اتَّسَمَتْ نَظْرَةُ المُجتَمَعِ إلى العَمَلِ اليَدَويِّ في الحضاراتِ القديمَةِ كَالحَضاراتِ الفِرْعَونيَّةِ واليونانيَّةِ والرُّومانيَّةِ بِنَظْرَةٍ دُونيَّةٍ، واتَّسَمَ العَمَلُ الفِكْريُّ بِنَظْرَةٍ تقديريَّةٍ. وجاءَتِ الحضارَةُ الإسلاميَّةُ فَمَجَّدَتِ العَمَلَ والعامِلَ، وشجَّعَتِ النّاسَ على العَمَلِ والكَسْبِ، كما دَلَّتْ على ذلك كثيرٌ مِنَ الآياتِ القُرآنيَّةِ والأحاديثِ النَّبَويَّةِ الشَّريفَةِ. وكانَ ذلِكَ يَتِمُّ عَنْ طريقِ التَّلْمَذَةِ التَّقليديَّةِ، بِأنْ يَتَعَلَّمَ المُواطِنُ نَقْلًا مِنْ مُعَلِّمِهِ (صاحِبِ الصَّنْعَةِ)، وكانَ يُشرِفُ على كُلِّ صَنْعَةٍ في المَدينَةِ "شيخُ الصَّنْعَةِ" يُنَظِّمُ شُؤونَها، وكانَتْ نَتيجَةُ ذلكَ التَّطوُّرَ العُمرانيَّ والزِّراعيَّ والتِّجاريَّ في الدَّوْلَةِ. ثُمَّ ضَعُفَتِ الدَّولَةُ وانْصَرَفَ النّاسُ عَنِ العَملِ، فَضَعُفَ الإنتاجُ، وَبدَؤوا يَستعيدونَ أَفكارَهُمْ القديمَةَ بِقِلَّةِ احْتِرامِ العامِلِ المِهْنِيِّ؛ فكانَتِ النَّتيجَةُ تَخَلُّفَ الإنتاجِ وضَعْفَ بِنْيَةِ المُجتَمَعِ.
مَعَ بَدْءِ عُصورِ الاسْتِعمارِ أُهْمِلَتْ نَواحي تنمِيَةِ المُجتَمَعِ، وتَجَمُّدَ النُّمُوُّ الطَّبيعيُّ لِلمُجتَمَعِ ونَظْرَتِهِ إلى العَمَلِ، بينَما طَوَّرَتِ الأنظِمَةُ الغربيَّةُ مُجتَمعاتِها تَرْبَويًّا وتَعليميًّا، ونَشَأتْ فِكْرَةُ التَّلمَذَةِ التَّقليديَّةِ لِتَعليمِ المِهْنَةِ، فتَطَوَّرَتْ هذهِ الفِكْرَةُ مَعَ التَّقَدُّمِ الصِّناعيِّ إلى أنْ أصبَحَتْ أبرَزَ نُظُمِ الإعدادِ المِهْنِيِّ في أُوروبًا الَّتي تَدْعَمُ الصِّناعَةَ والإنتاجَ، وتُطَوِّرُ مفهومَها الاجتِماعِيَّ نحْوَ المِهْنَةِ.
ارْتَبَطَتْ نُظُمُ التَّعليمِ التِّقْنِيِّ والمِهْنِيِّ بِالتَّطَوُّرِ الاقْتِصاديِّ؛ ففي الدُّوَلِ الفقيرَةِ والأقَلِّ نُمُوًّا تكونُ مَهَمّاتُ التَّعليمِ والتَّدريبِ التِّقْنيِّ والمِهْنيِّ مِنْ واجِباتِ الحُكومَةِ تَمْويلًا وإدارَةً، أمّا في الدُّوَلِ الصِّناعيَّةِ فيَحْتَلُّ قِطاعُ الإنتاجِ الجُزءَ الأَكبَرَ مِنَ التَّمويلِ والتَّطويرِ لِهذِهِ البرامِجِ، ويَقْتَصِرُ دَوْرُ الحُكومَةِ على الحِفاظِ على العدالَةِ في التَّوزيعِ بينَ الأفرادِ والمَناطِقِ المُختَلِفَةِ؛ لِإضْفاءِ الاسْتِقرارِ على المُجتَمَعِ.
إنَّ التَّعليمَ التِّقْنيَّ والمِهْنيَّ لا يُنشِىءُ الوَظائِفَ، لكِنَّهُ ذو مَردودٍ عالٍ إذا كانَ مُرتَبِطًا بِالطَّلَبِ الفِعْليِّ على الوظائِفِ؛ لِأَنَّ توفيرَ فُرَصِ العَمَلِ يَرتَبِطُ بِالسِّياساتِ الاقْتِصاديَّةِ العامَّةِ لِلدَّولَةِ؛ مِنْ تِجارَةٍ وادِّخارٍ وإنفاقٍ وتَضَخُّمٍ، ويُؤَدّي التَّعليمُ التِّقْنيُّ والمِهْنيُّ دَوْرَهُ بِفاعِليَّةٍ عَنْ طريقِ تَطويرٍ رأسِ المَالِ البَشَريِّ الَّذي تَحتاجُ إليهِ الحَياةُ الاقْتِصاديَّةُ، وتَزدادُ فاعِليَّتُهُ عِنْدَما تَتَطابَقُ هذهِ الأعدادُ مَعَ فُرَصِ العَمَلِ المُتاحَةِ. وتَبَيَّنَ أنَّ نَجاحَ هذهِ النُّظُمِ يَعتَمِدُ على إدارَةِ الاقتِصادِ، وتَنشيطِ العَمَلِ المُتاحَةِ. وتَبَيَّنَ أنَّ نَجاحَ هذهِ النُّظُمِ يَعتَمِدُ على إدارَةِ الاقتِصادِ، وتَنشيطِ الاسْتِثمارِ، وإِيجادِ فُرَصِ العَمَلِ، واحْتِياجاتِ ميادينِ العَمَلِ الحاليَّةِ والمُتَوَقَّعَةِ، وتَقِلُّ فاعِليَّةُ هذهِ النُّظُمِ إذا ارْتَبَطَتْ بِسِياسَةِ العَرْضِ فَقَطْ.
