مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

العاطفة في الإسلام

الدراسات الإسلامية - الصف التوجيهي أدبي

التعلُّم القبليّ 

حرص الإسلام على الموازنة بين حاجات الإنسان الجسديّة والرّوحيّة والعقلية؛ إذ راعى كلَّ حاجةٍ من هذه الحاجات، وأَقرَّ التوجيهات والضوابط التي تُسهم في إشباع جوانبها وتنظيم أولويّاتها.

أتدبَّر وأستنبط

أتدبَّر قول الله تعالى: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} [القصص: 77]، ثم أستنبط حرْصَ الإسلام على الوفاء بحاجات الإنسان.

← (الإجابة: دعا الإسلامُ الإنسانَ إلى التوازن في إشباع حاجات الجسد في الدنيا وضبطها عن الإفساد، وتلبية حاجات الروح بالعبادة، وعدم إغفال دور العقل لتحقيق ذلك).


 

الفهم والتحليل

اعتنى الإسلامُ بعاطفة الإنسان، وحرص على توجيهها وضبطها بالضوابط الشرعية.

أولا: مفهوم العاطفة

العاطفة: هي حالة الإنسان النفسيّة التي تعبِّر عن مشاعره، وانفعالاته، وميوله ورغباته، واتجاهاته.


أفكر

هل يؤثر العقلُ في عاطفة الإنسان؟

← نعم؛ قد يؤثر العقل في عاطفة الإنسان أحيانا.


 

ثانيا: جوانب العاطفة في الإنسان

تتمثل عاطفة الإنسان في الجوانب الآتية:

أ. المشاعر:

يُقصَد بها أحاسيسُ الإنسان المختلفة. وهذه بعضها:

1. الحُبُّ والبُغض:

يكون الحُبُّ لله تعالى ورسوله ﷺ، والوالدَين والأسرة، وجميع الناس، وكلِّ ما يرتبط بالدّين من شعائر وعباداتٍ، مثل: حُبِّ القرآن الكريم والأعمالِ الصالحة.

أمّا البُغض فيكون للشِّرك، والمعاصي، وما يؤدي إليها. ويكون البُغضُ أيضًا للأفعال السيِّئة من دون بُغْض فاعلِها.

قال تعالى: {وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ} [الحجرات: 7].

2. الرّحمة والغِلْظة:

تؤثر الرَّحمةُ في الآخرين، وتٌفضي إلى كسب محبّتهم.

وقد أثنى اللهُ تعالى على سيدنا محمد ﷺ لرحمتِه وعَطْفِه على مَن حوله. قال تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران: 159].

ولهذا أنكر سيدُنا رسولُ الله ﷺ قَسْوةَ القلبِ وغِلْظتَه، فقال للرجل الذي تَعَجَّب من تقبيل الأطفال: «أَوَ أَمْلِكُ لَكَ أَنْ نَزَعَ اللهُ مِنْ ‌قَلْبِكَ ‌الرَّحْمَةَ!»

بل إنّ الإسلام دعا إلى الرحمة عند ذبح الحيوان؛ فقد قال رسول الله ﷺ: «إِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، ‌فَلْيُرِحْ ‌ذَبِيحَتَهُ».

 

ب. الانفعالات: يتمثل ذلك في ردود أفعال الإنسان تجاه نفسه، والمواقف، وأقوال الآخرين وأفعالهم، مثل:

1. النَّدم: 

حالةٌ انفعاليّة تنشأ من شعور الإنسان بالخطأ والذَّنْبِ على فعْلٍ لم يُدْركْ ما فيه من ضررٍ.

وهو إمّا أن يكون إيجابيًّا، مثل: النَّدمُ على فعْلِ المعصية، والنَّدم عند الإساءة إلى الآخرين، فيُقرِّر نتيجةً لذلك ألّا يعود  إلى هذا الذنب أبدًا. وإمّا أن يكون سلبيًّا بحيث يُشعِر صاحبَه باليأس وتأنيب الضّمير.

لذا دعا الإسلامُ الإنسان إلى محاسبة النفس ومراجعتها في مختلف الأحوال. قال تعالى: {أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [المائدة: 74]، ونهاه عن الإفراط في الإحساس بالنَّدامة. قال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزُّمَر: 53].

2. الحِلْم والغَضَب:

حثَّ الإسلامُ الإنسانَ على الترفُّع عن أخطاء الآخرين، والعفو عن المسيئين.

