مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

مفهوم علم المعاني

البلاغة العربية - الصف التوجيهي أدبي

مفهوم علم المعاني

هو علمٌ تُعرَف به أحوالُ اللّفظ العربيّ التي بها يُطابِق مُقتضى الحال .

ومن أبوابه: الخبر والإنشاء ، والتّقديم والتّأخير، والحَذْف والذِّكْر ، والإيجاز والإطناب، والفَصل والوَصل.

  وفائدة هذا العلم :الوقوفُ على الأسرار الّتي يرتقي بها شأنُ الكلام ويَفضُل بعضُه بعضًا، بموافقته لمراد المتكلّم وحال المخاطَب ، ومراعاته لقواعد اللّغة وأصولها وأعرافها ، فلكلّ ترتيب للجملة دلالةٌ خاصّة وفيه معنًى ليس في الآخر ، وأي تغيير يطرأ على الجملة بتقديم أو تأخير أو حذف أو ذِكر يؤدي إلى تغيير في المعنى حسب مراد المتكلّم بما يوافق مقتضى حال المخاطَب، مثل : ثقافته ، ومكانته الاجتماعية ، وبيئته التي يعيش فيها . ولتتبيَّن هذا الأمر اقرأ الآيتين الكريمتين الآتيتين :

 

قال تعالى :﴿قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا.                           (سورة الإسراء،الآية88 )

وقال تعالى : ( يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلا بِسُلْطَانٍ )    ( سورة الرحمن، الآية 33)


لعلك تلحظ أنّ كلمة " الإنس " تقدّمت على كلمة " الجِنّ " في الآية الأولى لكنها تأخّرت عنها في الثانية ، وذلك راجع إلى مراعاة السّياق ومقتضى حال المخاطَب ؛ ما يؤدي إلى الاختلاف في المعنى،إذ تقدّمت كلمة " الإنس"  في الآية الأولى لأنّ سياق الآية يتناول موضوع البلاغة و صَوْغ الكلام والبَشَرُ معنيّون بذلك أكثر من الجِنّ، أما سياق الآية الثّانية فيتناول موضوع النَّفاذ من أقطار السّماوات والأرض والجِنُّ أقدرُ على ذلك ؛ فتقدَّمت كلمة " الجِنّ" ، مع ما نعرف من أنّ كلتا الآيتين مراعية لقواعد اللّغة وأصولها .

 

نستنتج أنّ :

- علم المعاني : هو علمٌ تُعرَف به أحوالُ اللفظ العربي التي بها يُطابِق مُقتضى الحال .

 

- مِن أبواب علم المعاني : الخبر والإنشاء ، والتّقديم والتّأخير، والحَذْف والذِّكْر ، والإيجاز والإطناب، والفَصل والوَصل.

 

- تَكمن فائدة علم المعاني في الوقوفُ على الأسرار الّتي يرتقي بها شأنُ الكلام ويَفضُل بعضُه بعضًا، بموافقته لمراد المتكلّم وحال المخاطَب ، ومراعاته لقواعد اللّغة وأصولها وأعرافها .

 

س1: العلمُ الذي تُعرَف به أحوالُ اللفظ العربي التي بها يُطابِق مُقتضى الحال ، هو علم :

أ- البديع .              ب- البيان .                  ج- المعاني .                د- المجاز . 

الجواب :  (ج) المعاني . 

 

س 2: دلالة تقديم الخبر ( تعب ) على نفس الشّاعر في قوله :

تَعَبٌ كلُّها الحياةُ فما أَعْـــــــ         جَبُ إلّا مِن راغِبٍ في ازدياد

أ- الزّهد .                 ب- التشاؤم .              ج- الاستعداد لبذل الجهد .        د- تحفيز النّاس للعمل.

الجواب : ( ب) التشاؤم .

 

س3 : كلّ مما يأتي يُعدّ سببًا لتقديم كلمة على أخرى أو تأخيرها في علم المعاني ما عدا مراعاة: 

أ- سياق الكلام .        ب- مقتضى حال المخاطب .     ج- الفصل والوصل .     د- قواعد اللغة وأصولها.

الجواب : ( ج ) الفصل والوصل .                                                                 ( سؤال وزاريّ ) 

 

-------------------------------------------------------------------

ثانيًا :  الخَبَر  

1- مفهوم الخَبَر

الخَبَرُ كلُّ كلامٍ أو قولٍ يَحتمِل الصَّدق أو عَدَم الصِّدق، فإنْ كان مطابقًا للواقع كان صادقًا، وإن كان غيرَ مطابق للواقع كان غيَر صادق .

لذا تُعدّ جملة : " حَضَرَ والدي أُمسيةً شعريّة في رابطة الكُتّاب الأردنيّين " جملة خيريّة لاحتمال مطابقة مضمونها الواقعَ أو مخالفتِه .

