القوّات المسلّحة الأردنية - الجيش العربي
الجيش العربي في عهد الإمارة:
وُجِدت في شرقيّ الأردنّ في عهد المملكة العربية السورية (1918-1920م) قوّات شرطة ودرك، تفتقد للتنظيم وعاجزة عن حفظ الأمن.
وعندما أُسّست الإمارة صممّ الأمير عبد الله بن الحسين منذ البداية على إنشاء قوّة عسكرية حديثة، تدعم الأمن على الحدود وفي داخل البلاد. وقد تشكّلت النواة الأولى للجيش العربي ممّا يأتي: قوّة الدرك الثابت، قوّة الهجانة، وبعض الكتائب.
شكّلت هذه القوات ما سُمّي الجيش العربي الذي تولّى قيادته بيك باشا (Frederick Gerard Peake) في عام 1923م، واقتصرت مهامّ الجيش العربي على الأمن الداخلي، وضمّت شرطة الأرياف وشرطة المدن وإدارة السجون.
وبعد فشل قوّة الحدود في مهامّها، تأسّست قوّة الصحراء أو قوّة البادية التابعة للجيش العربي في عام 1930م، وتسلّم قيادتها الضابط البريطاني جون كلوب. وكُلفت بمهامّ أمنية في مناطق البادية الشاسعة، وبحراسة الحدود ومنع التسلّل والغزو.
قوة حدود شرقيّ الأردنّ
(Trans – Jordan Frontier Force)
أُنشأ المندوب السامي البريطاني قوّة حدود شرقيّ الأردنّ في عام 1926م، ويقودها ضباط بريطانيّون، ويتألف معظم أفرادها من أبناء الأقطار العربية المجاورة، ومهمّتها حماية حدود الإمارة الأردنية.
وفي عام 1941م، شُكّلت كتيبة المشاة الأولى والثالثة، والخدمات الطبّية الملكية. وكان للجيش العربي مشاركة في عمليات الحرب العالمية الثانية في العراق وسورية وفلسطين، اكتسب خلالها مهارات وخبرات عسكرية مهمّة.
- أُقارن بين مهامّ القوّات المسلّحة الأردنية - الجيش العربي في عهد الإمارة ومهامّها حاليًّا.
تطورت مهام القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي بشكل كبير منذ عهد الإمارة وحتى اليوم. إليك مقارنة بين مهامها في الفترتين:
مهام القوات المسلحة الأردنية في عهد الإمارة (1921-1956)
1. حفظ الأمن الداخلي: كانت القوات المسلحة مسؤولة عن حفظ الأمن والنظام داخل البلاد، بما في ذلك مكافحة الجرائم وحفظ النظام العام.
2. حراسة الحدود ومنع التسلّل والغزو الخارجي.
مهام القوات المسلحة الأردنية حاليًا
1. الدفاع عن الوطن: تشمل مهام القوات المسلحة الدفاع عن المملكة الأردنية الهاشمية وحماية سيادتها واستقلالها من أي تهديدات خارجية.
2. المشاركة في قوات حفظ السلام الدولية: تشارك القوات المسلحة الأردنية في العديد من بعثات حفظ السلام الدولية تحت مظلة الأمم المتحدة، مما يعزز دور الأردن في المجتمع الدولي.
3. مكافحة الإرهاب: تلعب القوات المسلحة دورًا مهمًا في مكافحة الإرهاب والتصدي للجماعات الإرهابية التي تهدد أمن واستقرار البلاد.
4. المساعدات الإنسانية والإغاثة: تقدم القوات المسلحة الأردنية المساعدات الإنسانية والإغاثة في حالات الكوارث الطبيعية والأزمات الإنسانية داخل الأردن وخارجه.
5. التدريب والتطوير: تهتم القوات المسلحة بتطوير قدراتها من خلال التدريب المستمر واستخدام أحدث التقنيات والمعدات العسكرية.