وقَدِ اعْتَمَدَتِ المُنَظَّماتُ التَّربويَّةُ العربيَّةُ والدَّوليَّةُ مُسَمّى "التَّعليمِ الثَّانويِّ المِهْنيِّ" لِلإعدادِ المِهْنِيِّ في المَرْحَلَةِ الثّانَويَّةِ ضِمْنَ مَدارِسَ أو أقسامٍ مِهْنِيَّةٍ، وأَخَذَتْ بِهِ بَعْضُ الدُّوَلِ العَرَبِيَّةِ، ومِنْها الأُردُنُّ. وأَطْلَقَتْ عَلَيْهِ دُوَلٌ أُخرى اسمَ "التَّعليمِ الثّانَويِّ الفَنِّيِّ". وأَطلَقَتْ عَلَيْهِ دُوَلٌ أُخرى اسمَ "التَّعليمِ الثّانَويِّ التِّقْنيِّ". واعْتَمَدَ الاتِّحادُ العَرَبيُّ لِلتَّعليمِ التِّقْنيِّ والمُنَظَّمَةُ العَرَبيَّةُ لِلتَّربيَةِ والثَّقافَةِ والعُلومِ (إلكسو) ومُنَظَّمَةُ (اليونسكو) تسمِيَةَ التَّعليمِ التِّقْنيِّ على الإعدادِ المِهْنيِّ بَعْدَ الثّانويَّةِ وبِدَرَجَةٍ أقَلَّ مِنَ الدَّرَجَةِ الجَامعيَّةِ الأُولى، كَما أُطلِقَتْ تَسْمِيَةُ "مَعْهَدٍ" على المُؤسَّسَةِ التَّعليميَّةِ الَّتي تُعَدُّ فيها كوادِرُ ضِمنَ هذا المُستَوى.
يُقصَدُ بِالتَّعليمِ المِهْنيِّ: التَّعليمُ النِّظاميُّ الَّذي يَتَضَمَّنُ الإعدادَ التَّربَويَّ وإكسابَ المَهاراتِ والمَعْرِفَةِ المِهْنيَّةِ، وتقومُ بِهِ مُؤسَّساتٌ تعليميَّةٌ مِنْ أجْلِ إعدادِ عُمّالٍ مَاهِرِينَ في التَّخَصُّصاتِ الصِّناعيَّةِ والزِّراعيَّةِ والصِّحِّيَّةِ والتِّجاريَّةِ؛ لِيَكونَ لَدَيْهِمُ القُدرَةُ على التَّنفيذِ والإنتاجِ؛ بِحَيثُ يَكونونَ حَلَقَةَ وَصْلٍ بَيْنَ الأُطُرِ الفنِّيَّةِ العالِيَةِ الَّذينَ تُعِدُّهُمُ الجامِعاتُ وبَيْنَ العُمّالِ غَيْرِ المَهَرَةِ الَّذينَ لَمْ يَتَلَقّوا التَّعليمَ النِّظاميَّ الفَنِّيَّ والمِهْنيَّ.
وقَدْ نَصَّتِ اتِّفاقيَّةُ التَّعليمِ المِهْنيِّ والتِّقْنيِّ الَّتي اعْتَمَدَتْها (اليونسكو) (في عامِ 1989) على أَنَّ التَّعليمَ التِّقْنيَّ والمِهْنيَّ يَعني أَشكالَ العَمَليَّةِ التَّعليميَّةِ جميعًا ومُستَوياتِها والمعارِفَ العامَّةَ، ودِراسَةَ التِّكنولوجيّاتِ والعُلومِ المُتَّصِلَةِ بِها، واكْتِسابَ المَهاراتِ العِلْميَّةِ والمَدارِكِ المُتَّصِلَةِ بِالمُمارَساتِ المِهْنِيَّةِ في قِطاعاتِ الحياةِ الاقتِصاديَّةِ والاجتِماعيَّةِ. كما يُمكِنُ تَعريفُهُ بِأنَّهُ حُصولُ الفَرْدِ على مهاراتٍ وتَطويرُها بِشَكْلٍ يُؤَدّي إلى تغييرِ أَدائِهِ ليُصبِحَ قادِرًا على القِيامِ بِجُزءٍ مِنْ عَمَلٍ أو بِعَمَلٍ مُتَكامِلٍ، أو مُزاوَلَةِ مِهْنَةٍ مُعَيَّنَةٍ، أو رَفْعِ كَفاءَةِ العامِلِ في مِهْنَةٍ يُمارِسُها.
إنَّ عَدَمَ التَّوازُنِ بَيْنَ نِظامِ التَّعليمِ بِشَكْلٍ عامٍّ ونِظامِ التَّعليمِ المِهْنِيِّ والتِّقْنيِّ الأكثَرِ ارْتِباطًا بِسوقِ العَمَلِ هُوَ أَحَدُ أَهَمِّ المُعَوِّقاتِ في طريقِ تحقيقِ التَّنمِيَةِ الاجتِماعيَّةِ والتَّطَوُّرِ الاقْتِصاديِّ. وعلى الحُكوماتِ أنْ تَعِيَ هذِهِ الحقيقةَ، وأنْ تُعطِيَ هذهِ الكفاءاتِ والاختِصاصاتِ الأَهَمِّيَّةَ الاقتِصاديَّةَ والاجتِماعيَّةَ اللّازِمَةَ، بِالنَّظَرِ إلى التَّعليمِ التِّقْنيِّ والمِهْنيِّ على أَنَّهُ جُزءٌ لا يَتَجَزَّأُ مِنَ التَّأهيلِ والتَّعليمِ العامِّ، ووسيلَةُ انْخِراطِ، ومُساهَمَةٌ فعّالَةٌ في عالَمِ العَمَلِ، ووَجْهٌ مِنْ أَوْجُهِ التَّعَلُّمِ والتَّدَرُّبِ مَدى الحياةِ، وتَأهيلٌ لِتَحَمُّلِ مَسؤولِيَّةِ المُواطَنَةِ، وأَداةٌ لِإيجادِ نُمُوٍّ وتَقَدُّمٍ دائِمَيْنِ لِلمُجتَمَعِ، وبِذلِكَ يَكونُ وسيلَةً لِمُحارَبَةِ الفَقْرِ.
