مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

حركات التحرر والاستقلال في بلاد الشام والعراق

تاريخ العرب - الصف الأول ثانوي أدبي

حركات التحرر والاستقلال في بلاد الشام والعراق

 

أولا : الأردن:

وقع الأردن تحت الانتداب البريطاني بموجب اتفاقية سايكس-بيكو عام 1916م، ومؤتمر سان ريمو 1920م رغبة من بريطانيا في بقاء خطوط مواصلاتها البرية والبحرية في جميع مناطق الشرق من مصر وحتى الهند متصلة ومستمرة ،بالإضافة لضمان سيطرتها على فلسطين لتنفيذ وعد بلفور وحماية مصالح فرنسا في سوريا .

طالب أبناء الأردن بعد انهيار الحكومة العربية في سوريا عام 1920م، بقدوم الأمير عبد الله بن الحسين لإدارة منطقة شرق الأردن ولتكون منطقا لتحرير سوريا ،ورغم تهديد بريطانيا لزعماء الأردن بعدم الاتصال بالأمير عبد الله إلا أنهم لم يأخذوا بالتهديدات وأصروا على قدوم الأمير، وأرسلوا وفدا من عمان لاستقباله في معان ، ومنها انتقل إلى عمان حيث تم تأسيس إمارة شرق الأردن عام 1921م.

 

 

1-  السياسية الاستعمارية البريطانية في الأردن:

مارست بريطانيا سياسة استعمارية تقوم على:

أ- السيطرة على شؤون الإمارة المالية واستخدامها لخدمة مصالحها .

ب- إدخال عدد من المستشارين البريطانيين في الجهاز المدني والعسكري .

ج- إنشاء قوة الحدود لتحل محل الجيش العربي الذي تحول إلى قوة الدرك للأمن الداخلي.

د- وقوف سلطة الانتداب موقفا معاديا للأحرار الوطنيين الذين ساندوا الثورة الفلسطينية والثورة السورية فذهب (فردريك بك) قائد القوة السيارة إلى اربد وجمع شيوخها ، واخبرهم بأن الحكومة البريطانية لا تقبل مشاركة الأردنيين في دعم الثورة السورية.

ه- فصلت بريطانيا اقتصاد شرق الأردن عن اقتصاد المناطق المجاورة ، وأبقت على الاقتصاد الأردني في مستوى متدن وتابع للهيمنة البريطانية.

 

2- المقاومة الوطنية الأردنية للمطالبة بالاستقلال:

تمثلت مقاومة الأردنيين للانتداب البريطاني بالمطالبة في تولي أبناء البلاد المناصب الحكومية والمشاركة في الحياة السياسية من خلال المجالس النيابية وإعداد قانون انتخاب ديمقراطي ، فشكلت لجنة أوكل إليها مهمة وضع قانون انتخابي للمجلس النيابي إلا إن سلطة الانتداب لم تقبل بتنفيذه؛ فأثار ذلك احتجاج الرأي العام الشعبي ، ورفعت المذكرات الشعبية لعصبة الأمم .

 

 اعتبر الأردنيون إن مشروع معاهدة عام 1928م التي فرضتها بريطانيا على شرق الأردن ، هو عبارة عن تنفيذ لأهداف استعمارية غير مشروعة ، واستيلاء تام على مرافق الإمارة وتمثلت المعارضة بعقد المؤتمرات الوطنية التي رفضت المعاهدة البريطانية، وتعتبر الفترة التي عقدت فيها تلك المؤتمرات من أهم المراحل السياسية التي وضعت الإمارة الأردنية على طريق الاستقلال فيما بعد والتي جاءت كرد فعل على المعاهدة الأردنية البريطانية.

ونتيجة لجهود الأمير عبد الله بن الحسين وتزايد المطالبة الشعبية الأردنية بالاستقلال اضطرت الحكومة البريطانية للاستجابة لهذه المطالب ، وتم توقيع المعاهدة الأردنية البريطانية عام 1946م، ونصت على الاعتراف باستقلال شرق الأردن كدولة مستقلة باسم المملكة الأردنية الهاشمية بتاريخ 25 أيار 1946م ، ونودي بالأمير عبد الله بن الحسين ملكا عليها وجعل نظام الحكم فيها ملكيا نيابيا وراثيا.

