القضايا المنطقية

القضايا المنطقيةُ

 

القضايا المنطقيةُ وسيلةٌ عمليةٌ لترتيبِ أفكارِنا ترتيبًا سليمًا.

 

مكوّناتُ القضيةِ المنطقيةِ

تتكوّنُ القضيةُ المنطقيةُ من أربعةِ عناصرَ أساسيةٍ، هي: موضوعُ القضيةِ، ومحمولُ القضيةِ، ورابطُ القضيةِ، وسورُ القضيةِ.

أوّلًا: موضوعُ القضيةِ: هو محورُ كلامِ القضيةِ المنطقيةِ، ويمكنُ معرفتُهُ من إجابةِ السؤالِ: "عن ماذا تتكلّمُ القضيةُ؟". ومن الأمثلةِ عليهِ:

- الطيورُ لها أجنحةٌ.

موضوعُ القضيةِ هو "الطيورُ"؛ لأنَّها هي محورُ القضيةِ، ونستطيعُ تمييزَهُ إذا سألْنا: عن ماذا تتكلّمُ القضيةُ السابقةُ؟ فإنَّ الجوابَ يكونُ: "عن الطيورِ".

-أفعى الكوبرا سامّةٌ.

موضوعُ القضيةِ هو "أفعى الكوبرا"؛ لأنَّنا لو سألْنا: عن ماذا تتكلَّمُ القضيةُ؟ يكونُ جوابُنا: عن أفعى الكوبرا. إذًا محورُ القضيةِ هو: أفعى الكوبرا.

 

أطبّقُ: أستخرجُ موضوعَ كلِّ قضيةٍ من القضايا الواردةِ في الجدولِ الآتي:

القضيةُ	موضوعُ القضيةِ
حسنٌ طالبٌ مجتهدٌ.	حسن
الجوُّ غائمٌ.	الجو
التدخينُ مُضِرٌّ بالصحةِ.	التدخين
الرأيُ العامُّ أداةٌ حقيقيةٌ لقياسِ الديمقراطيةِ.	الديمقراطية

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ثانيًا: محمولُ القضيةِ: هو ما يُثْبَتُ أو يُنْفى بِهِ صفةٌ أو صفاتٌ عن موضوعِ القضيةِ، وهو ما يُفْحَصُ في الواقعِ.

ومن الأمثلةِ عليهِ:

• ريماسُ طالبةٌ في الصفِّ العاشرِ.

موضوعُ القضيةِ هوَ: "ريماسُ"؛ لأنَّها محورُ القضيةِ، أمّا محمولُها فهوَ "طالبةٌ في الصفِّ العاشرِ"؛ لأنَّهُ يحملُ المعلوماتِ عن الموضوعِ، وهو ما يُفْحَصُ في الواقعِ.

• مدينةُ البترا من عجائبِ الدنيا السبعِ.

موضوعُ القضيةِ هو: "مدينةُ البترا"، ومحمولُها هو: "من عجائبِ الدنيا السبعِ"

أطبق:أستخرجُ محمولَ القضيةِ لكلٍّ منَ القضايا الواردةِ في الجدولِ الآتي:

القضيةُ	محمولُ القضيةِ
الجامعةُ الأردنيةُ مقرُّها الرئيسُ في مدينةِ عمّانَ.	مقرها الرئيس في مدينة عمان
احترامُ الكبيرِ من أهمِّ قواعدِ السلوكِ الإيجابيِّ.	أهم قواعد السلوك الإيجابي
سارةُ طالبةٌ متفوّقةٌ في الفلسفةِ.	طالبة متفوقة في الفلسفة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ثالثًا: رابطُ القضيةِ: هو الجزءُ من الجملةِ الذي يربطُ بينَ موضوعِ القضيةِ ومحمولِها.

ومنَ الأمثلةِ عليهِ:

• الأعزبُ هو شابٌّ غيرُ متزوّجٍ.