 

2- الجملة الفعليّة والجملة الاسميّة

الأساس الذي يَبحث فيه علم المعاني – كما عرفتَ- هو الجملة وليس اللّفظَ المُفرد، وتعلَمُ أنّ الجملة تُقسَم قسمين : فعليّة، واسميّة .

 ونضيف هنا أنّ الجملة الفعليّة تفيد في الأغلب التّجدُّد والحُدوث في زمن معيّن، نحو قولنا : يُشاركُ الطّلبةُ الآن في مسابقةٍ أدبيّةٍ .

وقد تفيد التّجدُّد والاستمرار كالجملة التي تحتها خط في قول المتنبيّ :

على قَدْر أهْل العَزم تأتي العزائِمُ          وَ تأتي على قَدْرِ الكِرامِ المَكارمُ

 

أمّا الجملة الاسمية فتفيد الثّبوت من غير ارتباط بزمن معيّن، نحو " مَركزُ دراسات المرأة في الجامعة الأردنيّة متخصِّصٌ في شؤون المرأة وقضاياها على المستويين : المحليّ ، والإقليميّ" .

 

نستنتج أنّ :

- الخبر : ما يَحتمِل مضمونُه الصِّدق أو عَدَم الصِّدق.

- الجملة الفعليّة : تفيد التّجدُّد والحُدوث في زمن معيّن ، وقد تفيد التّجدُّد والاستمرار .

- الجملة الاسميّة : تفيد الثّبوت .  

 

3- أضرُبُ الخبر

سبق القول : إنّه لا بُدَّ للمتكلم من مراعاة الحال الّتي يكون عليها المُخاطَب ، فإذا أراد أن يُلقيَ خبرًا تَوَخّى في خبره ما يناسبُ حال المُخاطَب؛ ليتحقّقَ له ما يهدف إليه من خَبَرِه على أتمِّ وجه ، وهذا يعني ضرورة تحديد أمرين :

الأول : الحال التي يكون عليها المخاطَب .

الثاني : الجملة التي يُلقي بها الخبر بما يُناسب تلك الحال .

 

فإذا علمنا أنّ مَن نُخاطبه ليس لديه علمٌ مُسْبق بما سنخبره إيّاه ، ومن ثمّ، ليس لديه ما يدعوه إلى الشّك في الخبر ، أو إذا علمنا أنّ مضمون الخبر ممّا يتّفق عليه النّاس لمواءمته الواقع ومنطق العقل والأعراف الاجتماعيّة، ومن ثمّ، ليس لدى المخاطَب أيضًا ما يدعو إلى الشّك فيه ، فإنّنا نُلقي له الخبر من غير حاجة إلى توكيده ، كقول مذيع يُقدِّم بَرنامَجًا في التلفاز :

" حلقة اليومِ عن أضرار التّدخينِ " .

أو كقول مُغتربٍ عاد بعد غياب عدّة سنوات :

" زادَ عددُ الجامعاتِ الأردنيّةِ في المدّةِ الأخيرةِ على نحوٍ واضح ".

فالمخاطَب في الجملة الأولى ليس لديه علمٌ مُسْبَقٌ بمضمون الخبر، والجملة الثانية تتوافق مع الواقع ومنطق العقل ، فلا خلاف عليها ولا شكّ في مضمونها؛ لذلك جاء الخبران من غير أدوات توكيد ، ويسمّى هذا الضَّرْب

( خبرًا ابتدائيًّا ) .

 

لكنْ إذا علمنا أنّ المخاطَب قد يتردّد في تصديق الخبر أو يشكّ فيه لسبب ما، فإنّ المقام يقتضي إزالة تردّده وشكِّه بأن نُلقيَ عليه الخبر مؤكَّدًا بمؤكِّد واحد،

انظر في قول طبيبٍ لأحد المُراجعين يشعر أنّه مريض :

إِنّكَ صحيحُ الجسمِ .

فالطّبيب يُخبْر المراجع بخلاف ما يشعر به مزيلًا عنه أيّ تردُّد قد يعتريه في تصديق الخبر، فأكَّدَه بمؤكَّد واحد هو الحرف " إنّ " ،

ويسمّى هذا الضّرب ( خبرًا طلبيًّا ) .

 

وإذا علمنا أنَّ مَن نُخاطبه قد يُنكِر الخبر تمامًا ولا يُصدّق مضمونه لأيّ سبب، فمن البَدهيّ أن نؤكِّد الخبر بمؤكِّدين أو أكثر ،

تأمّل قول أحد الفنّانينَ التشكيليّين لمجموعة من مُعارِضي الفنّ التّشكيليّ:

ألا إنّ فنَّ الرّسمِ التّشكيليِّ وسيلةُ إبداعٍ و ابتكارٍ .

فالخبر يتحدث عن واحدة من أهمّ مميزات الفنّ التّشكيليّ، وتضّمن ذلك مؤكِّدين، هما : حرف التنبيه " ألا " والحرف " إنّ" ؛ لإزالة الإنكار من نفوس المُعارضين الّذين يشكِّكون في قيمة الفنّ التّشكيليّ، ويُسمّى هذا الضّرب من الخبر( خبرًا إنكاريًّا ) .

