JO Academy school

Here you can browse Jo Academy school, the curriculum, questions, explanations, and much more

الإيمانُ بالقَدَرِ

التربية الإسلامية - Grade التاسع

الفكرة الرئيسة

  • الإيمانُ بالقَدَرِ خيرِهِ وشرِّهِ أحدُ أركانِ الإيمانِ، وَلا يصحُّ إيمانُ المسلمِ إلّا بالتصديقِ الجازمِ بهِ.

 

أستنير

  • الإيمانُ بالقَدَرِ ركنٌ مِنْ أركانِ الإيمانِ يتعلقُ بسَعةِ علمِ الله تعالى وحكمتهِ:
    • قالَ تعالى: (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ).
    • وقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مفاتيحُ الغيبِ خمسٌ، لا يعلمُها إلّا اللهُ: لا يعلمُ ما تَغيضُ الأرحامُ إلاّ اللهُ، ولا يعلمُ ما في غَدٍ إلّا اللهُ، ولا يعلمُ متى يأتي المطرُ أحدٌ إلّا اللهُ، ولا تدري نفسٌ بأيِّ أرضٍ تموتُ إلّا اللهُ، ولا يعلمُ متى تقومُ السّاعةُ إلّا اللهُ».
      • تَغيضُ: ينقصُ حملُها عَنْ تسعةِ أشهرٍ
  • عالَمُ الغيبِ: هوَ كلُّ شيءٍ يغيبُ عَنِ المخلوقاتِ كُلِّهِمْ، ولا تُدركُهُ حواسُّهُمْ، كالرّوحِ، والجَنّةِ.
  • عالَمُ الشهادةِ: هوَ ما يُشاهدُهُ الخَلقُ في العالَمِ ويدركونَهُ بعقولِهِمْ وحواسِّهِمْ.

 

أَوَّلًا: مفهومُ الإيمانِ بالقَدَرِ

  • هُوَ يقينُ المسلمِ بأنَّ الله تعالى علمَ الأشياءَ والأفعالَ، وكتبَها في اللوحِ المحفوظِ قبلَ حدوثِها، وقدَّرَها بحكمةٍ وإتقانٍ، قالَ تعالى: (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ).
  • اللوحُ المحفوظُ: هُوَ الكتابُ الذي كتبَ اللهُ تعالى فيهِ مقاديرَ الخَلقِ قبلَ خلقِهِمْ، قالَ تعالى: (فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ).

 