ويَقَعُ التَّعليمُ التِّقْنيُّ والمِهْنيُّ في صُلْبِ اهْتِمامِ الحُكوماتِ والمُنَظَّماتِ الدَّوليَّةِ والمَحَليَّةِ؛ كَوْنَهُ أَداةً تُسَهِّلُ الانْدِماجَ المِهْنيَّ، وتَفْتَحُ المَجالَ لِدُخولِ سوقِ العَمَل، إِلَّا أنَّهُ ظَلَّ مُهَمَّشًا، ومَوْقوفًا على الفِئَةِ الَّتي لَمْ يُحالِفْها الحَظُّ لِلالْتِحاقِ بِالتَّعليمِ العامِّ، أو الفِئاتِ المُهَمَّشَةِ اجْتِماعيًّا أو مادّيًّا، والَّتي تَسْعى إلى دُخولِ سوقِ العَمَلِ بِصورَةٍ عاجِلَةٍ، أيْ أَنَّ هُناكَ نَوْعًا مِنَ النَّظرَةِ الدُّونيَّةِ لَهُ، ولا بُدَّ مِنْ تغييرِ هذا الواقِعِ بِتَعاضُدِ جُهودِ المُنَظَّماتِ الدَّوليَّةِ والحُكوماتِ؛ لِكَيْ يَأخُذَ هذا النَّوعُ مِنَ التَّعليمِ مَوقِعَهُ الحقيقيَّ.
وهُناكِ طُرُقٌ مُتَعَدِّدَةٌ لِلتَّعليمِ المِهْنيِّ والتِّقْنيِّ في الوَطَنِ العَرَبيِّ؛ ففي بَعْضِ النُّظُمِ يَقضي الطّالِبُ فَتْرَةَ التَّعليمِ أو التَّدريبِ في المدارِسِ ومراكِزِ التَّدريبِ المِهْنيِّ فَقَطْ، أو يُطَبَّقُ نِظامٌ ثُنائيٌّ يَقضي فيهِ الطّالِبُ جُزءًا مِنْ فَتْرَةِ التَّدريبِ في المَدْرَسَةِ أو مَرْكَزِ التَّدريبِ، وجُزءًا آخَرَ في مواقِعِ العَمَلِ والإنْتاجِ، أو نظامُ التَّلْمَذَةِ الصِّناعيَّةِ ويَقضي المُتَدَرِّبُ فَتْرَةَ التَّدريبِ في مَوْقِعِ العَمَلِ والإنتاجِ.
وتُقَسَّمُ مُستَوَياتُ التَّعليمِ المِهْنيِّ والتِّقْنيِّ في الدُّوَلِ العَرَبيَّةِ إلى التَّعليمِ التِّقْنيِّ (الفَنِّيِّ) وَيكونُ في كُلِّيَّاتِ أو مَعاهِدَ بَعْدَ المَرْحَلَةِ الثَّانَوَيَّةِ، وشُروطُ القَبولِ فيهِ النَّجاحُ في امْتِحانِ الثّانَويَّةِ العامَّةِ أو المِهْنِيَّةِ. وَالتَّعليمُ الثّانَويُّ المِهْنيُّ الَّذي يَجري في الْمَرْحَلَةِ الثّانَويَّةِ العُليا داخِلَ المَدْرَسَةِ، ولا يُشتَرَطُ الْتِحاقُ الطّالِبِ بِمواقِعِ العَمَلِ لِتَلَقّي التَّدريبِ. والتَّدريبُ المِهْنيُّ الَّذي يَجْمَعُ بَيْنَ أنماطِ التَّدريبِ المُختَلِفَةِ، كَالتَّدريبِ داخِلَ المدارِسِ ومراكِزِ التَّدريبِ فَقَطْ، أو التَّدريبِ الثُّنائيِّ، أو التَّدريبِ داخِلَ العَمَل.
إنَّ هذا الضَّرْبَ مِنَ التَّعليمِ أَحَدُ السُّبُلِ الرَّئيسَةِ لِتَحريكِ عَجَلَةِ الاقْتِصادِ، وتجاوُزِ مُشكِلَةِ البِطالَةِ، وتَلبِيَةِ حاجاتِ سوقِ العَمَلِ المُتَزايِدَةِ. إنَّهُ بِاخْتِصارٍ بوّابَتُنا المُباشِرَةُ إلى المُستَقبَلِ في هذا العالَمِ المُتَغَيِّرِ.