 

نستنتج أنّ :

أضْرُب الخبر ثلاثةٌ ، هي :

* الابتدائيّ : أنْ يأتيَ الخبر خاليًا من أدوات التّوكيد ، ويُلقي على خالي الذّهن.( ليس لديه علم مسبق به )

* الطلبيّ : أنْ يأتيَ الخبر مؤكَّدًا بأداة توكيد واحدة ، ويُلقى على المتردِّد أو الشّاكِّ في قبول الخبر .

* الإنكاريّ : أنْ يأتيَ الخبر مؤكَّدًا بأداتَي توكيد أو أكثر ، ويُلقى على المُنكِر.

- فائدة 

المؤكِّدات كثيرة ، من أشهرها : 

المؤكــِّــــــــــدات 

إنّ  و أنّ 
اللام المُزحلقة التي تتصل بخبر إنّ :  إنّك لشجاع  
لام الابتداء التي تتصل بالمبتدأ : مثل : لمحمدٌ شجاعٌ
نونا التّوكيد : الثقيلة والخفيفة  : مثل : لأنصرنَّ الحقّ / لأنصرنْ الحقّ  
القسم  : مثل : والله إنّه صادق .

قد ( تفيد التحقيق بشرط أن يأتي بعدها فعل ماضٍ ) . مثل :

قد ذهب الحُلم أدراج الهواء .

أحرف التنبيه : أَلا ، و أَما 

الأحرف الّتي تكون زائدة ( أي إذا حذفناها لا تؤثر على سياق الجملة .مثل :

ما : في قول أحدهم " إذا ما أتقنت عملكَ أحببْتَه "

باء  الجر الزائدة في خبر " ليس "

"ذَٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ ٱللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍۢ لِّلْعَبِيدِ "   

( سورة الأنفال، الآية 51 ) 

 

سؤال ( 1) :

-الضّرب الذي جاء عليه الخبر في جملة (قد ينتهي الأمر سريعًا فوالله النّصر قريب)

أ- ابتدائي .                ب- طلبي .                  ج- إنكاري .            د- لا شيء مما ذكر .

الجواب :(ب )

لأنّه تضمّن مؤكِّد واحد فقط ( القسم ) والله 

قد في الجملة السّابقة لا تعدّ حرف توكيد لأنّه جاء بعدها فعل مضارع وليس ماضيًا .

 

سؤال (2) 

هل تدلّ الجملة الآتية على التجدّد أم الثبوت؟

- ( المحبّة أساس الخير )

الجواب: تدلّ على الثبوت

لأنّها: جملة اسميّة .

 

السؤال ( 3 ) 

ميّز الجملة التي أفادت التجدّد من الجملة التي أفادت الثّبوت في كلّ ممّا يأتي:

1- الحفاظ على البيئة مسؤوليّةُ كلِّ فردٍ .  ( الثبوت )

2- حقّقت المرأة الأردنيّة على مدار الأعوام القليلة حضورًا متميّزًا في المحافل الدوليّة.(التجدُّد)

3- مكانةُ المرء بحُسْن أخلاقه .  ( الثبوت )

4- يتحقّق النجاح بالعزيمة والإصرار . ( التجدُّد )

5- يحتفلُ الأردنيّون بعيد الاستقلال في الخامس والعشرينَ من أيّارَ من كلِّ عام. (التجدُّد )

 

السؤال (4)                                                           سؤال وزاريّ 

الحالة التي يقتضي فيها علم المعاني إلقاء الخبر من غير حاجة إلى توكيده :

أ- تردُّد المخاطب في تصديق الخبر.               ب- اتّفاق النّاس على مضمون الخبر .

ج- شكّ المخاطب في تصديق الخبر.             د- إنكار المخاطب لمضمون الخبر  .

الجواب : ( ب ) اتّفاق النّاس على مضمون الخبر  .      

=================================================================== 

 

ثالثًا : الإنشاء

مفهوم الإنشاء

الإنشاء :  هو الكلام الذي لا يحصل مضمونُه الصّدق أو عَدَمَه.

الأساليب الإنشائيّة : الأمر، والنّهي، والاستفهام، والنّداء، والتّمنّي، والتّعجب، والقسَم.

في الجمل الآتية لا نستطيع أن نَصِفَ مضامينها بالصّدق أو عَدَمه؛ إذ لا تتضمّن إِخبارًا :

  1- هل قرأتَ رواية "العَتَبات" لمُفلح العدوان؟

( هنا يستعلم السّائل عن قراءة الرواية )

2- تعلَّمْ حُسْنَ الاستماع كما تتعلَّمُ حُسْنَ الحديث.

( هنا يطلب القائل تعلّم حُسن الاستماع ).

