مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

رعاية الموهوبين في الإسلام

العلوم الإسلامية - الصف الأول ثانوي أدبي

التَّعلُّمُ القَبليُّ

  • اقتضت حكمة الله سبحانه وتعالى أن يتفاوت النّاس في قدراتهم ومعارفهم ومهاراتهم؛ لأسباب منها:
    • ليؤدّي كلّ واحد منهم دوره في بناء المجتمع.
    • وليتعاونوا في ما بينهم على إعمار الأرض، فتستقيم الحياة ويشعر كلّ فرد بقيمته. قال تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ﴾.

 

الفهمُ والتَّحليلُ

للموهبة أثر إيجابيّ كبير في الفرد والمجتمع، وقد حرص الإسلام على تعزيزها واستثمارها بما يعود على الفرد بالنفع وعلى الآخرين بالخير.

 

أولًا: مفهوم الموهبة ومجالاتها

هي امتلاك قدرات عالية، وأداء متميّز في مجال أو أكثر من المجالات المختلفة كالأدب واللغة، والفنّ، والقيادة، والرياضة، وغيرها.

 

ثانيًا :أهمية رعاية الموهوبين

أَوْلى الإسلام الموهوبين عناية خاصّة وحَرَصَ على رعايتهم لما في ذلك من أهمّيّة، وتكمن هذه الأهمّيّة في أمور عدّة، منها:

أ. الرضا عن الذات:

  • فاكتشاف الطاقات وتوظيفها بصورة إيجابية:
    • تمنح الموهوب شعورًا بالرضا.
    • وتولّد لديه الثقة بقدراته، ما يدفعه لتحمّل مسؤولياته وتعزيز انتمائه فيبتكر ويبدع خدمة لأمّته.

ب. تنمية المجتمع والمحافظة على إنجازاته:

  • فالموهوبون بما لديهم من قدرات لهم عظيم الأثر في تنمية المجتمع وتطويره في المجالات جميعها.
  • فقد استثمر النَّبيُّ موهبة مصعب بن عُمَيرٍ رضي الله عنه في التأثير والإقناع، إذ بعثَهُ إلى المدينة المنورة وأمره أن يدعو أهلها إلى الإسلام.

 

ثالثًا: المبادئ الأساسية في رعاية الموهوبين

هناك مبادئ أساسية دعا إليها الإسلام لرعاية الموهوبين وتوظيف طاقاتهم، منها:

أ. اكتشاف المواهب والالتفات إليها:

  • ومن ذلك ما قام به النَّبيُّ من اكتشافه موهبة جمال صوت الصحابي الجليل بلال بن رباح رضي الله عنه.
  • فقد جاء في حديث الصحابيّ الجليل عبد الله بن زيدٍ أنّه رأى رجلًا في المنام فعلّمه الأذان، فلّما أصبح أتى رسول الله فأخبره بما رأى، فقال رسول الله : "إِنَّهَا لَرُؤْيَا حَقٌّ إِنْ شَاءَ اللهُ، فَقُمْ مَعَ بِلالٍ، فَأَلْقِ عَلَيْهِ ما رَأَيْتَ فَلْيُؤَذِّنْ بِهِ؛ فَإِنَّهُ أَنْدَى صَوْنًا مِنْكَ".

ب. تنمية قدرات الموهوبين:

  • بتوفير الوسائل التي تساعد على ذلك، مثل:
    • عقد الدورات.
    • وتفعيل التكنولوجيا.
    • ومجالسة أهل الخبرة من الموهوبين.
  • ومن ذلك أن النَّبيَّ لما وجد لدى عبد الله بن عبّاسٍ رضي الله عنه موهبة في الحفظ والفهم، وجّهه إلى الاعتناء بقدراته الكبيرة على فهم آيات القرآن الكريم، ودعا له قائلًا: "اللهُمَّ فَقِّههُ في الدّينِ وَعَلَِّمْهُ التَّأويلَ"، فأصبح إمامًا في تفسير القرآن الكريم.

ج. تعزيز أصحاب المواهب:

  • بتشجيعهم وإبراز مكانتهم.
  • والإشادة بهم ليكونوا نماذج يُقتدى بها في المجتمع.
  • قال رسول الله عن بعض أصحابه: "أَقضاهُمْ عليُّ بنُ أبي طالبٍ، وَأَقْرَؤُهُمْ لِكِتابِ اللهِ أُبَيُّ ابن كَعْبٍ، وَأَعْلَمُهُمْ بِالحَلالِ وَالحَرامِ مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ، وَأَفْرَضُهُمْ زَيْدُ بنُ ثَابِتٍ" (أفرضُهُم: أعلمهم بأحكام المواريث).

