JO Academy school

Here you can browse Jo Academy school, the curriculum, questions, explanations, and much more

الإعلامُ ومَشروعُ النُّهوضِ في اللُّغَةِ العَرَبيَّةِ

اللغة العربية - Grade الحادي عشر خطة جديدة

بَلَغَ الإعلامُ مَكانَةً عالِيَةً في العَصْرِ الحديثِ؛ حَتّى عُدَّ مِنْ أَخْطَرِ السُّلُطاتِ في المُجتَمَعِ. وتاريخُ البَشَريَّةِ مِنْ عُصورِ نَقْشِ الأحجارِ إلى بَثِّ الأقمارِ يُمكِنُ رَصْدُهُ مُتَوازِيًا مَعَ تَطَوّرِ وسائِلِ الاتِّصالِ، ويَشْهَدُ هذا التّاريخُ أنَّ الاتِّصالَ كانَ دَوْمًا وراءَ كُلِّ وِفاقٍ وصِراعٍ؛ فَكِلاهُما يَنشَأُ ابْتِداءً في عُقولِ البَشَرِ. وبِفِعْلِ الثَّورَةِ الهائِلَةِ في عَصْرِ المعلوماتِ حَدَثَتْ تَغَيُّراتٌ جوهَريَّةٌ في دَوْرِ الإعلامِ، جَعَلَتْ مِنْهُ مِحْوَرًا أساسيًّا في مَنظومَةِ المُجتَمَعِ؛ فَهُوَ اليومَ مِحْورُ الاقْتِصادِ العالَميِّ، وغَزَتْ وسائِلُهُ الإلكترونيَّةُ الحديثَةُ ساحَةَ الثَّقافَةِ، حَتّى أطلَقَ بَعْضُ المُفَكِّرينَ عَلَيْها: "ثَقافَةَ التِّكنولوجيا" و "ثَقافَةَ الوسائِطِ المُتَعَدِّدَةِ". وكما لُقِّبَ أَرِسْطو بِالمُعَلِّمِ الأوَّلِ فَقَدْ حازَ (والت ديزني) على لَقَبِ "المُعَلِّم الأعظَمِ"؛ بَعْدَ أنْ باتَتْ الثَّقافَةُ: إعلامُها وترفيهُها تصنيعًا لا تنظيرًا.

ووَقَفَتْ وراءَ ثَوْرَةِ الإعلامِ والاتِّصالِ عوامِلُ مُتَعَدِّدَةٌ؛ وعلى رأسِها: التَّقَدُّمُ الهائِلُ في تكنولوجيا المعلوماتِ والاتِّصالاتِ، وعَوْلَمَةُ الاقتِصادِ وما تَتَطَلَّبُهُ مِنْ إسراعٍ في تَدَقُّقِ المعلوماتِ، والتَّوظيفُ المُتَزايَدُ لِوسائِلِ الإعلامِ في السِّياسَةِ، في عالَمِ زاخِرٍ بِالصِّراعاتِ والتَّناقُضاتِ. وقَدْ بَلَغَ التَّواصُلُ بَيْنَ النّاسِ أقصى مَداهُ بِسَبَبِ ثَوْرَةِ الإعلامِ الرَّقَميِّ، الَّذي دَخَلَ كُلَّ بَيْتٍ، وباتَ يُؤَثِّرُ في تفكيرِ ملايينِ النّاسِ على اخْتِلافِ اهْتِماماتِهِمْ وأعمارِهِمْ. وهُوَ يُمَثِّلُ حالَةً مِنْ حالاتِ الاسْتِحواذِ؛ إذْ يُقَدِّمُ للأفرادِ المعلومَةَ والتَّوجيهَ مَعَ الثَّقافَةِ والتَّرفيهِ، ويَتَمَتَّعُ بِخاصِّيَّةِ الفِعْلِ الاسْتِمراريِّ والتَّأثيِرِ المُتَراكِمِ والمُنَوَّعِ، وهُوَ بِهذا خيارٌ مُستَمِرٌّ ودائِمٌ لِلتَّعليمِ والتَّوجيهِ والتَّثقيفِ والتَّرفيهِ، ولَمْ يَعُدِ الإعلامُ ناقِلًا لِلخَيَرِ فَحَسْب، بَلْ مُؤَثِّرًا رئيسًا في صِناعَةِ الأحداثِ وتوجيهِها.

ولِأنَّ الإعلاميَّ يُنعَتُ بِـــ "مُؤَرِّخِ اللَّحظَةِ"، ولِأنَّ الإعلامَ مِنْ أكثَرِ الأنشِطَةِ الاجتِماعيَّةِ اسْتِخدامًا لِلُّغةِ، وَجَبَ على لُغَتِهِ أنْ تَتَواءَمَ مَعَ طبيعَةِ الأحداثِ الَّتي تُعَبِّر عَنْها، وأنْ تُحَسِّنَ مِنْ طرائِقِ تعبيرِ النّاسِ عَنِ الحياةِ والأشياءِ والمواقِفِ، وأنْ تُغَيِّرَ أنماطَ التَّفكيرِ، وتَنْهَضَ بالأداءِ اللُّغَويِّ لِلمُجتَمَعِ كُلِّهِ.

ويُمكِنُ القائِمينَ على الإعلامِ العَرَبيِّ أنْ يَكْتُبُوا لِمُستَقبَلِ العَرَبيَّةِ سِفْرًا جَديدًا، بِجَعْلِ الفصيحَةِ لِسانَ الخِطابِ في المُجتَمَعِ كُلِّهِ؛ فلُغَةُ الإعلامِ تُعَدُّ الوسيلَةَ المُثلى لِتَعليمِ اللُّغَةِ ونَشْرِها؛ لِأسبابٍ مِنْ أَهَمِّها: أنَّ الإنسانَ المُعاصِرَ يَقضي مِنْ ساعاتِ يومِهِ مَعَ وسائِلِ الإعلامِ أكثَرَ مِمّا يَقضي على مقاعِدِ الدَّرْسِ؛ فَهِيَ تُلازِمُهُ في كُلِّ مكانٍ، وَمِنَ الطَّبِيعيِّ أَنْ يَتَأَثَّرَ بِلُغَةِ ما يَصِلُ إلَيْهِ سَلْبًا أوْ إيجابًا. ويَنبَغي ألَّا تَقتَصِرَ مَهَمَّةُ الإعلامِ العَرَبيِّ على التَّوعِيَةِ والتَّثقيفِ، بَلِ الحِفاظِ على وُجودِ الأُمَّةِ العَرَبيَّةِ وخصائِصِها الَّتي أبرَزُها اللُّغَةُ والعقيدَةُ، وهَيْهاتَ أنْ يُرَسَّخَ الشُّعورُ بِوُجودِ الأُمَّةِ والانْتِماءِ إلَيْها بِغَيْرِ لُغَتِها.