موضوعُ القضيةِ: "الأعزبُ"، ومحمولُها: "شابٌّ غيرُ متزوّجٍ"، ورابطها: "هو".

• الأبطالُ هُمْ مَنْ يدافعونَ عن الوطنِ.

موضوعُ القضيةِ: "الأبطالُ"، ومحمولُها: "يدافعونَ عن الوطنِ"، ورابطُها: "هُمْ".

هل تعلمُ؟

لا يظهرُ رابطُ القضيةِ في معظمِ القضايا المنطقيةِ باللغةِ العربيةِ، بلْ يُقَدَّرُ تقديرًا ؛ لِكَيْلا تصبحَ الجملةُ ركيكةً لُغَوِيًّا. ومثالُ ذلكَ: الحديدُ يتمدّدُ بالحرارةِ. فموضوعُ القضيةِ: "الحديدُ"، ومحمولُها: " يتمدّدُ بالحرارةِ". نلاحظُ أنَّ رابطَ القضيةِ لم يظهرْ في المثالِ؛ لِكَيْلا تصبحَ نصُّ القضيةِ ركيكًا لُغَوِيًّا، أمّا في حالِ طُلِبَ ذِكْرُ عناصرِ القضيةِ المنطقيةِ فيُذْكَرُ الرابطُ، مع الإشارةِ إلى أنَّهُ غيرُ ظاهرٍ لأنَّ ظهورَهُ يُضعفُ لغةَ الجملةِ. ويغلبُ أن تكونَ الروابطُ هي ضمائرَ الرفعِ المنفصلةِ، مثلَ: هُوَ، هِيَ، هُمْ، هؤلاءِ.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أطبّقُ: أستخرجُ رابطَ القضيةِ في كلٍّ من القضايا الواردةِ في الجدولِ الآتي:   

القضيةُ	رابطُ القضيةِ
الماءُ هو الذي يعطي الحياةَ للأشجارِ.	هو
وسائلُ التواصلِ الاجتماعيِّ هي إحدى  وسائلِ التعبيرِ عن آرائِنا.	هي
الصحافةُ وسيلةٌ للمعرفةِ.	تقديراً هي
العيشُ بأمانٍ هو من أهمِّ حقوقِ الإنسانِ.	هو

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

رابعًا: سورُ القضيةِ: هي الكلمةُ التي تحدّدُ إن كانَ الحُكمُ على أفرادِ الموضوعِ حُكمًا كُلّيًّا أم جزئيًا؛ أيْ أنَّهُ محصورٌ في فئةٍ معيّنةٍ منهم، ويأتي على حالتينِ، هُما:

1.  سورٌ من حيثُ الكَمُّ: وهو الذي يحدّدُ أفرادَ الموضوعِ إن كانَ يشملُهُمْ جميعًا أم جزءًا منهمْ، وتُستخدَمُ فيهِ كلماتٌ دالّةٌ، مثلُ: كلٍّ، أو بعضٍ. ومنَ الأمثلةِ عليهِ:

• كلُّ طلبةِ الصفِّ هُمْ من سكانِ محافظةِ إربدَ.

موضوعُ القضيةِ: "طلبةُ الصفِّ"، ومحمولُها: "سكانِ محافظةِ إربدَ"، ورابطُها: "هُمْ"، وسورُها: "كلُّ"، وفي هذهِ الحالةِ تُسمّى القضيةُ قضيةً كلّيّةً.

• بعضُ الحيواناتِ مفترسةٌ.

موضوعُ القضيةِ: "الحيواناتِ"، ومحمولُها: "مفترسةٌ"، ورابطها: "هي" إلّا أنَّهُ غيرُ ظاهرٍ، وسورُها: "بعضُ"، وفي هذهِ الحالةِ تُسمّى القضيةُ قضيةً جزئيةً.

• أحمدُ طالبٌ في الصفِّ العاشرِ.