د. توظيف المواهب واستثمارها بما يعود بالمنفعة على الفرد والمجتمع في الدنيا والآخرة:

  • ومن ذلك موقف النَّبيِّ من الصحابيّ الجليل أبي محذورة رضي الله عنه يوم حُنَين وقد كان حَسَن الصوت. فلمّا سمع الأذان قبل أن يُسْلِم، أخذ يستهزئ به، فسمعه النَّبِيُّ فأمر به، فمَثُلَ بين يديه فمسح ناصيته وصدره بيده. قال أبو محذورة: فامتلأ قلبي والله إيمانًا ويقينًا وعلمت أنّه رسول الله، فألقى عليه النَّبِيُّ الأذان وعلّمه إيّاه وأمره أن يؤذّن لأهل مكّة وهو ابن ست عشرة سنة، فكان مؤذنهم حتى مات.
  • وعندما أسلم خالدُ بنُ الوليدِ رضي الله عنه قام النَّبيُّ بتسليمه قياده جيش المسلمين في غزوات عدة، وذلك لتميزه في القيادة العسكرية.
  • كما سلّمه خليفة رسول الله أبو بكر رضي الله عنه قيادة جيوش المسلمين في حروب الردة وفتوح العراق والشام. فحقق الانتصارات العظيمة.
  • وكذلك استثمر الخليفتان أبو بكر الصديق وعثمانُ بنُ عفّانَ رضي الله عنهما موهبة زيدِ بنِ ثابتٍ رضي الله عنه في حفظ القرآن الكريم وتفوقه في الكتابة، فكلّفاه جَمْع القرآن الكريم ونسخه.

 

أَتُوقَّفُ

  • لا تعارُض بين الإعاقة والموهبة.
  • فالواقع أنَّ من بين ذوي الإعاقة موهوبين، ولديهم قدرات وإمكانات عالية تُمكنهم من القيام بأداءٍ وإنجاز ٍمتميّزين في مجال أو أكثر من المجالات.
  • ومن هؤلاء الصحابي الجليل عبدُ الله بن أمِّ مكتومٍ رضي الله عنه (وكان كفيفًا).
    • حيث تميز بالقيادة والقدرة على الإدارة.
    • فكان النَّبيُّ يكلفه إدارة المدينة المنورة حينما كان يخرج منها للحرب أو غيرها.

 

صور مشرقة

  •  كانت حفصةُ بنتُ سيرين رحمها الله من التابعيات.
  • وقد تميّزت بموهبة الحفظ؛ لذا حفظت القرآن الكريم وهي في الثانية عشرة من عمرها وفهمته تفسيرًا.
  • وكان شقيقها التابعيّ المشهور محمّدُ بنُ سيرين رحمه الله إذا أشكل عليه شيء من القرآن الكريم يقول: اذهبوا فاسألوا حفصة.

 

الإثراءُ والتَّوسُّعُ

  • من واجب الدولة إنشاء المؤسسات التي تعمل على اكتشاف المواهب وتنميتها ورعايتها. وهناك العديد من المؤسسات الوطنية.
  • فالأردن يرعى المواهب ويشجعها وينظم مسابقات ومبادرات متنوّعة تتبنّى المواهب وتسهم في تعزيزها.
  • ومنها: المسابقة الهاشميّة لتلاوة القرآن الكريم وحفظه، التي تنظّمها وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلاميّة، ويتنافس فيها حفظة القرآن الكريم من جميع الأعمار من كلا الجنسين بمشاركة دول متعدّدة من العالَمينِ العربيّ والإسلامي.ّ

 

دراسةٌ مُعمََّقةٌ

  • من الدراسات التي تحدّثت عن رعاية الموهوبين: (رعاية الموهوبين في السُّنَّة النبويّة، ابن عبّاس نموذجًا).
  • وقد تناولت محاور عدة، منها: سمات موهبة ابن عبّاس رضي الله عنه وآثارها والعوامل التي أسهمت فيها.

 

القيم المستفادة

1. أَحرِصُ على تطوير موهبتي واستثمارها في الخير.

2.  أحرص على استخدام التكنولوجيا استخدامًا صحيحًا.

3. أواظب على حضور دروس العلم وأنتفع بها.