وقَدْ بَيَّنَ أصحابُ الخِبْراتِ في البَحْثِ اللُّغَويِّ واللِّسانيِّ وتعليمِ اللُّغاتِ أنَّ أفْضَلَ طريقَةٍ لِتَعليمِ اللُّغَةِ خَلْقُ بيئَةٍ سماعيَّةٍ تُنطَقُ فيها العَرَبيَّةُ الفصيحَةُ بِمُفرَداتِها وتراكيبِها، وذلِكَ حينَ تَستَمِعُ إلَيْها فتُطيلُ الاسْتِماعَ، وتُحاوِلُ التَّحَدُّثَ بِها فتُكثِرُ المُحاوَلَةَ، وحينَ نكِلُ إلى مَوْهِبَةِ المُحاكاةِ أنْ تُؤَدّيَ عَمَلَها في تطويعِ اللُّغَةِ وتَمَلُّكِها، كما تُشيرُ دراساتٌ لُغَويَّةٌ عديدَةٌ إلى أنَّ لُغَةَ تلاميذِ المراحِلِ الأولى مِنَ التَّعليمِ هِيَ مَزيجٌ مِمّا يَسمعونَهُ في الإذاعَةِ والتِّلفزيونِ، وفي الحديثِ اليَوْميِّ، وكذلِكَ في المُؤَسَّسَةِ التَّعليميَّةِ؛ وبِذلِكَ لَمْ تَعُدِ المَدرَسَةُ تَحْتَكِرُ عمليَّةَ إغناءِ الرَّصيدِ اللُّغَويِّ لِلتِّلميذِ. ويُمكِنُ وسائِلَ الإعلامِ أنْ تَكونَ هذهِ البيئَةَ السَّماعيَّةَ، فَتَحَوَّلَ إلى مَدْرَسَةٍ مُتَفَوِّقَةٍ لِتَعليمِ اللُّغَةِ، وتسريبِ الصَّوابِ اللُّغَويِّ إلى النّاسِ بِصورَةٍ تِلقائيَّةٍ؛ فتَنطَلِقُ الأَلْسُنُ بِلُغَةٍ فصيحَةٍ، نَستَمِعُ إليها فتَنطَبِعُ في نُفوسِنا، ونُحاكيها فَتَجري بِها ألْسِنَتُنا فنَملِكُ اللُّغَةَ مِنْ أيْسَرِ طُرُقِها.

ولِلُّغَةِ الإعلامِ أَثَرٌ في الارْتِقاءِ بِلُغَةِ الجُمهورِ، وفي التَّوجيهِ والتَّأثيرِ؛ لِما تَمتَلِكُهُ مِنْ وسائِلَ جماهيريَّةٍ نافِذَةٍ تختَرِقُ كُلَّ الحواجِزِ والحُجُبِ؛ فالإعلامُ يَستَخْدِمُ قُوَّةَ الكَلِمَةِ، ويَتَوَغَّلُ في مُختَلَفِ شُعَبِ الحياةِ الإنسانيَّةِ. كما أنَّ لِلُّغَةِ دَوْرًا كبيرًا في تكوينِ الرَّأيِ العامِّ، وَهُوَ المَنبَعُ الَّذي تَصْدَرُ عَنْهُ أحكامُ الجماهيرِ؛ فالإعلامُ، كَما يقولُ (أوتو جروت)، هُوَ التَّعبيرُ الموضوعيُّ لِعَقليَّةِ الجماهيرِ ولِروحِها ومُيولِها واتِّجاهاتِها.

وقَدْ أَدْخَلَتْ لُغَةُ الإعلامِ "العَرَبيَّةَ" في سِياقِ تَطَوُّرٍ نَوعيٍّ؛ فأضافَتْ إلَيْها تعبيراتٍ، ووَسَّعَتْ مِنْ نطاقِ اسْتِعمالِها، ووَسَّعَتِ الثَّروَةَ اللُّغَويَّةَ، ولَها دَوْرٌ في التَّخَلُّصِ مِنْ بَعْضِ الزَّخارِفِ اللَّفظيَّةِ؛ كَالمُحَسِّناتِ البديعيَّةِ، وحَلَّ مَحَلَّ ذلكَ الأُسلوبُ السَّهلُ السَّريعُ الَّذي يَحرِصُ على المادَّةِ الفِكْريَّةِ والعاطِفيَّةِ والتَّعبيرِ عَنْها، أكثَرَ مِمّا يَحْرِصُ على البَهْرَجَةِ اللُّغَويَّةِ. ويُمكِنُ أنْ يُقالَ: إنَّ الإعلامَ قَدِ ارْتَقى بِلُغَةِ الجماهيرِ إلى المُستَوى الفَصيحِ السّائِغِ الأصيلِ والمُؤَدّي إلى الارْتِباطِ بِلُغَةِ التُّراثِ، وإلى التَّفاعُلِ المُثْمِرِ مَعَ نَماذِجِها والنَّتاجاتِ البليغَةِ المُدَوَّنَةِ بِها، ولَهُ دَوْرٌ في إحياءِ بَعْضِ المُفرَداتِ المَهجورَةِ القديمَةِ لِلتَّعبيرِ عَنْ معانٍ جديدَةٍ، وفي توليدِ ألفاظٍ جديدَةٍ للمعاني المُستَجِدَّةِ.

إلَّا أَنَّ الدّارِسَ لِلأداءِ اللُّغَويِّ في وسائِلِنا الإعلاميَّةِ يَجِدُ فيهِ ضَعْفًا مُؤسِفًا، وَمِنْ أبرَزِ مظاهِرِهِ: مُزاحَمَةُ اللَّهجاتِ المَحَلّيَّةِ لِلعَرَبيَّةِ الفصيحَةِ في لُغَةِ الإعلامِ المَرئيِّ والمَسموع، وكَثْرَةُ الأغلاطِ اللُّغويَّةِ في النَّحوِ والصَّرفِ والدَّلالَةِ، ومِنْهُ كذلِكَ انْتِشارُ المُفرَداتِ الأجنبيَّةِ في لُغَةِ الإعلامِ مِنْ مثلِ: (سيناريو)، و(جرافيك)، و(هاشتاغ). وهذا تضحِيَةٌ بِأهَمِّ الدِّعاماتِ في وَحْدَتِنا الثَّقافيَّةِ؛ إذْ إنَّ سلامَةَ اللُّغَةِ مَطْلَبٌ غَيْرُ قابِلٍ لِلنِّقاشِ، وفيهِ يَقولُ الإعلاميُّ الفَرَنسيُّ (فيليب غايار): "إنَّ الخاصِّيَّةَ الأساسيَّةَ للكِتابَةِ الصَّحَفيَّةِ هِيَ سلامَةُ اللُّغَةِ".

والعَرَبيَّةُ تمتازُ بِأساليِبِها اللُّغَويَّةِ المُتَنَوِّعَةِ، وَهِيَ قادِرَةٌ على التَّعبيرِ عَنِ الحياةِ بِتَفاصيلِها، وتَرتَبِطُ بِروحِ الأُمَّةِ العَرَبيَّةِ وتجارِبِها المُتَراكِمَةِ، وتَمتازُ بِمُرونَةٍ عظيمَةٍ، وبِغَزارَةِ المُفرَداتِ، وتُتيحُ لِمُستَعمِلِ اللُّغَةِ خياراتٍ تركيبيَّةً واسِعَةً لِلتَّعبيرِ عَنْ أفكارِهِ، وقَدْ جُعِلَتْ لِلإعلاميِّينَ ذَلُولًا، فَما عَلَيْهِمْ سِوى المَشْي في مَناكِبِها. وهذا يُرَتِّبُ على رِجالِ الإعلامِ مَهَمَّةَ تَقديمِ العَرَبيَّةِ في لَبوسِها الجميلِ القَريبِ لِكُلِّ الفِئاتِ. ويُمَكِّنُ الإِعلامَ أنْ يقومَ بِدَوْرِ "حصان طروادة " في كُلِّ ذلِكَ، شريطَةَ وَضْعِ خُطَّةٍ مَدروسَةٍ.