 

ولم ينعزل الأردن يوما عن أمته العربية ، فقد ترجم الأردنيون مشاعرهم الوطنية تجاه القضية الفلسطينية من خلال حرصهم على المشاركة في المؤتمرات الوطنية التي تعقدها الحركة الوطنية الفلسطينية ، وقامت مظاهرات في عدد من المدن الأردنية مساندة لثورة البراق ومعارضة لحكم الإعدام بحق ثلاثة من الوطنيين الفلسطينيين ، وعندما أعلن الشعب الفلسطيني ثورته الكبرى عام 1936م ، شهد شرق الأردن سلسلة من الإضرابات والمسيرات وأشكال التضامن المختلفة ، التي واجهتها سلطة الانتداب بالقمع والاعتقال، ولكن تلك الإجراءات لم تحل بين الأردنيين والتعبير عن مواقفهم التضامنية مع الشعب الفلسطيني .

ثورة البراق  عام ١٩٢٩م

حدثت بسبب تجمـع اليهود حائط البراق في المسجد الأقصى مدعين بأنه حائط المبكى المزعوم، فتصدى لهم العرب مما أدى إلى حدوث هذه الثورة.

 

 

 

 

وقد خاضت القوات المسلحة الأردنية (الجيش العربي) حروبا عدة للدفاع عن فلسطين وخاصة القدس في الأعوام (1948-1967م)، وما زال الأردن قيادة وحكومة وشعبا وبحكم شرعيته السياسية والدينية والتاريخية يعمل بشكل جماعي مع منظومته العربية تجاه مختلف القضايا ، ويدعو باستمرار إلى تبني العمل المشترك ، والى احتواء ونزع فتيل كل أزمة تلوح في الأفق ، ويحاول الأردن بقيادته الهاشمية إنهاء كل ما من شأنه أن يثير ويبعث على إشاعة التوتر في المنطقة، وأكبر دليل على ذلك ارتباطه بالقضية الفلسطينية التي تتصدر أولوياته السياسية .

وقد تحمل الأردن وعبر التاريخ أعباء القضايا العربية ونتاجها رغم كل الصعوبات وضعف إمكاناته الاقتصادية ،  وقلة وموارده الطبيعية .

 

ثانيا : سوريا ولبنان:

1-السياسية الاستعمارية الفرنسية في سوريا ولبنان:

أحكمت فرنسا سيطرتها على سوريا ولبنان بعد معركة ميسلون عام 1920م وأنهت الحكم الفيصلي فيهما ، فعمدت إلى تقسيم سوريا وتأسيس دولة تخدم مصالحها في المنطقة باسم دولة لبنان الكبير .

الحكومة العربية الفيصلية

(الحكم الفيصلي في سوريا)

هـي الحكومـة التـي أسسها الأمير فيصل بن الحسين بعد دخول جيش الثورة العربية الكبرى مدينـة دمشـق في شهر تشرين الأول من عام ١٩١٨م، واستمرت حتى شهر تموز عـام ۱۹۲۰ م بعد معركة ميسلون ودخول الجيش الفرنسي لسوريا وفرضه الانتداب الفرنسي عليها.

 

 

 

 

 

 

 

التقسيمات الفرنسية لسوريا ولبنان

  • حلب  
  •    جبل العرب    
  •   لواء الإسكندرون
  •   دمشق       
  •   دولة لبنان الكبير

مارست فرنسا سياسة استعمارية تهدف إلى تمزيق وحدة سوريا:

 سياسة فرنسا الاستعمارية:

   -تركيز السلطة في أيدي الفرنسيين .

   - الاعتماد على الموظفين الفرنسيين وأبناء البلاد الموالين لهم في إدارة البلاد.

  - إثارة النعرات الإقليمية والطائفية .

  - تسخير الاقتصاد السوري لخدمة الاقتصاد الفرنسي.

  - نشر اللغة والثقافة الفرنسية .

- استخدام مختلف وسائل القمع والإرهاب .

