المنطق

  

 علمُ المنطقِ

 

إنَّ معظمَ الناسِ لا يعرفونَ المعنى الدقيقَ للمنطقِ، ولا يعرفونَ كثيرًا عنهُ، إلّا أنَّ كلمةَ "المنطقِ" مُحَبَّبَةٌ إلى قلوبِهِمْ.

 المنطقُ: المفهومُ والأهميةُ

الإنسانُ بطبيعتِهِ كائنٌ منطقيٌّ؛ بمعنى أنَّهُ الكائنُ الوحيدُ الذي منحَهُ اللهُ تعالى ميزةَ التفكيرِ والاستنتاجِ والربطِ.

والمنطقُ: هوَ علمُ الاستدلالِ الصحيحِ المؤدّي إلى الوصولِ إلى نتائجَ وحقائقَ عن الخالقِ والكونِ والإنسانِ. ولتعرّفِ أهميةِ المنطقِ، أتأمّلُ الشكلَ الآتيَ، ثمّ أجيبُ عمّا يليهِ:

 

• أفسّرُ كيفَ يستطيعُ الإنسانُ تمييزَ الصوابِ من الخطأِ.

من خلال الاستدلال الصحيح المؤدي الى الصواب.

 

 أتحقّقُ من تعلُّمي

• أستنتجُ المقصودَ بمفهومِ العالِمِ الموسوعيِّ.

العالم الذي يبرز في اكثر من علم فهو موسوعة 

 

• أفسّرُ: لُقِّبَ الفيلسوفُ (أرسطو) بالمعلّمِ الأولِ، ولُقِّبَ الفيلسوفُ (الفارابيُّ) بالمعلّمِ الثاني.

          لأن الفلاسفة المسلمون اقبسوا كثيرا من أقواله وتبنوها وطوروها، أما الفارابي لإبداعه في علم الفلسفة.

 

موضوعاتُ علمِ المنطقِ

أتأمّلُ النصَّ الآتيَ، ثمّ أجيبُ عمّا يليهِ:

دخلَ المعلّمُ إلى الغرفةِ الصفيةِ وحيّى طلبتَهُ، ولمحَ في أعينِهِمُ الترقُّبَ والفضولَ:

المعلّمُ: ما لي أراكُمْ مترقّبينَ والفضولُ يملأُ أعينَكُمْ؟

 زيدٌ: عنوانُ وَحدتِنا اليومَ هوَ: المنطقُ، ونحنُ لا نعرفُ شيئًا عن هذا العلمِ إلّا اسمَهُ.

المعلّمُ: هذا يعني أنَّنا سوفَ نستمتعُ في هذهِ الوحدةِ، وأنا متيقّنٌ أنَّكم معَ نهايةِ دراستِها ستحصلونَ على إجاباتِ الأسئلةِ التي تدورُ في أذهانِكُمُ الآنَ.

أزهارُ: ما موضوعاتُ علمِ المنطقِ يا أستاذي؟ وماذا سوفَ ندرسُ فيهِ؟

المعلّمُ: يتكوّنُ علمُ المنطقِ من موضوعاتٍ عدّةٍ يوضّحُها الشكلُ الآتي:

 

وجميعُها تهدفُ للوصولِ إلى معرفةٍ موثوقةٍ في أيِّ عِلْمٍ.

 جعفرٌ: كيفَ ذلكَ يا أستاذي؟

المعلّمُ: يُعَبَّرُ عن جميع العلومِ عن طريقِ اللغةِ، وقد هدفَتْ قواعدُ علمِ المنطقِ عندَ وضعِها للوصولِ إلى معرفةٍ صحيحةٍ عن اللغةِ التي يُعَبَّرُ بها عن العلومِ؛ لذا نجدُ مَنْ يعرّفُ علمَ المنطقِ بأنَّهُ علمٌ لُغَوِيٌّ.

سناءُ: أرجو أنْ توضّحَ لنا لِمَ يُعَدُّ علمُ المنطقِ علمًا لُغَوِيًّا.