3- ما أجملَ صُوَرَ التّكافل في وطني!

( يتعجّب من جمالِ صُور التكافل في وطنه ).

4- والله، لأُحافِظَنَّ على نظافةِ بيئتي.

( هنا يُقسم على المحافظة على نظافة بيئته ) .

 

نستنتج أنّ:

 - الإنشاء: الكلام الذي لا يَحتمِل مضمونه الصٌدق أو عَدَمه.

 من أساليب الإنشاء: الأمر، والنَّهي، والاستفهام، والنّداء، والتّمني، والتّعجب، والقسَم.

 

 ٢– قِسْما الإنشاء

يُقسَم الإنشاء قسمين: طلبيًّا، وغيرَ طلبيّ.

أ – الإنشاء الطلبيّ: هو الذي يستدعي مطلوبًا غير حاصل وقت الطّلب.

        فإذا قال المدرِّبُ للاعبي الفريق: " التزِموا خُطةَ اللّعِب التّي وضعتُها لكم" كان قد طلب الالتزام؛ ما يعني أنّهم لم يكونوا ملتزِمين حين طلب ذلك.

وإذا سألنا بائع كتب:" كم ثمنُ هذا الكتاب؟" كنّا طلبنا معرفة السِّعر الذي لم نكن نعرفه حين ألقينا السؤال.

وهكذا في أنواع الإنشاء الطّلبيّ كلها، إذ نطلب فيها شيئًا غير حاصل وقت الطّلب. أساليب الإنشاء الطلبيّ: الأمر، والنّهي، والاستفهام، والنّداء، والتّمنّي.

وسندرس لاحقًا اثنين منها فقط، هما: الأمر، والاستفهام.

 

ب – الإنشاء غير الطّلبيّ: وهو ما لا يستدعي مطلوبًا. (ليس فيه طلب ) .

ومن أساليبه:  القسَم، والتّعجب.

ومن ذلك ما في قول الصّمَّة القُشَيريّ ، ذاكرًا جَمال دياره وطِيب رُبوعها:

بِنَفْسِيَ تلكَ الأرضُ ما أطيبَ الرُبي!      وما أحسنَ المُصطافَ والمُترَبَّعا!

إذ يتعجّب الشّاعر من طيبِ الدّيار وحُسْن رُبوعها، وهذا ليس فيه طلب، ومن ثمّ، كان هذا الأسلوب إنشاءً غير طلبيّ. وهكذا هي أساليب الإنشاء غير الطّلبيّ كلُّها.

 

نستنتج أنّ:

 الإنشاء الطّلبيّ:  هو الذي يستدعي مطلوبًا غير حاصل وقت الطّلب.

وله عدّة أساليب، منها: الأمر، والنّهي، والاستفهام، والنّداء، والتّمنّي.

الإنشاء غير الطّلبيّ:  هو ما لا يستدعي مطلوبًا.

وله عدّة أساليب، منها: القسَم، والتّعجّب.

 

س1 : الجملة التي تمثّل الإنشاء غير الطلبي هي : 

أ- أهكذا حتى ولا مرحبا ؟                      ب- لا تحسب المجدَ تمرًا أنت آكله .

ج- ما أبدع إنشادك الشعرَ !               د- يا جارةَ الوادي طربتُ .

الجواب : ( ج ) .

 

س2 : الجملة التي تمثّل الإنشاء الطلبي هي :

أ- " وأقيموا الصّلاة وآتوا الزّكاة "                       ب- والله ، إنّ السّعادة في العطاء .

ج-" لعلّ اللهَ يُحدثُ بعدَ ذلك أمرًا "                   د- لله درّه معلّمًا .

الجواب : ( أ ) .

 

س3 : ما الطريقة التي جاء عليها الإنشاء الطّلبي في :" لا تكونوا إمّعةً " ؟

الجواب : النّهي .

 

س4: الجملة التي تعدّ مثالًا على الإنشاء غير الطّلبيّ :           (سؤال وزاريّ )

أ- أليسَ للمواطنِ حقوق وواجبات ؟             ب- والله، إنّ للمواطن خقوقًا وعليه واجبات.

ج- ليتنا حريصون على حقوقنا وواجباتنا.        د- طلبْ بحقوقك، ولا تهملْ واجباتِك . 

الجواب : ( ب) .

 

س 5 :  الجملة الإنشائيّة ممّا يأتي :                                                 ( سؤال وزاريّ )

أ- صبْرًا على تقلّبات الزمان وصروفه .                    ب- ما تعلّم أخي غير الحقّ قولًا وفعلًا.

ج- تعلّمَ مرادُ حُسْن الاستماع والحديث .               د- صبرُك طريقُك إلى تحقيق الفرج .

الجواب : ( أ) صبْرًا على تقلّبات الزمان وصروفه .

احتوت الجملة على أسلوب أمر . 

================================================================

الإنشاء الطّلبيّ

 الأمر

 الأمرُ: هو طلب حصول الفعل على وجه الإلزام والاستعلاء.