 

2- مقاومة سوريا ولبنان:

رفض الشعب السوري السياسة الاستعمارية الفرنسية ، وعمل على مقاومته بأساليب متنوعة، منها السلمية كالتظاهرات الشعبية ، وتقديم عرائض الاحتجاج ، وأخرى مسلحة كثورة صالح العلي في جبال العلويين عام 1919م ، والثورة السورية الكبرى في جبل العرب بقيادة سلطان باشا الأطرش عام 1925م ، والتي تعد من أهم الثورات التي قام بها السوريون ضد الاستعمار الفرنسي للأسباب الآتية:

أ-رفض الشعب السوري الاحتلال الفرنسي القائم على سياسية القمع وتضييق الحريات العامة .

ب- تعيين ضابط فرنسي حاكما على جبل العرب وسوء معاملته للسكان .

وتكمن أهمية الثورة السورية الكبرى في أسباب هي:

 

أ-  شملت معظم مناطق سوريا ولبنان ، والأردن التي قدمت العون والمساعدة للزعيم سلطان باشا الأطرش عندما لجأ إليها .

ب- كبدت الفرنسيين خسائر فادحة .

ج- تأييد الرأي العام العربي والعالمي للثورة.

د- أجبرت فرنسا على اللجوء إلى مهادنة الشعب السوري .

 

وقد قمع الفرنسيون الثورات السورية بشدة ، ولاحقوا أبرز قادتها وأعدموا عددا منهم ، مما اضطر فرنسا إلى مهادنة الشعب السوري بسبب تصاعد الحركات الوطنية ، فسمحت للسوريين بتأسيس الأحزاب ، وتم إجراء أول انتخابات للبرلمان السوري وصدر دستور عام 1930م،لكنه لم يلب طموحات الشعب السوري فعادت حركة النضال الوطني من جديد؛ مما اضطر فرنسا إلى توقيع معاهدة مع الوطنيين السوريين عام 1936م تضمنت البنود الآتية:

أ-استقلال سوريا استقلالا تاما باستثناء لواء الإسكندرون.

ب- إقامة علاقات سلم وصداقة بين الدولتين .

ج- تتشاور الدولتان لحل أي خلاف يقع بينهما .

د- تشكيل حكومة سورية تتمتع بالسيادة الوطنية .

ه-مدة المعاهدة خمسة وعشرون عاما 

لواء الإسكندرون

هو جزء مـن سوريا ضمته فرنسا لتركيا بموجب اتفاق بينهما عام ١٩٣٩م ، إمعانا  منها بتمزيق وحدة الأرض السورية، ويتمتع اللواء بأهمية اقتصادية وسياحية؛ لأنه أحد الموانئ الهامة على البحر المتوسط، ولا زال اللواء تحت السيطرة التركية حتى اليوم.

 

 

 

 

 

وقد جرت انتخابات للمجلس النيابي الجديد في سوريا وانتخب هاشم الأتاسي رئيسا للجمهورية ، لكن فرنسا تراجعت عن المعاهدة ورفضت تسليم الصلاحيات إلى الحكومة السورية ، وأرسلت مفوضا ساميا جديدا عام 1939م وأعلن إلغاء المعاهدة السابقة ، فتجددت المقاومة من جديد وخاصة خلال الحرب العالمية الثانية ، فاضطرت فرنسا إلى الاعتراف باستقلال سوريا في 17 نيسان 1946م ودخلت سوريا عضوا في هيئة الأمم المتحدة.

أما لبنان فقد أعلنت فرنسا منذ عام 1920م تشكيل دولة جبل لبنان الكبير بهدف السيطرة على سوريا بأكملها ، واتخذت علما خاصا بها هو خليط بين العلمين اللبناني والفرنسي ، ولكن مع ظروف الحرب العالمية الثانية أعلنت فرنسا استقلال لبنان عام 1943م، ووقع الميثاق الوطني اللبناني الذي نص على توزيع الوظائف بين الطوائف اللبنانية ، على أن يكون رئيس الجمهورية مسيحيا مارونيا ، ورئيس الوزراء مسلما سنيا ، ورئيس المجلس النيابي مسلما شيعيا . وشكل رئيس الوزراء رياض الصلح حكومة وطنية عملت على تعديل الدستور وجعل حق التشريع للمجلس النيابي ، فردت فرنسا على ذلك باعتقال رئيس الجمهورية بشارة الخوري ورئيس الوزراء رياض الصلح: مما أثار غضب اللبنانيين الذين ثاروا ضد الفرنسيين ، وسقط بعض القتلى وأجبروا فرنسا على إطلاق سراح المعتقلين وتابع اللبنانيون نضالهم إلى أن حصلوا على الاستقلال التام في 22 كانون أول 1946م.