شادي حَلَبي / واقِعُ التَّعليمِ المِهْنيِّ والتِّقْنيِّ ومُشكِلاتُهُ في الوَطَنِ العَرَبيِّ (بِتَصَرُّف)
أتَعَرَّفُ جَوَّ النَّصِّ
يَتَناوَلُ الكاتِبُ في هذا النَّصِّ مجموعَةً مِنَ القضايا المُتَعَلِّقَةِ بِالتَّعليمِ المِهْنيِّ والتِّقْنيِّ، بِهَدَفِ تغييرِ النَّظرَةِ المُجتَمَعيَّةِ إلى هذا النَّوعِ مِنَ التَّعليمِ النِّظاميِّ، وإظهارِ العِلاقَةِ الوثيقَةِ الَّتي تَربِطُهُ بِالتَّقَدُّمِ الاقتِصاديِّ والصِّناعيِّ لِلدُّوَلِ، ودَوْرِهِ الفعَّالِ في بِناءِ المُجتَمَعاتِ، مُحاوِلًا إعادَةَ تعريفِ التَّعليمِ التِّقْنيِّ وتوصيفِهِ وَدراسَتِهِ؛ المِهْنيِّ والتِّقْنيِّ. لِيُحَدِّدَ ماهِيَّتَهُ ومفهومَهُ الحديثَ، ويَعرِضَ المُشكِلاتِ الَّتي تُواجِهُهُ، ويُوَضِّحَ العِلاقَةَ بَيْنَ مُخرَجاتِه وسوقِ العَمَلِ.
الشَّرح
♦ الفقرة الأولى:
اتَّسَمَتْ نَظْرَةُ المُجتَمَعِ إلى العَمَلِ اليَدَويِّ في الحضاراتِ القديمَةِ كَالحَضاراتِ الفِرْعَونيَّةِ واليونانيَّةِ والرُّومانيَّةِ بِنَظْرَةٍ دُونيَّةٍ، واتَّسَمَ العَمَلُ الفِكْريُّ بِنَظْرَةٍ تقديريَّةٍ. وجاءَتِ الحضارَةُ الإسلاميَّةُ فَمَجَّدَتِ العَمَلَ والعامِلَ، وشجَّعَتِ النّاسَ على العَمَلِ والكَسْبِ، كما دَلَّتْ على ذلك كثيرٌ مِنَ الآياتِ القُرآنيَّةِ والأحاديثِ النَّبَويَّةِ الشَّريفَةِ. وكانَ ذلِكَ يَتِمُّ عَنْ طريقِ التَّلْمَذَةِ التَّقليديَّةِ، بِأنْ يَتَعَلَّمَ المُواطِنُ نَقْلًا مِنْ مُعَلِّمِهِ (صاحِبِ الصَّنْعَةِ)، وكانَ يُشرِفُ على كُلِّ صَنْعَةٍ في المَدينَةِ "شيخُ الصَّنْعَةِ" يُنَظِّمُ شُؤونَها، وكانَتْ نَتيجَةُ ذلكَ التَّطوُّرَ العُمرانيَّ والزِّراعيَّ والتِّجاريَّ في الدَّوْلَةِ. ثُمَّ ضَعُفَتِ الدَّولَةُ وانْصَرَفَ النّاسُ عَنِ العَملِ، فَضَعُفَ الإنتاجُ، وَبدَؤوا يَستعيدونَ أَفكارَهُمْ القديمَةَ بِقِلَّةِ احْتِرامِ العامِلِ المِهْنِيِّ؛ فكانَتِ النَّتيجَةُ تَخَلُّفَ الإنتاجِ وضَعْفَ بِنْيَةِ المُجتَمَعِ.
معاني المُفرَدات:
|
الكلمة |
المعنى |
|
دونيَّة |
انحِطاط القَدْر، قِلَّتُه |
|
فَمَجَّدَتِ |
عَظُمَتْ وأثْنَتْ عَلَيْهِ |
|
يُشرِفُ |
اطِّلاع ومُراقَبَة واهتِمام |
• بِماذا اتَّسَمَتْ نَظْرَةُ المُجتَمَعِ لِلعَمَلِ اليَدَويِّ في الحضاراتِ القديمَةِ كالحضارَةِ الفِرْعَونيَّةِ واليونانيَّةِ والرّومانيَّةِ؟
بِنَظْرَةٍ دونيَّةٍ.
• ماذا غَيَّرَتِ الحضارَةُ الإسلاميَّةُ عِنْدَ مجيئِها؟
مَجَّدَتِ العَمَلَ والعامِلَ، وشَجَّعَتِ النّاسَ على العَمَلِ والكَسْبِ.
♦ الفقرة الثّانِية:
مَعَ بَدْءِ عُصورِ الاسْتِعمارِ أُهْمِلَتْ نَواحي تنمِيَةِ المُجتَمَعِ، وتَجَمُّدَ النُّمُوُّ الطَّبيعيُّ لِلمُجتَمَعِ ونَظْرَتِهِ إلى العَمَلِ، بينَما طَوَّرَتِ الأنظِمَةُ الغربيَّةُ مُجتَمعاتِها تَرْبَويًّا وتَعليميًّا، ونَشَأتْ فِكْرَةُ التَّلمَذَةِ التَّقليديَّةِ لِتَعليمِ المِهْنَةِ، فتَطَوَّرَتْ هذهِ الفِكْرَةُ مَعَ التَّقَدُّمِ الصِّناعيِّ إلى أنْ أصبَحَتْ أبرَزَ نُظُمِ الإعدادِ المِهْنِيِّ في أُوروبًا الَّتي تَدْعَمُ الصِّناعَةَ والإنتاجَ، وتُطَوِّرُ مفهومَها الاجتِماعِيَّ نحْوَ المِهْنَةِ.
معاني المُفرَدات:
|
الكلمة |
المعنى |
|
تَجَمَّدَ |
بِمَعْنى تَوَقَّفَ |
|
التَّلْمَذَة التَّقليديَّة |
التَّعَلُّم مِنْ فَرْدٍ إلى فَرْدٍ داخِلَ مَوْقِعِ العَمَلِ مِنْ خِلالِ المُلاحَظَةِ |
• مَتى نَشَأَتْ فِكْرَةُ التَّلْمَذَةِ التَّقليديَّةِ لِتَعليمِ المِهْنَةِ؟
تَطَوَّرَتْ هذهِ الفِكْرَةُ مَعَ التَّقَدُّمِ الصِّناعيِّ إلى أنْ أصبَحَتْ أبرَزَ نُظُمِ الإعدادِ المِهْنيِّ في أوروبا الَّتي تَدْعَمُ الصِّناعَةَ والإنتاجَ.