كَتَبَ الأديبُ الفَرَنسيُّ (جول فيرن) قِصَّةً مِنَ الخيالِ مُؤَدّاها أَنَّ مَجموعَةً مِنَ الباحِثينَ حَفَروا نَفَقًا بِاتِّجاهِ مَرْكِزِ الأرضِ، وأَنَّهُمْ بَلَغوهُ، ثُمَّ غادَروهُ بَعْدَ أَنْ تَرَكوا فيهِ عِبارَةً بِاللُّغَةِ العَرَبيَّةِ تُخَلِّدُ إنجازَهُمْ. ولَمّا سُئِلَ الأديبُ الفَرَنسِيُّ: لِماذا اخْتَرْتَ أنْ تكونَ العِبارَةُ بالعَرَبيَّةِ؟ قالَ: لِأنَّها لُغَةُ المُستَقبَلِ. ولا رَيْبَ أَنَّ الارْتِقاءَ بِواقِعِ العَرَبيَّةِ في وسائِلِ الإعلامِ هُوَ خُطوَتُنا الكُبرى بِاتِّجاهِ ذلِكَ المُستَقبَلِ.

مِنْ كتابِ: "صورَة اللُّغَة العَرَبيَّة في وسائِلِ الإعلامِ والاتِّصالِ"، مِنْ إصداراتِ اللَّجنَةِ الوَطَنيَّةِ الأُردُنيَّةِ لِلنُّهوضِ بِاللُّغَةِ العَرَبيَّةِ، ط1، عمّان، 2014.

 الشَّرح

الفقرة الأولى:

بَلَغَ الإعلامُ مَكانَةً عالِيَةً في العَصْرِ الحديثِ؛ حَتّى عُدَّ مِنْ أَخْطَرِ السُّلُطاتِ في المُجتَمَعِ. وتاريخُ البَشَريَّةِ مِنْ عُصورِ نَقْشِ الأحجارِ إلى بَثِّ الأقمارِ يُمكِنُ رَصْدُهُ مُتَوازِيًا مَعَ تَطَوّرِ وسائِلِ الاتِّصالِ، ويَشْهَدُ هذا التّاريخُ أنَّ الاتِّصالَ كانَ دَوْمًا وراءَ كُلِّ وِفاقٍ وصِراعٍ؛ فَكِلاهُما يَنشَأُ ابْتِداءً في عُقولِ البَشَرِ. وبِفِعْلِ الثَّورَةِ الهائِلَةِ في عَصْرِ المعلوماتِ حَدَثَتْ تَغَيُّراتٌ جوهَريَّةٌ في دَوْرِ الإعلامِ، جَعَلَتْ مِنْهُ مِحْوَرًا أساسيًّا في مَنظومَةِ المُجتَمَعِ؛ فَهُوَ اليومَ مِحْورُ الاقْتِصادِ العالَميِّ، وغَزَتْ وسائِلُهُ الإلكترونيَّةُ الحديثَةُ ساحَةَ الثَّقافَةِ، حَتّى أطلَقَ بَعْضُ المُفَكِّرينَ عَلَيْها: "ثَقافَةَ التِّكنولوجيا" و "ثَقافَةَ الوسائِطِ المُتَعَدِّدَةِ". وكما لُقِّبَ أَرِسْطو بِالمُعَلِّمِ الأوَّلِ فَقَدْ حازَ (والت ديزني) على لَقَبِ "المُعَلِّم الأعظَمِ"؛ بَعْدَ أنْ باتَتْ الثَّقافَةُ: إعلامُها وترفيهُها تصنيعًا لا تنظيرًا.
 

معاني المُفرَدات:

الكلمة

المعنى

بَثِّ

إذاعَةِ، نَشْر

تَغَيُّراتٌ جوهَريَّةٌ

تَغَيُّرات في ذاتِ الشَّيء وأساسِهِ

مِحْوَرُ

موضوع مُهِمّ تدورُ حَوْلَهُ الأفكارُ

حازَ

ضَمَّ ومَلَكَ

ما هِيَ التَّغَيُّراتُ الجَوْهَريَّةُ الَّتي حَدَثَتْ بِفِعْلِ الثَّوْرَةِ الهائِلَةِ في عَصْرِ المعلومات؟

جَعَلَتْ مِنْهُ مِحْوَرًا أساسيًّا في مَنظومَةِ المُجتَمَعِ.


♦ الفقرة الثّانية:

ووَقَفَتْ وراءَ ثَوْرَةِ الإعلامِ والاتِّصالِ عوامِلُ مُتَعَدِّدَةٌ؛ وعلى رأسِها: التَّقَدُّمُ الهائِلُ في تكنولوجيا المعلوماتِ والاتِّصالاتِ، وعَوْلَمَةُ الاقتِصادِ وما تَتَطَلَّبُهُ مِنْ إسراعٍ في تَدَقُّقِ المعلوماتِ، والتَّوظيفُ المُتَزايَدُ لِوسائِلِ الإعلامِ في السِّياسَةِ، في عالَمِ زاخِرٍ بِالصِّراعاتِ والتَّناقُضاتِ. وقَدْ بَلَغَ التَّواصُلُ بَيْنَ النّاسِ أقصى مَداهُ بِسَبَبِ ثَوْرَةِ الإعلامِ الرَّقَميِّ، الَّذي دَخَلَ كُلَّ بَيْتٍ، وباتَ يُؤَثِّرُ في تفكيرِ ملايينِ النّاسِ على اخْتِلافِ اهْتِماماتِهِمْ وأعمارِهِمْ. وهُوَ يُمَثِّلُ حالَةً مِنْ حالاتِ الاسْتِحواذِ؛ إذْ يُقَدِّمُ للأفرادِ المعلومَةَ والتَّوجيهَ مَعَ الثَّقافَةِ والتَّرفيهِ، ويَتَمَتَّعُ بِخاصِّيَّةِ الفِعْلِ الاسْتِمراريِّ والتَّأثيِرِ المُتَراكِمِ والمُنَوَّعِ، وهُوَ بِهذا خيارٌ مُستَمِرٌّ ودائِمٌ لِلتَّعليمِ والتَّوجيهِ والتَّثقيفِ والتَّرفيهِ، ولَمْ يَعُدِ الإعلامُ ناقِلًا لِلخَيَرِ فَحَسْب، بَلْ مُؤَثِّرًا رئيسًا في صِناعَةِ الأحداثِ وتوجيهِها.