وقد صَوَّب سيّدُنا رسول الله ﷺ أفهام النّاس في اعتبار قوّة الإنسان، فقال ﷺ: «لَيْسَ الشَّدِيدُبِالصُّرَعَةِ، إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ» (بِالصُّرَعَةِ: الذي يَغْلِبُ الناسَ بقُوَّته).

ولم يكن النبيُّ ﷺ يغضبُ لنفسِه، وإنما كان يغضب عند مخالفة أمرٍ من أمور الدين.

وبالمقابل، أثنى الله تعالى على المُتَّصفين بالحِلْم. قال تعالى: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: 134].

3. الفرَحُ والحُزْن:

هما حالتان طبيعيّتان تَعْرِضَان للإنسان عند حصول أمرٍ محبوبٍ أو مكروه.

فالإنسان يفرحُ بعمل الطاعات، وبحصول ما يَسُرُّه ويُسعِده، مثل: نصر المؤمنين، وتحقيق الإنجازات.

وقد بَشَّر الله تعالى عبادَه المؤمنين بالفرح يوم القيامة. قال تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ. فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا. وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا} [الانشقاق: 7- 9].

وقد يَعْرِضُ الحُزنُ للإنسان إذا أصابته مصيبة، أو تَعَرَّض أحد معارفِه أو أقاربه لِخَطْبٍ ما. وفي هذه الحالة، لا ينبغي له أن يستسلم لأحزانه، وإنما يُسلِّمُ أمْرَه لله تعالى، ويحتسبُ أجْرَه عند ربِّه. قال تعالى: {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ. أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [البقرة: 156- 157].

وقد صبر سيدُنا رسول الله ﷺ على المِحَن والشّدائد، ولمَّا تُوفِّي ابنُه إبراهيمُ عليه السلام حَزِن لوفاتِه رسولُ الله ﷺ، وقال: «إِنَّ الْعَيْنَ تَدْمَعُ، ‌وَالْقَلْبَ ‌يَحْزَنُ، وَلَا نَقُولُ إِلَّا مَا يُرْضِي رَبَّنَا، وَإِنَّا بِفِرَاقِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ».

 

ج. الميول والرغبات:

تُعبِّر الميول والرغباتُ عن الاختيارات التي يتحرَّك الفردُ بإرادته لتحقيقها من بين الحاجات المختلفة في الحياة بوصفِها مصدرًا للشعور بالرِّضا.

وهذه الاختيارات منها ما قَيَّده الإسلامُ وضَبَطَه بمبادئه، فدَعَا إلى الإيجابيّ منها، ونَبَذ السَّلبيَّ منها. قال تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُّبِينًا[الأحزاب: 36].

ومنها ما يكون للإنسان مُطلَقُ الحريّة في الميل إليه، أو عدم الرغبة فيه، وذلك فيما لم يَرِد نصٌّ شرعيٌّ على وجوبه أو تحريمه.

فالصيدُ مثلًا ممّا قد يمِيلُ الإنسانُ إليه، وقد أقرَّ الإسلامُ هذه الرغبةَ لتحصيلها واحدةً من حاجات الحياة - وهي: الطَّعَام -، ووَضَع لها قيودًا وضوابط تتمثّل في منْع الصيد لأجل التسلية، أو وقت التكاثر، أو في البلد الحرام، أو للمُحْرِم عند أداء فريضة الحجّ أو العمرة. قال تعالى: {وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا} [المائدة:96].

 

د. الاتجاهات:

يتمثّل ذلك في موقف الإنسان من الآراء والتصرّفات والأحداث التي يُصادفها، ويَبْرُز غالبًا في القبول أو الرفض أو الحِيَاد.

والواجب على المسلم أن يقبلَ الأشياءَ أو يرفضُها وفقًا لعقيدته وأحكام دِيْنه. قال تعالى: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [النور: 51].

وقد ظهر ذلك جَلِيًّا في السيرة النبويّة العَطِرة لمّا جاء زعماءُ قريشٍ إلى أبي طالبٍ عمّ النبيّ ﷺ، طالِبينَ إليه مَنْع النبي ﷺ من الاستمرار في الدعوة إلى دين الله تعالى، فَرَدَّ رسولُ الله ﷺ بقوله: "ما أنا بأقدرَ على أن أَدَعَ لكم ذلك على أن تُشعِلوا لي منها شُعلةً" (شُعلةً: يعني الشَّمس).