• مَتى أُهْمِلَتْ نواحي تنمِيَةِ المُجتَمَعِ، وتَجَمَّدَ النُّمُوُّ الطَّبيعيُّ لِلمُجتَمَعِ ونَظْرَتُهُ لِلعَمَلِ؟
مَعَ بَدْءِ عُصورِ الاستِعمار.
♦ الفقرة الثّالِثة:
ارْتَبَطَتْ نُظُمُ التَّعليمِ التِّقْنِيِّ والمِهْنِيِّ بِالتَّطَوُّرِ الاقْتِصاديِّ؛ ففي الدُّوَلِ الفقيرَةِ والأقَلِّ نُمُوًّا تكونُ مَهَمّاتُ التَّعليمِ والتَّدريبِ التِّقْنيِّ والمِهْنيِّ مِنْ واجِباتِ الحُكومَةِ تَمْويلًا وإدارَةً، أمّا في الدُّوَلِ الصِّناعيَّةِ فيَحْتَلُّ قِطاعُ الإنتاجِ الجُزءَ الأَكبَرَ مِنَ التَّمويلِ والتَّطويرِ لِهذِهِ البرامِجِ، ويَقْتَصِرُ دَوْرُ الحُكومَةِ على الحِفاظِ على العدالَةِ في التَّوزيعِ بينَ الأفرادِ والمَناطِقِ المُختَلِفَةِ؛ لِإضْفاءِ الاسْتِقرارِ على المُجتَمَعِ.
معاني المُفرَدات:
|
الكلمة |
المعنى |
|
لِإضفاءِ |
لِزِيادَة |
|
يَحْتَلُّ |
مَكَانًا مُتَقَدِّمًا |
• على مَنْ تَكونُ واجِباتٌ ومَهَمّاتُ التَّعليمِ والتَّدريبِ التِّقنيِّ والمِهْنيِّ في الدُّوَلِ الفقيرَةِ؟
على الحُكومَةِ تمويلًا وإدارَةً.
• على مَنْ تَكونُ واجِباتٌ ومَهَمّاتُ التَّعليمِ والتَّدريبِ التِّقنيِّ والمِهْنيِّ في الدُّوَلِ الصِّناعيَّةِ؟ وعلى ماذا يقتَصِرُ دَوْرُ الحُكومَةِ؟
يَحْتَلُّ قِطاعُ الإنتاجِ الجُزءَ الأكبَرَ مِنَ التَّمويلِ والتَّطويرِ لِهذِهِ البرامِجِ، ويقتَصِرُ دَوْرُ الحُكومَةِ على الحِفاظِ على العَدالَةِ في التَّوزيعِ بَيْنَ الأفرادِ والمناطِقِ المُختَلِفَةِ.
♦ الفقرة الرّابِعة:
إنَّ التَّعليمَ التِّقْنيَّ والمِهْنيَّ لا يُنشِىءُ الوَظائِفَ، لكِنَّهُ ذو مَردودٍ عالٍ إذا كانَ مُرتَبِطًا بِالطَّلَبِ الفِعْليِّ على الوظائِفِ؛ لِأَنَّ توفيرَ فُرَصِ العَمَلِ يَرتَبِطُ بِالسِّياساتِ الاقْتِصاديَّةِ العامَّةِ لِلدَّولَةِ؛ مِنْ تِجارَةٍ وادِّخارٍ وإنفاقٍ وتَضَخُّمٍ، ويُؤَدّي التَّعليمُ التِّقْنيُّ والمِهْنيُّ دَوْرَهُ بِفاعِليَّةٍ عَنْ طريقِ تَطويرٍ رأسِ المَالِ البَشَريِّ الَّذي تَحتاجُ إليهِ الحَياةُ الاقْتِصاديَّةُ، وتَزدادُ فاعِليَّتُهُ عِنْدَما تَتَطابَقُ هذهِ الأعدادُ مَعَ فُرَصِ العَمَلِ المُتاحَةِ. وتَبَيَّنَ أنَّ نَجاحَ هذهِ النُّظُمِ يَعتَمِدُ على إدارَةِ الاقتِصادِ، وتَنشيطِ العَمَلِ المُتاحَةِ. وتَبَيَّنَ أنَّ نَجاحَ هذهِ النُّظُمِ يَعتَمِدُ على إدارَةِ الاقتِصادِ، وتَنشيطِ الاسْتِثمارِ، وإِيجادِ فُرَصِ العَمَلِ، واحْتِياجاتِ ميادينِ العَمَلِ الحاليَّةِ والمُتَوَقَّعَةِ، وتَقِلُّ فاعِليَّةُ هذهِ النُّظُمِ إذا ارْتَبَطَتْ بِسِياسَةِ العَرْضِ فَقَطْ.
معاني المُفرَدات:
|
الكلمة |
المعنى |
|
ميادين العَمَلِ |
مجالات العَمَل، مُفرَدُها (مَيْدان). |
|
التَّعليم التِّقْنيّ والمِهْنيّ |
مجموعَةُ المهاراتِ الفنِّيَّةِ أو المِهْنيَّةِ الَّتي يَتِمُّ اكتِسابُها طوالَ الحياةِ، على مُستَوياتٍ مُختَلِفَةٍ وفي بيئاتٍ تدريبيَّةٍ مُختَلِفَةٍ، والَّتي تُؤَثِّرُ على مجموعَةٍ واسِعَةٍ مِنَ المجالات المِهْنيَّةِ وأنشِطَةِ الإنتاجِ والخَدَماتِ ووسائِلِ التَّدريب |
• كيفَ يُؤَدّي التَّعْليمُ التّقنيّ والمِهْنيّ دَوْرَهُ بِفاعِليَّةٍ؟
عَنْ طريقِ تطويرِ رأسِ المَالِ البَشَريِّ الَّذي تحتاجُهُ الحياةُ الاقتِصاديَّةُ.