الأمر الحقيقيّ يكون على وجه -  الإلزام : بمعنى أنّك مُكلّف ومُلزم بفعله.

 - الاستعلاء : من الأعلى منزلة إلى أدنى منزلة .

 

 وللتوضيح ذلك انظر قوله تعالى:

 ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ﴾                                                    (سورة النّساء، الآية ١ )

 تجده يتضمّن أمرًا من الله تعالى للنّاس جميعًا بتقواه،

- فالأمر على وجه التّكليف والإلزام؛ لأنّ النّاس مكلّفون تقوى الله،

- وهو على وجه الاستعلاء؛ لأنّ الطّلب من الأعلى وهو الله – عزّ وجلّ– إلى الأدنى وهم النّاس، وهذا أمر حقيقيّ.

ومن صُوَر الأمر الحقيقي كذلك ما قد يَكون من المدير إلى موظّفيه، أو من الأب إلى أبنائه، وغير ذلك من السّياقات، كما في:

 قالت أُمٌّ لابنِها: رتِّبْ أغراضَكَ، وضَعْها في مكانها.

قال المدير للمعلّمين: راعُوا الفُروقَ الفرديّةَ بين الطّلبة.

 فالأمر في الجملتين السّابقتين أمر حقيقيّ؛ لأنّه على وجه الإلزام والاستعلاء. وإذا لم يكن في الأمر إلزامٌ واستغلال كان أمرًا بلاغيًّا، أيْ إنّ الأمر يخرج عن معناه الحقيقيّ إلى معانٍ أخرى.

فائدة

للأمر  عدّة صيغٍ، هي :

١– فعل الأمر، نحو قول الرّسول، صلى الله عليه وسلم:

 

  '' لا تَباغضوا ولا تَحاسدوا، كونوا عبادَ الله إخوانا"

 

٢– المضارع المقرون ب '' لام الأمر''، نحو قول قائد فريق الكشّافة للمُشاركين في المخيّم الكشفيّ:

لِنَكُنْ مثالًا أعلى يَحتذيه النّاسُ في الأخلاق الحميدة.

 

٣– اسم فعل الأمر، نحو قول أحدهم مُخاطبًا  أخاه الصّغير:

هيّا ننظِّف حديقةَ المنزل.

 

٤– المصدر النّائب عن فعل الأمر أو الطٌلب، نحو قوله تعالى:

( وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾ التقدير : أحسنوا إحسانًا ، فحذف الفعل أحسنوا وناب عنه مصدره ( إحسانًا ) .

 

الأسئلة

عبِّر عن كلِّ موقف فيما يأتي بجملة فيها أمرٌ حقيقيّ:

١– قائد يَأمرُ جنودَهُ بالقيام بواجباتهم تجاه الوطن.

أيّها الجنود:احموا أوطانكم بأرواحكم

 

٢– أمّ تَأمرُ أبناءها بما فيه خيرهم.

ياأبنائي: ابتعدوا عن رفاق السّوء

 

المعاني البلاغيّة التّي يخرج إليها الأمر : (لا إلزام فيها ولا استعلاء) ، ويُستدلّ عليها من السّياق، وأشهر هذه المعاني :

١– الدّعاء : ( عندما يصدر من الأقل منزلة إلى الأعلى منزلة ، ويكون على سبيل الاستغاثة، أو طلب الرّحمة، أو المغفرة )

مثال قوله عليه السّلام " اللهمّ يا مُصّرِفَ القلوب، صرِّفْ قلوبَنا على طاعتِكِ ".

 فمن الواضح هنا أنّ الأمر " صَرّف " ليس حقيقيًّا، وإنما المقصود دعاءُ الرسول – صلى الله عليه وسلم – الله – سبحانه وتعالى – بأن يثِّبتَ قَلْبَه وقلوب العباد، ويوفِّقَها جميعًا إلى طاعته سبحانه وتعالى.

إذًا خرج الأمر عن معناه الحقيقيّ إلى معنًى بلاغيّ هو الدّعاء.

 

  *أمثلة على الأمر الذي خرج في معناه إلى الدّعاء:

1_قوله تعالى"ربِّ أوزعني أن أشكرَ نعمتكَ"

2- قوله تعالى " رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا  "

 

٢– التّمنّي  ( وهو كلّ أمرٍ يُوجَّه إلى غير العاقل - الجمادات، ويطلب عادة طلب صعْب الحصول) .

قال امرؤ القيس في معلَّقته:

 ألا أيُّها الّليلُ الطّويلُ ألا انْجَلِ           بِصُبْحٍ وما الإصباحُ منكَ بأمْثلِ

إذ  يخاطب الشاعرُ هنا الليلَ لينقضيَ ويذهبَ مستخدّمًا صيغة فعل الأمر " انجَلِ "، ولمّا كان اللّيل غير عاقل، ومن ثمّ، استحالة استجابته لأمر الشّاعر وتلبية طلبه فقد خرج الأمر عن معناه الحقيقيّ إلى معنى بلاغيّ هو التّمنّي.