أصنِّف

أصنِّف النصوص الشرعية الآتية بحسب الجانب العاطفي الذي تضمنته:

الرمز النص الشرعي جانب العاطفة
أ. قال تعالى: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا} [النحل: 58]. الاتجاهات
ب. قال تعالى: {يَا مُوسَى لا تَخَفْ إِنِّي لا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ} [النمل: 10]. الانفعالات
ج. قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ} [البقرة: 165]. المشاعر
د. قال تعالى: {وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ} [الأنبياء: 89]. الميول والرغبات

 

ثالثا: منهج الإسلام في إدارة العواطف

حرص الإسلامُ على إدارة العواطف الإنسانية بناءً على منظومةٍ من المبادئ والتوجيهات التي أبرزها:

أ. التعبير عن العواطف الإيجابية:

حثَّ الإسلامُ على إظهار ما يَشعُر به الإنسان من عاطفةٍ إيجابيّةٍ نحو الآخرين، أو الأماكن، أو النِّعم التي أنعم اللهُ تعالى بها عليه.

ومن الأمثلة على ذلك:

1. العاطفة الإيجابية نحو الآخرين: 

حثَّ الإسلام على الإفصاح عن العواطف الإيجابيّة تجاه الآخرين؛ لدورها في إشاعة المودّة والمحبّة بين الناس. قال رسولُ الله ﷺ: "إذا أحَبَّ الرجُلُ أخاهُ ‌فَليُخبِرْهُ أنه يُحبُّه".

وقد صَرَّح رسول الله ﷺ أمام الناس بحُبِّه لبعض أصحابه رضي الله عنهم، مثل معاذ بن جبل رضي الله عنه الذي أخذ رسولُ الله ﷺ بِيَدِه، ثم قال: «يَا مُعَاذُ، وَاللَّهِ ‌إِنِّي ‌لَأُحِبُّكَ، وَاللَّهِ ‌إِنِّي ‌لَأُحِبُّكَ».

2. العاطفة الإيجابية نحو الأماكن:

من ذلك قولُه ﷺ عن مكّة المكرمة: «مَا أَطْيَبَكِ مِنْ بَلَدٍ، وَأَحَبَّكِ إِلَيَّ، وَلَوْلَا أَنَّ قَوْمِي أَخْرَجُونِي مِنْكِ مَا ‌سَكَنْتُ ‌غَيْرَكِ»، وقوله ﷺ: «أُحُدٌ ‌جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ».

3. العاطفة الإيجابية نحو النِّعم:

أَوْجَب الإسلامُ شُكْرَ الله تعالى على نِعَمِه، وحثَّ على إظهار تلك النِّعم من دون تكبُّرٍ أو مُفاخَرَة. قال تعالى: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} [الضحى: 11].

 

ب. التوازن في العاطفة:

دعا  الإسلام إلى الاعتدال في العاطفة، وبالرغم من أنّ مشاعر الإنسان وانفعالاته ورغباته واتجاهاته تتفاوت بين السلبية والإيجابية، فإنها لا تصِلُ حدَّ الإفراط، بحيث تسيطُر على عقل صاحبها وتصرّفاته، أو تدفعه إلى ارتكاب المحرَّمات. ولهذا قال سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "‌أَحْبِبْ ‌حَبِيبَكَ هَوْنًا مَا، عَسَى أَنْ يَكُونَ بَغِيضَكَ يَوْمًا مَا، وَأَبْغِضْ بَغِيضَكَ هَوْنًا مَا، عَسَى أَنْ يَكُونَ حَبِيبَكَ يَوْمًا مَا".

وقد راعى الإسلامُ العاطفة الإنسانية وتقلّباتها بين محبّةٍ وكراهية، وحُزْنٍ وفرح، وغَضَبٍ وحِلْمٍ. ومن الأمثلة على ذلك قول رسول الله ﷺ للحرص على دوام المودَّة بين الزوجين: «‌لَا ‌يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا غَيْرَهُ» (يَفْرَكْ: يَبْغَض).

 

ج. ضبط العاطفة:

دعا الإسلام الإنسانَ إلى التحكُّم في عاطفته. ومن مظاهر ذلك:

1. الدّعوة إلى تجنّب الأنانيّة، وتغليب المصلحة الشخصية على مصلحة الآخرين. قال رسول الله ﷺ: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ ‌حَتَّى ‌يُحِبَّ ‌لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ».

