مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

حديثٌ شريفٌ: سبعةٌ يظلُّهمُ اللهُ في ظلّهِ

التربية الإسلامية - الصف العاشر

أَقرأُ وأَحفظُ

عَنْ أَبي هُريرةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ تَعالَى في ظِلِّهِ، يَومَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ: إمَامٌ عَادِلٌ، وشَابٌّ نَشَأَ في عِبَادَةِ اللهِ، ورَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في المَسَاجِدِ، ورَجُلَانِ تَحَابَّا في اللهِ اجْتَمعا عليه وتَفَرَّقَا عليه، ورَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وجَمَالٍ فَقَالَ: إنِّي أخَافُ اللهَ، ورَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقةٍ فَأخْفَاها حتَّى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ ما تُنْفِقُ يَمِينُهُ، ورَجُلٌ ذَكَرَ اللهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ » [متفق عليه].

  • في ظِلهِ: في حمايتهِ ورعايتهِ.    
  • إمامٌ عادلٌ: الحاكمُ العادلُ أَو مَنْ ينَوبُ عَنه.

الفكرة الرئيسة:   

أشارَ النّبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى سبعةِ أصنافٍ منَ الناسِ يكونونَ في رحمةِ اللهِ تعالى وظلِّهِ يَومَ القيامةِ بسببِ أعمالهم الصَّالحةِ.

أولا: العدالةُ في الحكمِ

بدأ الحديثُ الشّريفُ بذكرِ الحاكمِ العادلِ؛ لِعظَمِ مسؤوليّتهِ في المحافظةِ على حقوقِ النّاسِ ومصالحهم، وسيادةِ الأمنِ والاستقرارِ في المجتمعِ، ونشرِ العدالةِ بينَ أفرادِهِ.

ثانيًا: النّشأةُ في طاعةِ اللهِ

الشّبابُ عمادُ الأمةِ فإن صَلَحُوا استقرّت مجتمعاتُهم ونهضت، وسادَ الأمنُ، وقلَّتِ الجريمةُ، وخيرُ ما يحفظُ استقامةَ الشّبابِ العبادةُ وعلى رأسِها الصّلاةُ؛ فإن نشأَ الشّابُّ على طاعةِ اللهِ حفظهُ الله تعالى مِنْ أهوالِ يومِ القيامةِ.

ثالثًا: التّعلُّقُ بالمساجدِ

للمساجدِ دورٌ كبيرٌ في تربيةِ المسلمِ وتهذيبهِ وتفقُّههِ وتعليمهِ مكارمَ الأخلاقِ، وكلمّا زادت صلةُ المسلمِ بالمسجدِ زادَ إيمانُه وارتقت أخلاقُه، لذا استحقَّ مَنْ كَانتْ هذِه صِفتُه أَنْ يحميَهُ اللهُ تَعالى مِنْ أَهوالِ يوَمِ القيامةِ.

 

  • أُفكِّرُ وأُوضِّحُ دِلالةُ استخدامِ لفظِ التّعلُّقِ بالمساجدِ.
    • تدل على الاستمرارية في أداء الصلوات الخمس في المسجد.

رابعًا: التحابُّ في اللهِ تعالى

مِنْ علاماتِ الإيمانِ الصّادقِ أن يحبَّ المرءُ غيرَه لما فيهِ منْ صفاتِ الإيمانِ والأخلاقِ الكريمةِ، وليسَ مِنْ أَجلِ مَنفعةٍ دنيويّةٍ، ولذا جَعلَ ربُّنا سبحانه وتعالى للمحبةِ الإيمانيةِ ثوابًا عظيمًا، فخصَّ المتحابينَ في الله بمنابرٍ منْ نورٍ يومَ القيامةِ، قالَ صلى الله عليه وسلم: (قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: المُتَحَابُّونَ فِ جَلَلِ لَهُمْ مَنَابِرُ مِنْ نُورٍ يَغْبِطُهُمُ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ) [رواه الترمذي].

 

  • ما الأَسبابَ التي مِنْ شَأنِها إِدامةُ المحبّةِ والمودّةِ بينَ الأَصدقاءِ؟
    • زيارته ومشاركته أفراحه وأحزانه والاطمئنان عنه والوقوف بجانبه في الشدائد ونصيحته.

خامسًا: العفَّةُ

أرشدَ الإسلامُ إلى مجموعةٍ من التوجيهاتِ التي تحمي المجتمعَ مِنَ الوقوعِ في  الرذائلِ والمُحرماتِ ، ومِنْ ذلكَ أنّهُ دعا إلى غَضِّ البَصرِ والابتعادِ عما يثيرُ الغَرائزَ؛ مثلَ مشاهدةِ المواقعِ الإلكترونيةِ التي تنشرُ ما يتنافى مَعَ مبادئِ الإيمانِ والأَخلاق الفاضلةِ.

