JO Academy school

Here you can browse Jo Academy school, the curriculum, questions, explanations, and much more

الزَّهايمر: الخَرَفُ المُبَكِّرُ

اللغة العربية - Grade الحادي عشر خطة جديدة

في عامِ 1901 عُرِضَتْ حالَةٌ فريدَةٌ مِنْ نَوْعِها لِطَبيبٍ أَلمانيٍّ يُدعى (ألويس آلزَّهايمر) في عيادَتِهِ النَّفسيَّةِ لِسَيِّدَةِ في الخمسينَ مِنْ عُمُرِها تُدعى (أُغست ديتير)، أُدْخِلَتِ المَصَحَّةَ العَقليَّةَ، وكانَتْ تُعاني مِنْ فُقدانِ الذَّاكِرَةِ وهَذَيانٍ يُصاحِبُهُ أَحيانًا هَلَعٌ وصُراخٌ، أَعْقَبَهُ ازْدِيادٌ مُطَّرِدٌ في فُقدانِ الذَّاكِرةِ جَعَلَها طَريحَةَ الفِراشِ حتّى مَوْتِها عامَ 1906. أَثارَتِ الْأعراضُ ذِهْنَ (آلزَّهايمرْ)؛ لِظَنِّهِ أَنَّ مَرَضَها لَمْ يَكُنْ نَفْسِيًّا بَلْ عُضْوِيًّا، فَلَمَّا شَرَّحَ دِماغَها أَظْهَرَتِ النَّتائجُ تَضاؤُلًا في قِشرَةِ الدِّماغِ، وَعُقَدًا وَتَجَمُّعاتٍ دُهنيَّةً في أَنسِجَتِهِ. نَشَرَ نَتائِجَهُ في مُؤْتَمَرٍ طِبِّيٍّ عامَ 1906، واسْتُخْدِمَ اسْمُهُ (آلزَّهايمر) مُنْذُ عامِ 1911 لِتَشخيصِ الحالاتِ المُشابِهَةِ.

 

والْمَرَضُ نَوْعٌ مِنْ أَنواعِ الخَرَفِ، يُصيبُ خَلايا الدِّماغِ مُسَبِّبًا فُقدانًا مُستَمِرًّا لِلذَّاكِرَةِ، وَمُعَوِّقاتٍ ذِهنيَّةً، ومُشكِلاتٍ سُلوكِيَّةً تُؤَثِّرُ في حياةِ المُصابِ: الشَّخصيَّةِ والْعَمَليَّةِ. وهُوَ مَرَضٌ قاتِلٌ، تَتَفاقَمُ أعراضُهُ إلى أَنْ تَفْصِلَ الْمَريضَ عَنْ هُوِيَّتِهِ ونَشاطاتِهِ وأَصدِقائِهِ. ولا يَقتَصِرُ على كِبارِ السِّنِّ، فَقَدْ يُصيبُ شرائِحَ سِنِّيَّةً مُختَلِفَةً مِمَّنْ هُمْ في العَقْدِ الثّالِثِ أو الرّابِعِ أو الخامِسِ، لكِنَّ احْتِمالَهُ يَتزايَدُ لِمَنْ هُمْ فَوْقَ الخَامِسَةِ والسِّتِّينَ. ومِنْ أَهَمِّ أَسبابِهِ تَضاؤُلُ أَجزاءٍ مِنَ المُخِّ ومَوْتُها لاحِقًا؛ إذْ يَتَّصِلُ بِمَوْتِ المَراكِزِ العُليا لِلدِّماغِ، مِمَّا يَتَسَبَّبُ بِتَعَطُّلِ جميعِ وظَائفِ الدِّماغِ. ويُتَوَقَّعُ أنْ يَصِلَ عَدَدُ المُصابينَ بِهِ في العالَمِ إلى 85 مليونَ مُصابٍ عامَ 2050، وتَبْلُغُ نِسْبَةُ الإصابَةِ بِهِ عِنْدَ الإِناثِ 15%، بَيْنَما تَبْلُغُ 10% عِنْدَ الذُّكورِ بِحَسبِ الإحصائيّاتِ الأَمريكيَّةِ.

 

وَمِنْ أَهَمِّ أَعراضِهِ: فُقدانُ الذّاكِرَةِ، خاصَّةً الحديثَةَ مِنْها، مِمّا يُعَوِّقُ العَمَلَ. ومِنْ ظَواهِرِهِ النِّسيانُ المُتَكَرِّرُ لِلمَواعيدِ والتَّواريخِ الحديثَةِ، والاسْتِعلامُ المُتَكَرِّرُ عَنْ مَعلومَةٍ أو حَدَثٍ جَديدٍ، والاعْتِمادُ المُطلَقُ على التَّدوينِ لِأداءِ أنشِطَةٍ مُعتادَةٍ، وصُعوبَةُ التَّنظيمِ وَحَلِّ المُشكِلاتِ اليَوميَّةِ، كَالتَّعامُلِ مَعَ الأَرْقامِ والفَواتيرِ، والصُّعوباتُ المُتَزايِدَةُ في إِنهاءِ المَهامِّ اليَوميَّةِ، وفُقدانُ الْإحساسِ بِالْوَقْتِ والمَكانِ، فَيَبدُو المَريضُ ضَائِعًا في أَماكِنَ أَلِفَهَا.


وَمِنْها أَيضًا: الفَشَلُ في فَهْمِ الصُّوَرِ المَرئيَّةِ والعَلاقاتِ المَكانيَّةِ؛ مِثْلَ: مُشكِلاتِ الرُّؤْيَةِ، وقِياسِ المسافَةِ أو تَحديدِ الألوانِ. وقَدْ يَحْدُثُ خَلَلٌّ في الْإدراكِ، ومِنْهُ عَدَمُ القُدرَةِ على تحديدِ انْعكاساتِهِمْ في المِرآةِ، والظَّنُّ بِوُجودٍ شَخْصٍ أمامَهُم. وتَعْتَرِضُهُمْ مُشكِلاتٌ في القِراءَةِ والكِتابَةِ، نَظَرًا لِإصابَةِ مَناطِقِ الدِّماغِ المَسؤولَةِ عَنِ اللُّغَةِ، ومِنْ مَظاهِرِها: الأخطاءُ اللُّغَويَّةُ والْإملائيَّةُ، وانْعِدامُ القُدرَةِ على المُشارَكَةِ في حِوارٍ ما، والتَّوقُّفُ الفُجائِيُّ خِلالَ الْحَديثِ، وتِكرارُ الكَلِماتِ خِلالَ الحديثِ، وصُعوبَةُ تَذَكُّرِ مُفرَداتٍ مُعيَّنَةٍ.

 

ومِنْها فُقْدانُ المُقتَنَياتِ بِسُهولَةٍ، وصُعُوبَةُ تَذَكُّرِ أَماكِنِها، والانْسِحابُ مِنَ النَّشاطاتِ الاجْتِماعيَّةِ، وإيثارُ العُزْلَةِ، والشُّعورُ بِالْمَلَلِ مِنَ الأَصدِقاءِ، مَعَ تَقَلُّباتٍ في المِزاجِ وتَغَيُّرِ السُّلوكِ؛ فَقَدْ يَنتابُهُمُ الخوفُ أو الكآبَةُ والقَلَقُ، وعَدَمُ القُدْرَةِ على اتِّخاذِ القَرارِ.

 

ويَصْعُبُ وَضْعُ مَسارٍ واحِدٍ لِلمَرَضِ؛ إلّا أنَّ العارِضَ الأَوَّلِيَّ الَّذي يَشْتَرِكُ فيهِ مُعظَمُ المَرضى هُوَ عَدَمُ اكْتِسابٍ ذِكرياتٍ جديدَةٍ. ومَعَ تَطَوُّرِ المَرَضِ تَشْمَلُ الأَعراضُ الارتِباكَ وتَقَلُّباتِ المِزاجِ وفُقدانَ الذِّكرَياتِ، حتّى يَصِلَ إلى فَشَلِ الدِّماغِ في التَّواصُلِ مَعَ باقي أَعضاءِ الجِسْمِ مُؤَدِّيًا إلى الوفاةِ. ويَبلُغُ المُتَوَسِّطُ الحِسابِيُّ لِلسَّنَواتِ الَّتي يَعيشُها المَريضُ بَعْدَ التَّشخيصِ إلى سَبْعِ سَنَواتٍ، إلّا أنَّ قِلَّةً مِنَ المَرْضى قَدْ تَعيشُ أرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً بَعْدَ التَّشخيصِ.