 

٣ – النّصح والإرشاد : هو كلّ أمرٍ متضمِّنٍ معنى النّصيحة والموعظة من غير إلزام.

 قال الشّاعر الأُرُّجانيّ :

 شاوِر سِواكَ إذا نابتْكَ نائِبة            يومًا وإنْ كنتَ منْ أهلِ الَمشوراتِ

 إذ يخاطب الشّاعر هنا السّامع ناصحًا إياه أنْ يُشاور الآخرين إذا ألمَّت به مصيبة، والنّصيحة لا تكون على وجه الإلزام، وإنّما على سبيل الإرشاد، فخرج الأمر عن معناه الحقيقيّ إلى معنًى بلاغيّ هو النّصح والإرشاد.

 

أمثلة إضافيّة:

1- قال عليه السّلام "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك"

2-  قوله تعالى"إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ ۚ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ"سورة البقرة (282)

 

 ٤ – التّعجيز : هو كلّ أمرٍ لا يَقوى المخاطَب على فِعله،  ويُقْصَدُ به إظهارُ عَجْزه وعدم قدرته.

قال تعالى : ﴿وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ (سورة البقرة، الآية٢٣)

فليس المقصود من الأمر " فأْتُوا " هنا معناه الحقيقيّ؛ لأنّ الله يعلم أنّ كفّارَ قريش غيرُ قادرين على الإتيان بسورة من مثل سور القرآن الكريم، فالمقصود إذًا إظهارُ عجزهم عن ذلك وإثبات أنّ القرآن الكريم هو كلام الله تعالى وليس من قول البشر، فخرج الأمر إلى معنًى بلاغيّ هو التّعجيز.

أمثلة إضافيّة:

1- قال تعالى:"قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ"  سورة البقرة (111)

2- قال تعالى "فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ" سورة البقرة(23)

 

٥– الالتماس:  هو كلّ أمرٍ يكون فيه المخاطَب والقائل متساويَيْن قَدْرًا ومنزلةً.

 قد يقول أحدهم مُخاطبًا جارَه في الحيّ وقد رأى الثلوج أمام مسكنيهما : ساعدني في إزالةِ هذه الثُّلوج من المَمَرّ.

 فالأمر " ساعدني " طلب برفق ولين وليس فيه استعلاء، وهو صادر من ندٍّ لندٍّ ؛ لأنّ الجار مساوٍ لجاره في المرتبة، فخرج الأمر إلى معنى بلاغيّ هو الالتماس.

أمثلة إضافيّة:

1- قولك لصديقك:أعطني القلمِ.

2- قول الشّاعر يخاطب صديقيه:فخطّا بأطراف الأسنّة مضجعي....... ورُدّا على عينيَّ فضلَ ردائيا

 

 نستنتج أنّ :

الأمر قد يخرج عن معناه الحقيقيّ الّذي فيه إلزام واستعلاء إلى معانٍ بلاغيّة يُستدل عليها من السّياق، وأشهر هذه المعاني : الدعاء، والتّمني، والنّصح والإرشاد ، والتّعجيز، والالتماس.

 

أسئلة إضافيّة:

 

س 1:  ألا أيُّها الّليلُ الطّويلُ ألا انْجَلِ           بِصُبْحٍ وما الإصباحُ منكَ بأمْثلِ

المعنى البلاغيّ الذي خرج إليه الأمر في البيت السابق :           ( سؤال وزاريّ )

أ- الدعاء.         ب- الالتماس .       ج- التعجيز .           د- التّمنيّ .

الجواب : ( التّمنيّ ).

 

س2: المثال الذي جاء فيه الأمر على وجه الإلزام والتكليف والاستعلاء مما تحته خطّ في ما يأتي:

 أ– قال تعالى على لسان نوح ، عليه السلام :﴿ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ﴾

ب-قال تعالى : ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا  ﴾

ج- قال أحدهم مخاطبًا آخر يَعيب النّاس: هاتِ لي إنسانًا كاملًا .

د- قال أبو الفتح البُسْتيّ:  أحْسِنْ إلى النّاس تَستَعْبِدْ قلوبَهُمُ     فَطالَما استَعبَد الإنسانَ.

الجواب : (ب)

 

س3: خرج الأمر في جملة ( أريني جوادًا مات هزلًا ) إلى معنى التّمنّي .

أ- صح .                 ب- خطأ .

الجواب : ( ب ) خطأ 

هنا لم يخاطب ( غير عاقل ) بل يريد إظهار عجز من يخاطبه .

=================================================================== 

الاستفهام 

 

 

 الاستفهام : هو طلبُ العلمِ بشيءٍ لم يكن معلومًا من قَبْلُ.

