أولا: اليونان (٣٣٢ -٦٤ ق.م).
خضعت بلاد الشام، ومنها الأردن، للحكم اليوناني بعد انتصار الإسكندر الأكبر (المقدوني) على الفرس، وطردهم نهائيا من بلاد الشام عام ٣٣٢ ق.م، باستثناء مملكة الأنباط.
الإسكندر الأكبر (المقدوني) (356-323 ق. م)
هو أحد أشهر ملوك اليونان، أسس أكبر إمبراطورية عرفها التاريخ القديم، تتلمذ للفيلسوف اليوناني الشهير (أرسطو)، وقد توفي في أثنـاء غزواته ولم يبلغ الخامسة والثلاثين من عمره، وبموته انقسمت الإمبراطورية البونانية بين قادته، إذ أسس القائد بطليموس دولة البطالمة التي حكمت مصر وشمال إفريقيا، بينما أسس القائد سلوقس الدولة السلوقية التي حكمت بلاد الشام والعراق.
1 - العلاقة بين الأنباط واليونان
اقرأ النص الآتي، ثم أجب عن السؤال الذي يليه :
حاول " أنتيغونس السلوقي" استمالة الأنباط إلى جانبه في حربه مع "بطليموس الأول"، إلا أن محاولته باءت بالفشل، ثم أعد حملة عسكرية للانتقام من الأنباط، فلم ينجح، وعاد أدراجه قانعا بما قدمه له الأنباط من هدايا، وقد استغل الأنباط ذلك الصراع بين البطالمة والسلوقيين، فتوسّعوا غربا إلى غزة وجنوبا إلى أيلة (العقبة)، وسيطروا على طرق التجارة المتجهة إلى مصر التي كانت تحت حكم البطالمة....
- بين: كيف أفاد الأنباط من الصراع بين السلوقيين والبطالمة؟
توسعوا غربا إلى غزة. وجنوبا إلى أيلة (العقبة)، وسيطروا على طريق التجارة المتجهة إلى مصر التي كانت تحت حكم البطالمة.
2- مظاهر الحضارة اليونانية في الأردن
اتسمت الحضارة اليونانية في بلاد الشام بشكل عام والأردن بشكل خاص بمظاهر عدة، أهمها:
أ - فن العمارة: برع اليونان في فن البناء والرسم والـنحـت، فأقامـوا الهياكل الفخمة، وجددوا بناء بعض المـدن، وطبعوها بالطابع اليوناني، مثل مدينة ربة عمـون التـي أطلق عليها أسم (فيلادلفيا)، وبنوا القصور مثل قصر عراق الأمير(قصـر العبد)، وكذلك مدينة أم قيس (جدارا)، ومدينة جرش (جراسا)، وطبقة فحل(بيلا).
قصر عراق الأمير (قصر العبد)
قصـر يقع في منطقة عراق الأمير التي تبعد 35 كم غرب عمان،(قرب وادي السير).
ب- اللغة: نشر اليونان لغتهم وثقافتهم وتقاليدهم في بلاد الشرق ومنها الأردن.
ج- الديانة: عبد اليونان الإله (زيوس) الذي يرمز له بقرص الشمس، فقد نُحت في المثلث الموجود على وجه الخزنة في مدينة البترا.
د- العملة: أثرت العملة اليونانية في العملة النبطية، فظهـرت قطـع نقدية مسكوكة على الطراز
اليوناني (الهلينستي).
الحضارة الهلينستية هي حصيلة تفاعـل الحضـارة اليونانية واختلاطها بالحضارات الشرقية بشكل عام، وحضارة بلاد الشام بشكل خاص، وتمتد من فتوحات الإسكندر المقدوني حتى ظهور الرومان.
ونظرا لكثرة النزاعـات والصراعات بيـن خلفاء الإسكندر أنفسهم، وبروز قـوة أخرى تنافسـهـم ممثلة بالرومان، فقد بدأ الحكم اليوناني بالضـعف التدرجي ليحل مكانه الحكم الروماني
ثانيا: الرومان (63 ق. م 636م)
أصبح الأردن تحت حكم الرومان، عندما تمكن القائد الروماني ( بومبي ) من السيطرة على بلاد الشام جميعها عام 63 ق. م، لكن الرومان لم يحكموا السيطرة على الأردن تماما إلا بعد زوال حكم الأنباط
1- أهم الأعمال التي قام بها الرومان في الأردن
أ- إعادة تعميـر المـدن اليونانية القديمة التي دمرتها الحروب، إذ وضع بومبي أسا لحلف عسكري واقتصـادي لحـماية الإمبراطورية الرومانية، وأعاد إحياء المدن اليونانية باسـم حلف (الديكابوليس)، وتعني اتحاد المدن اليونانية العشر، وهي تسمية إغريقية أطلقت على المدن الواقعة في جنوب سورية وشمال الأردن وشمال فلسطين، ويوجد ست من هذه المدن في الأردن.