• مَتى تزدادُ فاعليَّةُ التَّعليمُ التِّقْنيُّ والمِهْنيُّ؟
تزدادُ فاعليَّتُهُ عِنْدَما يَتَطابَقُ أعدادُ الرَّأسِ المالِ البَشَريِّ مَعَ فُرَصِ العَمَلِ المُتاحَةِ.
♦ الفقرة الخامِسة:
وقَدِ اعْتَمَدَتِ المُنَظَّماتُ التَّربويَّةُ العربيَّةُ والدَّوليَّةُ مُسَمّى "التَّعليمِ الثَّانويِّ المِهْنيِّ" لِلإعدادِ المِهْنِيِّ في المَرْحَلَةِ الثّانَويَّةِ ضِمْنَ مَدارِسَ أو أقسامٍ مِهْنِيَّةٍ، وأَخَذَتْ بِهِ بَعْضُ الدُّوَلِ العَرَبِيَّةِ، ومِنْها الأُردُنُّ. وأَطْلَقَتْ عَلَيْهِ دُوَلٌ أُخرى اسمَ "التَّعليمِ الثّانَويِّ الفَنِّيِّ". وأَطلَقَتْ عَلَيْهِ دُوَلٌ أُخرى اسمَ "التَّعليمِ الثّانَويِّ التِّقْنيِّ". واعْتَمَدَ الاتِّحادُ العَرَبيُّ لِلتَّعليمِ التِّقْنيِّ والمُنَظَّمَةُ العَرَبيَّةُ لِلتَّربيَةِ والثَّقافَةِ والعُلومِ (إلكسو) ومُنَظَّمَةُ (اليونسكو) تسمِيَةَ التَّعليمِ التِّقْنيِّ على الإعدادِ المِهْنيِّ بَعْدَ الثّانويَّةِ وبِدَرَجَةٍ أقَلَّ مِنَ الدَّرَجَةِ الجَامعيَّةِ الأُولى، كَما أُطلِقَتْ تَسْمِيَةُ "مَعْهَدٍ" على المُؤسَّسَةِ التَّعليميَّةِ الَّتي تُعَدُّ فيها كوادِرُ ضِمْنَ هذا المُستَوى.
معاني المُفرَدات:
|
الكلمة |
المعنى |
|
كوادِر |
طاقة بَشَريَّة تُساعِدُ في تَنْمِيَةِ المُجتَمَعِ، مُفرَدُها (كادِر) |
|
المُنَظَّمات |
وِحْدَة اجتِماعيَّة هادِفَة، إنَّها تكوينٌ اجتِماعيٌّ مُنَسَّقٌ بِوَعيٍ يَتَفاعَلُ فيها الأفرادُ ضِمْنَ حُدودٍ مُحَدَّدَةٍ وواضِحَةٍ نسبيًّا مِنْ أجلِ تحقيقِ أهدافٍ مُشتَرَكَةٍ |
• ماذا اعْتَمَدَتِ المُنَظَّماتُ التَّربَويَّةُ العَرَبيَّةُ والدَّوليَّةُ مُسَمّى على الإعدادِ المِهْنيِّ في المَرْحَلَةِ الثّانَويَّةِ؟
التَّعليم الثّانَويّ المِهْنيّ.
• ما المُسَمَّياتُ الأُخرى لِلإعدادِ المِهْنيّ؟
أ. التَّعليمُ الثّانَويّ الفَنِّيّ.
ب. التَّعليمُ الثّانَويّ التِّقْنيّ.
♦ الفقرة السّادِسة:
يُقصَدُ بِالتَّعليمِ المِهْنيِّ: التَّعليمُ النِّظاميُّ الَّذي يَتَضَمَّنُ الإعدادَ التَّربَويَّ وإكسابَ المَهاراتِ والمَعْرِفَةِ المِهْنيَّةِ، وتقومُ بِهِ مُؤسَّساتٌ تعليميَّةٌ مِنْ أجْلِ إعدادِ عُمّالٍ مَاهِرِينَ في التَّخَصُّصاتِ الصِّناعيَّةِ والزِّراعيَّةِ والصِّحِّيَّةِ والتِّجاريَّةِ؛ لِيَكونَ لَدَيْهِمُ القُدرَةُ على التَّنفيذِ والإنتاجِ؛ بِحَيثُ يَكونونَ حَلَقَةَ وَصْلٍ بَيْنَ الأُطُرِ الفنِّيَّةِ العالِيَةِ الَّذينَ تُعِدُّهُمُ الجامِعاتُ وبَيْنَ العُمّالِ غَيْرِ المَهَرَةِ الَّذينَ لَمْ يَتَلَقّوا التَّعليمَ النِّظاميَّ الفَنِّيَّ والمِهْنيَّ.
معاني المُفرَدات:
|
الكلمة |
المعنى |
|
وإكساب |
زِيادَةُ أفكارِ الفَرْدِ أو معلوماتِهِ |
|
الأُطْرِ |
جَمْعُ إطَارٍ، أيِ الحدود |
|
المَهَرَةِ |
مُفرَدُها (ماهِر) هُوَ البارِعُ والمُتقِنُ |
• ماذا يُقصَدُ بِالتَّعليمِ المِهْنيّ؟
هُوَ التَّعليمُ النِّظاميُّ الَّذي يَتَضَمَّنُ الإعدادَ التَّربويَّ وإكسابَ المهاراتِ والمَعْرِفَةَ المِهْنيَّة.