شهد الجيش العربي تطوُّرًا كبيرًا في تشكيلاته العسكرية الحديثة بين عامَي (1947-1951م)، بينما باتت كلّ المؤشّرات تدلّ على قرب وقوع الحرب مع اليهود في فلسطين، فتشكّلت الفرقة الأولى، وأربعة ألوية مشاة، وأسلحة الهندسة والجوّ والدروع والمدفعية، والقوّة البحرية، وتأسّست الكلية الحربية، وكلية القيادة والأركان، وتشكّل الحرس الوطني.
الجيش العربي في عهد الملك الحسين بن طلال
وفي عهد الملك الحسين بن طلال خطا الجيش العربي خطوات واسعة على طريق النموّ والتحديث والتنظيم والتسليح، بدءًا بخطوة تعريب قيادة الجيش العربي في الأوّل من آذار 1956م، فكانت خطوة مهمة على طريق استكمال الاستقلال والسيادة الوطنية، وأسّست لإلغاء المعاهدة (الأردنية - البريطانية) في 13 آذار 1957م.
جرى فصل الشرطة والدرك عن الجيش، وأٌنشئت مديرية الأمن العامّ وأُلحقت بوزارة الداخلية في عام 1956م، وجرى التوسّع في سلاح الجو الملكي وتطويره، وتطوير القوّة البحرية الملكية، وشهدت جميع أسلحة الجيش العربي وتشكيلاته نموًّا مضطردًا.
في ضوء الخسائر التي لحقت بالجيش العربي في حرب حزيران 1967م، بدأت إعادة بناء شاملة له؛ فتشكّلت (3) فِرَق عسكرية و(5) ألوية.
أُعيد تنظيم الجيش العربي في السبعينيات، فشهد تطوّرًا كبيرًا في التنظيم والإدارة والتسليح. وفي عام 1984م تأسّست كلية العلوم العسكرية في الجناح العسكري في جامعة مؤتة، وفي عام 1985م أُنشئت مديرية الحرب الإلكترونية، وجرت عمليات تحديث وتنظيم واسعة شملت أسلحة الجيش العربي جميعها في مرحلة الثمانينيات والتسعينيات.
تطوّر الجيش العربي في عهد الملك عبد الله الثاني
في عهد الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، واصل الجيش العربي مسيرة التحديث والتطوير والبناء، وجرى التركيز على تعزيز القدرة القتالية للقوّات المسلّحة، وتعزيز القيادة والسيطرة، وتطوير إدارة الموارد الدفاعية، وتطوير النظام اللوجستي.
وفي عام 1999م أُسّس مركز الملك عبد الله الثاني للتصميم والتطوير، (ويُسمّى حاليًّا المركز الأردني للتصميم والتطوير).
جرت إعادة تنظيم القوّات المسلحة بتغيير نظام الفِرَق إلى نظام المناطق العسكرية المجحفلة، في مطلع عام 2000 م. واستمرّ سلاح الجوّ الملكي في العمل بنظام القواعد العسكرية، وجرى إدخال أسلحة وطائرات نقل وقتال حديثة إليه.
قطع الجيش العربي في عهد الملك عبد الله الثاني خطوات كبيرة على طريق التنظيم والإدارة والتسلّح والاحتراف والمهنية. وفي مجال التدريب العسكري،أنشء مركز الملك عبدالله الثاني لتدريب العمليات الخاصة الذي افتُتح في عام 2009م. كما أُنشئ المركز العسكري لمكافحة الإرهاب والتطرّف، ومديرية الأمن السيبراني وتكنولوجيا المعلومات. وطوّر الأردنّ واحدة من أفضل منظومات المراقبة الإلكترونية للحدود؛ لمنع التسلل والإرهاب وتهريب المخدّرات.
مشاركة الجيش العربي في الحروب (العربية - الإسرائيلية)
شارك الجيش العربي الأردني في حرب 1948م، ودافع عن القدس وخاض معارك بطولية، واستطاع الاحتفاظ بالضفّة الغربية بما فيها القدس الشرقية.