| القائد يومي (١٠٦-٤٦) ق.م هو أحد أبـرز القادة العسكريين للدولة الرومانية فقد احتاج بلاد الشام ، وضمها إلى الإمبراطورية الرومانيـة عـام 63 ق.م، وقضى على المتمردين ووحد الرومان تحت حكمه. |
وقد تميزت مدن حلف الديكابوليس في ظل الإمبراطورية الرومانية بمميزات كثيرة لمعرفتها تأمل الشكل الآتي، ثم أجب عن السؤالين التاليين:
|
مميزات مدن حلف الديكابوليس |
||||
|
ضرب نقود محلية عليها صورة قيصر روما |
وضع دستور داخلي لكل مدينة |
وجود مجالس محلية لتنظيم حركة التجارة - تقديم الخدمات الصحية
|
وجود مندوبين عن كل مدينة مسؤولين عن تنظيم العلاقات مع الإمبراطورية. |
استخدام الطراز اليوناني في البناء. |
- بين دلالة وجود دستور داخلي لكل مدينة.
لتنظيم شؤون المدينة وعلاقة الأفراد مع بعضهم
- ما أهمية وجود المجالس المحلية لكل مدينة؟
لتنظيم حركة التجارة
ب - اهتم الرومان بطرق المواصلات في الأردن، إذ وسع الإمبراطور " تراجان " الطريق الملوكي؛ طريق تراجان"، وجدده عام ١٠٨م، وهو الذي يبدأ من بصرى الشام إلى أبلة مرورا بالمدن الأردنية الآنية: جرش، عمان، مادبا، الكرك، البترا؛ إذ أقيم على طول هذا الطريق عدد من القلاع والحصون والمخافر لحماية المراكز العمرانية والقوافل التجارية، وقد ازدهرت نتيجة لهذا الطريق مدينة أيلة التي لعبت دورا مهما في تجارة البحر الأحمر والشرق، وجذبت العديد من التجار الرومان والعرب، خاصة من أهالي تدمر، بعدما تحولت طرق التجارة البرية عن مدينتهم، وقد استعان الرومان بالقبائل العربية في جنوب بلاد الشام؛ لاستخدامها في حماية حدودهم الشرقية، ولكي تكون تلك القبائل درعا واقيا لهم من هجمات الفرس والقبائل العربية الأخرى
ج- انتشرت الديانة المسيحية في القرنين الثاني والثالث الميلاديين بين سكان الأردن في ذلك الوقت، وأصبحت الديانة الرسمية للإمبراطورية الرومانية الشرقية، وذلك بعد اعتناق الإمبراطور قسطنطين في بداية القرن الرابع الميلادي لها، فبنيت الكنائس في عجلون وأم الرصاص ومأدبا وعمان وجرش وأم قيس.
كنيسة الروم الأرثوذكس في ماديا
بنيت عام 560م في عهد الإمبراطور الروماني "جوستيتانوس، وفيهـا أقـدم خريطة للأراضي المقدسة من الفسيفساء زاهية الألوان، إذ تبرز هذه الخريطة جزا رئيسا من الأراضي المقدمة التي تمتد من لبنان في الشمال إلى مصر في الجنوب، فيظهر فيها نهر الأردن والبحر الميت وبعض المدن، مثل القدس ونابلس والكرك، وهي من المعالم الأثرية المسيحية المهمة في العالم.
د - الاهتمام بالزراعة والتجارة: استغل الرومان طبيعة التربة الخصبة والأمطار الوفيرة خاصة في شمال الأردن، فاهتموا بزراعة أشجار الزيتون، ولا تزال معاصر الزيتون الرومانية ماثلة للعيان حتى وقتنا الحاضر، ويسبب موقع الأردن في وسط العالم القديم ازدهرت حركة التجارة بين مختلف المدن في ذلك الوقت.
أصاب الإمبراطورية الرومانية الضعف في أواخر القرن الرابع الميلادي؛ بسبب اتساع مساحتها، وكثرة حروبها التي أنهكتها اقتصاديا، وقد أدى ذلك إلى انقسامها عام 395م إلى دولتين، هما: الإمبراطورية الرومانية الشرقية وعاصمتها بيزنطة، والإمبراطورية الرومانية الغربية وعاصمتها روما؛ ولذا تراجعت قوتها العسكرية، وعجل هذا في نهاية حكمها في بلاد الشام على يد الجيوش الإسلامية في معركة اليرموك عام 15 هـ/ 636 م.