معاني المُفرَدات:

الكلمة

المعنى

عَوْلَمَة

عَمَليَّةُ التَّفاعُلِ والتَّكامُلِ بَيْنَ الأشخاصِ والشَّركاتِ والحُكوماتِ في جميعِ أنحاءِ العالَمِ

زاخِرٍ

مليء

الاسْتِحواذِ

اقْتِنَاء، اكْتِسَاب

ما هِيَ العوامِلُ الَّتي وَقَفَتْ وراءَ ثَوْرَةِ الإعلامِ والاتِّصالِ؟

التَّقَدُّمُ الهائِلُ في تكنولوجيا المعلوماتِ والاتِّصالاتِ.
عَوْلَمَةُ الاقتِصادِ وما تَتَطَلَّبُهُ مِنْ إسراعٍ في تَدَقُّقِ المعلوماتِ.
التَّوظيفُ المُتَزايَدُ لِوسائِلِ الإعلامِ في السِّياسَةِ.


♦ الفقرة الثّالِثة:

ولِأنَّ الإعلاميَّ يُنعَتُ بِـــ "مُؤَرِّخِ اللَّحظَةِ"، ولِأنَّ الإعلامَ مِنْ أكثَرِ الأنشِطَةِ الاجتِماعيَّةِ اسْتِخدامًا لِلُّغةِ، وَجَبَ على لُغَتِهِ أنْ تَتَواءَمَ مَعَ طبيعَةِ الأحداثِ الَّتي تُعَبِّر عَنْها، وأنْ تُحَسِّنَ مِنْ طرائِقِ تعبيرِ النّاسِ عَنِ الحياةِ والأشياءِ والمواقِفِ، وأنْ تُغَيِّرَ أنماطَ التَّفكيرِ، وتَنْهَضَ بالأداءِ اللُّغَويِّ لِلمُجتَمَعِ كُلِّهِ.

ويُمكِنُ القائِمينَ على الإعلامِ العَرَبيِّ أنْ يَكْتُبُوا لِمُستَقبَلِ العَرَبيَّةِ سِفْرًا جَديدًا، بِجَعْلِ الفصيحَةِ لِسانَ الخِطابِ في المُجتَمَعِ كُلِّهِ؛ فلُغَةُ الإعلامِ تُعَدُّ الوسيلَةَ المُثلى لِتَعليمِ اللُّغَةِ ونَشْرِها؛ لِأسبابٍ مِنْ أَهَمِّها: أنَّ الإنسانَ المُعاصِرَ يَقضي مِنْ ساعاتِ يومِهِ مَعَ وسائِلِ الإعلامِ أكثَرَ مِمّا يَقضي على مقاعِدِ الدَّرْسِ؛ فَهِيَ تُلازِمُهُ في كُلِّ مكانٍ، وَمِنَ الطَّبِيعيِّ أَنْ يَتَأَثَّرَ بِلُغَةِ ما يَصِلُ إلَيْهِ سَلْبًا أوْ إيجابًا. ويَنبَغي ألَّا تَقتَصِرَ مَهَمَّةُ الإعلامِ العَرَبيِّ على التَّوعِيَةِ والتَّثقيفِ، بَلِ الحِفاظِ على وُجودِ الأُمَّةِ العَرَبيَّةِ وخصائِصِها الَّتي أبرَزُها اللُّغَةُ والعقيدَةُ، وهَيْهاتَ أنْ يُرَسَّخَ الشُّعورُ بِوُجودِ الأُمَّةِ والانْتِماءِ إلَيْها بِغَيْرِ لُغَتِها.

 

معاني المُفرَدات:

الكلمة

المعنى

يُنعَتُ

يُوصَفُ

تَتَواءَمَ

تَتَناسَبُ

المُثْلى

الفُضْلى

هَيْهاتَ

اسم فعل ماضٍ بِمَعْنى بَعُدَ

يُرَسَّخَ

يُثَبَّتَ

ما هُوَ السَّبَبُ الَّذي  يَجْعَلُ لُغَةَ الإعلامِ الوسيلَةَ المُثْلى لِتَعليمِ اللُّغَةِ ونَشْرِها؟

أنَّ الإنسانَ المُعاصِرَ يَقضي مِنْ ساعاتِ يَوْمِهِ مَعَ وسائِلِ الإعلامِ أكْثَرَ مِمّا يَقضي على مقاعِدِ الدَّرْسِ.

 

• ما دَوْرُ الإعلاميِّ الَّذي يُنعَتُ  بِـــ "مُؤَرِّخِ اللَّحظَةِ"، اتِّجاهَ اللُّغَةِ العَرَبيَّةِ وما واجِبُهُ نَحْوَها؟

وَجَبَ على لُغَتِهِ أنْ تَتَواءَمَ مَعَ طبيعَةِ الأحداثِ الَّتي تُعَبِّر عَنْها، وأنْ تُحَسِّنَ مِنْ طرائِقِ تعبيرِ النّاسِ عَنِ الحياةِ والأشياءِ والمواقِفِ، وأنْ تُغَيِّرَ أنماطَ التَّفكيرِ، وتَنْهَضَ بالأداءِ اللُّغَويِّ لِلمُجتَمَعِ كُلِّهِ.


 الفقرة الرّابِعة:

وقَدْ بَيَّنَ أصحابُ الخِبْراتِ في البَحْثِ اللُّغَويِّ واللِّسانيِّ وتعليمِ اللُّغاتِ أنَّ أفْضَلَ طريقَةٍ لِتَعليمِ اللُّغَةِ خَلْقُ بيئَةٍ سماعيَّةٍ تُنطَقُ فيها العَرَبيَّةُ الفصيحَةُ بِمُفرَداتِها وتراكيبِها، وذلِكَ حينَ تَستَمِعُ إلَيْها فتُطيلُ الاسْتِماعَ، وتُحاوِلُ التَّحَدُّثَ بِها فتُكثِرُ المُحاوَلَةَ، وحينَ نكِلُ إلى مَوْهِبَةِ المُحاكاةِ أنْ تُؤَدّيَ عَمَلَها في تطويعِ اللُّغَةِ وتَمَلُّكِها، كما تُشيرُ دراساتٌ لُغَويَّةٌ عديدَةٌ إلى أنَّ لُغَةَ تلاميذِ المراحِلِ الأولى مِنَ التَّعليمِ هِيَ مَزيجٌ مِمّا يَسمعونَهُ في الإذاعَةِ والتِّلفزيونِ، وفي الحديثِ اليَوْميِّ، وكذلِكَ في المُؤَسَّسَةِ التَّعليميَّةِ؛ وبِذلِكَ لَمْ تَعُدِ المَدرَسَةُ تَحْتَكِرُ عمليَّةَ إغناءِ الرَّصيدِ اللُّغَويِّ لِلتِّلميذِ. ويُمكِنُ وسائِلَ الإعلامِ أنْ تَكونَ هذهِ البيئَةَ السَّماعيَّةَ، فَتَحَوَّلَ إلى مَدْرَسَةٍ مُتَفَوِّقَةٍ لِتَعليمِ اللُّغَةِ، وتسريبِ الصَّوابِ اللُّغَويِّ إلى النّاسِ بِصورَةٍ تِلقائيَّةٍ؛ فتَنطَلِقُ الأَلْسُنُ بِلُغَةٍ فصيحَةٍ، نَستَمِعُ إليها فتَنطَبِعُ في نُفوسِنا، ونُحاكيها فَتَجري بِها ألْسِنَتُنا فنَملِكُ اللُّغَةَ مِنْ أيْسَرِ طُرُقِها.