وسجّل الجيش العربي تضحيات مشرّفة في معارك باب الواد واللطرون، وعلى أسوار القدس، ونوتردام، والحي المغاربة، وقدّم في هذه الحرب مئات الشهداء. والجيش الأردني هو الجيش العربي الوحيد الذي حافظ في هذه الحرب على الأرض التي قاتل فيها، وسُمّيت لاحقًا الضفّة الغربية.
وخاض الجيش العربي الأردني حرب حزيران في عام 1967م، إلى جانب قوات مصر وسورية، وتكبّد خسائر فادحة في هذه الحرب، وقدّم الجيش العربي مئات الشهداء، وخسر جزءًا كبيرًا من معدّاته العسكرية.
سجّل الجيش العربي الأردني صفحات من البطولة في معركة الكرامة ضدّ الجيش الإسرائيلي في 21 آذار 1968م. وقدّم في هذه المعركة (85) شهيدًا، وتضحيات كبيرة في المعدّات والآليات.
وأسفرت المعركة عن تراجع الجيش الإسرائيلي وتكبّده خسائر فادحة في الأرواح والمعدّات، وإفشال عدوانه ومخطّطاته التوسعيّة، وتحطّمت خُرافة الجيش الإسرائيلي الذي لا يُقهر.
وشارك جيشنا العربي الأردني في حرب رمضان (تشرين الأوّل 1973م) على الجبهة السورية، وسجّل بطولات على أرض الجولان العربية، وقدّم عشرات الشهداء والجرحى.
الدور التنموي للجيش العربي الأردني
أسهم الجيش العربي منذ نشأته في دفع عجلة التنمية والتقدّم في الأردنّ في مجالات متنوّعة، بدءًا بإيصال التعليم إلى المناطق النائية عن طريق مديرية التربية والتعليم والثقافة العسكرية ومدارسها المنتشرة في البوادي والأرياف والمدن، والتي بلغت (54) مدرسة تقريبًا.
ووفّر الجيش العربي المنح والبعثات الدراسية لأبناء العسكريّين والمتقاعدين، عن طريق المكرمة الملكية السامية (مكرمة الجيش)، وتأهيل وتدريب القوى البشرية التي ترفد الحياة الاقتصادية والاجتماعية بعد التقاعد بخبرات مهمّة وتجارب مميّزة.
كما وفّر الجيش العربي لمنتسبيه وعائلاتهم ولعموم الأردنيين خدمات طبّية متميّزة، عن طريق مديرية الخدمات الطبّية الملكية ومستشفياتها ومراكزها الطبّية، المنتشرة في أرجاء المملكة.
وشارك الجيش في تنفيذ العديد من المشاريع التنموية والخدمية، عن طريق سلاح الهندسة الملكي الذي أنجز مشاريع كثيرة في المناطق النائية؛ كالطرق والجسور والسدود والمدارس والمساكن. وتعزّزت مشاركة الجيش في عملية النهوض التنموي في الأشغال العامّة، والتصنيع والخدمات المختلفة.
المرأة في الجيش العربي الأردني
بدأ انتساب المرأة إلى القوات المسلحة الأردنية واستخدامها فيها منذ الخمسينيات من القرن العشرين، وكان الجيش العربي من مؤسّسات الدولة الرائدة في فتح الأبواب أمام المرأة للعمل جنبًا إلى جنب مع الرجل. حيث عملت في مدارس التربية والتعليم والثقافة العسكرية في التعليم، وفي الخدمات الطبية، وفي الإسكان والأشغال العسكرية، والمؤسّسة الاستهلاكية العسكرية، وفي الإعلام العسكري، وفي الإدارة والمالية، وفي سلاح الجوّ، حيث بدأت المرأة تُقبل في كلية الحسين الجوّية للتخرّج برتبة ملازم طيّار عمودي أو مقاتل. وقد جرى تأسيس مديرية شؤون المرأة العسكرية في عام 1995م لتعزيز دور المرأة في القوّات المسلّحة الأردنية.