المعلّمُ: تعلّمْتُمْ يا أحبّائي في مبحثِ اللغةِ العربيةِ أنَّ الجملةَ نوعانِ، هما: الجملُ الخبريةُ، والجملةُ الإنشائيةُ.

بسامٌ: صحيحٌ يا أستاذي، ومعنى الجملةِ الخبريةِ: هي الجملةُ التي تحتوي على معلوماتٍ يمكنُ التحقُّقُ من مصداقيّتِها بمقارنتِها معَ الواقعِ أو عن طريقِ التجرِبةِ.

المعلّمُ: أحسنْتَ يا بسامُ، والآنَ يا أحبائي تأمّلوا البطاقاتِ الآتيةَ التي تشتملُ على أمثلةٍ توضيحيةٍ:

 

المثالُ الأولُ: السماءُ صافيةٌ هذا اليومَ.

       

المعلّمُ: ماذا تلاحظينَ يا حنينُ في المثالِ الواردِ في البطاقةِ الأولى؟

حنينُ: إنّها جملةٌ تحتوي معلومةً عنِ السماءِ بأنَّها صافيةٌ، وهي جملةٌ صادقةٌ إذا طابقَتِ الواقعَ؛ أيْ إنْ كانَتِ السماءُ صافيةً حقًّا، وإلّا فهي جملةٌ كاذبةٌ.

المثالُ الثاني: ذهبَ الطالبُ إلى المدرسةِ.

 

المعلّمُ: وأنتَ يا يوسفُ، ماذا تلاحظُ في المثالِ الثاني؟

يوسفُ: تحتوي الجملةُ على معلومةٍ تتعلّقُ بالطالبِ بأنّهُ ذهبَ إلى المدرسةِ، فإن ذهبَ الطالبُ فعلًا إلى المدرسةِ فهيَ جملةٌ صادقةٌ، وإن لم يذهبْ إلى المدرسةِ فهي جملةٌ كاذبةٌ.

المثالُ الثالثُ: اشترى التاجرُ البضاعةَ، ثمَّ باعَها للناسِ.

 

المعلّمُ: والآنَ جاءَ دورُكِ يا ديمةُ، أخبرينا ماذا تلاحظينَ في المثالِ الواردِ في البطاقةِ الثالثةِ.

ديمةُ: إذا ثبتَ أنَّ التاجرَ اشترى بضاعةً وباعَها فهيَ جملةٌ صادقةٌ، أمّا إذا ثبتَ أنَّه اشترى بضاعةً ولم يَبِعْها، أو أنَّهُ لم يَشْتَرِ البضاعةَ أصلًا فهيَ جملةٌ كاذبةٌ.

المعلّمُ: أحسنْتُمْ جميعًا. والآنَ لنستنتجْ معًا أنَّ الجملةَ الخبريةَ: هيَ جملةٌ تحتوي على معلومةٍ أو أكثرَ، ويمكنُ فحصُ صدقِها أو كَذِبِها، وتُسمّى في المنطقِ القضيةَ المنطقيةَ، وهذا النوعُ منَ الجُملِ هوَ محورُ الموضوعِ.

سَحَرُ: لماذا لا يعتمدُ المنطقُ الجملةَ الإنشائيةَ أو يهتمُّ بها؟

المعلّمُ: لأنَّ الجملةَ الإنشائيةَ جملةٌ لا تعطينا معلومةً أو معرفةً، ولا يمكنُ التأكُّد من صدقِها أو كَذِبِها، ولها أنواعٌ عدّةٌ، هل تعرفونَ شيئًا منها؟

سحرُ: جملةُ الأمرِ، مثلُ قولِنا: ادْرُسي.

نائلٌ: جملةُ النهيِ، مثلُ قولِنا: لا تكذبْ.

سميرةُ: جملةُ التعجّبِ، مثلُ قولِنا: ما أجملَ السماءَ!