ولِلُّغَةِ الإعلامِ أَثَرٌ في الارْتِقاءِ بِلُغَةِ الجُمهورِ، وفي التَّوجيهِ والتَّأثيرِ؛ لِما تَمتَلِكُهُ مِنْ وسائِلَ جماهيريَّةٍ نافِذَةٍ تختَرِقُ كُلَّ الحواجِزِ والحُجُبِ؛ فالإعلامُ يَستَخْدِمُ قُوَّةَ الكَلِمَةِ، ويَتَوَغَّلُ في مُختَلَفِ شُعَبِ الحياةِ الإنسانيَّةِ. كما أنَّ لِلُّغَةِ دَوْرًا كبيرًا في تكوينِ الرَّأيِ العامِّ، وَهُوَ المَنبَعُ الَّذي تَصْدَرُ عَنْهُ أحكامُ الجماهيرِ؛ فالإعلامُ، كَما يقولُ (أوتو جروت)، هُوَ التَّعبيرُ الموضوعيُّ لِعَقليَّةِ الجماهيرِ ولِروحِها ومُيولِها واتِّجاهاتِها.

ما هِيَ أفْضَلُ طريقَةٍ لِتَعليمِ اللُّغَةِ كما قالَ الخُبَراءُ؟

خَلْقُ بيئَةٍ سماعيَّةٍ تُنطَقُ فيها العَرَبيَّةُ الفصيحَةُ بِمُفرَداتِها وتراكيبِها.

 

وَضِّحْ كيفَ يُمكِنُ لِوَسائِلِ الإعلامِ أنْ تَكونَ البيئَةَ السَّماعيَّةَ لِتَعليمِ اللُّغَةِ.

فتَنطَلِقُ الأَلْسُنُ بِلُغَةٍ فصيحَةٍ، نَستَمِعُ إليها فتَنطَبِعُ في نُفوسِنا، ونُحاكيها فَتَجري بِها ألْسِنَتُنا فنَملِكُ اللُّغَةَ مِنْ أيْسَرِ طُرُقِها.

 

ما هُوَ تعريفُ الإعلامِ كما يقول (أوتو جروت)؟

هُوَ التَّعبيرُ الموضوعيُّ لِعَقليَّةِ الجماهيرِ ولِروحِها ومُيولِها واتِّجاهاتِها.

 

معاني المُفرَدات:

 

الكلمة

المعنى

تطويعِ اللُّغَةِ

جَعْلُ اللُّغَةِ سَهْلَة مَرِنَة

أيْسَرِ

الأكثَر سُهولَةً

الحُجُبِ

مُفرَدُها (حِجاب)

شُعَبِ

فُروع، مُفرَدُها (شُعبة)


الفقرة الخامِسة:

وقَدْ أَدْخَلَتْ لُغَةُ الإعلامِ "العَرَبيَّةَ" في سِياقِ تَطَوُّرٍ نَوعيٍّ؛ فأضافَتْ إلَيْها تعبيراتٍ، ووَسَّعَتْ مِنْ نطاقِ اسْتِعمالِها، ووَسَّعَتِ الثَّروَةَ اللُّغَويَّةَ، ولَها دَوْرٌ في التَّخَلُّصِ مِنْ بَعْضِ الزَّخارِفِ اللَّفظيَّةِ؛ كَالمُحَسِّناتِ البديعيَّةِ، وحَلَّ مَحَلَّ ذلكَ الأُسلوبُ السَّهلُ السَّريعُ الَّذي يَحرِصُ على المادَّةِ الفِكْريَّةِ والعاطِفيَّةِ والتَّعبيرِ عَنْها، أكثَرَ مِمّا يَحْرِصُ على البَهْرَجَةِ اللُّغَويَّةِ. ويُمكِنُ أنْ يُقالَ: إنَّ الإعلامَ قَدِ ارْتَقى بِلُغَةِ الجماهيرِ إلى المُستَوى الفَصيحِ السّائِغِ الأصيلِ والمُؤَدّي إلى الارْتِباطِ بِلُغَةِ التُّراثِ، وإلى التَّفاعُلِ المُثْمِرِ مَعَ نَماذِجِها والنَّتاجاتِ البليغَةِ المُدَوَّنَةِ بِها، ولَهُ دَوْرٌ في إحياءِ بَعْضِ المُفرَداتِ المَهجورَةِ القديمَةِ لِلتَّعبيرِ عَنْ معانٍ جديدَةٍ، وفي توليدِ ألفاظٍ جديدَةٍ للمعاني المُستَجِدَّةِ.

إلَّا أَنَّ الدّارِسَ لِلأداءِ اللُّغَويِّ في وسائِلِنا الإعلاميَّةِ يَجِدُ فيهِ ضَعْفًا مُؤسِفًا، وَمِنْ أبرَزِ مظاهِرِهِ: مُزاحَمَةُ اللَّهجاتِ المَحَلّيَّةِ لِلعَرَبيَّةِ الفصيحَةِ في لُغَةِ الإعلامِ المَرئيِّ والمَسموع، وكَثْرَةُ الأغلاطِ اللُّغويَّةِ في النَّحوِ والصَّرفِ والدَّلالَةِ، ومِنْهُ كذلِكَ انْتِشارُ المُفرَداتِ الأجنبيَّةِ في لُغَةِ الإعلامِ مِنْ مثلِ: (سيناريو)، و(جرافيك)، و(هاشتاغ). وهذا تضحِيَةٌ بِأهَمِّ الدِّعاماتِ في وَحْدَتِنا الثَّقافيَّةِ؛ إذْ إنَّ سلامَةَ اللُّغَةِ مَطْلَبٌ غَيْرُ قابِلٍ لِلنِّقاشِ، وفيهِ يَقولُ الإعلاميُّ الفَرَنسيُّ (فيليب غايار): "إنَّ الخاصِّيَّةَ الأساسيَّةَ للكِتابَةِ الصَّحَفيَّةِ هِيَ سلامَةُ اللُّغَةِ".

 

معاني المُفرَدات:

 

الكلمة

المعنى

الثَّروَةَ اللُّغَويَّةَ

ما يَتَوافَرُ مِنْ معلوماتٍ في الأدَبِ أو اللُّغَة

البَهْرَجَةِ اللُّغَويَّةِ

الزَّيْف اللُّغَويّ، بِحَيْثُ لاَ يُعَبِّرُ عَنِ الوَاقِعِ

السّائِغ

الجائِز

المُستَجِدَّةِ

كَلِمة وُضِعَتْ حديثًا في اللُّغة

الدِّعاماتِ

مُفرَدُها (دِعامة) وهُوَ عِمادُ الشَّيءِ وركيزَتُهُ الأساسيَّة

وَضِّحْ كيفَ أَدْخَلَتْ لُغَةُ الإعلامِ "العَرَبيَّةَ" في سِياقِ تَطَوُّرٍ نَوعيٍّ.

أضافَتْ إلَيْها تعبيراتٍ، ووَسَّعَتْ مِنْ نطاقِ اسْتِعمالِها، ووَسَّعَتِ الثَّروَةَ اللُّغَويَّةَ، ولَها دَوْرٌ في التَّخَلُّصِ مِنْ بَعْضِ الزَّخارِفِ اللَّفظيَّةِ؛ كَالمُحَسِّناتِ البديعيَّةِ
 

•  وَضِّحْ ما قالَهُ الإعلاميُّ الفَرَنسيُّ (فيليب غايار) عَنْ سلامَةِ اللُّغَةِ.