 

ويَمُرُّ المَرَضُ بِعِدَّةِ أَطوارٍ، مِنْها مَرْحَلَةُ ما قبلَ الخَرَفِ؛ فَقَدْ يُلاحَظُ بَعْدَ فَحْصٍ عَصَبيٍّ وجودُ صُعوباتٍ ذهنيَّةٍ لِسنَواتٍ عديدَةٍ قَبْلَ التَّشخيصِ، ويَتَضَمَّنُ ذلكَ: الفُقْدانَ المُطَّرِدَ لِلذّاكِرَةِ، والخُمولَ، وتَدَهوُرَ الذّاكِرَةِ الدِّلاليَّةِ، وانْعِدامَ إدراكِ مَعْنى العَلاقاتِ بَيْنَ الأشياءِ. ومَرْحَلَةُ الخَرَفِ الأَوَّليِّ، حينَ تَتفاقَمُ الأعراضُ فَيَتَأَكَّدُ تَشخيصُ المَرَضِ، معَ أَعراضٍ جديدَةٍ أكثَرَ وُضوحًا؛ مِنْها: ضَعْفُ الإدراكِ الفِطريِّ، وصُعوباتٌ في الحَركَةِ التِّلقائيَّةِ يَتَرَتَّبُ عَلَيْها تَأَثُّرُ الذّاكِرَةِ الخاصَّةِ بالأَعمالِ اليَوْميَّةِ، مِثلَ: اسْتِخدامِ المِلْعَقَةِ، والفَشَلِ في اكْتِسابِ قُدُراتٍ جديدَةٍ، وضَعْفٍ في الذّاكِرَةِ المَسؤولَةِ عَنِ الذِّكرَياتِ القَديمَةِ. ومرحلةُ الخَرَفِ المُتَوَسِّطِ، حينَ تَتَأثَّرُ الجَوانِبُ الحَيَويَّةُ والنَّفسيَّةُ المُختَلِفَةُ لِلمَريضِ، ويُصبِحُ مُعتَمِدًا على الآخَرينَ، ويَفقِدُ القُدرَةَ على التَّواصُلِ لِصُعوبَةِ تَذَكُّرِ المُفرَداتِ، ويَتَدَهوَرُ التَّناسُقُ الحَرَكيُّ، مِمّا يَزيدُ احْتِماليَّةَ الوُقوعِ والإِصاباتِ، مَعَ صُعوبَةِ تَعَرُّفِ الأقارِبِ والأصدِقاءِ بِسَبَبِ إِصابَةِ الذّاكِرَةِ طَويلَةِ الأَجَلِ، وتَغَيُّراتٍ نفسيَّةٍ؛ كالنَّحيبِ دونَ سَبَبٍ، والعِدائيَّةِ، والهَلْوَسَةِ. ثُمَّ مَرْحَلَةُ الخَرَفِ المُتَقَدِّمِ الَّتي يَعتَمِدُ فيها المريضُ كُلِّيًّا على غَيْرِهِ في قَضاءِ احْتِياجاتِهِ اليَوميَّةِ، ويَفقِدُ القُدرَةَ على التَّحَدُّثِ، مَعَ خُمولٍ وتَعَبٍ شَديدَيْنِ، ويُرافِقُ ذلكَ تَقَلُّصٌ شَديدٌ في الكُتلَةِ العَضَليَّةِ، ومَا يَلْبَثُ أنْ يَموتَ بِسَبَبِ الالْتِهابِ الرِّئَويِّ أو تَقَرُّحاتِ الجِسْمِ النّاتِجَةِ عَنِ البَقاءِ في السَّريِرِ.

 

ما زالَتْ أَسبابُ الإصابَةِ بِالمَرضِ مَجهولَةً، لكِنْ يُجمِعُ العُلَماءُ على أنَّ العَيشَ غَيْرَ الصِّحِّيِّ قَدْ يَزيدُ مِنَ احْتِمالِيَّةِ الإصابَةِ بآلزَّهايمر، ولُوحِظَ أنَّ الإصابَةَ بِالسُّكَّري وضَغْطِ الدَّمِ المُزمِنِ وارْتِفاعِ الكُوليسترولِ والتَّدخينَ وتَقَدُّمَ العُمُرِ، قَدْ تَعمَلُ على تَدَهوُرِ أعراضِ المَرَضِ. ومُعظَمُ الحالاتِ غَيْرُ مُتَوارَثَةٍ، إلّا أَنَّ بَعْضَ الدِّراساتِ قَدْ أَثْبَتَتْ وُجودَ جيناتٍ مَوروثَةٍ تُسَبِّبُ المَرَضَ، لَدَيْها مَيْلٌ إلى تغييرِ تَركيبِها وحُدوثِ تَشويهِ فيها، يَنْجُمُ عَنْهُ حُدوثُ تَراكيبَ غَيْرٍ مُنتَظَمَةٍ في سَلاسِلٍ مُوَلِّدِ البُروتينِ النَّشَوانيِّ.

 

وَوَضَعَ العُلَماءُ فَرَضيَّاتٍ لِتَفسيرِ مُسَبِّباتِهِ، مِنْها: الفَرضيَّةُ (الكُولينيَّةُ) و(البيتا النَّشوانيَّة) وأخيرًا فرضيَّةُ (تاوْ)، وقَدْ رَكَّزَتْ في مُجمَلِها على دِراسَةِ العوامِلِ المُؤَثِّرَةِ في فعاليَّةِ النِّظامِ العصبيِّ المَركَزيِّ وتَلَفِ خلاياه. ولا يُوجَدُ عِلاجٌ شَافٍ حاليًّا، إلّا أنَّ ثَمَّةَ أَدوِيَةً وعِلاجاتٍ نفسيَّةً وسلوكيَّةً تُسَهِّلُ حياةَ المُصابينَ، وقَدْ تُؤَخِّرُ تَدَهْوُرَ المَرَضِ. وقَدْ يُستَعانُ بِمُضادَّاتِ الأَكسِدَةِ، والمعادِنِ والفيتاميناتِ، والعِلاجات الطَّبيعيَّة، و(أُوميجا 3)، والكُركُم وهُوَ نَوْعٌ مِنَ البُهاراتِ الهِنديَّةِ لَوْنُهُ أَصفَرُ، وغيرِها.

 

ثِمَّةَ العِلاجُ السُّلوكِيُّ لِلتَّغَلُّبِ على بعضِ أَعراضِ المَرَضِ، ومِنْها: العِلاجُ بِالمُوسيقى وبِالضَّوءِ، وبِالتَّوجيهِ الوَاقِعيِّ المُتَضَمِّنِ وَضْعَ أَشياءَ خاصَّةٍ بِالمَريضِ لِتَذكيرِهِ المُتَواصِلِ، وتَشجيعُ المريضِ على الانْخِراطِ بِعَمَلٍ ما كالحِرَفِ اليَدويَّةِ، والعِلاجُ الطَّبيعيُّ، والعِلاجُ بِاللَّمْسِ، والتَّمارينِ الرِّياضيَّةِ، والدَّعْمُ المَعنويُّ وإشعارُهُ بالأمْنِ، وتأهيلُ عائِلَةِ المَريضِ وتقديمُ الدَّعْمِ النَّفسيّ لَها.


أمَّا سُبُلُ الوِقايَةِ فتَبقى اقْتِراحاتٍ نافِعَةً لا تَضمَنُ عَدَمَ الإِصابَةِ بِهِ، ومِنْها: تَناوُلُ الطَّعامِ الصِّحِّيِّ والتَّقليلُ مِنَ اللُّحومِ الحَمْراءِ والدُّهونِ الضَّارَّةِ، وتناوُلُ الفيتاميناتِ والمُكَمِّلاتِ الغِذائيَّةِ ومُضادَّاتِ الأَكسِدَةِ، والابْتِعادُ عَنِ التَّدخينِ والكُحولِ، ومُمَارَسَةُ الرِّياضَةِ، والمُحافَظَةُ على حياةٍ حافِلَةٍ بِالنَّشاطاتِ الاجْتِماعيَّةِ، ومُمارَسَةُ الهِواياتِ الفِكريَّةِ كَالقِراءةِ والشِّطْرَنجِ وغَيْرِها.

