مملكة الغساسنة

الدرس الثالث: مملكة الغساسنة

أولاً: الأصل والتسمية

يعود أصل الغساسنة إلى قبيلة الأزد اليمنية التي هاجرت من اليمن إلى بلاد الشام، أوائل القرن الأول الميلادي، فقد أقاموا أثناء هجرتهم عند عين ماء يقال لها غسان في منطقة تهامة جنوب الحجاز، واستقروا فيها فترة من الزمن، فتسموا باسمها، وسموا بآل جفنة، لأن أول ملوكهم جفنة بن عمرو.

بين سبب استقرار الغساسنة في منطقة تهامة.

         بسبب وجود عين ماء يقال لها غسان .

ثانياً: تأسيس مملكة الغساسنة في بلاد الشام

واصل الغساسنة هجرتهم نحو شمال الجزيرة العربية حتى استقروا في البادية الجنوبية من بلاد الشام المتاخمة للجزيرة العربية، وبدأوا بمد نفوذهم، فوصلوا إلى مناطق البلقاء وحوران والجولان وغوطة دمشق وشمال فلسطين، واتخذوا بداية الأمر بصرى عاصمة لهم، ثم انتقلت العاصمة إلى الجابية في هضبة الجولان. وكان نظام الحكم لديهم ملكياً وراثياً، ومن أشهر ملوكهم الحارث بن جبلة الغساني.

ولتعرف إلى موقع مملكة الغساسنة، أرجع إلى الخريطة (2-5)، ثم سم الدولة المجاورة لمملكة الغساسنة.

الدولة المجاورة لمملكة الغساسنة: دولة تدمر ، دولة الأنباط ، دولة المناذرة ، دولة فارس، دولة الروم .

ثالثا: العلاقات الخارجية لمملكة الغساسنة

كانت بلاد الشام تتبع للإمبراطورية الرومانية، فوجد الروم في الغساسنة حلفاء أقوياء يمكن الاعتماد عليهم في الصراع ضد الفرس، فاعترف الروم بهم، وعقدوا معهم معاهدة تضمنت حلفاً عسكرياً بين الطرفين، وبالمقابل كان المناذرة بالعراق قد عقدوا حلفا مع الفرس ضد الروم والغساسنة. وكان الغرض من هذه التحالفات صد ودرء خطر القبائل في شبه الجزيرة العربية المتاخمة لحدود الفرس والروم.

ونتيجة للتحالفات السابقة، استمرت الحروب بين الغساسنة والمناذرة وتعد معركة عين أباغ ومعركة يوم حليمة من أهم المعارك التي دارت بين الدولتين.

ولمعرفة المزيد عن معركة يوم حليمة، تأمل النص الآتي، ثم أجب عما يليه:

قام ملك المناذرة المنذر بن المنذر بن ماء السماء بمهاجمة الغساسنة بقيادة ملكهم الحارث بن جبلة، وبلغت قوات كل منهما مائة ألف مقاتل، ودارت المعركة بين الطرفين ولقي الملك المنذر مصرعه، وقد سميت هذه المعركة بهذا الاسم نسبة  إلى حليمة بنت الملك الحارث الغساني التي كانت تشارك المقاتلين في المعركة، وانتهت المعركة بهزيمة المناذرة بعد مقتل ملكهم.                                                  محمد المولى، أيام العرب في الجاهلية، (ص٥٤).

 

 

 

 

 

        لماذا سميت معركة حليمة بهذا الاسم؟

      سميت هذه المعركة بهذا الاسم نسبة  إلى حليمة بنت الملك الحارث الغساني التي كانت تشارك المقاتلين في المعركة

رابعا: المظاهر الحضارية عند الغساسنة

كان للغساسنة حضارة مزدهرة تأثرت بالحضارتين الساسانية والبيزنطية، وخاصة في مجال العلوم والآداب والشعر، وقد وفد إلى الغساسنة أشهر شعراء العرب لمدحهم ومن أبرزهم حسان بن ثابت والنابغة الذبياني.

لماذا وفد الشعراء إلى ملوك الغساسنة؟

   وفد إلى الغساسنة أشهر شعراء العرب لمدحهم ومن أبرزهم حسان بن ثابت والنابغة الذبياني.

وقد ازدهرت حضارة الغساسنة اقتصاديا خصوصا في مجال الزراعة بسبب توافر الأمطار والينابيع، وإنشاء خزانات المياه (السدود)، وقاموا بإيصال المياه عبر قنوات إلى مدنهم وقراهم؛ فعمرت القرى والضياع.

وازدهرت التجارة عندهم بسبب سيطرتهم على طرق التجارة بين الجزيرة العربية وبلاد الشام والعراق.

واهتموا بالعمران فبنوا القصور  والقناطر والأبراج والأديرة والكنائس لاعتناقهم الديانة المسيحية، ومن أشهر قصورهم قصر الرصافة وقصر الحير الغربي وقصر برقع وقلعة القسطل.

 

 

 بين أسباب ازدهار الزراعة عند الغساسنة.

    بسبب توافر الأمطار والينابيع، وإنشاء خزانات المياه (السدود)، وقاموا بإيصال المياه عبر قنوات إلى مدنهم وقراهم؛ فعمرت القرى والضياع.

بقيت مملكة الغساسنة موالية لإمبراطورية الروم (البيزنطيين) حتى أوائل القرن السابع الميلادي، عندما توجهت الفتوحات الإسلامية إلى بلاد الشام زمن الخليفة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه – فهزم جيش الروم في معركة اليرموك عام (١٥هـ/٦٣٦م)، فدخل الغساسنة في تحالف مع المسلمين واعتنق الإسلام أعدادٌ كبيرة منهم.

وبدخول بلاد الشام تحت راية الإسلام انتهت مملكة الغساسنة التي حكمت ما يقارب أربعمائة سنة تولى خلالها الحكم اثنان وثلاثون ملكاً أشهرهم الحارث بن جبلة.

وهناك العديد من القبائل في بلاد الشام في الوقت الحاضر تعود في نسبها إلى الغساسنة.