أتخيّلُ نَفسي هناكَ: أتخيّلُ حياةَ الإنسانِ قبلَ اختراعِ الكهرباءِ؛ كيفَ استطاعَ هذا الاختراعُ أنْ يُغيِّرَ الحياةَ على كوكبِ الأرضِ؟ أسهمتِ الكهرباءُ في معظمِ الاكتشافاتِ التي توصّلَ إلَيْها الإنسانُ في العصرِ الحديثِ. إنَّ الاختراعاتِ والاكتِشافاتِ والأفكارَ الرياديّةَ هِيَ التي تُغيِّرُ مستقبَلَ الإنسانِ!
علمُ الاقتصادِ
يهتمُّ علمُ الاقتصادِ بدراسةِ سلوكِ الأفرادِ وكيفيّةِ إشباعِ حاجاتِهِم مِنَ السلَعِ والخِدْماتِ المختلفةِ، فحاجاتُ الإنسانِ مِنَ السلَعِ والخِدْماتِ غيرُ محدودةٍ، وتتزايدُ وتتطوّرُ معَ زِيادةِ النموِّ السكّانيِّ في العالَمِ وتحسُّنِ مُستوى المعيشةِ. أمّا المواردُ الاقتصاديّةُ فهِيَ محدودةٌ وتتّصِفُ بالندرَةِ؛ لِذا، لا بُدَّ مِنْ استخدامِها بصورةٍ تُتيحُ لَها أنْ تتجدّدَ؛ لضمانِ التنميةِ المُستدامةِ.
|
التنميةُ المستدامةُ عمليّةٌ شاملةٌ تهدِفُ إلى تحسينِ مُستوى المعيشةِ لكلِّ فردٍ في المجتمعِ، وتلبيةِ حاجاتِهِ بطريقةٍ لا تؤدّي إلى استنزافِ المواردِ الطبيعيّةِ عَلى الأرضِ. |
المواردُ الاقتصاديّةُ
المواردُ الاقتصاديّةُ هِيَ المواردُ الطبيعيّةُ والبشريّةُ المستخدَمةُ في عمليّةِ إنتاجِ السلَعِ والخِدْماتِ لتحسينِ حياةِ البشرِ، وتشملُ ما يأتي:
- الأرضُ: ويُقصَدُ بِها المواردُ الطبيعيّةُ جميعُها، التي توجدُ على سطحِ الأرضِ وفي باطِنِها؛ كالغاباتِ والمياهِ السطحيّةِ والجوفيّةِ والتربَةِ والنفطِ وغيرِها.
- الأيدي العاملةُ: وهُم الأفرادُ الذينَ يمتلِكونَ الرغبةَ في العملِ والقدرةً الجسديّةَ والعقليّةَ؛ لإنتاجِ السلَعِ والخِدْماتِ.
- رأسُ المالِ: ويشملُ الوسائلَ جميعَها المستخدَمةَ في العمليّةِ الإنتاجيّةِ، كالمعدّاتِ والأدواتِ والأبنيّةِ والمُنشآتِ ووسائلِ النقلِ وغيرِها.
- المعرفة العلمية والتقنية: وتشملُ البحوثَ والدراساتِ العلميّةَ والبرمجيّاتِ والتِّقنيّاتِ وإدارةِ المخاطرِ.
- ما الذي نحتاجُ إلَيْهِ بالإضافةِ إلى العواملِ السابقةِ؛ لتتحقّقَ عمليّةُ الإنتاجِ؟
- الادارة
- الارض
- البنية التحتية
- الحوافز المادية والمعنوية
- السوق
ريادةُ الأعمالِ
ريادةُ الأعمالِ هِيَ عمليّةُ تنظيمِ وتطويرِ وإدارةِ المشاريعِ الاقتصاديّةِ، وتحمُّلِ المخاطرِ المترتِّبةِ على ذلِكَ بهدفِ تحقيقِ الربحِ. ولإيجادِ قيمةٍ مُضافةٍ مِنَ العملِ تحتاجُ عواملُ الإنتاجِ؛ الأرضُ ورأسُ المالِ والأيدي العاملةُ والمعرفةُ إلى عقلٍ رياديٍّ قادرٍ على استثمارِ هذِهِ العواملِ بصورةٍ فاعلةٍ ومبتكرةٍ.
لقدْ عرّفَ الاقتصاديُّ البريطانيُّ (جون ستيوارت ميل) (John Stuart Mill 1806 – 1873م) روّادَ الأعمالِ بأنّهُم: كلُّ الأشخاصِ القادرينَ عَلى تحمُّلِ المخاطرِ وإدارةِ الأعمالِ، فعمليّةُ الإنتاجِ تحتاجُ إلى شخصٍ أوْ مجموعةٍ مِنَ الأشخاصِ القادرينَ عَلى:
- المبادرةِ بتنظيمِ العمليّةِ الإنتاجيّةِ؛ باستخدامِ عواملِ الإنتاجِ وبِما يضمنُ تحقيقَ الربحِ.
- قراراتٍ غيرِ تقليديّةٍ (مبتكرةٍ)؛ لتحديدِ نوعيّةِ السلَعِ وكمِّيّتِها، ومعالجةِ المشكلاتِ التي تحدثُ في عمليّةِ الإنتاجِ والتسويقِ.
- تحمُّلِ مخاطرِ عمليّةِ اتِّخاذِ القرارِ.
الابتكارُ والنموُّ الاقتصاديُّ
يحتاجُ العالَمُ اليومَ إلى مُنتَجاتٍ أفضلَ وأكثرَ إتقانًا وأقلَّ تكلفةً، فالعديدُ مِنَ الأجهزةِ والآلاتِ الحديثةِ تُلبّي حاجاتِ البشرِ ورغباتِهِم وتوفِّرُ المواردَ والوقتَ. وما يشهدُهُ العالَمُ اليومَ مِنْ استخداماتٍ للتطبيقاتِ الذكيّةِ في مجالاتِ النقلِ والتجارةِ الإلكترونيّةِ والخِدْماتِ التعليميّةِ وإدارةِ المؤسّساتِ أمثلةٌ على أفكارٍ وأعمالٍ رياديّةٍ.
مِنَ المعروفِ أنَّ الشركاتِ الكُبرى قادرةٌ على رعايةِ الابتكارِ وقيادتِهِ؛ لأنّها تمتلِكُ رأسَ مالٍ كافٍ وموظّفينَ أكفياءَ وأنظمةَ تسويقٍ وتوزيعٍ متطوِّرةً، أمّا الشركاتُ الصغيرةُ فتمتلِكُ المرونةَ والإبداعَ وهذا هوَ أساسُ الريادةِ.
تكمُنُ أهمِّيّةُ ريادةِ الأعمالِ في أنّها توفِّرُ فرصَ عملٍ جديدةً؛ ما يدفعُ الشبابَ والشابّاتِ للتعلُّمِ المستمرِّ لكلِّ ما هوَ مبتكَرٌ وحديثٌ، كَما أنّها تعملُ على تنميةِ المجتمعاتِ، وتُقلِّلُ مِنَ الاعتمادِ عَلى الحكوماتِ. ومِنْ ثَمَّ، تُسهِمُ في تحسينِ الدخلِ القوميِّ.
| بدأَ (ستيف جوبز) تأسيسَ شركةِ (أبل Apple) مِنْ منزلِ والدِهِ لتصبِحَ إحدى أكبرِ شركةٍ لتكنولوجيا المعلوماتِ، مِنْ حيثُ الإيراداتُ ومِنْ حيثُ القيمةُ. |