بِتَصَرُّفٍ مِنْ: آلزَّهايمر (الخَرَفُ المُبَكِّر)، د. عبير مُحَمَّد عدس، مَرْكَز تعريب العُلوم الصِّحِّيَّة، الكُوَيْت، ط1، 2011.

 

 أتَعَرَّفُ جَوَّ النَّصِّ

يُعَدُّ مَرَضُ (آلزَّهايمر) مِنْ أمراضِ العَصْرِ، الَّتي حَيَّرَتِ الأطِبّاءَ. وقَدْ خَصَّصَتِ الكاتِبَةُ مَقالَتَها لِلتَّعريفِ بِهِ بِأُسلوبٍ علميٍّ مُحكَمٍ وبِالتَّفصيلِ؛ بَدْءًا بالجُذورِ الأَولى لاكْتِشافِهِ وسَببِ تَسمِيَتِهِ، وانْتقالًا إلى الأعراضِ الخَاصَّةِ بِكُلِّ مَرْحَلَةٍ مِنْ مراحِلَ تَطَوُّرِهِ، والأسبابِ الَّتي تَكادُ تَكونُ مَجهولةً حتَّى الآنَ، مَعَ تَرجيحِ مُسَبِّباتٍ لَها دَوْرُها في تَأَزُّمِ الأعراضِ. وَذَكَرَتْ أنَّهُ يُصيبُ النّاسَ على اخْتِلافِ فِئاتِهِمُ السِّنِّيَّةِ، مُشيرَةً إلى أَنَّ نِسْبَةَ الإصاباتِ عِنْدَ النِّساءِ أعلى مُقارَنةً بِالرِّجالِ. وفي الحديثِ عَنْ سُبُلِ الوِقايَةِ، وَضَّحَتْ أَنَّها مُجَرَّدُ اقْتِراحاتٍ قَدْ تَنْفَعُ، وهِيَ عِبارَةٌ عَنْ تَضافُرِ نَمَطِيٍّ العِلاجِ الدَّوائِيِّ والسُّلوكيِّ بِما يَضمَنُ الحِفاظَ على القُدُراتِ المَعرفيَّةِ لِأَطوَلِ فَتْرَةٍ مُمْكِنَةٍ.


 الشرح

الفقرة الأولى:

في عامِ 1901 عُرِضَتْ حالَةٌ فريدَةٌ مِنْ نَوْعِها لِطَبيبٍ أَلمانيٍّ يُدعى (ألويس آلزَّهايمر) في عيادَتِهِ النَّفسيَّةِ لِسَيِّدَةِ في الخمسينَ مِنْ عُمُرِها تُدعى (أُغست ديتير)، أُدْخِلَتِ المَصَحَّةَ العَقليَّةَ، وكانَتْ تُعاني مِنْ فُقدانِ الذَّاكِرَةِ وهَذَيانٍ يُصاحِبُهُ أَحيانًا هَلَعٌ وصُراخٌ، أَعْقَبَهُ ازْدِيادٌ مُطَّرِدٌ في فُقدانِ الذَّاكِرةِ جَعَلَها طَريحَةَ الفِراشِ حتّى مَوْتِها عامَ 1906. أَثارَتِ الْأعراضُ ذِهْنَ (آلزَّهايمرْ)؛ لِظَنِّهِ أَنَّ مَرَضَها لَمْ يَكُنْ نَفْسِيًّا بَلْ عُضْوِيًّا، فَلَمَّا شَرَّحَ دِماغَها أَظْهَرَتِ النَّتائجُ تَضاؤُلًا في قِشرَةِ الدِّماغِ، وَعُقَدًا وَتَجَمُّعاتٍ دُهنيَّةً في أَنسِجَتِهِ. نَشَرَ نَتائِجَهُ في مُؤْتَمَرٍ طِبِّيٍّ عامَ 1906، واسْتُخْدِمَ اسْمُهُ (آلزَّهايمر) مُنْذُ عامِ 1911 لِتَشخيصِ الحالاتِ المُشابِهَةِ.

 

معاني المُفرَدات:

الكلمة

المَعْنى

فريدَةٌ

مُتَمَيِّزة لا نظيرَ لَها

وهَذَيانٍ

اضطِراب عَقْليّ مُؤَقَّت

مُطَّرِدٌ

دَائِمٌ، مُسْتَمِرٌّ

تَضاؤُلًا

نَقْص، قِلَّة

• ما هِيَ الأعراضُ الَّتي عانَتْ مِنْها السَّيِّدَةُ الَّتي في الخمسينَ مِنْ عُمُرِها حينَما أُدْخِلَتِ المَصَحَّةَ العَقْليَّةَ؟

كانَتْ تُعاني مِنْ فُقْدانِ الذَّاكِرَةِ وهَذَيانٍ يُصاحِبُهُ أَحيانًا هَلَعٌ وصُراخٌ، أَعْقَبَهُ ازْدِيادٌ مُطَّرِدٌ في فُقْدانِ الذّاكِرَةِ.

 

• أينَ نُشِرَتْ نتائِجُ بحثِ (ألويس) وفي أيِّ عام؟

نَشَرَ نَتائِجَهُ في مُؤْتَمَرٍ طِبّيٍّ عامَ 1906.


♦ الفقرة الثّانية:

والْمَرَضُ نَوْعٌ مِنْ أَنواعِ الخَرَفِ، يُصيبُ خَلايا الدِّماغِ مُسَبِّبًا فُقدانًا مُستَمِرًّا لِلذَّاكِرَةِ، وَمُعَوِّقاتٍ ذِهنيَّةً، ومُشكِلاتٍ سُلوكِيَّةً تُؤَثِّرُ في حياةِ المُصابِ: الشَّخصيَّةِ والْعَمَليَّةِ. وهُوَ مَرَضٌ قاتِلٌ، تَتَفاقَمُ أعراضُهُ إلى أَنْ تَفْصِلَ الْمَريضَ عَنْ هُوِيَّتِهِ ونَشاطاتِهِ وأَصدِقائِهِ. ولا يَقتَصِرُ على كِبارِ السِّنِّ، فَقَدْ يُصيبُ شرائِحَ سِنِّيَّةً مُختَلِفَةً مِمَّنْ هُمْ في العَقْدِ الثّالِثِ أو الرّابِعِ أو الخامِسِ، لكِنَّ احْتِمالَهُ يَتزايَدُ لِمَنْ هُمْ فَوْقَ الخَامِسَةِ والسِّتِّينَ. ومِنْ أَهَمِّ أَسبابِهِ تَضاؤُلُ أَجزاءٍ مِنَ المُخِّ ومَوْتُها لاحِقًا؛ إذْ يَتَّصِلُ بِمَوْتِ المَراكِزِ العُليا لِلدِّماغِ، مِمَّا يَتَسَبَّبُ بِتَعَطُّلِ جميعِ وظَائفِ الدِّماغِ. ويُتَوَقَّعُ أنْ يَصِلَ عَدَدُ المُصابينَ بِهِ في العالَمِ إلى 85 مليونَ مُصابٍ عامَ 2050، وتَبْلُغُ نِسْبَةُ الإصابَةِ بِهِ عِنْدَ الإِناثِ 15%، بَيْنَما تَبْلُغُ 10% عِنْدَ الذُّكورِ بِحَسبِ الإحصائيّاتِ الأَمريكيَّةِ.

 

معاني المُفرَدات:

الكلمة

المَعْنى

تَتَفاقَمُ

تَتَزايَدُ بِشِدَّةٍ

هُوِيَّتِهِ

المعلومات الرَّئيسة الخاصَّة بِالفَرْدِ

تعَطُّلِ

تَوَقُّفَ، تُبقيهِ بِلا عَمَلٍ

• ما المقصودُ بالخَرَفِ؟

والْمَرَضُ نَوْعٌ مِنْ أَنواعِ الخَرَفِ، يُصيبُ خَلايا الدِّماغِ مُسَبِّبًا فُقْدانًا مُستَمِرًّا لِلذّاكِرَةِ، وَمُعَوِّقاتٍ ذِهنيَّةً، ومُشكِلاتٍ سُلوكيَّةً تُؤَثِّرُ في حياةِ المُصابِ: الشَّخصيَّةِ والْعَمَليَّةِ. وهُوَ مَرَضٌ قاتِلٌ.