ثانيًا: العَلاقةُ بَيْنَ القَدَرِ وأحداثِ الكونِ وأفعالِ الإنسانِ

  • يعلمُ اللهُ تعالى كلَّ ما في الكونِ مِنْ أحداثٍ كونيةٍ قبلَ حدوثِها، كالزلازلِ، والبراكينِ، والأمطارِ، وغيرِها، ويعلمُ أيضًا أفعالَ الخلقِ وآجالَهُمْ وأرزاقَهُمْ، والحوادثَ التي ستحصلُ لَهُمْ، فكلُّ ذلكَ مكتوبٌ في اللوحِ المحفوظِ مِنْ قَبلِ أَنْ يخلُقَ اللهُ تعالى الخَلقَ، قالَ تعالى: (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ).
    • نَبْرَأَهَا: نخلُقَها.
  • وإنَّ كتابةَ الله تعالى ما سيحصلُ للإنسانِ ورزقَهُ لا يعني أنَّ الإنسانَ مجبَرٌ على ذلكَ، فعلى المسلمِ السعيُ والعملُ؛ لأنّهُ لا يعلمُ ماذا كتبَ الله تعالى في اللوحِ المحفوظِ.
  • وتُقسَمُ أفعالُ الإنسانِ إلى قسمَينِ، هُما:
    • أفعالٌ لا إراديّةٌ: وهِيَ التي تصدرُ مِنَ الإنسانِ دونَ اختيارٍ وقصدٍ منهُ ولا يستطيعُ ردَّها؛ مثلَ: دقّاتِ قلبِهِ، وتنفّسِهِ، ونموِّهِ، وشكلِهِ، ولونهِ، ويومِ ولادتِهِ ويومِ وفاتِهِ، فهذِهِ الأعمالُ لا يحاسَبُ الإنسانُ عليها؛ لأنَّها تقعُ جَبرًا عنهُ ولا إرادةَ لَهُ فيها..
    • أفعالٌ إراديةٌ: وهِيَ التي تصدرُ مِنَ الإنسانِ بإرادتِهِ الحُرّةِ واختيارِهِ، ويمكنُ لَهُ فعلُها أَوْ تركُها دونَ إجبارٍ مِنْ أحدٍ؛ مثلَ: فعلِ الخيرِ والطاعةِ والسعيِ لتحصيلِ رزقِهِ، أَوْ فعلِ الشَّرِّ والمعاصي، فالإنسانُ هُوَ المسؤولُ عَنْ هذهِ الأفعالِ والمحاسَبُ عليها، وَهِيَ محلُّ الثوابِ والعِقابِ، قالَ تعالى: (وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى)، فاللهُ تعالى ميّزَ الإنسانَ بالعقلِ، ومنحَهُ الحريّةَ والقدرةَ على الاختيارِ، وأرسلَ لَهُ الرسلَ عليهم السلام والكتبَ الإلهيةَ لبيانِ طريقِ الخيرِ وطريقِ الشرِّ لَهُ.
  • لا يجوزُ للعاصي والمقصِّرِ أنْ يجعلَ القَدَرَ حُجّةً لَهُ في معصيتهِ وتقصيرِهِ، فالقَدَرُ لا يعني أَنَّ اللهَ تعالى أجبرَهُ على فعلِ المعصيةِ، وإنّما علمَ اللهُ تعالى بِما سيكونُ مِنْ فعلِ الإنسانِ قبلَ أَنْ يفعلَهُ، فكتبَ ذلكَ في اللوحِ المحفوظِ.

 

ثالثاً: آثارُ الإيمانِ بالقَدَرِ

  • استشعارُ عظمةِ اللهِ تعالى وقدرتِهِ وسَعةِ علمِهِ، ودقةِ تقديرِهِ وحكمتهِ، فالمسلمُ يؤمنُ أنَّ مِنْ أعظمِ صفاتِ الله تعالى صفةَ العِلمِ، فاللهُ تعالى عليمٌ بمِا كانَ وما هُوَ كائنٌ وما سيكونُ، ويعلمُ الغيبَ والشهادةَ، ولا يخفى عليهِ خافيةٌ في الأرضِ ولا في السماءِ، قالَ تعالى: (عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
  • الطمأنينةُ والرّضا بقَدَرِ اللهِ تعالى خيرِهِ وشرِّهِ، وعدمُ الجَزعِ، وقدوتُنا في ذلكَ سيّدُنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فحينَ ماتَ ابنُهُ إبراهيمُ رضيَ صلى الله عليه وسلم بقضاءِ الله تعالى رغمَ حزنهِ الشديدِ عليهِ، فقالَ: «إنَّ العينَ تدمعُ، والقلبَ يحزنُ، ولا نقولُ إلّا ما يرضى ربُّنا، وإنّا بفراقِكَ يا إبراهيمُ لمحزونونَ».
  • شكرُ اللهِ تعالى على ما وهبَ مِنَ النِّعمِ، والصبرُ على ما أصابَ مِنْ مصائبَ، واحتسابُ الأجرِ والثوابِ عندَ الله تعالى، قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «عجبًا لأمرِ المؤمنِ، إنَّ أمرَهُ كلَّهُ خيرٌ، وليسَ ذاكَ لأحدٍ إلّا للمؤمنِ، إنْ أصابَتْهُ سرّاءُ شكرَ، فكانَ خيرًا لَهُ، وإنْ أصابَتْهُ ضرّاءُ صبرَ، فكانَ خيرًا لَهُ».
  • الإيجابيةُ والتفاؤلُ والأملُ والطموحُ، والتخلّصُ مِنَ الهمومِ، قالَ تعالى: (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ).
  • الجِدُّ والعزمُ والتوكّلُ على اللهِ تعالى، بتفويضِ الأمورِ إليهِ والثقةِ بهِ وعدمِ التردّدِ، مَعَ الأخذِ بالأسبابِ المساعدة على تحقيقِ المطلوبِ، قالَ تعالى: (وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ).