"إنَّ الخاصِّيَّةَ الأساسيَّةَ للكِتابَةِ الصَّحَفيَّةِ هِيَ سلامَةُ اللُّغَةِ".
 


الفقرة السّادِسة:

والعَرَبيَّةُ تمتازُ بِأساليِبِها اللُّغَويَّةِ المُتَنَوِّعَةِ، وَهِيَ قادِرَةٌ على التَّعبيرِ عَنِ الحياةِ بِتَفاصيلِها، وتَرتَبِطُ بِروحِ الأُمَّةِ العَرَبيَّةِ وتجارِبِها المُتَراكِمَةِ، وتَمتازُ بِمُرونَةٍ عظيمَةٍ، وبِغَزارَةِ المُفرَداتِ، وتُتيحُ لِمُستَعمِلِ اللُّغَةِ خياراتٍ تركيبيَّةً واسِعَةً لِلتَّعبيرِ عَنْ أفكارِهِ، وقَدْ جُعِلَتْ لِلإعلاميِّينَ ذَلُولًا، فَما عَلَيْهِمْ سِوى المَشْي في مَناكِبِها. وهذا يُرَتِّبُ على رِجالِ الإعلامِ مَهَمَّةَ تَقديمِ العَرَبيَّةِ في لَبوسِها الجميلِ القَريبِ لِكُلِّ الفِئاتِ. ويُمَكِّنُ الإِعلامَ أنْ يقومَ بِدَوْرِ "حصان طروادة " في كُلِّ ذلِكَ، شريطَةَ وَضْعِ خُطَّةٍ مَدروسَةٍ.

كَتَبَ الأديبُ الفَرَنسيُّ (جول فيرن) قِصَّةً مِنَ الخيالِ مُؤَدّاها أَنَّ مَجموعَةً مِنَ الباحِثينَ حَفَروا نَفَقًا بِاتِّجاهِ مَرْكِزِ الأرضِ، وأَنَّهُمْ بَلَغوهُ، ثُمَّ غادَروهُ بَعْدَ أَنْ تَرَكوا فيهِ عِبارَةً بِاللُّغَةِ العَرَبيَّةِ تُخَلِّدُ إنجازَهُمْ. ولَمّا سُئِلَ الأديبُ الفَرَنسِيُّ: لِماذا اخْتَرْتَ أنْ تكونَ العِبارَةُ بالعَرَبيَّةِ؟ قالَ: لِأنَّها لُغَةُ المُستَقبَلِ. ولا رَيْبَ أَنَّ الارْتِقاءَ بِواقِعِ العَرَبيَّةِ في وسائِلِ الإعلامِ هُوَ خُطوَتُنا الكُبرى بِاتِّجاهِ ذلِكَ المُستَقبَلِ.

 

معاني المُفرَدات:

 

الكلمة

المعنى

تُتيحُ

جَذْرُها (تيح) تُهَيِّء

لَبوسِها

(لِباس) أيْ ما يُلائِمُها

مُؤَدّاها

مُحتَواها أو هَدَفُها

لا رَيْبَ

لا شَكَّ

• بِماذا تمتازُ اللُّغَةُ العَرَبيَّةُ كما وَرَدَ في النَّصِّ السّابِق؟

تمتازُ بِأساليِبِها اللُّغَويَّةِ المُتَنَوِّعَةِ، وَهِيَ قادِرَةٌ على التَّعبيرِ عَنِ الحياةِ بِتَفاصيلِها، وتَرتَبِطُ بِروحِ الأُمَّةِ العَرَبيَّةِ وتجارِبِها المُتَراكِمَةِ، وتَمتازُ بِمُرونَةٍ عظيمَةٍ، وبِغَزارَةِ المُفرَداتِ، وتُتيحُ لِمُستَعمِلِ اللُّغَةِ خياراتٍ تركيبيَّةً واسِعَةً لِلتَّعبيرِ عَنْ أفكارِهِ.

 

ما الهَدَفُ مِنَ القِصَّةِ الخياليَّةِ الَّتي كَتَبَها الأديبُ الفَرَنسيُّ (جول فيرن)؟

إثبات وإقرار أنَّ اللُّغَةَ العَرَبيَّةَ هِيَ لُغَةُ المُستَقبَل.

 

ما هِيَ خُطوَتُنا الكُبْرى بِاتِّجاهِ المُستَقبَلِ كما ذَكَرَ الكاتِبُ في النَّصِّ؟

الارْتِقاءَ بِواقِعِ العَرَبيَّةِ في وسائِلِ الإعلامِ.


شرح القواعِد : المفعولُ مَعَهُ

المفعول مَعَهُ: اسم منصوب وجوبًا، وَقَعَ بَعْدَ واوٍ بِمَعْنى (مَعَ) مسبوقةً بِجُملَةٍ فعليَّةٍ أو (اسميَّةٍ) مُكتَمِلَةِ العناصِر، وهذا الاسمُ يَدُلُّ على شيءٍ حَصَلَ الفعْلُ بِمُصاحبَتِهِ، (أيْ: مَعَه) دونَ قَصْدٍ إلى إشراكِهِ في حُكْمِ ما قَبْلَهُ.

 

 توضيحات لِما سَبَق:
اسم منصوب وجوبًا، وَقَعَ بَعْدَ واوٍ بِمَعْنى (مَعَ) مسبوقةً بِجُملَةٍ فعليَّةٍ أو (اسميَّةٍ) مُكتَمِلَةِ العناصِر.
يعني: يَجِبُ أنْ تَسبِقَ واوَ المَعيَّةِ جُملَةٌ فيها:

• فعل + فاعِل + مفعول بِهِ (إذا كانَ الفِعْلُ مُتَعَدّيًا).

مثل: اتْرُكِ النّاسَ وشأنَهُمْ.

• فعل + فاعِل إذا كانَ الفِعْلُ لازِمًا.

مثل: يستَيْقِظُ العُمّالُ وأذانَ الفَجْرِ.

• مُبتَدَأ + خَبَر (إذا كانَتْ جُملَةً اسميَّةً).

مثل: أنا خارِجٌ وشُروقَ الشَّمسِ إلى العَمَلِ.


♦ فائِدة هامّة:
¶ تَتَعَيَّنُ الواوُ لِلمَعيَّةِ في حالَتَيْنِ:

• إذا كانَ العَطْفُ يُؤَدّي إلى خَلَلٍ في المَعْنى.

مثل:
سافَرْتُ وشاطِئَ البَحْرِ الأحمَرِ.
لاحِظْ أنَّ شاطِئَ البَحْرِ لا يُسافِرُ.

• إذا كانَ العَطْفُ يُؤَدّي إلى ضَعْفٍ في التَّركيبِ اللُّغَويِّ.

مثل:
عُدْتُ وسَعيدًا.

 

توضيح أمثِلَة المِنْهاج

ص93

المفعول مَعَه

توضيحُ ما يَسْبِقُهُ المفعولُ مَعَهُ

قالَ تعالى: :فَأَجْمِعُوا

أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ".