• هَلْ يقْتَصِرُ مَرَضُ الزَّهايمَر على كِبارِ السِّنِّ؟

ولا يَقْتَصِرُ على كِبارِ السِّنِّ، فَقَدْ يُصيبُ شرائِحَ سِنِّيَّةً مُختَلِفَةً مِمَّنْ هُمْ في العَقْدِ الثّالِثِ أو الرّابِعِ أو الخامِسِ، لكِنَّ احْتِمالَهُ يَتزايَدُ لِمَنْ هُمْ فَوْقَ الخَامِسَةِ والسِّتِّينَ.


الفقرة الثّالِثة:

وَمِنْ أَهَمِّ أَعراضِهِ: فُقدانُ الذّاكِرَةِ، خاصَّةً الحديثَةَ مِنْها، مِمّا يُعَوِّقُ العَمَلَ. ومِنْ ظَواهِرِهِ النِّسيانُ المُتَكَرِّرُ لِلمَواعيدِ والتَّواريخِ الحديثَةِ، والاسْتِعلامُ المُتَكَرِّرُ عَنْ مَعلومَةٍ أو حَدَثٍ جَديدٍ، والاعْتِمادُ المُطلَقُ على التَّدوينِ لِأداءِ أنشِطَةٍ مُعتادَةٍ، وصُعوبَةُ التَّنظيمِ وَحَلِّ المُشكِلاتِ اليَوميَّةِ، كَالتَّعامُلِ مَعَ الأَرْقامِ والفَواتيرِ، والصُّعوباتُ المُتَزايِدَةُ في إِنهاءِ المَهامِّ اليَوميَّةِ، وفُقدانُ الْإحساسِ بِالْوَقْتِ والمَكانِ، فَيَبدُو المَريضُ ضَائِعًا في أَماكِنَ أَلِفَهَا.

وَمِنْها أَيضًا: الفَشَلُ في فَهْمِ الصُّوَرِ المَرئيَّةِ والعَلاقاتِ المَكانيَّةِ؛ مِثْلَ: مُشكِلاتِ الرُّؤْيَةِ، وقِياسِ المسافَةِ أو تَحديدِ الألوانِ. وقَدْ يَحْدُثُ خَلَلٌّ في الْإدراكِ، ومِنْهُ عَدَمُ القُدرَةِ على تحديدِ انْعكاساتِهِمْ في المِرآةِ، والظَّنُّ بِوُجودٍ شَخْصٍ أمامَهُم. وتَعْتَرِضُهُمْ مُشكِلاتٌ في القِراءَةِ والكِتابَةِ، نَظَرًا لِإصابَةِ مَناطِقِ الدِّماغِ المَسؤولَةِ عَنِ اللُّغَةِ، ومِنْ مَظاهِرِها: الأخطاءُ اللُّغَويَّةُ والْإملائيَّةُ، وانْعِدامُ القُدرَةِ على المُشارَكَةِ في حِوارٍ ما، والتَّوقُّفُ الفُجائِيُّ خِلالَ الْحَديثِ، وتِكرارُ الكَلِماتِ خِلالَ الحديثِ، وصُعوبَةُ تَذَكُّرِ مُفرَداتٍ مُعيَّنَةٍ.

ومِنْها فُقْدانُ المُقتَنَياتِ بِسُهولَةٍ، وصُعُوبَةُ تَذَكُّرِ أَماكِنِها، والانْسِحابُ مِنَ النَّشاطاتِ الاجْتِماعيَّةِ، وإيثارُ العُزْلَةِ، والشُّعورُ بِالْمَلَلِ مِنَ الأَصدِقاءِ، مَعَ تَقَلُّباتٍ في المِزاجِ وتَغَيُّرِ السُّلوكِ؛ فَقَدْ يَنتابُهُمُ الخوفُ أو الكآبَةُ والقَلَقُ، وعَدَمُ القُدْرَةِ على اتِّخاذِ القَرارِ.

 

معاني المُفرَدات:

الكلمة

المَعْنى

الكلمة

المَعْنى

المُطلَقُ

غَيْر مُقَيَّد

الإدراكِ

الوعي

الإحساسِ

الشُّعور

الفُجائِيُّ

مُباغِتٌ أو غَيْرُ مُتَوَقَّع

أَلِفَهَا

يعرِفُها

وإيثارُ

تفضيل

يَنتابُهُمُ

يُصيبُهُمُ

 

 

• ما هِيَ أهَمُّ أعراضِ مَرَضِ الخَرَف؟

أ. فُقدانُ الذّاكِرَةِ.
ب. صُعوبَةُ التَّنظيمِ وَحَلِّ المُشكِلاتِ اليَوميَّةِ.
ج. الفَشَلُ في فَهْمِ الصُّوَرِ المَرئيَّةِ والعَلاقاتِ المَكانيَّةِ.
د. وقَدْ يَحْدُثُ خَلَلٌ في الْإدراكِ.
هـ. فُقْدانُ المُقتَنَياتِ بِسُهولَةٍ، وصُعوبَةُ تَذَكُّرِ أَماكِنِها.
و. الخَوْفُ أو الكآبَةُ والقَلَقُ.

 


الفقرة الرّابِعة:

ويَصْعُبُ وَضْعُ مَسارٍ واحِدٍ لِلمَرَضِ؛ إلّا أنَّ العارِضَ الأَوَّلِيَّ الَّذي يَشْتَرِكُ فيهِ مُعظَمُ المَرضى هُوَ عَدَمُ اكْتِسابٍ ذِكرياتٍ جديدَةٍ. ومَعَ تَطَوُّرِ المَرَضِ تَشْمَلُ الأَعراضُ الارتِباكَ وتَقَلُّباتِ المِزاجِ وفُقدانَ الذِّكرَياتِ، حتّى يَصِلَ إلى فَشَلِ الدِّماغِ في التَّواصُلِ مَعَ باقي أَعضاءِ الجِسْمِ مُؤَدِّيًا إلى الوفاةِ. ويَبلُغُ المُتَوَسِّطُ الحِسابِيُّ لِلسَّنَواتِ الَّتي يَعيشُها المَريضُ بَعْدَ التَّشخيصِ إلى سَبْعِ سَنَواتٍ، إلّا أنَّ قِلَّةً مِنَ المَرْضى قَدْ تَعيشُ أرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً بَعْدَ التَّشخيصِ.

 

معاني المُفرَدات:

الكلمة

المَعْنى

مَسارٍ

مَسْلَك، طريق

الارتِباكَ

إِشْكال، تَرَدُّد

التَّشخيصِ

مَعْرِفَةُ المَرَضِ وتعيينُه مِنْ أعراضِهِ

• ما هُوَ العارِضُ الأَوَّليُّ الَّذي يَشْتَرِكُ فيهِ مُعْظَمُ المَرْضى؟

هُوَ عَدَمُ اكْتِسابِ ذِكرَياتٍ جديدَةٍ.

 

• كَمِ المُتَوَسِّطُ الحِسابيُّ لِلسَّنَواتِ الَّتي يَعيشُها المَريضُ بَعْدَ التَّشخيصِ؟

سَبْعُ سَنَواتٍ، إلّا أنَّ قِلَّةً مِنَ المَرْضى قَدْ تَعيشُ أرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً.