2. الدعوة إلى حُسن التعامل مع الناس جميعا، بصرف النظر عن اختلاف العواطف تجاههم؛ طمَعًا في إشاعة مشاعر المودّة والمحبّة بينهم. قال تعالى: {وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فُصِّلت: 34].

وقد أَمَر رسولُ الله ﷺ بالعدل بين الأولاد مهما تفاوتت محبّةُ بعضهم في قلوب الوالدين؛ منعًا لوقوع الكراهية والبغضاء بينهم، فقال رسولُ الله ﷺ: «اعْدِلُوا بينَ أوْلَادِكُمْ».

وبالمِثْل، أَمَر الإسلامُ بالتزام الصِّدق في الشّهادة على الناس، وفي العدل بينهم جميعًا، بصرف النظر عن اختلاف أعراقهم وديانتهم ومكانتهم في النّفس. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ} [النساء: 135].

3. سدُّ الذرائع التي تؤثِّر في عاطفة الإنسان، وتُفضي إلى مخالفة أحكام الشريعة، مثل: الابتعاد عمّا يؤدي إلى ارتكاب الفاحشة؛ كإطلاق البصر إلى ما يَحْرُم النظرُ إليه، والتساهل في كشف العورات، والخلوة المحرَّمة.


أتأمل وأبين

أتأمل قولَ سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "‌أَحْبِبْ ‌حَبِيبَكَ هَوْنًا مَا، عَسَى أَنْ يَكُونَ بَغِيضَكَ يَوْمًا مَا، وَأَبْغِضْ بَغِيضَكَ هَوْنًا مَا، عَسَى أَنْ يَكُونَ حَبِيبَكَ يَوْمًا مَا"، ثم أبيِّن أثر الاعتدال في الحُبّ.

← يفضي الاعتدال في الحب إلى أن يصير منضبطًا بأحكام الشريعة، من حيث تقديم محبة الله تعالى ومحبة رسوله على من سواهما، أو الطاعة في غير المعروف، أو فعل ما يُغضب الله تعالى، أو عدم إنصاف الآخرين وإيقاع الظلم عليهم.

أناقش

أناقش المقولة الآتية: "العقلُ فوقَ العاطفةِ".

← العقل والعاطفة كلاهما من حاجات النفس، ولا يصحّ إهمال أحدهما على حساب الآخر، بل هما مُكمِّلان لبعضهما.


 

الإثراء والتوسُّع

يعيش بعضُ الأفراد حالةً من التصحُّر العاطفيّ؛ نتيجة تعرّضهم لبعض الضغوط والمواقف، وبخاصةٍ في مرحلة الطفولة؛ ما يؤدي إلى تبلُّد العاطفة وجُمودها، والميل إلى الانعزال عن الناس، وعدم القدرة على التفاعل مع البيئة المُحِيطة بصورةٍ سليمة.

ولهذا أقَرَّ الإسلامُ جملةً من المبادئ التي تُسهم في الوقاية من هذه الحالة؛ إذ أَمَر بحُسْنِ معاملة الطفل والتعاطفِ معه، ودعا إلى مخالطة الناس، واختيار الصُّحْبة من أحاسنِهم أخلاقًا وعِشْرَةً، والموازنة بين العقل والعاطفة قبل أيِّ عملٍ أو قولٍ.

 

دراسة معمقة

من الدراسات التي تناولت مفهوم العاطفة من منظور المفهوم الإسلامي: دراسة (مفهوم العاطفة في القرآن الكريم والسنّة النبوية ودورها في تنمية الذكاء العاطفي).

مستخدما الرمز المجاور، أرجع إلى المبحث الخامس من هذه الدراسة، ثم أُدوِّن أبرز النقاط المتعلقة بدور التربية الإسلامية في تنمية الذكاء العاطفي للمسلم.

← الإجابة:

1- الوعي بالذات (الإدراك).                                                  2- إدارة الذات.

3- تحفيز الذات (العاطفية).                                               4- المشاركة الوجدانية.

 

القيم المستفادة

أستخلصُ بعضَ القيمِ المستفادة من الدرس.

1) أحرصُ على الموازنة بين عقلي وعاطفتي.

2) أضبطُ جوانب العاطفة بأحكام الشريعة الإسلامية.

3) أقدِّر مراعاة الإسلام جميعَ جوانب الإنسان.