وَشُرَكَاءَكُمْ

 

سَبَقَهُ جُملَةٌ فعليَّةٌ تامَّةُ المَعْنى (مُكتَمِلَةُ العناصِر)

الفعل (أجمَعَ) + الفاعِل (وا) + م به (أمْرَكُمْ)

إذا أنتَ لَمْ تَتْرُكْ أخاكَ وزَلَّةً

إِذا زَلَّا أَوشَكْتُمَا أَنْ تَفَرَّقا

وزَلَّةً

سَبَقَهُ جُملَةٌ فعليَّةٌ تامَّةُ المَعْنى

الفعل (تَتْرُكْ) + الفاعِل (مُستَتِر) + المفعول بِهِ (أخاك)

ما لَكَ والتَّطَفُّلَ على

أسرارِ النّاسِ؟

والتَّطَفُّلَ

سَبَقَهُ جُملَةٌ اسميَّةٌ تامَّةُ المَعْنى

المُبتَدَأ (ما) والخَبَر (لَكَ)

ما أنتَ وقضايا الأُمَّةِ؟

 

وقضايا

 

سَبَقَهُ جُملَةٌ فعليَّةٌ تامَّةُ المَعْنى

المُبتَدأ (أنتَ) وخَبَرُه (ما)

ملحوظة:

إعراب قضايا: مفعول مَعَهُ منصوب وعلامَةُ نَصْبِهِ الفَتْحَةُ المُقَدَّرَةُ على آخِرِهِ لِلتَّعَذُّر

كيفَ أنتَ ومُتابَعَةَ

التَّطَوُّراتِ التِّكنولوجيَّةِ؟

ومُتابَعَةَ

 

سَبَقَهُ جُملَةٌ اسميَّةٌ

المُبتَدَأ (أنتَ) وخَبَرُها (كيفَ)

عُدْ وسَعيدًا

وسعيدًا

 

سَبَقَهُ جُملَةٌ فعليَّةُ

الفعل (عُدْ) والفاعِلُ مُستَتِرٌ (أنتَ)


 نموذَجٌ إعرابيّ:

- ما أنتَ ومُحَمَّدًا.
ما: اسم استِفهام مبني على السُّكون في مَحَلِّ رَفْعِ خَبَرٍ مُقَدَّم.
أنتَ: ضمير مُتَّصِل مبني على الفتح في مَحَلِّ رَفْعِ مُبتَدَأ مُؤَخَّر.
الواو: واو المَعيَّة، حرفٌ مبنيٌّ على الفتحِ لا مَحَلَّ لَهُ مِنَ الإعراب.
مُحَمَّدًا: مفعول مَعَه منصوب وعلامَةُ نَصْبِهِ الفتحة الظّاهِرة على آخِرِهِ.

 


 التَّمييز والتَّفريق بَيْنَ (واوِ المَعِيَّة) و (واوِ العَطْفِ).

توضيح أمثِلة المِنْهاج

ص94

توضيح وشَرْح نوع الواو

ذَهَبْتُ إلى المَدْرَسَةِ

وشُروقَ الشَّمسِ

نوع الواو: واو المَعِيّة، مسبوقة بِجُملَةٍ فعليَّةٍ مُكتَمِلَةِ العناصِر

وَقَفْتُ والصَّديقَ مساءً

نوع الواو: واو المَعِيّة، مسبوقة بِجُملَةٍ فعليَّةٍ مُكتَمِلَةِ العناصِر

تنافَسَ طه وجَمال

على التَّبَرُّعِ لِلمُحتاجين

نوع الواو: واو العَطْف؛ لأنَّها سُبِقَتْ بالفِعْلِ (تنافَسَ) الَّذي يَسْتَلزِمُ تَعَدُّدَ الأفرادِ المُشتَرِكينَ في معناه

كُلُّ فتاةٍ وخُلُقَها

نوع الواو: واو العَطْف؛ لأنَّ الواوَ جاءَتْ قَبْلَ تمامِ عناصِرِ الجُملَة، (كُلُّ فتاةٍ)  فالمُبتَدَأ (كُلُّ) لَمْ يَسْتَكْمِلْ خَبَرَهُ بَعْدَهُ، والخَبَرُ محذوفٌ وجوبًا تقديرُهُ (مُقتَرِنانِ، أو مُتَلازِمانِ ولِهذا تَعَيَّنَتِ الواوُ للعَطْفِ

خَرَجَ هِشامٌ وسامِرٌ

نوع الواو: واو العَطْف؛ بِسَبَبِ إمكانيَّةِ مُشارَكَةِ ما بَعْدَ الواوِ لِما قَبْلَها

أَعدَدْتُ البَحْثَ أنا وسَعْدٌ

نوع الواو: واو العَطْف؛ بِسَبَبِ إمكانيَّةِ مُشارَكَةِ ما بَعْدَ

الواوِ لِما قَبْلَها

سَأُناقِشُها بَعْدَهُ غدًا

والمُشرِفَةُ

نوع الواو: واو العَطْف؛ بِسَبَبِ إمكانيَّةِ مُشارَكَةِ ما بَعْدَ

الواوِ لِما قَبْلَها


 تلخيصٌ هامٌّ:

يَجِبُ أنْ تكونَ الواوُ لِلعَطْفِ:

• لِعَدَمِ صِحَّةِ واوِ المَعِيَّةِ.

مثل: جاءَ المُعَلِّمُ والطُّلّابُ بَعْدَهُ.

• وإذا أمكَنَ مُشارَكَةُ ما بَعْدَ الواوِ لِما قَبْلَها.

مثل: تَصافَحَ الأبُ و الأبناءُ.

• وإِنْ لَمْ يَتَرَتَّبْ على العَطْفِ فَسادٌ في المَعْنى أو ضَعْفٌ في التَّركيب.

 

تُعتَبَرُ الواوُ لِلعَطْفِ ولَيْسَتْ لِلمَعِيَّةِ في الحالاتِ الآتية:

• إذا جاءَتْ بَعْدَ فِعْلٍ يَسْتَلْزِمُ المُشارَكَةَ (تَنافَس، تَصافَحَ ... الخ).

مثل: تشارَكَ سعيدٌ وخالِدٌ.

• إذا جاءَتِ الواوُ مسبوقَةً بِجُملَةٍ غَيْرِ مُكتَمِلَةِ العناصِر.

مثل: كُلُّ إنسانٍ وعَمَلُهُ.

• إذا أمكَنَ مُشارَكَةُ ما بَعْدَ الواوِ لِما قَبْلَها.


شرح القواعِد : الأمر

الأمر: هُوَ طَلَبُ حُصولِ الفِعْلِ على وَجْهِ الاستِعلاءِ والإلزام.

♦ توضيح:

• الاستِعلاء: مِنَ الأعلى لِلأدنى.
• الإلزام: وُجوب القِيام بالفِعْل.

ومِنْ أمثِلَةِ الأمر:

- شارِكي في الانتِخاباتِ النِّيابيَّةِ يا ابنتي.
-
حافِظُوا على حُقوقِ الأطفالِ، واحرِصُوا على بِناءِ وَطَنٍ آمِنٍ.
-
اعْمَلي في المجالِ الصّحفيِّ؛ لأنَّ لَدَيْكِ الرَّغْبَةَ.
- قالَتِ الأُمُّ لابنِها:
رَتِّبْ غُرفَتَكَ.