الفقرة الخامِسة:

ويَمُرُّ المَرَضُ بِعِدَّةِ أَطوارٍ، مِنْها مَرْحَلَةُ ما قبلَ الخَرَفِ؛ فَقَدْ يُلاحَظُ بَعْدَ فَحْصٍ عَصَبيٍّ وجودُ صُعوباتٍ ذهنيَّةٍ لِسنَواتٍ عديدَةٍ قَبْلَ التَّشخيصِ، ويَتَضَمَّنُ ذلكَ: الفُقْدانَ المُطَّرِدَ لِلذّاكِرَةِ، والخُمولَ، وتَدَهوُرَ الذّاكِرَةِ الدِّلاليَّةِ، وانْعِدامَ إدراكِ مَعْنى العَلاقاتِ بَيْنَ الأشياءِ. ومَرْحَلَةُ الخَرَفِ الأَوَّليِّ، حينَ تَتفاقَمُ الأعراضُ فَيَتَأَكَّدُ تَشخيصُ المَرَضِ، معَ أَعراضٍ جديدَةٍ أكثَرَ وُضوحًا؛ مِنْها: ضَعْفُ الإدراكِ الفِطريِّ، وصُعوباتٌ في الحَركَةِ التِّلقائيَّةِ يَتَرَتَّبُ عَلَيْها تَأَثُّرُ الذّاكِرَةِ الخاصَّةِ بالأَعمالِ اليَوْميَّةِ، مِثلَ: اسْتِخدامِ المِلْعَقَةِ، والفَشَلِ في اكْتِسابِ قُدُراتٍ جديدَةٍ، وضَعْفٍ في الذّاكِرَةِ المَسؤولَةِ عَنِ الذِّكرَياتِ القَديمَةِ. ومرحلةُ الخَرَفِ المُتَوَسِّطِ، حينَ تَتَأثَّرُ الجَوانِبُ الحَيَويَّةُ والنَّفسيَّةُ المُختَلِفَةُ لِلمَريضِ، ويُصبِحُ مُعتَمِدًا على الآخَرينَ، ويَفقِدُ القُدرَةَ على التَّواصُلِ لِصُعوبَةِ تَذَكُّرِ المُفرَداتِ، ويَتَدَهوَرُ التَّناسُقُ الحَرَكيُّ، مِمّا يَزيدُ احْتِماليَّةَ الوُقوعِ والإِصاباتِ، مَعَ صُعوبَةِ تَعَرُّفِ الأقارِبِ والأصدِقاءِ بِسَبَبِ إِصابَةِ الذّاكِرَةِ طَويلَةِ الأَجَلِ، وتَغَيُّراتٍ نفسيَّةٍ؛ كالنَّحيبِ دونَ سَبَبٍ، والعِدائيَّةِ، والهَلْوَسَةِ. ثُمَّ مَرْحَلَةُ الخَرَفِ المُتَقَدِّمِ الَّتي يَعتَمِدُ فيها المريضُ كُلِّيًّا على غَيْرِهِ في قَضاءِ احْتِياجاتِهِ اليَوميَّةِ، ويَفقِدُ القُدرَةَ على التَّحَدُّثِ، مَعَ خُمولٍ وتَعَبٍ شَديدَيْنِ، ويُرافِقُ ذلكَ تَقَلُّصٌ شَديدٌ في الكُتلَةِ العَضَليَّةِ، ومَا يَلْبَثُ أنْ يَموتَ بِسَبَبِ الالْتِهابِ الرِّئَويِّ أو تَقَرُّحاتِ الجِسْمِ النّاتِجَةِ عَنِ البَقاءِ في السَّريِرِ.

 

معاني المُفرَدات:

الكلمة

المَعْنى

أَطوارٍ

مرَّة، تارّة

تَدَهوُرَ

السُّقوط

الفِطْريِّ

طَبيعيّ، غريزيّ

النَّحيبِ

البُكاء الشَّديد

خُمولٍ

حالة مِنَ التَّعَب أو النُّعاس أو الإعياء

•    ما هِيَ المراحِلُ الَّتي يَمُرُّ بِها الخَرَفُ حَتّى وصولَهُ إلى ذَرْوَتِهِ؟

مَرْحَلَةُ ما قَبْلَ الخَرَفِ.
مَرْحَلَةُ الخَرَفِ الأَوَّليِّ.
مَرْحَلَةُ الخَرَفِ المُتَوَسِّطِ.
مَرْحَلَةُ الخَرَفِ المُتَقَدِّمِ.

 

• ما هِيَ أعراضُ مَرْحَلَةِ الخَرَفِ المُتَوَسِّطِ؟

تَتَأثَّرُ الجَوانِبُ الحَيَويَّةُ والنَّفسيَّةُ المُختَلِفَةُ لِلمَريضِ، ويُصبِحُ مُعتَمِدًا على الآخَرينَ، ويَفقِدُ القُدرَةَ على التَّواصُلِ لِصُعوبَةِ تَذَكُّرِ المُفرَداتِ، ويَتَدَهوَرُ التَّناسُقُ الحَرَكيُّ.


♦ الفقرة السّادِسة:

ما زالَتْ أَسبابُ الإصابَةِ بِالمَرضِ مَجهولَةً، لكِنْ يُجمِعُ العُلَماءُ على أنَّ العَيشَ غَيْرَ الصِّحِّيِّ قَدْ يَزيدُ مِنَ احْتِمالِيَّةِ الإصابَةِ بآلزَّهايمر، ولُوحِظَ أنَّ الإصابَةَ بِالسُّكَّري وضَغْطِ الدَّمِ المُزمِنِ وارْتِفاعِ الكُوليسترولِ والتَّدخينَ وتَقَدُّمَ العُمُرِ، قَدْ تَعمَلُ على تَدَهوُرِ أعراضِ المَرَضِ. ومُعظَمُ الحالاتِ غَيْرُ مُتَوارَثَةٍ، إلّا أَنَّ بَعْضَ الدِّراساتِ قَدْ أَثْبَتَتْ وُجودَ جيناتٍ مَوروثَةٍ تُسَبِّبُ المَرَضَ، لَدَيْها مَيْلٌ إلى تغييرِ تَركيبِها وحُدوثِ تَشويهِ فيها، يَنْجُمُ عَنْهُ حُدوثُ تَراكيبَ غَيْرٍ مُنتَظَمَةٍ في سَلاسِلٍ مُوَلِّدِ البُروتينِ النَّشَوانيِّ.

وَوَضَعَ العُلَماءُ فَرَضيَّاتٍ لِتَفسيرِ مُسَبِّباتِهِ، مِنْها: الفَرضيَّةُ (الكُولينيَّةُ) و(البيتا النَّشوانيَّة) وأخيرًا فرضيَّةُ (تاوْ)، وقَدْ رَكَّزَتْ في مُجمَلِها على دِراسَةِ العوامِلِ المُؤَثِّرَةِ في فعاليَّةِ النِّظامِ العصبيِّ المَركَزيِّ وتَلَفِ خلاياه. ولا يُوجَدُ عِلاجٌ شَافٍ حاليًّا، إلّا أنَّ ثَمَّةَ أَدوِيَةً وعِلاجاتٍ نفسيَّةً وسلوكيَّةً تُسَهِّلُ حياةَ المُصابينَ، وقَدْ تُؤَخِّرُ تَدَهْوُرَ المَرَضِ. وقَدْ يُستَعانُ بِمُضادَّاتِ الأَكسِدَةِ، والمعادِنِ والفيتاميناتِ، والعِلاجات الطَّبيعيَّة، و(أُوميجا 3)، والكُركُم وهُوَ نَوْعٌ مِنَ البُهاراتِ الهِنديَّةِ لَوْنُهُ أَصفَرُ، وغيرِها.

 

معاني المُفرَدات:

الكلمة

المَعْنى

المُزمِنِ

المَرَض الدّائِم أو طويل الأمَد في آثارِهِ

جيناتٍ

قِطَع مِنَ الحِمْضِ النَّوَويّ

تَلَفِ

هَلاك

يُستَعانُ

طَلَب العَوْن

• ما الَّذي  لوحِظَ أنَّهُ يعمَلُ على تدهوُرِ أعراضِ المَرَضِ؟

الإصابَة بِالسُّكَّري وضَغْط الدَّمِ المُزمِنِ وارْتِفاع الكُوليسترولِ والتَّدخين وتَقَدُّم العُمُرِ.

 

• هَلْ يُوجَدُ عِلاجٌ يُشفي مِنَ المَرَضِ؟

لا يُوجَدُ عِلاجٌ شَافٍ حاليًّا، إلّا أنَّ ثَمَّةَ أَدوِيَةً وعِلاجاتٍ نَفْسيَّةً وسُلوكيَّةً تُسَهِّلُ حياةَ المُصابينَ، وقَدْ تُؤَخِّرُ تَدَهْوُرَ المَرَضِ.