ديمةُ: جملةُ الاستفهامِ، مثلُ قولِنا: كَمْ عمرُكِ؟

المعلّمُ: أحسنْتُمْ، وهناكَ أنواعٌ كثيرةٌ منَ الجملِ لا يوجدُ فيها معارفُ أو معلوماتٍ.

بسامٌ: حينَ أقولُ: " أمرَ الأبُ ابنَتهُ وقالَ لها: اقرئي"، فهذهِ الجملةُ تخبرُنا أنَّ الأبَ يأمرُ ابنتَهُ بأنْ تقرأَ، أليسَ الأمرُ هنا جملةً إنشائيةً؟

المعلّمُ: بلى يا بسامُ، ولكنْ لاحظْ أنَّ الجملةَ التي ذكرْتَها تختلفُ تمامًا عنْ جملةِ الأمرِ وحدَها حينَ نقولُ: " اقرأْ"؛ لذا لا يهتمُّ علمُ المنطقِ بالجملِ الإنشائيةِ، ولا يبحثُ فيها.

  أتحقّقُ من تعلُّمي

• أُعطي ثلاثَ أمثلةٍ على الجملِ الخبريةِ، وأحدّدُ محورَ الكلامِ في كلٍّ منها.

- تشرق الشمس من الشرق. الشمس تشرق من الشرق وهي حقيقة.

- ذهبت الطالبة الى الجامعة. تحتوي الجملة على معلومة تتعلق بالطالبة فإذا ذهبت فعلا فهي جملة صلدقة

- اشترى عمر هاتف ، اذا ثبت أن عمر اشترى هاتفا فهي جملة صادقة

 

• أقارنُ بينَ الجملِ الخبريةِ والإنشائيةِ من حيثُ: المفهومُ، واهتمامُ علمِ المنطقِ بكلٍّ منها.

الجملةَ الخبريةَ: هيَ جملةٌ تحتوي على معلومةٍ أو أكثرَ، ويمكنُ فحصُ صدقِها أو كَذِبِها، وتُسمّى في المنطقِ القضيةَ المنطقيةَ، وهذا النوعُ منَ الجُملِ هوَ محورُ الموضوعِ.

       لا يعتمدُ المنطقُ الجملةَ الإنشائيةَ أو يهتمُّ بها لأنَّ الجملةَ الإنشائيةَ جملةٌ لا تعطينا معلومةً أو معرفةً، ولا يمكنُ التأكُّد من صدقِها أو كَذِبِها ولها أنواعٌ عدّةٌ

 

• أفسّرُ كلًّا ممّا يأتي:

• يُعَرَّفُ علمُ المنطقِ بأنَّهُ علمٌ لُغَوِيٌّ.

يُعَبَّرُ عن جميع العلومِ عن طريقِ اللغةِ، وقد هدفَتْ قواعدُ علمِ المنطقِ عندَ وضعِها للوصولِ إلى معرفةٍ صحيحةٍ عن اللغةِ التي يُعَبَّرُ بها عن العلومِ؛ لذا نجدُ مَنْ يعرّفُ علمَ المنطقِ بأنَّهُ علمٌ لُغَوِيٌّ.

• لا يعتمدُ علمُ المنطقِ الجملةَ الإنشائيةَ.

لأنَّ الجملة الانشائية َ جملةٌ لا تعطينا معلومةً أو معرفةً، ولا يمكنُ التأكُّد من صدقِها أو كَذِبِها

• أصنّفُ كلًّا من الجملِ الآتيةِ إلى جملٍ خبريةٍ أو جملٍ إنشائيةٍ:

الجملةُ	جملةٌ خبريةٌ	جملةٌ إنشائيةٌ
خالدُ بنُ الوليدِ قائدُ معركةِ اليرموكِ.
لا تُدَخِّنْ.
الشريفُ الحسينُ بنُ عليٍّ قائدُ الثورةِ العربيةِ الكبرى.
ما أجملَ الربيعَ!
الرأيُ العامُّ مفيدٌ في توجيهِ الحكومةِ.
هل أنتِ سعيدةٌ؟