 

سادسًا: الصَّدَقَةُ

حثَّ الإسلامُ على الصّدقةِ وإن قَلَّتْ، وجعلَها عبادةً يتقرّبُ بها العبدُ إلى اللهِ تعالى، وفضّلَ إخفاءَها ونهى عَنِ التَباهي بها مُراعاةً لمشاعرِ المُحتاجينَ، قَالَ تعَالى: ﴿الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى  لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ  [البقرة: 262].

أَنقُدُ الموقِفَ الآتي

رجلٌ يتصدّقُ بمالهِ على الفقراءِ ويلتقطُ صورًا لذلكَ وينشرُها على مواقعِ التواصلِ الاجتماعيِّ.

  • تصرف خاطئ نهى عنه الحديث الشريف، ويجب عله إخفاء الصدقة مراعاة لمشاعر المحتاجين.

سابعًا: الخشيةُ مِنَ اللهِ تَعالى

إنَّ ذِكرَ الله تعالى بالقلبِ أَو اللِّسانِ دليلٌ على إيمانِ العبدِ لا سيّما إنْ كانَ في خَلوَتِهِ بعيدًا عَنِ النّاس؛ لأنّه دليلٌ على إخلاصهِ وخَشيتهِ منَ اللهِ تعالى، فحينَ يَذكُرُ العبدُ جلالَ اللهِ تعالى وقدرتَهُ وعظمتَهُ تذرفُ عيناهُ حُبًّا للهِ عزَّ وجلَّ، فيكرمهُ اللهُ تعالى برحمتهِ يومَ القيامةِ؛ لأنَّ خشيتَهُ هذهِ تدفعُهُ إلى مراقبةِ أعمالِهِ وسلوكِهِ، وإلى الالتزامِ بأوامرِ اللهِ تعالى والابتعادِ عنِ الذنوبِ والمعاصي.

 

  • أُفكِّرُ في الرَّابطِ الذي يربطُ بينَ الأصنافِ السَّبعةِ الواردةِ في الحديثِ الشريفِ.
    • تقوى الله تعالى وطاعته.

 

صورة مشرقة

قَدَّمَ زينُ العابدينَ عليُ بنُ الحسينِ بنِ عليِ بنِ أبي طالبٍ رضي الله عنه أُنموذجًا يُحتذى في صدقةِ السِّر، فكانَ يحملُ ليلًا أكياسَ الدقيقِ على ظهرهِ ويضعُها أمامَ بيوتِ الفقراءِ، وظلَّ على هذهِ الحالِ إلى أنْ وافتْهُ المنيَّةُ، فلما غسّلوهُ وجدوا آثار الحبالِ سوداءَ على ظهرهِ، فقالوا: ما هذا؟ فَحَدَّثَ أَهلُهُ النّاسَ بصَنيعهِ.

 

أَستزيدُ

  • التّوجيهاتُ النّبويّةُ التي جاءت في الحديثِ الشريفِ ليستْ خاصَّةً بالرّجالِ، وإنَّما تشملُ النساءَ أيضًا.
  • منْ قامَ بالأعمالِ السَّابقةِ استحقَّ ثوابَ اللهِ تعالى وحمايتَهُ ورعايتَهُ يومَ القيامةِ.
  • تدخلُ أصنافٌ أُخرى في حمايةِ اللهِ تعالى ورحمتهِ وظلِّهِ يومَ القيامةِ، وهيَ منْ غيرِ الأصنافِ السَّبعةِ المذكورةِ في الحديثِ الشريفِ، منها ما جاءَ في قولِ سيّدِنا رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أنَظَرَ مُعسرًا أوَ وَضَعَ عنَه، أَظلّهُ اللهُ في ظِلِّهِ » [رواه مسلم].
    • أَنظَرَ: أَمهَلَ.
    • المُعسِرُ: هو غيرُ القادِرِ على سدادِ الدَّينِ.

 

أربطُ مع اللغة العربية

في قولِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «ورَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقةٍ فَأخْفَاهّا حَتَى لَا تَعْلَمَ شِمالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمينُهُ » كنايةٌ عنْ شدّةِ الإخلاصِ في الصدقةِ، والمعنى أَيْ لا تدري يَدُه اليُسرى عمّا تنفقهُ اليُمنى، وهذا يدلُّ على المبالغةِ في الإخفاءِ.