ثالثا : العراق:

حظي العراق باهتمام بريطانيا ، فطمعت باحتلاله والسيطرة عليه، ومن أهم الأسباب ما يلي:

                       أسباب احتلال بريطانيا للعراق 

1-قربه من منابع النفط الإيرانية  .

2- وقوعه على الطريق التجاري البري المؤدي إلى الهند  .

  3- ظروف الحرب العالمية الأولى المتمثلة بقطع الطريق على ألمانيا حتى لا تصل إلى الخليج العربي .

4- وقوف بريطانيا في وجه الأطماع الروسية المتمثلة بالوصول إلى المياه الدافئة في البحر المتوسط والخليج العربي . 

تقدمت القوات البريطانية ومعها قوات هندية فاحتلت البصرة عام 1914م، ورغم استبسال أهلها في الدفاع عنها ، إلا أن بريطانيا أحكمت سيطرتها على المدينة ، وقد تدخلت القوات العثمانية المتحالفة مع ألمانيا وأنزلت بالقوات البريطانية هزيمة في معركة (الكوت) عام 1915م، فاضطرت للاستسلام بعد حصار دام أكثر من ستة أشهر وهو أطول حصار خلال الحرب العالمية الأولى ، لكن مع تغير ظروف الحرب العالمية الأولى لصالح بريطانيا والحلفاء عادت القوات البريطانية مرة أخرى للعراق وواصلت التقدم شمالا ، فسيطرت على بغداد ثم الموصل عام 1917م، وبدأت بممارسة سياسة استعمارية ظالمة في العراق ، ومن هذه الأسباب ما يأتي:

سياسة بريطانيا الاستعمارية في العراق

-  تسخير الأهالي للعمل في المعسكرات البريطانية 

- استنزاف خيرات البلاد ومواردها وفرض الضرائب على السكان.

- تعيين الموظفين البريطانيين في المناصب الهامة.

- ضرب الحركات الوطنية ونفي الوطنيين إلى مصر وجزيرة سيلان

لم يقبل الشعب العراقي بهذا الوضع ، فهب للدفاع عن وطنه بإشعال ثورة العشرين عام 1920م التي كان من أهم أسبابها:

1-نمو الوعي لدى العراقيين والمناداة بالاستقلال التام .

2-تنكر الحلفاء لما وعدوا العرب به بعد الحرب العالمية الأولى.

3- سياسة بريطانيا التعسفية تجاه الشعب العراقي.

وقد امتدت الثورة إلى جميع أنحاء العراق، وشارك فيها فئات الشعب العراقي كافة ،وهاجمت الثورة الحاميات البريطانية ، وطالبت بالاستقلال التام ، وفشلت بريطانيا في القضاء على الثورة عسكريا فاضطرت إلى تغيير سياستها ، ففتحت باب المفاوضات مع الثوار العراقيين ،ووعدتهم بتأليف حكومة وطنية ،وتشكيل هيئة تأسيسية لوضع دستور للبلاد.وجرى استفتاء حصل فيه الملك فيصل بن الحسين على تأييد أغلبية الشعب العراقي ، ونودي به ملكا على العراق في 23 من آب 1921م.

الملك فيصل الأول

أحد أنجال الشريف الحسين بن علي ، ولد عام 1883م تولى قيادة الجيش  الشمالي للثورة العربية الكبرى ومثل العرب في مؤتمر الصلح في باريس عام ١٩١٩م. أسّس الملك فيصـل الدولة العربية في سوريـا الـتـي استمرت حتى ٢٤ تموز عام ۱۹۲۰ م ثـم نُودي به ملكا على العراق في ۲۳ آب عام ١٩٢١م وتوفي عام ١٩٣٣م.

 

 

 

 

 

ولقد كان للملك فيصل بن الحسين الدور الأكبر في نهضة العراق، وتحقيق استقلاله .