 


الفقرة السّابِعة:

ثِمَّةَ العِلاجُ السُّلوكِيُّ لِلتَّغَلُّبِ على بعضِ أَعراضِ المَرَضِ، ومِنْها: العِلاجُ بِالمُوسيقى وبِالضَّوءِ، وبِالتَّوجيهِ الوَاقِعيِّ المُتَضَمِّنِ وَضْعَ أَشياءَ خاصَّةٍ بِالمَريضِ لِتَذكيرِهِ المُتَواصِلِ، وتَشجيعُ المريضِ على الانْخِراطِ بِعَمَلٍ ما كالحِرَفِ اليَدويَّةِ، والعِلاجُ الطَّبيعيُّ، والعِلاجُ بِاللَّمْسِ، والتَّمارينِ الرِّياضيَّةِ، والدَّعْمُ المَعنويُّ وإشعارُهُ بالأمْنِ، وتأهيلُ عائِلَةِ المَريضِ وتقديمُ الدَّعْمِ النَّفسيّ لَها.
أمَّا سُبُلُ الوِقايَةِ فتَبقى اقْتِراحاتٍ نافِعَةً لا تَضمَنُ عَدَمَ الإِصابَةِ بِهِ، ومِنْها: تَناوُلُ الطَّعامِ الصِّحِّيِّ والتَّقليلُ مِنَ اللُّحومِ الحَمْراءِ والدُّهونِ الضَّارَّةِ، وتناوُلُ الفيتاميناتِ والمُكَمِّلاتِ الغِذائيَّةِ ومُضادَّاتِ الأَكسِدَةِ، والابْتِعادُ عَنِ التَّدخينِ والكُحولِ، ومُمَارَسَةُ الرِّياضَةِ، والمُحافَظَةُ على حياةٍ حافِلَةٍ بِالنَّشاطاتِ الاجْتِماعيَّةِ، ومُمارَسَةُ الهِواياتِ الفِكريَّةِ كَالقِراءةِ والشِّطْرَنجِ وغَيْرِها.


معاني المُفرَدات:

الكلمة

المَعْنى

العِلاجُ السُّلوكِيُّ

مُصطَلَح يَشْتَمِلُ على العَديدِ مِنْ أنواعِ العِلاجِ الَّتي تُعالِجُ الاضطِراباتِ النَّفسيَّةَ، ويَسْعى إلى تحديدِ السُّلوكاتِ غَيْرِ الصِّحّيَّةِ والمُدَمِّرَةِ لِلذّاتِ، والمُساعَدَةِ على تغييرِها

المُتَضَمِّنِ

احتَواهُ واشْتَمَلَ عَلَيْهِ

المُكَمِّلاتِ الغِذائيَّةِ

المُستَحضَرات الَّتي تحتَوي الفيتاميناتِ أو المعادِنَ أو الأليافَ أو الأعشابَ، والَّتي تُباعُ في عِدَّةِ أشكالٍ كَحُبوبٍ أو مسحوقٍ أو مشروباتٍ

الهِواياتِ

نشاطٌ مُنتَظَمٌ أو اهتِمامٌ يُمارِسُ في الغالِبِ خِلالَ أوقاتِ الفراغِ بِقَصْدِ المُتعَةِ أو الرَّاحة

• كَيْفَ يكونُ العِلاجُ السُّلوكيُّ لِلتَّخَلًّصِ على بَعْضِ أعراضِ المَرَضِ كما هُوَ وارِدٌ بِالنَّصِّ؟

العِلاجُ بِالمُوسيقى وبِالضَّوءِ.
وَضْعُ أَشياءَ خاصَّةٍ بِالمَريضِ لِتَذكيرِهِ المُتَواصِلِ.
والعِلاجُ الطَّبيعيُّ، والعِلاجُ بِاللَّمْسِ، والتَّمارين الرِّياضيَّةِ.
والدَّعْمُ المَعْنَويُّ وإشعارُهُ بالأمْنِ.

 

• عَدِّدْ سُبُلَ الوِقايَةِ تَضْمَنُ عَدَمَ الإِصابَةِ بِهِ؟

تَناوُلُ الطَّعامِ الصِّحِّيِّ والتَّقليلُ مِنَ اللُّحومِ الحَمْراءِ والدُّهونِ الضَّارَّةِ.
تناوُلُ الفيتاميناتِ والمُكَمِّلاتِ الغِذائيَّةِ ومُضادّاتِ الأَكسِدَةِ.
الابْتِعادُ عَنِ التَّدخينِ والكُحولِ، ومُمَارَسَةُ الرِّياضَةِ.
ومُمارَسَةُ الهِواياتِ الفِكْريَّةِ كَالقِراءةِ والشِّطْرَنجِ.


 شرح القواعِد

صُوَرُ المُبتَدَأ والخَبَر

ورَفَـــــــــــعُـــــــــــوا مُـــــــــــبــــــــــــتَــــــــــدَأً بِــالابـــتِــــــــــــدا                كــــــــــذاكَ رَفْــــــــــعُ خَـــــــــبَـــــــــرٍ بـــــــالـــــــمُـــبــتَـــــــــــــدَا
والـــــخَــــبَـــــرُ الـــــجُـــــــزْءُ الـــــمُــــــتِـــــــمُّ الـــــفــــائِـدَه                كــــــــــــاللهُ بَــــــــــــرٌّ والأَيــــــــــــــــادي شَــــــــــــاهِـــــــــــدَه

(ألفيَّةُ ابنِ مالِك)

مُلاحَظة:
1-  الجُملة الاسميَّة تَتَكَوَّنُ مِنَ المُبتَدَأ والخَبَر.
2-  حُكمُ المُبتَدَأ الرَّفعُ، وقَدْ يكونُ حُكْمُهُ في مَحَلِّ رَفْعٍ.

مثال:
- الحَمْدُ لله.
الحَمْدُ:
مُبتَدَأ مرفوع وعلامَةُ رفعِهِ الضَّمَّةُ الظّاهِرة.


- قالَ تعالى: "وأنْ تصومُوا خَيْرٌ لَكُمْ".
وأنْ تَصومُوا:
مَصْدَر مُؤَوَّل في مَحَلِّ رَفْعِ مُبتَدَأ.


- هذا المَوْقِعُ مُفيدٌ.
هذا:
اسم إشارة مبني في مَحَلِّ رَفْعِ مُبتَدَأ.

3- المُبتَدَأُ مرفوعٌ ويأتي مُعَرَّفًا بِــ (ال) وقَدْ يكونُ مُعَرَّفًا بِالإضافة.

مثال:
- الكَذِبُ خَيْبَةٌ.
الكَذِبُ: المُبتَدَأ مُعَرَّفٌ بِـ أل.
- كَذِبُ الإنسانِ خَيْبَةٌ.
كَذِبُ: المُبتَدَأ مُعَرَّف بِالإضافة.


 فائِدة هامَّة:
المُبتَدَأ: اسمٌ مُفرَدٌ أُسنِدَ إليهِ الخَبَرُ، وهُوَ موضوعُ الكلامِ و المُتَحَدِّثُ عَنْهُ في الجُملَةِ الاسميَّة.
المُبتَدَأ: لا يكونُ جُملَةً ولا شِبْهَ جُمْلَةٍ بَلْ مُفرَدًا.

 

صُوَر المُبتَدَأ:

• اسم ظاهِر.
• مَصْدَر مُؤَوَّل.
• اسم شرط.
• ما التَّعَجُّبيّة.
• ضمير مُنفَصِل.
• اسم استِفهام.
• اسم إشارة.
• كَمْ (الخَبَريّة والاستِفهاميّة).


 

توضيح أمثلة المنهاج ص67

المُبتَدَأ

إعرابُهُ

صورَةُ المُبتَدَأ

العَمَلُ التَّطَوُّعيُّ شِعارُ شَبابِ الوَطَنِ.

العَمَلُ

مُبتَدَأ مرفوع وعلامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظّاهِرَةُ

اسم ظاهِر

أنْ تُعِدَّ البرنامجَ الإذاعيَّ خَيْرٌ مِنَ الارتِجال.