 

أستزيد

  • صلاةُ الاستخارةِ مِنَ الأمورِ التي أرشدَ إليها الإسلامُ عَنْ طريقِ السنةِ النبويةِ الشريفةِ؛ للمساعدةِ على اتخاذِ القراراتِ المستقبليةِ بلِا تردُّدٍ، وعدمِ الندمِ والحسرةِ على ما يحصلُ مِنْ نتائجَ مترتِّبةٍ عليها.
  •  وهِيَ صلاةُ ركعتَينِ، وتُسَنُّ لَمِنْ أرادَ أمرًا مِنَ الأمورِ المشروعةِ.
  • ويستحَبُّ بعدَ الفراغِ مِنْها أَنْ يدعوَ فيقولُ: «اللّهمَّ إِنّي أستخيرُكَ بعلمِكَ، وأستقدرُكَ بقدرتِكَ، وأسألُكَ مِنْ فضلِكَ العظيمِ؛ فإنّكَ تَقدِرُ ولا أقدِرُ، وتعلمُ ولا أعلمُ، وأنتَ علّامُ الغيوبِ، اللّهمَّ إنْ كنتَ تعلمُ أنَّ هذا الأمْرَ خيرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبةِ أمري - أَوْ قالَ: عاجلِ أمري وآجلِهِ - فاقدُرْهُ لي ويسّرهُ لي، ثُمَّ باركْ لي فيهِ، وإنْ كنتَ تعلمُ أنَّ هذا الأمرَ شرٌّ لي في ديني ومعاشي وعاقبةِ أمري - أَوْ قالَ: في عاجلِ أمري وآجلِهِ - فاصرفْهُ عنّي واصرفْني عنهُ، واقدُرْ لِيَ الخيرَ حيثُ كانَ، ثُمَّ رَضِّني، قالَ: ويسمّي حاجتَهُ ».

 

أَرْبِطُ مَعَ العِلمِ

  • التنبّؤُ المبنيُّ على أُسُسٍ علميةٍ يختلفُ عَنِ التنبّؤاتِ التي يدّعيها المنجّمونَ ومَنْ في حُكمِهِمْ، ممن ليسَ لتنبّؤاتِهِمْ أساسٌ يستندونَ عليهِ:
  •  فما يُخبرُ بِهِ الأطباءُ مِنْ توقّعاتٍ لصحةِ شخصٍ ما، أَوْ بيانِ جنسِ الجنينِ، أَوْ ما يتنبّأُ بهِ علماءُ الأرصادِ الجويّةِ مِنِ احتمالِ هطولِ الأمطارِ، ومواعيدِ الكسوفِ والخسوفِ، فهوَ مستندٌ على التوقّعاتِ المبنيةِ على التجاربِ والإحصاءاتِ لا على اليقينِ، وَيحتملُ الخطأَ والصوابَ.
  • أمّا ما يُخبرُ بهِ المنجّمونَ مِنْ أَخبارٍ فلا يُعَدُّ مِنَ الوسائلِ الصحيحةِ التي يلجأُ إليها الإنسانُ لاتخاذِ قراراتهِ.
  • وكذلكَ يُعَدُّ التشاؤمُ مِنْ بعضِ الناسِ والطيورِ والأيامِ والألوانِ وقراءةِ الفنجانِ والأبراجِ، وغيرِها، مِنَ الخُرافاتِ التي لا يجوزُ للإنسانِ الاعتقادُ بِها.