♦ الفقرة السّابِعة:
وقَدْ نَصَّتِ اتِّفاقيَّةُ التَّعليمِ المِهْنيِّ والتِّقْنيِّ الَّتي اعْتَمَدَتْها (اليونسكو) (في عامِ 1989) على أَنَّ التَّعليمَ التِّقْنيَّ والمِهْنيَّ يَعني أَشكالَ العَمَليَّةِ التَّعليميَّةِ جميعًا ومُستَوياتِها والمعارِفَ العامَّةَ، ودِراسَةَ التِّكنولوجيّاتِ والعُلومِ المُتَّصِلَةِ بِها، واكْتِسابَ المَهاراتِ العِلْميَّةِ والمَدارِكِ المُتَّصِلَةِ بِالمُمارَساتِ المِهْنِيَّةِ في قِطاعاتِ الحياةِ الاقتِصاديَّةِ والاجتِماعيَّةِ. كما يُمكِنُ تَعريفُهُ بِأنَّهُ حُصولُ الفَرْدِ على مهاراتٍ وتَطويرُها بِشَكْلٍ يُؤَدّي إلى تغييرِ أَدائِهِ ليُصبِحَ قادِرًا على القِيامِ بِجُزءٍ مِنْ عَمَلٍ أو بِعَمَلٍ مُتَكامِلٍ، أو مُزاوَلَةِ مِهْنَةٍ مُعَيَّنَةٍ، أو رَفْعِ كَفاءَةِ العامِلِ في مِهْنَةٍ يُمارِسُها.
إنَّ عَدَمَ التَّوازُنِ بَيْنَ نِظامِ التَّعليمِ بِشَكْلٍ عامٍّ ونِظامِ التَّعليمِ المِهْنِيِّ والتِّقْنيِّ الأكثَرِ ارْتِباطًا بِسوقِ العَمَلِ هُوَ أَحَدُ أَهَمِّ المُعَوِّقاتِ في طريقِ تحقيقِ التَّنمِيَةِ الاجتِماعيَّةِ والتَّطَوُّرِ الاقْتِصاديِّ. وعلى الحُكوماتِ أنْ تَعِيَ هذِهِ الحقيقةَ، وأنْ تُعطِيَ هذهِ الكفاءاتِ والاختِصاصاتِ الأَهَمِّيَّةَ الاقتِصاديَّةَ والاجتِماعيَّةَ اللّازِمَةَ، بِالنَّظَرِ إلى التَّعليمِ التِّقْنيِّ والمِهْنيِّ على أَنَّهُ جُزءٌ لا يَتَجَزَّأُ مِنَ التَّأهيلِ والتَّعليمِ العامِّ، ووسيلَةُ انْخِراطِ، ومُساهَمَةٌ فعّالَةٌ في عالَمِ العَمَلِ، ووَجْهٌ مِنْ أَوْجُهِ التَّعَلُّمِ والتَّدَرُّبِ مَدى الحياةِ، وتَأهيلٌ لِتَحَمُّلِ مَسؤولِيَّةِ المُواطَنَةِ، وأَداةٌ لِإيجادِ نُمُوٍّ وتَقَدُّمٍ دائِمَيْنِ لِلمُجتَمَعِ، وبِذلِكَ يَكونُ وسيلَةً لِمُحارَبَةِ الفَقْرِ.
معاني المُفرَدات:
|
الكلمة |
المعنى |
|
المَدارِك |
القُدُرات العَقْليّة والحِسِّيَّة |
|
مُزاوَلَة |
مُمارَسَة |
|
تَعي |
ماضيها (وَعى) حَفِظَهُ وفَهِمَهُ وقَبِلَهُ |
|
انخِراط |
الانْضِمامَ |
• مَتى اعْتَمَدَتِ (اليونسكو) اتِّفاقيَّةَ التَّعليمِ المِهْنيِّ والتِّقْنيِّ؟
عام (1989).
• اُذْكُرْ أَهَمَّ المُعَوِّقاتِ في طريقِ تحقيقِ التَّنمِيَةِ الاجتِماعيَّةِ والتَّطَوُّرِ الاقتِصاديّ؟
هُوَ عَدَمَ التَّوازُنِ بَيْنَ نِظامِ التَّعليمِ بِشَكلٍ عامٍّ ونظامِ التَّعليمِ المِهْنيِّ والتَّقْنيِّ الأكثَرِ ارتِباطًا بِسوقِ العَمَل.
♦ الفقرة الثّامِنة:
ويَقَعُ التَّعليمُ التِّقْنيُّ والمِهْنيُّ في صُلْبِ اهْتِمامِ الحُكوماتِ والمُنَظَّماتِ الدَّوليَّةِ والمَحَليَّةِ؛ كَوْنَهُ أَداةً تُسَهِّلُ الانْدِماجَ المِهْنيَّ، وتَفْتَحُ المَجالَ لِدُخولِ سوقِ العَمَل، إِلَّا أنَّهُ ظَلَّ مُهَمَّشًا، ومَوْقوفًا على الفِئَةِ الَّتي لَمْ يُحالِفْها الحَظُّ لِلالْتِحاقِ بِالتَّعليمِ العامِّ، أو الفِئاتِ المُهَمَّشَةِ اجْتِماعيًّا أو مادّيًّا، والَّتي تَسْعى إلى دُخولِ سوقِ العَمَلِ بِصورَةٍ عاجِلَةٍ، أيْ أَنَّ هُناكَ نَوْعًا مِنَ النَّظرَةِ الدُّونيَّةِ لَهُ، ولا بُدَّ مِنْ تغييرِ هذا الواقِعِ بِتَعاضُدِ جُهودِ المُنَظَّماتِ الدَّوليَّةِ والحُكوماتِ؛ لِكَيْ يَأخُذَ هذا النَّوعُ مِنَ التَّعليمِ مَوقِعَهُ الحقيقيَّ.