أنْ تُعِدَّ

مَصْدَر مُؤَوَّل في مَحَلِّ رَفْعِ مُبتَدَأ

 

مَصْدَر مُؤَوَّل

قالَ رسولُ اللهِ صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّم: "مَنْ يُحْرَمِ الرِّفْقَ يُحرَمُ الخَيْرَ كُلَّهُ". (رواهُ مُسلِم)

مَنْ

 

اسم شَرْط مبني في مَحَلِّ رَفْعِ مُبتَدَأ

اسم شرط

ما أَحْسَنَ الدّينَ والدُّنيا إذا اجتْمَعا

وأقْبَحَ الكُفْرَ والإفلاسَ بِالرَّجُلِ

ما

 

ما التَّعَجُّبيّة اسمٌ مَبْنيٌّ في مَحَلِّ رَفْعِ مُبتَدَأ، إعرابُها ثابِت

ما التَّعَجُّبيّة

أنا في جَناحِكَ حَيْثُ غَابَ مَعَ الدُّجى

وإنِ اسْتَقَرَّ على الثَّرى جُثْماني

أنا

 

ضمير مُنفَصِل مَبْني في مَحَلِّ رَفْعِ مُبتَدَأ

ضمير مُنفَصِل

مَنْ يَعْمَلُ مِنْ أصدقائِكَ في لجانِ الانتِخاباتِ النِّيابيَّةِ؟

مَنْ

 

اسم استِفْهام مَبْني في مَحَلِّ رَفْعِ مُبتَدَأ

اسم استِفهام

هذا وَطَني الأُردُنُّ أباهي بِهِ الدُّنيا، ولَهُ عَلَيَّ

واجِباتٌ كثيرَةٌ

هذا

اسم إشارة مبني في مَحَلِّ رَفْعِ مُبتَدَأ

اسم إشارة

كَمْ مِنْ مُتَّهَمٍ بريءٌ

كَمْ

 

اسم مَبْني على السُّكون في مَحَلِّ رَفْعِ مُبتَدَأ

كَمِ الخَبَريَّ

 


 تذكيرات هامَّة:

مِنْ أسماءِ الإشارة: هذا، هذه، ذلكَ، تلكَ، هؤلاءِ، أولئِكَ.
مِنَ الضَّمائِرِ المُنفَصِلة: أنا، أنتَ، أنتِ، أنتُما، أنتُمْ، أنتُنَّ، نَحْنُ.
مِنَ الأسماءِ الموصولة: الَّذي، الَّتي اللَّذانِ، اللَّتانِ، الَّذين، (مَنْ، ما) بِمَعْنى الَّذي.


♦ صُوَر الخَبَر:
الخَبَر: هُوَ العُنْصُرُ أو الجُزْءُ الَّذي يَتَحَدَّثُ بِهِ عَنِ المُبتَدَأ، وهُوَ مرفوعٌ أو في مَحَلِّ رَفْعٍ.

توضيح أمثِلَة المِنهاج ص68

الخَبَر

صورَةُ الخَبَر

إعرابُهُ

المُعَلِّمونَ جُنودٌ مجهولونَ يستَحِقّونَ كُلَّ تقديرٍ

جُنودٌ

 

مُفرَد (ليسَ جُملَةً أو شِبْهَ جُملَةً)

خَبَر مرفوع وعلامَةُ

رَفْعِهِ الضَّمَّة

شَبَكاتُ التَّواصُلِ الاجتِماعيِّ جَعَلَتِ العالَمَ قَرْيَةً صغيرَةً، فيها تجارُبُ الآخرينَ

جَعَلَتِ

 

 

فيها

جُملَة فعليَّة

 

 

شِبْه جُملة

الجُملة الفِعْليَّة (جَعَلَتِ) في مَحَلِّ

رَفْعِ خَبَرٍ

شِبْهُ الجُملَةِ (فيها) في مَحَلِّ رَفْعِ خَبَرٍ مُقَدَّمٍ

البَغْيُ يَصْرَعُ أهْلَهُ

 

 

والظُّلْمُ مَرْتَعُهُ وخيمُ

يَصْرَعُ

 

 

مَرْتَعُهُ وخيمُ

جُملة فعليّة

 

 

جُملة اسميّة

الجُملة الفعليَّة في مَحَلِّ رَفْعِ خَبَرٍ (يصرَعُ هُوَ) (فعل + فاعِل)

الجُملة الاسميَّة في مَحَلِّ رَفْعِ خَبَرٍ

"الجَنَّةُ تَحْتَ أقدامِ الأُمَّهات"

تَحْتَ أقدامِ

 

شِبْه جُملة (ظَرْفيّة)

شِبْه الجُملة في مَحَلِّ رَفْعِ خَبَرٍ

السَّلامة في التَّأنّي

في التَّأنّي

شِبْه جُملة

(جار ومجرور)

شِبْه الجُملة في مَحَلِّ رَفْعِ خَبَرٍ

الوَطَنيَّةُ أنْ نَسْعى لِرَفْعِ اسمِ وَطَنِنا

في المجالاتِ كافَّةً

أنْ نَسْعى

مَصْدَر مُؤَوَّل

مَصْدَر مُؤَوَّل في مَحَلِّ رَفْعِ خَبَرٍ

أينَ الطُّلّابُ؟

أينَ

اسم استِفهام

اسم استِفهام مبني على الفتحِ في

مَحَلِّ رَفْعِ خَبَرٍ مُقَدَّمٍ


 أستَنْتِجُ أنَّ حُكْمَ الخَبَرِ:
• الرَّفْعُ: إذا كانَ اسمًا ظاهِرًا.
• أو في مَحَلِّ رَفْعٍ: إذا كانَ شِبْهَ جُملَةٍ أو كانَ جُملَةً مثل: (يَصْرَعُ) وإذا كانَ جُملَةً اسميَّةً مِثْل: (مَرْتَعُهُ وَخيمُ)، واسمَ استِفهامٍ مِثْل: (أينَ / كَيْفَ)، ومَصْدَرًا مُؤَوَّلًا مِثْل: (أنْ نَسْعى).

 

مُلَخَّص صُوَر الخَبَر:

مُفرَد.
جُملة فعليّة (فِعْلُها ماضٍ أو مُضارِع).
• 
جُملة اسميّة.
شِبْه جُملة (جار ومجرور أو ظرفيّة).
• 
مَصْدَر مُؤَوَّل (أنْ + فعل).
• 
اسم استِفهام (أينَ / كيفَ).


الجُملَةُ الخَبَريَّةُ

الخَبَر: هُوَ كُلُّ كلامٍ يحتَمِلُ الصِّدْقَ أو الكَذِبَ، فإذا طابَقَ الواقِعَ كانَ صادِقًا، وإنْ خالَفَهُ كانَ كاذِبًا.

 

♦ أغراضُ الخَبَر:
لِلجُملَةِ الخَبَريَّةِ عِدَّةُ أَغراضٍ، تُفهَمُ مِنَ السِّياقِ، ومِنْ حالِ المُخاطَب.

 

 الخَبَر يُلقى لِأغراضٍ، مِنْها:

فائِدَة الخَبَر: إفادَةُ المُخاطَبِ الحُكْمَ الَّذي تَضَمَّنَتْهُ الجُملَةُ = (معلومة جديدة).
لازِم الفائِدة: أنَّ المُخاطَبُ عالِمٌ بالحُكْم = معلومة معروفة لَدى الطَّرفَيْنِ.
الفَخْر.
إظهار التَّحَسُّر.
الاستِرحام: طَلَب الرَّحمة والمُسامَحة.
إظهار الضَّعف.
المَدْح.
النُّصْحُ والإرشاد.

 

توضيح أمثِلة المِنْهاج ص71

الغَرَض مِنَ الخَبَر

قال تعالى: "غُلِبَتِ الرُّومُ (2)

في أَدْنى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ".

يُفيدُ المُخاطَبُ بِالحُكْمِ الَّذي يَتَضَمَّنُهُ الخَبَرُ، وهُوَ غَيْرُ عالِمٍ بِهِ مِنْ قَبْلُ، وما كانَ يَجْهَلُهُ عَنْ مضمونِ الآية،  فَالغَرَضُ مِنَ الخَبَرِ يُسَمّى (فائِدَة الخَبَر).

قالَتْ خديجَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْها لِرَسولِ اللهِ ﷺ:

"إِنَّكَ لَتَصدُقُ الحديثَ، وتَصِلُ الرَّحِمَ وتُؤَدِّي الأمانةَ".

