JO Academy school

Here you can browse Jo Academy school, the curriculum, questions, explanations, and much more

الفصل الخامس: الاتحاد الأوروبي

تاريخ العرب - Grade التوجيهي أدبي

الفصل الخامس : الاتحاد الأوروبي

شهدت المدة التي تلت الحرب العالمية الثانية توجه دول العالم نحو التكتل الاقتصادي والسياسي، حيث اتجهت دول القارة الأوروبية إلى إيجاد وحدة أوروبية للوقوف في وجه الأزمات الاقتصادية الأوروبية والعالمية.

أولًا : نشأة الاتحاد الأوروبي

اتجهت الدول الأوروبية بعد الحرب العالمية الثانية إلى إيجاد تكتل اقتصادي سياسي لمواجهة الأزمات التي ألمت بها، والتعاون في ما بينها لحل مشكلات التنمية، ورفع المستوى المعيشي في أوروبا، لذلك أنشئت "الجماعة الأوروبية للفحــم والصلب" في عــام 1950م وضمت دول (فرنسا، وألمانيا، وهولندا، وبلجيكا، ولوكسمبورغ، وإيطاليا).

وفي عام 1957م والأوروبي وُقعت اتفاقية (روما)، وكان من أهم بنودها إنشاء الاتحاد الاقتصادي الذي حل محل الجماعة الأوروبية للفحم والصلب. وتوالى انضمام عدد من الدول الأوروبية ليرتفع عدد دول الاتحاد إلى (28)دولة في عام 2010م.

وتعد اتفاقية "ماستريخت" في هولندا في عام 1992م أو "معاهدة الاتحاد الأوروبي" نقطة تحول في تاريخ الاتحاد الأوروبي بسبب ما دعت إليه من وحدة سياسية وأمنية ودفاعية ونقدية إلى جانب الوحدة الاقتصادية التي قامت عليها المجموعة الاقتصادية الأوروبية، وتناولها لمجالات التعليم والشباب والثقافة والصحة العامة.

 ولتعرف دول الاتحاد الأوروبي تأمل الخريطة الآتية: 

ثانيًا : مؤسسات الاتحاد الأوروبي 

يقوم الاتحاد الأوروبي بدور مهم على الصعيدين السياسي والاقتصادي بالإضافة إلى نشاطاته في مجال البيئة والدفاع والأمن الداخلي، ويتم ذلك عن طريق مجموعة من المؤسسات هي:

1 - مجلس الاتحاد الأوروبي

2 - المفوضية الأوروبية

3 - البرلمان الأوروبي

4 - محكمة العدل الأوروبية

وقد اتخذ الاتحاد الأوروبي من العاصمة البلجيكية (بروكسل) مقرًا للأمانة العامة والمفوضية الأوروبية، ومدينة (ستراسبورغ) الفرنسية مقرًا للبرلمان الأوروبي.

ثالثا : إنجازات الاتحاد الأوروبي

تمتلك دول الاتحاد الأوروبي مقومات أسهمت في دعم الاتحاد الأوروبي وإنجاحه، تمثلت بالموارد البشرية والثروات الاقتصادية، والقدرات العسكرية والتكنولوجيــة، إذ أصبـــــح الاتحاد الأوروبي قوة اقتصادية وسياسية مهمة في النظام العالمي الجديد.

فقد حول الاتحاد القارة الأوروبية إلى أكبر سوق موحدة في العالم، وأصبحت دول الاتحاد تنتج مجتمعة أكثر من أي دولة أخرى في العالم من السيارات والمواد الطبية والأدوات المصنعة والسلع الهندسية، وأصبح الاتحاد يمتلك أكبر دخل قومي في العالم، ويعد أكبر سوق عالمية في مجال الإنفاق على البحث العلمي وتطويره.

