريقِ لحمايةِ القوافلِ التجاريّةِ. ولعِبَ الأنباطُ دورَ الوسيطِ التجاريِّ بينَ كلٍّ مِنْ جنوبِ الجزيرةِ العربيّةِ وبلادِ الرافدينِ (العراقِ) وموانئِ البحرِ المتوسِّطِ، وفرَضوا الضرائبَ عَلى القوافلِ مقابلَ حمايَتِها. ومِنْ أهمِّ السلَعِ التي تاجَروا بِها؛ المنسوجاتُ والمعادنُ والفَخّارُ والزيوتُ كزيتِ الزيتونِ وزيتِ السمسمِ، والملحُ الذي كانَ يُستخرَجُ مِنَ البحرِ الميِّتِ بكمِّيّاتٍ كبيرةٍ، وكانوا يستورِدونَ البخورَ والتوابلَ واللؤلؤَ مِنَ الهندِ والحريرَ مِنَ الصينِ.

 

- أُفسِّرُ: كيفَ أثّرَ الموقعُ الجغرافيُّ لمملكةِ الأنباطِ في ازدهارِ النشاطِ التجاريِّ؟

أسهمَ الموقعُ المتوسط على خطِّ القوافلِ التجاريّةِ بينَ مِصرَ والشامِ وشبهِ الجزيرةِ العربيّةِ في تطوُّرِ التجارةِ، من خلال حمايةِ القوافلِ التجاريّةِ وفرَض الضرائبَ