مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

دولة المماليك

التاريخ - الصف التاسع

              الدرس الرابع : دولة المماليك 

أولاً: بداية المماليك في بلاد المسلمين

دخل المماليك إلى البلاد الإسلامية عن طريق الشراء، أو الأسر، أو هدايا تقدم للخلفاء والأمراء. 

     enlightenedما الطرق التي دخل بوساطتها المماليك إلى الدولة العباسية؟

       yesدخل المماليك إلى البلاد الإسلامية عن طريق الشراء، أو الأسر، أو هدايا تقدم للخلفاء والأمراء

وكان الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور أول من استخدم المماليك، خاصة من ذوي الأصول التركية، في الإدارة العباسية، ثم استخدمهم الخليفة المأمون، ويعد الخليفة المعتصم أول من أدخلهم في الجيش، فكان يحرص على جلبهم من الأقاليم الشرقية للدولة العباسية؛ ليعزز مكانته، ولم يلبث أن شاع استخدام المماليك في كثير من أجزاء العالم الإسلامي، مثل الدول الطولونية والإخشيدية والخلافة الفاطمية.

وبعد قيام الدول الأيوبية في مصر اعتمد الأيوبيون على المماليك بشكل واسع، فلعبوا دوراً مهماً في الصراعات القائمة بين أمراء البيت الأيوبي، وازداد نفوذهم، وتقلدوا المناصب العليا في الجيش والإدارة، خاصة في عهد السلطان صالح نجم الدين أيوب.

ثانياً: السمات العسكرية للمماليك

كان بعض المماليك إما فرسانا أو جنوداً من أسرى الحرب من غير المسلمين، وإما من الغلمان الصغار الذين كانوا يجلبون إلى البلاد الإسلامية، ومن هذه الفئة كان مماليك السلطان الصالح نجم الدين أيوب، الذي بنى قلعة له ولمماليكه في جزيرة الروضة قرب القاهرة، وسموا بالمماليك البحرية نسبة لسكنهم في جزيرة الروضة، وسموا بالمماليك الصالحية النجمية نسبة إلى الملك الصالح نجم الدين أيوب. والرابطة بينه وبينهم كرابطة المعلم وتلميذه أو كرابطة الأب وابنه، حتى أنهم كانوا يطلقون على سيدهم لقب الأستاذ لا لقب السيد. ولمعرفة مراحل التربية التي يمر بها المملوك، اقرأ النص الآتي:

بعد جلب المماليك يتم تعليمهم ما يحتاجون إليه من القرآن الكريم، ومعرفة الخط والتأدب بآداب الشريعة وملازمة الصلوات والأذكار، ففي البداية يتعلم المملوك شيئا من الفقه في صغره، فإذا وصل سن البلوغ يربى تربية عسكرية، فيتعلم فنون القتال من رمي السهام والرماح والسيوف، ثم ينقل إلى الخدمة العسكرية، ويحق له أن يترقى في الرتب العسكرية إلى أن يصير من الأمراء، ومنهم من برع في الفقه، فصار عالما أو أديبا شاعرا وغيره.

             بتصرف: المقريزي، المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والأثار، ج٣،ص٣٧٢

 

 

 

 

 

 

 

 

ثالثاً: قيام دولة المماليك

بعد وفاة الملك الصالح نجم الدين أيوب، خلفه نوران شاه، الذي استدعته زوجة أبيه شجرُ الدر من إمارته على حدود العراق، فتولى حكم مصر لمدة قصيرة، وبسبب سوء علاقته بأمراء المماليك تآمروا عليه وقتلوه،  فكان آخر السلاطين الأيوبيين. ثم تولت شجرُ الدر زوجة الملك الصالح الحكم في مصر بمساعدة من المماليك البحرية، إلا أن حكمها لم يحظ بموافقة الخليفة العباسي المعتصم بالله في بغداد والأيوبيين في بلاد الشام، فأشار المماليك على شجرِ الدر بالزواج من الأمير عز الدين أيبك، فاستجابت لذلك، وتنازلت له بعد حكم دام ما يقارب ثمانين يوماً، أبدت أثناءها الحزم والمهارة في إدارة الدولة، وكان هذا إيذاناً ببداية عصر حكم المماليك.

وقد قسم المؤرخون عصر المماليك بعد قيام دولتهم إلى قسمين، هما:

١-دولة المماليك البحرية (٦٤٨-٧٨٤هـ/١٢٥٠-١٣٨٢م).

٢-دولة المماليك البرجية (٧٨٤-٩٢٣هـ/١٣٨٢-١٥١٧م).

رابعاً: الأوضاع السياسية في مصر وبلاد الشام في عصر المماليك

تولى المعز عز الدين أيبك عرش مصر عام(٦٤٨هـ/١٢٥٠م)، وكان على السلطان الجديد مسؤولية مواجهة خطر الأيوبيين في بلاد الشام وتهديداتهم بحزم، وكانوا قد اجتمعوا تحت زعامة الملك الأيوبي الناصر يوسف صاحب حلب ودمشق؛ لاسترداد مصر من حكم المماليك، بوصفهم مغتصبين لحق الأيوبيين في حكم مصر، فالتقى الجمعان قرب الصالحية في ذي القعدة سنة (٦٤٨هـ/١٢٥١م)، في معركة انتهت بانتصار المماليك  وفرار الملك الناصر إلى دمشق، ولقد دفع هذا الانتصار أيبك إلى الزحف نحو بلاد الشام للقضاء على المعارضة الأيوبية فيها، إلا أن تدخل الخليفة العباسي وضع حدا لنزاع بين الطرفين، فتح الصلح بينهما عام (٦٥١هـ/١٢٥٣م)، على أن يكون للمماليك مصر وجنوب فلسطين بما في ذلك غزة وبيت المقدس، وتضل البلاد الشامية بيد الأيوبيين، وبذلك انتهت العقبة الأولى في تأسيس الدولة المملوكية الناشئة.

واجه أيبك ازدياد نفوذ قادة المماليك البحرية بزعامة فارس الدين اقطاي، فنجح أيبك بالتخلص منه بقتله عام (٦٥٢هـ/١٢٥٤م)، وبذلك ألقى الرعب في قلوب كبار المماليك البحرية؛ فسارعوا إلى الهرب خارج مصر.

نجح المماليك في إقامة دولتهم التي ضمت مصر وجنوب فلسطين في بداية  عهدها، وتفرغوا لمواجهة الخطر الفرنجي والخطر المغولي.

ولتعرف امتداد دولة المماليك البحرية (١٢٥٠-١٣٨٢)، تأمل الخريطة:​​​​​​