الدور الإنساني للقوّات المسلّحة الأردنية
تُنفّذ قوّاتنا المسلّحة واجبات إنسانية عديدة خارج حدود الوطن، وتتعدّد مسؤوليّاتها بين الإغاثة وحفظ السلام والأمن في المجتمع الدولي، وجاءت المشاركة الأردنية في مهامّ حفظ السلام الدولية في هذا الإطار، مثل تيمور الشرقية وساحل العاج وليبيريا وأرتيريا وهاييتي.
المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات
يعمل المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات على تنسيق وإدامة الاتّصال بين القوّات المسلّحة والمنظّمات والهيئات الإنسانية المحلّية والدولية، وبناء قاعدة للتعاون (المدني - العسكري) في مجالات الإغاثة والعمليات المدنية والعسكرية على الصعيدين الداخلي والخارجي.
وكان للمركز دور حيوي مهمّ في التصدي لوباء كورونا (كوفيد 19)، وتقديم الإغاثة للأشقّاء في قطاع غزّة
- أُفكّر: ما دلالة اختيار الأمم المتّحدة للجيش العربي الأردني للمُشاركة في قوّات حفظ السلام الدولية؟
اختيار الأمم المتحدة للجيش العربي الأردني للمشاركة في قوات حفظ السلام الدولية يحمل عدة دلالات هامة:
1. الكفاءة والاحترافية: الجيش العربي الأردني معروف بكفاءته العالية وتدريبه الجيد، مما يجعله مؤهلاً للعمل في بيئات صعبة ومعقدة تتطلب مهارات عالية واحترافية.
2. الالتزام بالقوانين الدولية: يشير هذا الاختيار إلى التزام الأردن بالقوانين والمعايير الدولية في العمليات العسكرية والإنسانية، ويعكس صورة إيجابية عن القوات المسلحة الأردنية.
3. المصداقية والثقة: اختيار الجيش الأردني يعكس ثقة المجتمع الدولي والأمم المتحدة في قدرات الجيش الأردني على تنفيذ مهام حفظ السلام بفعالية ونزاهة.
4. المساهمة في السلام العالمي: يعزز هذا الاختيار من دور الأردن كدولة مساهمة في تعزيز السلام والأمن الدولي، ويعكس التزام الأردن بالمساهمة في تحقيق السلام والاستقرار في مناطق النزاع.
5. التعاون الدولي: يُظهر هذا الاختيار قدرة الجيش الأردني على التعاون والتنسيق مع جيوش ودول أخرى لتحقيق أهداف مشتركة في حفظ السلام والأمن.
المستشفيات الميدانية العسكرية الأردنية
جاءت المستشفيات الميدانية العسكرية الأردنية المزوّدة بطواقم من ذوي الاختصاصات الطبّية المختلفة، لتُمثّل أحد أهم أشكال الدعم الأردني في تقديم الرعاية الطبّية اللازمة للذين تعرّضوا لإصابات متنوّعة جرّاء الكوارث الطبيعية والحروب.
وشارك الجيش العربي الأردني بتقديم المساعدات الإنسانية على المستويّين الإقليمي والدولي، التي شملت رفع المعاناة وتقديم العون والإغاثة للمحتاجين والمنكوبين جرّاء الحروب أو الكوارث الطبيعية، عن طريق إرسال مستشفيات ميدانية ثابته أو متحرّكة، أو فِرَق طبّية وموادّ إغاثية إلى باكستان وإيران وتركيّا وأرمينيا وغيرها.
وتنفيذ عشرات عمليّات الإنزال الجوي وإرسال المساعدات الطبّية العاجلة والمستشفيات الميدانية العسكرية إلى قطاع غزّة.
شعار الجيش العربي الأردني
السنبلتان : رمز للخير والعطاء السماوي، الذي أنعمه المولى على هذا البلد بمناخه المعتدل الذي يُساعد على الزراعة وأوّلها القمح.
السيفان: رمز للقوة والمَنعة في هذا البلد الآمن بفضل قيادته وجيشه.
التاج الملكي: يرمز إلى النظام الملكي الأردني.
عبارة (الجيش العربي): حامي التاج ورمز قوّة الدولة.