 فإذا كنتَ لا تعرف موقع دائرة المكتبة الوطنيّة مثلًا وسألتَ أحدَهم : أين تقع دائرة المكتبة الوطنية ؟ فإنك تطلب العِلْمَ بما هو مجهول لديك، ويسمى هذا الاستفهام استفهامًا حقيقيًّا.

أدواته : 

حرفا الاستفهام: هل ، أ ( الهمزة ) ،

أسماء الاستفهام :مَن ، ما ، متى ، كيف ، أيّان ، كم ، أيّ ، أين . 

 المعاني البلاغية التي يخرج إليها الاستفهام:

 قد يـراد بالاستفهام غير المعنى الحقيقيّ له، فلا يَقصدُ السّائل طلبَ العلمِ بما يجهله، إذ تكونُ المعرفة حاصلةً لديه غير مجهولة، فيخرج الاستفهام بذلك إلى معانٍ بلاغيّة يُستَدَلّ عليها من السّياق.

والمعاني البلاغية التي يخرج إليها الاستفهام كثيرة، منها:

 ١ – النّفي : ويكون حين تجيء أداة الاستفهام للنّفي، أي يمكن إحلال أداة نفي مَحَلها.

( هل ) جاءت بمعنى ( ما )

ومن صـور ذلك قوله تعالى :﴿ هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ﴾.   ( سورة الرحمن، الآية ٦٠)

فالاستفهام هنا ليس حقيقيًّا، وإنّما تعني الآية الكريمة نفيَ أنْ يكون ثمة جزاءٌ للإحسان إلّا الإحسان، فجاءت " هل " هنا بمعنى " ما " ، فخرج الاستفهام بذلك إلى معنى النّفي .

 

وكذلك قول الشّاعر: هل الدّهر إلّا غمرة وانجلاؤها ........وشيكًا وإلّا ضيقة وانفراجها

فالمعنى العام للبيت يسمح بإحلال حرف نفي  عادي محلّ هل ويبقى المعنى نفسه كأن نقول :  وما الدّهر إلّا غمرة وانجلاؤها ........وشيكًا وإلّا ضيقة وانفراجها

 

٢ – التّقرير  : يبدأ ب ( حرف استفهام الهمزة + حرف نفي) ( أليس ، ألا ، ألم )

  هو حَمْلُ المخاطَب على الإقرار  أي ( الاعتراف) بمضمون الاستفهام لغرضٍ من الأغراض.

 وذلك نحو قول جرير في مدح الخليفة الأمويّ عبد المَلكِ بن مروان:

ألَسْتُمٍ خَيرَ مَنْ رَكُبَ المَطايا         وأنْدى العالَمينَ بُطونَ راحٍ؟

   فقد أراد الشّاعر مدح الخليفة بإطلاق صفتَيْ: الفضلِ، والجودِ، عليه، لكنّه أورد البيت بأسلوب الاستفهام؛ ليَحْمِل  الممدوح على الإقرار باتّصافه بهاتين الصّفتين ، وعليه، خرج الاستفهام من معناه الحقيقيّ إلى معنًى بلاغيّ بيَّنَه السياقُ هو التّقرير.

 

-والآن ، تأمّل الموقف الآتي، ثم وضّح فيه خروجَ الاستفهام إلى معنى التّقرير :

يقول أبٌ لابنه الّذي يتذمَّر من عدم وجود فُرْصة عمل له بعد تخرُّجه:

ألمْ تُصِرَّ أنتَ على دراسة التّخصص؟

 

- وكذلك قول الأم لابنها أساعدْتَ أخاك؟

 

٣ – التّعجّب   ( يبدأ غالبًا ب كيف ) :

ويكون حين يَقصِدُ السائلُ التّعجبَ من أمرٍ ما.

 يقول أحمد شوقي في الحنين إلى بَلَده مِصر وهو في المَنفى:

يا ابنَةَ اليَمِّ، ما أبوكِ بَخيلٌ       ما لهُ مولَعّ بمَنْعِ وحَبْسِ؟

فالشّاعر يخاطب السّفينة ( ابنَةَ اليَمّ) متعجّبًا: لِمَ يَبْخَلُ عليه البحرُ بالعودة إلى بلاده والمعروف عن البحر الجودُ والكَرَمُ ؟ فخرج الاستفهام بذلك إلى معنى التّعجّب.

ومِثلُ ذلك قول سيّدة بعد استماعها لبرنامج يتناول إنجازات المرأة الأردنيّة في عهد جلالة الملك عبد الله الثّاني :

 كيف وَصَلت المرأةُ الأردنيّةُ إلى هذه الإنجازات في مدّةٍ وجيزة ؟

 فالسيّدة هنا لا تسأل عما تَجهَله، وإنّما تتعجَّب من قدرة المرأة الأردنية وتميُّزها.