صِيَغُ الأمر:
ولِلأمْرِ أربَعُ صِيَغٍ، تقومُ كُلُّ واحِدَةٍ مِنْها مَقامَ الأُخرى في طَلَبِ الفِعْلِ، وهي:
فِعْلُ الأمر، واسمُ فعلِ الأمر، والمَصْدَرُ النّائِبُ عَنْ فِعْلِ الأمر، والفِعْلُ المُضارِعُ المُتَّصِلُ بِلامِ الأمر.

تَفَهَّمِ الأمثِلَةَ الآتية:

• فعل الأمر.

مثل: احْفَظْ، افْهَمُوا، ارْجِعَا، اسْمَعي ... الخ.

• اسم فعل الأمر.

مثل: صَه بِمَعْنى (اُسكُتْ).

• رُوَيْدَك بِمَعْنى (تَمَهَّل).
• هَيّا بِمَعْنى (أسرِعْ).
• حَيَّ بِمَعْنى (أقبِلْ).

مثل: حَيَّ على الصَّلاة.

• مُضارِع مُتَّصِل بِلامِ الأمر.

مثل: لِنَتعاوَنْ، يا شباب.
فَلْيَسْكُتِ الثَّرثارُ.
مَصْدَر نائِب عَنْ فِعْلِ الأمر.

مثل:
صَبْرًا (بِمَعْنى اصْبِر).
هُدوءًا (بِمَعْنى اهْدَأ).
إحسانًا (بِمَعْنى أحسِنَ).


 

أمثِلة المِنْهاج ص96

الأمر الموجود

 بالجُملة

صيغة الأمر

نوع الأمر

إعرابُهُ

قالَ تعالى: "وَأَقِيمُوا

الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ

 وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ

 لَعَلَّكُمْ تَرْحَمُونَ".

أقيمُوا، آتوا،

أطيعُوا

فعل أمر

أمر حقيقي

فعل أمر مبني على حَذْفِ النّون

قالَ رسولُ الله ﷺ:

"إذا قُلْتَ لِصاحِبَكَ والإمامُ يَخْطُبُ: صَهْ، فَقَدْ لَغَوْتَ".

صَهْ

 

اسم فعل

أمر

أمر حقيقي

 

اسم فعل أمر بِمَعْنى اُسْكُتْ

 

المُعَلِّمُ لِلطُّلّاب: قِيامًا، قُعودًا.

قيِامًا، قُعودًا

مَصْدَر نائِب عَنْ فِعْلِ أمْرٍ

أمر حقيقي

 

مَصْدَر نائِب عَنْ فِعْلِ الأمر منصوب وعلامَةُ نصبِهِ تنوينُ الفتح

لِنَعْمَلْ بِإخلاصٍ مِنْ أجلِ الأُردُنِّ، وَلْنَتَّقِ اللهَ فيما نقولُ ونَعْمَل.

لِنَعْمَلْ، وَلْنَتَّقِ

مُضارِع

مُتَّصِل

بِلامِ الأمر

أمر حقيقي

 

لِنَعْمَلْ: فعل مُضارِع مجزوم وعلامَةُ جَزْمِهِ

 السُّكون.

لِنَتَّق: فعل مُضارِع مجزوم وعلامَةُ جَزْمِهِ حَذْفُ حَرْفِ العِلَّة


 المعاني البلاغيَّة لِلأمر:
يُقسَمُ الأمرُ إلى: أمرٍ حقيقيٍّ، وأمرٍ بلاغيٍّ.

◘ الأمر الحقيقيّ: هُوَ طَلَبُ القِيامِ بِشَيءٍ على وَجْهِ الاستِعلاءِ والإلزام، ومعناهُ الوجوب، والمُخاطَبُ مُلزَمٌ بِتَنفيذِ ما جاءَ في هذا الأمر، والمُتَكَلِّم يَنْظُرُ إلى نَفْسِهِ على أنَّهُ أعلى رُتْبَةً مِنَ المُخاطَب، أو بِمَنْ وُجِّهَ إليهِ الأمرُ.


مثال:
قالَتِ الأُمُّ لِابنَتِها: رَتِّبي غُرفَتَكِ.

◘ الأمر البلاغيّ: يكونُ في حالِ عَدَمِ تَوَفُّرِ الشَّرطَيْنِ (الاستِعلاء والإلزام) أو أحَدِهما: وفي هذه الحالَةِ يَخْرُجُ الأمرُ عَنِ المَعْنى الحقيقيّ إلى مَعانٍ بلاغيَّةٍ تُستَفادُ مِنَ السِّياقِ وقرائِنِ الأحوال، ومِنْها:

- الدُّعاء.
- التَّهديد.
- النُّصح والإرشاد.
- التَّخيير.
- التَّمَنّي.
- التَّعجيز.

 مُلاحَظة:
التَّعجيز عِنْدَما يأمُرُ بِشَيءٍ لا يستطيعُ المُخاطَبُ القِيامَ بِهِ.
أمثلة:
- أرِني إنسانًا كامِلًا.
- قالَ تعالى: "إنْ كُنْتُمْ في رَيْبٍ مِمّا نَزَّلْنا على عَبْدِنا فأتوا بِسُورَةٍ مِن مِّثْلِهِ".

المعاني البلاغيَّة لِلأمر:

توضيح أمثِلة المِنْهاج ص97

فعل الأمر

المَعْنى البلاغيّ

للأمر

السَّبَب والتَّعليل

قالَ تعالى: "رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا

وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ".

اغْفِرْ ، كَفر

توفنا

الدُّعاء

لأنَّهُ أمرٌ مِنَ الأدنى

 للأعلى، وليسَ فيه

 إلزامٌ أو استِعلاءٌ

عَلِّمِ الآباءَ واهْتِفْ قَائِلًا:

أيُّها الشَّعبُ تَعاوَنْ واقْتَصِدْ

عَلِّمِ، اهْتِفْ،

تعاوَنْ،

واقْتَصِدْ

النُّصح والإرشاد

لأنَّهُ يَطْلُبُ مِنَ السّامِعِ أنْ يأخُذَ بِنَصيحَتِهِ، ولَيْسَ فيه إلزامٌ أو استِعلاءٌ

فَعِشَ وَاحِدًا أو صِلْ أَخَاكَ

فإِنَّهُ مُقارِفُ ذَنْبِ مَرَّةً وَمُجَانِبُه

فَعِشْ، صِلْ

التَّخيير

لأنَّهُ خَيَّرَ السّامِعَ

أنْ يأخُذَ بينَ الوِحْدَةِ

والتَّواصُل، وليسَ فيهِ

 إلزامٌ أو استِعلاءٌ

ويا نَسيمَ الصَّبا بَلِّغْ تَحَيَّتَنا

مَنْ لَوْ عَلى البُعْدِ حَيًّا كانَ يُحيينا

بَلِّغْ

 

التَّمَنّي

لأنَّهُ أمرٌ مُوَجَّهٌ إلى

غَيْرِ العاقِل (نسيم الصّبا)، ويطلُبُ ما لا

يُرجى حدوثُهُ

افْعَلْ ما تشاءُ، وسَتَرى.

افْعَلْ

التَّهديد

لأنَّه يأمُرُ بِقَصْدِ التَّهديدِ،

 واسْتُعمِلَتْ صيغَةُ الأمرِ في مَقامِ عَدَمِ الرِّضا