ألاحظُ في هذا المثالِ أنَّ سورَ القضيةِ غيرُ موجودٍ لفظًا، إلّا أنَّني أستطيعُ معرفتَهُ عن طريقِ معنى القضيةِ، فهيَ قضيةٌ تتحدثُ عن فردٍ واحدٍ، ومن ثَمَّ فهي قضيةٌ جزئيةٌ، ومانعُ ظهورِ السورِ هو مانعٌ لُغَوِيٌّ وليسَ مانعًا منطقيًّا، فلو كان المثالُ: "بعضُ أحمدَ هوَ طالبٌ في الصفِّ العاشرِ"، لأصبحَتِ الجملةُ ركيكةً جدًّا، بل ليسَ لها معنى.

2.  سورٌ من حيثُ الكَيفُ: هو الذي يُثْبِتُ صفاتِ الموضوعِ أو ينفيها عنهُ، ففي حالِ أُثبِتَتِ الصفاتُ فتُسمّى القضيةُ قضيةً مثبَتةً أو موجِبةً، أمّا إذا وردَتْ في القضيةِ أداةُ نَفْيٍ، عندئذٍ تُسمّى القضيةُ قضيةً منفيةً أو سالبةٍ. ومنَ الأمثلةِ عليهِ:

• بعضُ الأشجارِ ليسَتْ مثمرةً.

موضوعُ القضيةِ: "الأشجارِ"، ومحمولُها: " ليسَتْ مثمرةً"، ورابطُها: "هي" إلّا أنَّهُ غيرُ ظاهرٍ، وسورُها: "بعضُ"، وهذهِ القضيةُ منفيةٌ، وهي في الوقتِ نفسِهِ جزئيةٌ؛ لذا تُسمّى "قضيةً جزئيةً سالبةً".

• كلُّ الزواحفِ لا تطيرُ.

موضوعُ القضيةِ: "الزواحفِ"، ومحمولُها: "لا تطيرُ"، ورابطُها: "هي" إلّا أنَّهُ غيرُ ظاهرٍ، وسورُها: "كلُّ"، وهذهِ القضيةُ منفيةٌ، وهي في الوقتِ نفسِهِ كلّيّةٌ؛ لذا تُسمّى "قضيةً كلّيّةً سالبةً"

 

أطبّقُ: أستخرجُ منْ كلِّ قضيةٍ في الجدولِ الآتي، سورًا من حيثُ الكَمُّ وسورًا من حيثُ الكَيفُ:

القضيةُ	سورٌ من حيثُ الكَمُّ	سورٌ من حيثُ الكَيفُ
لا حديدَ يلمعُ.		لا حديد يلمع
كلُّ الشوارعِ المعبَّدةِ تصلحُ لمسيرِ السياراتِ.	كل الشوارع
المعادنُ يُستَفادُ منها في الصناعاتِ.		المعادن يستفاد منها في الصناعات
بعضُ الحدودِ بينَ الدولِ خطوطٌ مستقيمةٌ.	بعض الحدود

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 أتحقّقُ من تعلُّمي

• أبيّنُ وجهَ الشَّبَهِ والاختلافِ بينِ موضوعِ القضيةِ ومحمولِها.

وجه الشبه: كلاهما من مكونات القضية.

وجه الاختلاف: موضوع القضية هو محور كلام القضية، أما محمولها هو ما يثبت أو ينفى به صفة أو صفات عن موضوع القضية.

 

• أصنّفُ كلًّا من القضايا المنطقيةِ الآتيةِ إلى عناصرِها الأساسية وفقَ الجدولِ أدناهُ:

القضيةُ	الموضوعُ	المحمولُ	الرابطُ	السورُ
بعضُ السوائلِ حارّةٌ.	السوائل	السوائل الحارة	غير ظاهر	بعض
كلُّ الغازاتِ غيرُ مرئيةٍ.	الغازات	غير مرئية	غير ظاهر	كل
كلُّ العصائرِ مفيدةٌ للإنسانِ.	العصائر	مفيدة للإنسان	غير  ظاهر	كل
بعضُ الناسِ تَمْلِكُ سيّاراتٍ.	الناس	تمتلك سيارات	غير ظاهر	بعض
بعضُ وسائلِ الإعلامِ تؤثّرُ في الرأيِ العامِّ.	وسائل الإعلام	تؤثر في الرأي العام	غير ظاهر	بعض
بعضُ مظاهرِ السلوكِ الإيجابيِّ اللباسُ المتناسقُ.	اللباس المتناسق	مظاهرِ السلوكِ الإيجابيِّ		بعض