وهُناكِ طُرُقٌ مُتَعَدِّدَةٌ لِلتَّعليمِ المِهْنيِّ والتِّقْنيِّ في الوَطَنِ العَرَبيِّ؛ ففي بَعْضِ النُّظُمِ يَقضي الطّالِبُ فَتْرَةَ التَّعليمِ أو التَّدريبِ في المدارِسِ ومراكِزِ التَّدريبِ المِهْنيِّ فَقَطْ، أو يُطَبَّقُ نِظامٌ ثُنائيٌّ يَقضي فيهِ الطّالِبُ جُزءًا مِنْ فَتْرَةِ التَّدريبِ في المَدْرَسَةِ أو مَرْكَزِ التَّدريبِ، وجُزءًا آخَرَ في مواقِعِ العَمَلِ والإنْتاجِ، أو نظامُ التَّلْمَذَةِ الصِّناعيَّةِ ويَقضي المُتَدَرِّبُ فَتْرَةَ التَّدريبِ في مَوْقِعِ العَمَلِ والإنتاجِ.
معاني المُفرَدات:
|
الكلمة |
المعنى |
|
الاندِماج |
التَّكَيُّف والتَّوافُقُ |
|
بِتَعاضُدِ |
تَكاتُفِ وتعاوُنِ |
• لماذا يَقَعُ التَّعليمُ التِّقْنيُّ والمِهْنيُّ في صُلْبِ اهْتِمامِ الحُكوماتِ والمُنَظَّماتِ الدَّوليَّةِ والمَحَلّيَّةِ؟
كَوْنُهُ أداةً تُسَهِّلُ الاندِماجَ المِهْنيَّ، وتفتَحُ المجالَ لِدُخولِ سوقِ العَمَلِ.
• عَدِّدِ الطُّرُقَ المُتَعَدِّدَةَ لِلتَّعليمِ المِهْنيِّ والتِّقْنيِّ في الوَطَنِ العَرَبيِّ.
ففي بَعْضِ النُّظُمِ يَقضي الطّالِبُ فَتْرَةَ التَّعليمِ أو التَّدريبِ في المدارِسِ ومراكِزِ التَّدريبِ المِهْنيِّ فَقَطْ، أو يُطَبَّقُ نِظامٌ ثُنائيٌّ يَقضي فيهِ الطّالِبُ جُزءًا مِنْ فَتْرَةِ التَّدريبِ في المَدْرَسَةِ أو مَرْكَزِ التَّدريبِ، وجُزءًا آخَرَ في مواقِعِ العَمَلِ والإنْتاجِ، أو نظامُ التَّلْمَذَةِ الصِّناعيَّةِ ويَقضي المُتَدَرِّبُ فَتْرَةَ التَّدريبِ في مَوْقِعِ العَمَلِ والإنتاجِ.
♦ الفقرة التّاسِعة:
وتُقَسَّمُ مُستَوَياتُ التَّعليمِ المِهْنيِّ والتِّقْنيِّ في الدُّوَلِ العَرَبيَّةِ إلى التَّعليمِ التِّقْنيِّ (الفَنِّيِّ) وَيكونُ في كُلِّيَّاتِ أو مَعاهِدَ بَعْدَ المَرْحَلَةِ الثَّانَوَيَّةِ، وشُروطُ القَبولِ فيهِ النَّجاحُ في امْتِحانِ الثّانَويَّةِ العامَّةِ أو المِهْنِيَّةِ. وَالتَّعليمُ الثّانَويُّ المِهْنيُّ الَّذي يَجري في الْمَرْحَلَةِ الثّانَويَّةِ العُليا داخِلَ المَدْرَسَةِ، ولا يُشتَرَطُ الْتِحاقُ الطّالِبِ بِمواقِعِ العَمَلِ لِتَلَقّي التَّدريبِ. والتَّدريبُ المِهْنيُّ الَّذي يَجْمَعُ بَيْنَ أنماطِ التَّدريبِ المُختَلِفَةِ، كَالتَّدريبِ داخِلَ المدارِسِ ومراكِزِ التَّدريبِ فَقَطْ، أو التَّدريبِ الثُّنائيِّ، أو التَّدريبِ داخِلَ العَمَل.
إنَّ هذا الضَّرْبَ مِنَ التَّعليمِ أَحَدُ السُّبُلِ الرَّئيسَةِ لِتَحريكِ عَجَلَةِ الاقْتِصادِ، وتجاوُزِ مُشكِلَةِ البِطالَةِ، وتَلبِيَةِ حاجاتِ سوقِ العَمَلِ المُتَزايِدَةِ. إنَّهُ بِاخْتِصارٍ بوّابَتُنا المُباشِرَةُ إلى المُستَقبَلِ في هذا العالَمِ المُتَغَيِّرِ.
معاني المُفرَدات:
|
الكلمة |
المعنى |
|
مَعاهِدَ |
مُنَظَّمَة دائِمة أُنشِئَتْ لِغَرَضٍ مُعَيَّنٍ |
|
أنماط |
الطَّرائِق والأساليب |
|
الضَّرْبَ |
النَّوْعَ |
|
تلبِيَة |
الإجابة لِلطَّلَب |
• ما شُروط القَبول في مَعاهِدِ التَّعليمِ التِّقْنيِّ (الفَنِّيّ) بَعْدَ المَرْحَلَةِ الثّانَويَّةِ؟
النَّجاح في امتِحانِ الثّانَويَّةِ العامَّةِ أو المِهْنيَّة.
• عَدِّدْ أنماطَ التَّدريبِ المُختَلِفَة.
التَّدريب داخِلَ المدارِسِ ومراكِزِ التَّدريب، أوِ التَّدريب الثُّنائيّ، أو التَّدريب داخِلَ العَمَل.