نَجِدُ أنَّ السَّيِّدة خديجَة رَضِيَ اللهُ عَنْها لا تَقْصِدُ إفادَةَ الرَّسولِ ﷺ بِشَيءٍ لا يَعْلَمُهُ؛ لِأنَّ ذلِكَ معلومٌ لَدَيْهِ مِنْ قَبْلُ، فالغَرَضُ مِنَ الخَبَرِ يُسَمّى  (لازِم الفائِدة)

قالَ شاعِرٌ في الجَيْشِ العَرَبيِّ: خَالِدٌ خَلْفَ جَمْعِهِمْ وَالْمُثَنّى وشُرَحْبيلَ يحمِلونَ البُنودا

الفَخْر بِالجَيْشِ العَرَبيِّ

طَواهُ الرَّدى عَنّي فأضْحَى مَزارُهُ بَعيدًا على قُرْبٍ قريبًا على بُعْدٍ الرَّدى يعني: الموت / مَزارُهُ تعني: قَبْرُهُ

التَّحَسُّر على وَلَدِهِ الأعَزِّ الَّذي صارَتْ رُؤيَتُهُ مُستَحيلة

قالَ شَوْقي في الرَّسولِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ الصَّلاةُ  والسَّلامُ: أخوك عيسى دَعا مَيْتًا فَقامَ لَهُ وأنتَ أحيَيْتَ أجيالًا مِنَ الرَّمَمِ

المَدْح / مَدْح مُحَمَّد، وعيسى عَلَيْهِ السَّلام

إِنَّ الثَّمانينَ وبُلِّغتُها قَدْ أَحْوَجَتْ سَمَعي إِلى تُرْجُمَانِ

إظهار الضَّعف (مَعَ سِنِّ الثَّمانين)

المُعَلِّمُ لِطُلّابِهِ: الدَّراسَةُ أساسُ النَّجاحِ، "وَمَن يَخطُبِ الحَسْناءَ لَمْ يُغلِهِ المَهْرُ".

النُّصح والإرشاد والحَثّ على السَّعي


♦ أَضْرُبَ الخَبَر:
يعني أنواعُ الخَبَر (المعلومة) حَسبَ عَدَدِ المُؤَكِّداتِ وهِيَ:

• ابتِدائيّ: بِدونِ مُؤَكِّدات، عِنْدَما يكونُ المُخاطَبُ خاليَ الذِّهْنِ مِنَ الحُكْمِ (يعني لَيْسَ عِنْدَهُ عِلْمٌ مُسبَقٌ بِالمَعلومة).
• 
طَلَبيّ: مُؤَكِّد واحِد، عِنْدَما يكونُ المُخاطَبُ مُتَرَدِّدًا أو شاكًّا.
• 
إنكاريّ: مُؤَكِّدَيْنِ وأكثَر، عِنْدَما يكونُ المُخاطَبُ مُنكِرًا للخَبَرِ.


 

 ضروري حِفظ وفَهْم المُؤَكَّدات وهِيَ:
• إنَّ، أنَّ.
• قَدْ.
• قَسَم.
• ألا.
• أما.
• لام الابتِداء.
• واللّام المُزَحلَقة.
• (ما) المسبوقة بِــ (إذا).
• الباء المسبوقة بِــ (لَيْسَ).

 

ملحوظات حَوْلَ المُؤَكِّدات:
إنَّ، أنَّ (بِشَرْطِ الشَّدّة).
(إنْ، أنْ) لا تُعتَبَرُ مُؤَكَّدات.
قَدْ (الَّتي يتبَعُها فِعْلٌ ماضٍ وليسَ فعلًا مُضارِعًا).
قَدْ + فعل ماض = حَرْف تحقيق وتأكيد.
قَدْ + فعل مُضارِع = حَرْف تشكيك.
القَسَم (الحِلْفان).

مِثْل:
واللهِ، ورَبُّ الكَعْبَةِ، والَّذي نَفْسي بِيَدِهِ، والعَصْرِ.

لامُ الابتِداءِ، واللَّام المُزحلَقة: لام مفتوحة حَذْفُهُما لا يُؤَثِّر.

توضيح أمثِلَة المِنْهاج ص72

ضَرْب الخَبَر

المُؤَكِّدات

قالَ تعالى: "خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخّارِ (٤١) وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ".

ابتِدائيّ

لا يُوجَدُ مُؤَكَّدات

 

إنَّ السَّعادَةَ تكونُ في تعليمِ الآخَرينَ كَيْفَ يعيشونَ بِسَلامٍ مَعَ أنفُسِهِمْ ومَعَ الآخَرين.

طَلَبيّ

إنَّ

- إنَّ العَمَلَ التَّعاوُنيَّ لَمُثمِرٌ في المَجالاتِ كافَّةً.

إنكاريّ

إنَّ، واللّام المُزَحلَقة

- وَاللهِ، إِنَّ الفَتاةَ لَقادِرَةٌ على إنجازِ أصعَبِ المَهَمّات.

إنكاريّ

القَسَم، إنَّ، اللَّام المُزَحلَقة

يبقى الأُردُنُّ عَصِيًّا على مَنْ يُرِيدُ النَّيْلَ مِنْهُ.

ابتِدائيّ

لا يُوجَدُ مُؤَكَّدات

إنَّ المُقاوَمَةَ مشروعَةٌ ضِدَّ المُحتَلّين.

طَلَبيّ

إنَّ


أستَزيدُ:
الإنشاءُ يُقسَمُ إلى: طَلَبيّ، وغَيْرِ طَلَبيّ.

 

• الإنشاءُ الطَّلَبيّ: وهُوَ الَّذي يَسْتَدْعي مطلوبًا غَيْرَ حاصِلٍ وَقْتَ الطَّلَبِ.

• الإنشاءُ غَيْرُ الطَّلَبيِّ: وهُوَ الَّذي لا يَسْتَدعي مطلوبًا.

 

♦ توضيح:
التَّمَنّي: يكونُ في الأمر الَّذي لا يُرجى حُصولُهُ؛ إمّا لِأنَّهُ مُستَحيلٌ أو لِأنَّهُ بعيدُ الحُصول.
ولَهُ أداتانِ: لَيْتَ، لَوْ.


أمّا الرَّجاء: فَيَكونُ في الأمرِ الَّذي يُمكِنُ حُدوثُهُ.
ولَهُ أداتانِ: عَسى، لَعَلَّ.


أفعال المَدْح: نِعْمَ، حَسُنَ، حَبَّذا.


وأفعال الذَّمّ: بِئْسَ، ساءَ، لا حَبَّذا.


صِيَغ القَسَمِ: واللهِ، بِاللهِ، تَاللهِ، لَعَمْرُكَ، والَّذي نَفْسي بِيَدِهِ... إلخ.


التَّعَجُّب القياسيّ لَهُ صيغتانِ: ما أفعَلَ! أَفعِلْ بِهِ!
ومِنْ صِيَغِ التَّعَجُّبِ السَّماعيِّ: لِلهِ دَرُّكَ! سُبحانَ اللهِ! ما شاءَ اللهَ!

 

 

توضيح أمثِلَة المِنْهاج ص 74

نوع الإنشاء

صيغَة الإنشاء

يا أيَّتَها الشّابّاتُ، مُشارَكَتُكُنَّ في الحياةِ

النِّيابيَّةِ ضرورةٌ، فَشارِكْنَ فيها.

إنشاء طَلَبيّ

 

النِّداء والأمر

 

- قال صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: "لا تَرْجِعُوا بَعْدي كُفّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعضٍ". (صحيح البُخاريّ)

إنشاء طَلَبيّ

 

النَّهي

 

يا لَيْتَ شِعْري وَلَيْتَ الطَّيْرَ تُخْبِرُني

ما كَانَ بَيْنَ عَلِيٍّ وَابْنِ عَفّانا

إنشاء طَلَبيّ

 

التَّمَنّي

 

كَمْ أًخا لَكَ؟

إنشاء طَلَبيّ

الاستِفهام

ما أكْثَرَ النّاسَ لا بَلْ ما أَقَلَّهُمْ

اللهُ يَعْلَمُ أَنّي لَمْ أَقُلْ فَنَدا !

إنشاء غير طَلَبيّ

التَّعَجُّب

لَعَمْرُكَ هذا مَماتُ الرِّجالِ

وَمَنْ رَامَ مَوْتًا شَريفًا فذا

إنشاء غير طَلَبيّ

القَسَم

 

"نِعْمَ البَديلُ مِنَ الزَّلَّةِ الاعتِذارُ،

وبِئْسَ الرَّجُلُ المُنافِقُ".

إنشاء غير طَلَبيّ

المَدْح والذَّمّ

 

عَسى اللهُ أن يَرْحَمَ مَنْ يُدافِعونَ عَنْ أوطانِهِمْ.

إنشاء غير طَلَبيّ

الرَّجاء