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أنواعُ القضايا

تُقسَمُ القضايا المنطقيةُ إلى أنواعٍ عدّةٍ، أهمُّها:

1.  القضيةُ البسيطةُ: هي القضيةُ التي تحتوي على موضوعٍ واحدٍ فقطْ. ومن أمثلتِها: السماءُ صافيةٌ، والجوُّ غائمٌ، وهذا الشرابُ لذيذٌ.
2.  القضيةُ المركَّبةُ: هي القضيةُ التي تحتوي على أكثرَ من موضوعٍ أو أكثرَ من محمولٍ. ومن أمثلتِها: درسَ محمدٌ ثمَّ نامَ، وحسنٌ ومحمودٌ طالبانِ في الجامعةِ، والعنبُ والبِّطيخُ من فاكهةِ الصيفِ.
3.  القضيةُ التركيبيةُ: هي القضيةُ التي يضيفُ محمولُها إلى موضوعِها معلومةً جديدةً، ويمكنُ التحقّقُ من صدقِها أو كَذِبِها في الواقعِ، فإذا طابقَتِ الواقعَ فهيَ صادقة، وإلّا تكونُ كاذبةً. ومن أمثلتِها: سكانُ الأردنِّ كُرَماءُ، والقهوةُ العربيةُ تُقدَّمُ في جميعِ المناسباتِ، وكلُّ لباسٍ تراثيٍّ جميلٌ، وبعضُ الاجتماعاتِ لا توصِلُ إلى نتائجَ.
4.  القضيةُ التحليليةُ: هي القضيةُ التي لا يضيفُ محمولُها إلى موضوعِها معرفةً جديدةً، لكنَّهُ يفسّرُهُ ويحلّلُهُ، وهي قضايا التعريفاتِ. ومن أمثلتِها: الأعزبُ هو غيرُ المتزوّجِ، والماءُ هو سائلٌ يتكوّنُ من ذرّةِ هيدروجينٍ وذرّتَيْ أكسجينٍ ويُرْمَزُ إليهِ بالرمزِ (H2O).

 أتحقّقُ من تعلُّمي

• أفسّرُ: القضيةُ المركَّبةُ هي مجموعةٌ من القضايا البسيطةِ.

لأنها تحتوي على أكثر من موضوع أو أكثر  من  محمول

 

 

• أصنّفُ كلًّا من القضايا المنطقيةِ الواردةِ في الجدولِ الآتي إلى أنواعِها:

القضيةُ المنطقيةُ	التركيبيةُ	التحليليةُ	البسيطةُ	المركَّبةُ
سلوكُ الإنسانِ يكونُ فطريًّا أو مُكتسَبًا.				المركَّبةُ
السلوكُ الإيجابيُّ هو جميعُ الأفعالِ التي يمارسُها الإنسانُ، ولها أثرٌ في الفردِ والمجتمعِ.	التركيبيةُ
استخدامُ الهاتفِ أثناءِ الاجتماعِ يدلُّ على عدمِ الاهتمامِ بموضوعِ الاجتماعِ.		التحليليةُ
اللباسُ المرتَّبُ في المناسباتِ أفضلُ من اللباسِ الممزَّقِ الحديثِ.	التركيبيةُ
هذا الماءُ باردٌ.			البسيطةُ
الرأيُ العامُّ هو اتجاهاتُ المجتمعِ نحوَ قضيةٍ معيّنةٍ.		التحليليةُ
كلُّ مَنْ يُنَظِّمُ وقتَهُ ينجحُ في حياتِهِ.				المركَّبةُ