وتُعد العملة الأوروبية الموحدة (اليورو) من الإنجازات المهمة للاتحاد الأوروبي، ومن عناصر قوته، ففي العام 2002م بدأ التعامل رسميًّا بهذه العملة.

ومن الإنجازات الأخرى للاتحاد الأوروبي إنشاء قوة عسكرية في عام 2003م مهمتها التدخل في الأزمات الدولية والإقليمية، والقيام بعمليات حفظ السلام ومهمات إنسانية، وقد كان لقوات الاتحاد مشاركة في حفظ السلام في جنوب لبنان في عام 2006م، وفي الكونغو، وقطاع غزة، والبوسنة، ومكافحة القرصنة في الصومال في عام 2008م.

وأنشئ صندوق التنمية الأوروبي بهدف تقديم مساعدات لبعض الدول النامية التي تربطها بالاتحاد مصالح سياسية وتجارية، مثل بعض دول إفريقيا والمحيط الهادي والبحر الكاريبي، إذ بلغ حجم المعونات الإنمائية المقدمة من الاتحاد الأوروبي للدول النامية قرابة (50%) في عام 2008م مقارنة بما قدمته باقي دول العالم الكبرى .

وتصدى الاتحاد الأوروبي لظاهرة التغير المناخي، وكان له دور كبير في المفاوضات من أجل التقليل من انبعاث الغازات، وحث الدول على توقيع البروتكولات الخاصة بالتصدي لهذه الظاهرة عالميًّا.

رابعًّا : التحديات التي تواجه الاتحاد الأوروبي

  لأوروبي قطع الاتحاد الأوروبي شوطًا مهمًا في تحقيق أهدافه، وتحقيق التعاون بين الدول الأعضاء، إلا أنه يواجه بعض التحديات منها:

1 - العلاقة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، إذ ترى بعض دول أوروبا مثل فرنسا وألمانيا أن التحالف الذي كان يجمعها بأمريكا عن طريق حلف الناتو فقد كثيرًا من وظائفه بعد زوال الاتحاد السوفييتي، وما زاد من حدة التوتر في العلاقات بين الطرفين إقامة السوق الأوروبية المشتركة، وإصدار عملة أوروبية موحدة، ودعوة بعض الدول في الاتحاد لإنشاء قوة دفاع أوروبية تدافع عن دول الاتحاد خارج إطار حلف الناتو.

2 - الخلافات بين الدول الأعضاء في القضايا التي تواجه الاتحاد، ومنها قضية توسعة الاتحاد وطبيعته، فألمانيا تريد توسعة الاتحاد وتحويله إلى فدرالية بعد انضمام دول أوروبا الشرقية، ليصبح كالاتحاد الفدرالي الأمريكي. وأيدتها فرنسا في هذه الفكرة، أما بريطانيا فقد كانت متحفظة من هذا الاندماج، ومترددة في تطبيق استعمال اليورو بوصفها عملة مشتركة، ما دفعها إلى الانسحاب من الاتحاد الأوروبي في عام 2016م بعد استفتاء شعبي أيد فيه البريطانيون الانسحاب، إضافة إلى قضايا خلافية أخرى مثل الهجرة غير الشرعية عبر المتوسط، ومديونية بعض الدول الأعضاء كاليونان.

3 - اختلاف الثقافات في أوروبا، وقد عبر عن ذلك السياسي الاقتصادي الفرنسي(جان مونيه) صاحب فكرة الاندماج الأوروبي بقوله: "لو أتيحت لي فرصة بناء أوروبا من جديد،   لكنت قد ركزت على الثقافة، وليس على الاقتصاد". وقد كان لهذا التحدي أثر كبير في عدم قبول عضوية كثير من الدول الراغبة في الانضمام للاتحاد مثل تركيا. -

4 - مشكلـة انخفاض معدل النمو السكاني في دول الاتحاد الأوروبي بسبب ارتفـاع نسبة الشيخوخة، وانخفاض نسبة العناصر الشابة في القارة الأوروبية.