الدرس الرابع : مملكة كندة
قبيلة كندة هي من القبائل العربية التي هاجرت من جنوب الجزيرة العربية بسبب الحروب بين القبائل العربية، وتمكنت بعد ذلك من تكوين مملكة قوية نتيجة اتحاد القبائل العربية تحت زعامتها، واتخذت كندة من قرية الفاو عاصمة لهم.
فسر : لماذا استقرت كندة وسط الجزيرة العربية بخلاف الغساسنة والمناذرة ؟
بسبب الحروب بين القبائل العربية.
وتقع قرية الفاو في وادي الدواسر وسط الجزيرة 
العربية في محافظة (السليل اليوم) وتبعد عن نجران حوالي (٣٠٠) كيلو متراً إلى الشمال الشرقي، وهي عاصمة كندة منذ القرن الرابع قبل الميلاد قبل أن ينتقلوا إلى نجد وأسموها قرية ذات كهلٍ تيمُناً بأكبر آلهتهم.
ولمعرفة موقع قرية الفاو تأمل الخريطة المجاورة .
وقد تميزت قرية الفاو بما يلي:
١-الموقع على الطريق التجاري حتى كانت نقطة عبور للقوافل التجارية المارة في نجد تجاه جنوب الجزيرة العربية وشمالها.
٢-كانت عاصمة للدولة لها تاريخ عريق في
الجزيرة العربية لمدة لا تزيد على خمسة قرون.
٣-احتواؤها على العديد من آبار المياه التي
أسهمت في ازدياد الحركة التجارية والزراعية.
بين الدور الذي لعبته كندة في تاريخ الجزيرة العربية.
كانت نقطة عبور القوافل التجارية المارة في نجد باتجاه جنوب وشمال الجزيرة العربية ، كما كانت عاصمة لدولة لها تاريخ عريق في الجزيرة العربية لمدة تزيد على خمسة قرون .
علام يدل وجود آبار المياه في قرية الفاو؟
وجود حركة تجارية وزراعية .
توسعت مملكة كندة في وسط الجزيرة العربية، وأصبحوا وسطاء تجاريون بين مملكة حِمير في اليمن والمناذرة في العراق وبلاد فارس، وشكلوا مع مملكة حِمير حلفاً لمقاومة أعدائهم على غرار تحالف المناذرة مع الفرس والغساسنة مع الروم البيزنطيين.
ثانياً: نظام الحكم
عرفت كندة بكندة الملوك؛ وذلك لكونها إحدى القبائل العربية القليلة التي أقامت ممالك إلى جانب حِمير والمناذرة والغساسنة، وتولى ملوك كندة الحكم وفق نظام ملكي وراثي، وكان نظام المملكة يقوم على اتحاد فيدرالي يجمع قبائل عديدة تترأسه أسر من قبيلة كندة.
واتصف ملوك كندة بالشدة والبأس وحب التوسع ومن أشهر ملوكهم:
١-حجر بن عمرو الملقب ب(آكل المرار) (٤٦٠-٤٨٠م) وهو أول ملوك كندة في نجد وقد استطاع أن يوسع في دولته إلى اليمامة (البحرين)، ثم تبعه في الحكم ولده عمرو بن حجر.
٢-عمرو بن حجر بن عمرو الملقب ب(المقصور) (٤٨٠-٤٩٥م) الذي اقتصر ملكه على نجد بعد خروج اليمامة من أملاك أبيه فسمي بالمقصور.
٣-الحارث بن عمرو بن حجر الكندي (٤٩٥-٥٢٨م) وكان من أقوى ملوك كندة على الإطلاق وأشدهم بأسا وأكثرهم طموحا، وفي عهده وصل نفوذ كندة حتى الحيرة.
ثالثاً: الحياة الاقتصادية والاجتماعية
كان لموقع كندة في وسط الجزيرة العربية دور كبير في النشاط التجاري، فقد مارس تجار كندة دور الوسيط التجاري في الجزيرة العربية؛ فانعكس ذلك على الحياة الاقتصادية والاجتماعية لمملكتهم.
١-الحياة الاقتصادية:
وتشمل ما يأتي:
|
الزراعة -حفروا الآبار وشقوا القنوات. -احتكروا زراعة النخيل والكروم واللبان والحبوب. -اهتموا بالثروة الحيوانية الجمال والأبقار واعتنوا بتربية الخيول. |
|
الصناعة -عرفوا الصناعات المعدنية مثل الخناجر والسيوف والأواني. -اهتموا بصناعة الحلي والأساور المزخرفة والخواتم. -عرفوا صناعة الزجاج الملون. -انتشرت عندهم صناعة الفخار، فصنعوا منه المباخر والمصافي وأغطية الأواني. |
|
التجارة -قام تجار كندة بدور الوسيط التجاري بين جنوب الجزيرة العربية وشمالها. -أهم السلع التجارية عندهم: الحبوب والطيب والنسيج والأحجار الكريمة والمعادن كالذهب والفضة. -سكت كندة عملة خاصة بها، وضربوا عليها اسم الإله كهل الذي عبدوه. -انعكس ازدهار التجارة على ثراء الدولة، فبنوا القصور والأسواق والمعابد. |
٢-الحياة الاجتماعية
احتفظ أهل كندة في حياتهم الاجتماعية بطابع البداوة، فكانوا يعيشون في بيوت من الشعر ويقضون أوقاتهم في الصيد إلى جانب التجارة، وكانوا قبائل عديدة تتشابه في نمط المعيشة.
ويعد الشاعر الجاهلي امرؤ القيس بن حجر بن عمرو من أشهر شعراء كندة أرخ في شعره الملاحم والوقائع التي عاشتها كندة.
ومنها يقول امرؤ القيس:
مِكر مِفر مُقبل مُدبر معاً كَجلمود صَخر حَطه السيلُ مِن عَلِ
لَهُ أيْطلا ظَبي وساقاً نعامةٍ وإرخاءُ سرحانِ وتقريبُ تَتْفُلِ
والشاعر أحمد بن الحسين الكندي (المتنبي) والفقيه الشهير رجاء بن حيوة والفيلسوف العربي الكندي هم من أشهر رجالات العلم والأدب العربي الذين يعودون في أصولهم إلى هذه القبيلة.
وانتشرت الكتابة بين سكان قرية الفاو نظراً 
لدورها في التجارة وممارسة العبادات، فكان الخط المسند هو الخط العربي الذي اختطه سكان كندة في التعبير عن أفكارهم.
بين أثر الكتابة في ازدهار وتطور التجارة في قرية الفاو.
انتشرت الكتابة بين سكان قرية الفاو نظراً لدورها في التجارة وممارسة العبادات،
وأما عن ديانتهم فكان ملوك كندة وثنيين يعبدون الأصنام، بالإضافة إلى اعتناق بعضهم الديانة المسيحية التي كانت الأكثر انتشارا في نجد قبل الإسلام.
رابعاً: العمارة والفنون
عثر في قرية الفاو على أطلال لحضارتهم تمثلت بوجود قصورٍ وأسواقٍ ومعابدَ إلى جانب التماثيل، واهتم سكان كندة ببناء الخانات(الفنادق) كمحطات تجارية لاستراحة القوافل نظراً لموقعها الإستراتيجي على طرق التجارة.
وتشير المخلفات الأثرية في قرية الفاو إلى تقدم العمارة وتأثرها بالحضارات الشرقية القديمة، وعثر على رسومات منقوشة على جدران المعابد، تعكس نمط معيشتهم، طبيعة البيئة التي عاشوا فيها ومعتقداتهم الدينية.