بدأ الملك فيصل بن الحسين حكما دام اثنتي عشرة سنة ،انتهج خلالها سياسة خد وطار مع بريطانيا التي تعتمد على المساومة لعلمه بنواياها ، وكان له الفضل في بناء الدولة العرب الحديثة، والمحافظة على وحدة الشعب العراقي؛ فاستمع إلى مطالب المعارضة وحاورهم فكسب احترامهم ، كما اهتـم بالتنمية، فاعتنى بالزراعة والصناعـة وطرق المواصلات ومل خط أنابيب النفط عبر سوريا والأردن إلى سواحل البحر المتوسط ، وأقام علاقات ودية ، ول الجوار وخاصة إيران وتركيا ، وأصبحت العراق عضواً في عصبة الأمم كأول دولة عربية عام ۱۹۳۲ م.

 

 

 

 

 

 

 

كان النظام الملكي الخطوة الأولى لتأسيس نظام وطني يضم جميع فئات الشعب العراقي ،لكن لم يمنع هذا بريطانيا من التدخل في شؤون العراق الداخلية والخارجية ، فتم توقيع عدة معاهدات بين الحكومة العراقية وبريطانيا أهمها معاهدة عام 1930م التي تضمنت البنود الآتية :

1-اعتراف بريطانيا باستقلال العراق رسميا بمجرد دخول عصبة الأمم.

2-منح بريطانيا قاعدتين عسكريتين في الحبانية على نهر الفرات شمال العراق ، ومدينة البصرة جنوب العراق.

3-تتولى بريطانيا الدفاع عن العراق في حالة اندلاع الحرب، ويقدم العراق المساعدة للقوات البريطانية .

4-إشراف بريطانيا على تدريب الجيش العراقي وتسليحه.

5- مدة المعاهدة خمس وعشرون سنة، تبدأ بدخول العراق عصبة الأمم .

 

كان لهذه المعاهدة؛ لأنها اتخذت أنموذجا للمعاهدات الأجنبية مع الدول العربية ،فمعاهدة فرنسا مع سوريا عام 1936م، ومعاهدة بريطانيا مع مصر عام 1936م كانت صورة عن المعاهدة العراقية البريطاني.

 

توفي الملك فيصل بن الحسين عام 1933م، فخلفه ابنه الملك غازي الذي توفي في حادث سيارة ؛ فخلفه في الحكم ابنه الملك فيصل الثاني عام 1939م الذي لم يبلغ سن الرابعة من عمره ، فتشكل مجلس وصاية برئاسة خاله عبد الإله ، وفي عهده شهد العراق تطورا تعليميا واقتصاديا شاملا كاهتمامه بالزراعة والمواصلات وتوطين القبائل البدوية ، وبعد قيام الحرب العالمية الثانية عام 1939م ازدادت نقمة الشعب العراقي على بريطانيا عندما قامت بإنزال قواتها في البصرة وأجبرت الحكومة العراقية على إعلان حالة الطوارئ ، فقام بعض الضباط بانقلاب عسكري برئاسة رشيد عالي الكيلاني ، لكن بريطانيا قضت على هذا الانقلاب .

 

واستمر العراقيون يطالبون بالاستقلال وإزالة مظاهر السيطرة البريطانية فتم توقيع معاهدة (بورتسموث) عام 1948م التي رفضها العراقيون؛ لأنها تؤكد مظاهر السيادة البريطانية ، فبقيت معاهدة عام 1930م سارية المفعول حتى قيام حلف بغداد عام 1955م الذي ضم إلى جانب العراق كلا من الباكستان وإيران وتركيا لحماية المصالح البريطانية والأمريكية ، والهدف الأساسي له هو الوقوف في وجه المد الشيوعي بقيادة الاتحاد السوفيتي في فترة الحرب الباردة .

وفي 14 تموز عام 1958م حدث انقلاب عسكري في العراق بقيادة عبد الكريم قاسم وتحول نظام الحكم في العراق من الملكي إلى الجمهوري ، ونتج عنه استشهاد الملك فيصل الثاني الذي قتلته يد الغدر والخيانة؛ مما أدى إلى زعزعة الأمن والاستقرار وانتشار الفساد والخراب في وقد واجه العراق منذ عام 1980 م عدة مشاكل أهمها:

1-حرب الخليج الأولى (الحرب العراقية الإيرانية) عام 1980م ، واستمرت ثماني سنوات .

2- حرب الخليج الثانية عام 1990م.

3- الغزو الأمريكي للعراق عام 2003م.