 

وقوله تعالى"كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ۖ " سورة البقرة (28)

 

٤– الإنكار : (يقع بعد همزة الاستفهام )

 ويأتي حين يكون الأمرُ المُستفهَم عنه مُنكَرًا ( يعني تنكر التصّرف أو السلوك الذي قام به من تخاطبه)، ويقع هذا المُنْكَر بعد همزة الاستفهام.

 

 يقول الله تعالى عن سيدنا نوح، عليه السّلام : ﴿ قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ﴾

( سورة هود، الآية ٢٨)،

 فنوح - عليه السلام- في الاستفهام " أنلزِمُكموها " يُنكر على قومه ما يدَّعون من أنه سُيلزِمُهم ويُرْغِمَهم على الإيمان برسالته وهم لها كارهون.

ومِثْلُ ذلك قول أحدهم لمن أوقفَ سيارته في طريق الناس : " أتعَوِّقُ غيرَكَ عن السّير في الطريق ؟ " ، فالقائل يُنْكِر فعلًا رآهُ وهو إيقاف السيارة في طريق النّاس، واستخدم للتّعبير عن هذا المقصود أسلوب الاستفهام الذي خرج إلى معنى الإنكار. ويُلْحَظ هنا أنّ الأمر المُنْكر وقع بعد همزة الاستفهام.

 

ومنه قوله تعالى" ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ سورة الحجرات (12)

 

 ٥ – التشويق :         

ويكون حين يَقصِدُ السّائلُ تشويق المخاطَب إلى أمرٍ من الأمور. يقول رسول الله ، صلى الله عليه وسلّم : " لا تَدخلون الجنّة حتّى تُؤمِنوا، ولا تُؤمِنوا حتّى تحابُّوا، أَوَلا أدُلُكُم على شيء إذا فعلتُموهُ تَحابَبْتم ؟ أفْشوا السَّلام بينَكم ".                                           ( رواه مسلم ٌ)

. فقد أراد الرسول – صلى الله عليه وسلّم- أن يُثيرَ فضول النّاس إلى معرفة سبب التّحابّ في المجتمع المسلم وهو إفشاء السّلام، ومن ثم، حثّهم على التزام هذا الأمر، فخرج الاستفهام بذلك عن معناه الحقيقيّ إلى معنى بلاغيّ هو التشويق بدلالة السياق.

 

ومِثْلُ ذلك قول صديقٍ لصديقه : " هل أدُلُّكَ على طريقةٍ تُطَوِّرُ بها مهارتَكَ في لُعْبة الشّطْرَنْج ؟ " ، فالصّديق أراد إثارة فضول صديقه وتشويقَه إلى معرفة الطّريقة الّتي يُطوّر بها مهارته في لعبة الشّطْرَنْج، فخرج الاستفهام بذلك إلى معنى ا التّشويق.

 

ومنه قوله تعالى" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ"(11) . سورة الصّف. 

فالآية العاشرة شوّقت المخاطبين إلى سماع الخبر اليقين الذي جاء واضحًا في الآية الحادية عشرة لذلك لم يكن الاستخبار مقصودًا فيها لأنّ الخبر ملقى من السّائل في الآية التي تلتها.

 

 ٦– التّحسُّر   :   ويكون حين يقصد السّائل إظهار التَّحسّر على أمرٍ ما .( مدينة مدمرّة ، إنسان ميت فيه معنى الفقْد ).

ومن ذلك قولُ شمس الدّين الكوفي، باكيًا بغداد حين سقطت في يد المَغول، ومُظهِرًا حسرتَه وألَمه وحزنه لما آلَ إليه حالُها:

ما للِمَنازل أصْبَحتْ لا أهْلُها        أهْلي ولا جيرانُها جيراني ؟

 

وكذلك رثاء الخنساء لأخيها صخر:

فيا لهفي عليه ولهف أمّي ....أيُصبحُ في الضّريح وفيه يمسي

 

 نستنتج أنّ :

• الاستفهام قد يخرج عن معناه الحقيقيّ إلى معانٍ بلاغيّة يُستَدَلُّ عليها من السّياق، وأشهر هذه المعاني: النّفي، والتّقرير، والتّعجّب، والإنكار، والتّشويق ، والتّحسُّر .

 

سؤال إضافيّ:

س1: المثال الذي أفاد فيه الاستفهام معنى الإنكار ممّا يأتي ( سؤال وزاري )

أ-قال محمود درويش:  أفي مِثْلِ هذا الزَّمانِ تُصَدّقُ ظِلَّك؟

ب- يقول أبٌ لابنه الّذي يتذمَّر من عدم وجود فُرْصة عمل له بعد تخرُّجه: ألمْ تُصِرَّ أنتَ على دراسة التّخصص؟

ج-  سؤال المذيع لشابّ موهوب اخترع أداة مفيدة: ألستُ مَن اخترعَ هذه الأداة؟

د- يقول عامر بن طُفَيْل: ألَمْ تعلمي أنّي إذا الإلف قادني        إلى الجَورِ لا أنقادُ والإلفُ جائرُ ؟

الجواب : ( أ )