مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

الحقوق السياسية للمرأة في الإسلام

التربية الإسلامية - الصف المواد المشتركة توجيهي

التعلم القبلي

أَوْلت الشريعة الإسلامية المرأة جُلَّ اهتمامها، وأعلت من شأنها، وأقرَّت لها جُملة من الحقوق التي تُمكِّنها من أداء دورها الفاعل في الحياة الأُسَرية والعملية.

وتشمل هذه الحقوق جوانب مادية، مثل: أهليَّتها لمُلْكية المال، والبيع، والشراء، والعمل، والميراث، والمهر.

وجوانب أُخرى اجتماعية، مثل: حقِّ التعلُّم، والتكريم، والرعاية، والتقدير، والحرية، واختيار الزوج، والمشاركة في بناء الأُسْرة وتربية الأبناء.

الْفَهْمُ وَالتَّحْليلُ

يُقصَد بالحقوق السياسية: الامتيازات التي تمنحها الدولة للمُواطِن، وينصُّ عليها الدستور، وتُمكِّنه من المشاركة في صنع القرارات المُتعلِّقة بإدارة شؤون الدولة.
خاضت المرأة في الإسلام مُعترَك الحياة السياسية، وعُهِد إليها بكثير من الأعمال والمهام التي تشير إلى إقرار الإسلام بذلك.

أولًا: تقديم النصيحة لولي الأمر

يُعَدُّ إبداء النصح، والقيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، من أعظم الواجبات في الإسلام، وهو مسؤولية مشتركة بين الرجال والنساء. قال تعالى: ﴿والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالنعروف وينهون عن المنكر[التوبة: 71] .

- يُمكِن للمرأة أنْ تُقدِّم النصح في الشؤون العامَّة، وهو نصح يندرج ضمن قاعدة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، التي تُعَدُّ من أعظم الواجبات في الإسلام. قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ». قُلْنَا: لِمَنْ؟ قَالَ: «لِلهِ، وَلِكِتَابِهِ، وَلِرَسُولِهِ، وَلَِأئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ، وَعَامَّتِهِمْ » [رواه البخاري ومسلم].
(مثال): ناقشت الصحابية الجليلة خولة بنت ثعلبة
رضي الله عنها سيِّدنا عمر بن الخطّاب رضي الله عنه في قراره بخصوص مسألة تحديد مهور النساء، وذكَّرته بما في كتاب الله تعالى، فقبل سيِّدنا عمر ابن الخطّاب رضي الله عنه نصيحتها، وتراجع عن قراره.

ثانيًا: المشاركة في بناء الدولة ومؤسساتها
مارست المرأة في الإسلام حقَّها السياسي في بناء الدولة الإسلامية ومؤسساتها، وذلك عن طريق:
أ . المشاركة في صنع القرار في عهد النبي
صلى الله عليه وسلم: شاركت بعض نساء الأنصار في بيعة العقبة الثانية قبل الهجرة. وبعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المُنوَّرة، كانت النساء يبايعن النبي صلى الله عليه وسلم.

قال تعالى: (يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ولا يعصينك في معروف فبايعهن واستغفر لهن الله إن الله غفور رحيم)(الممتحنة: 12).
من الصحابيات الجليلات اللاتي بايعن النبي
صلى الله عليه وسلم  في بيعة العقبة الثانية:
1) الصحابية الجليلة أُمُّ عمارة نُسَيْبَة بنت كعب الأنصارية
رضي الله عنها.
2) الصحابية الجليلة أُمُّ منيع أسماء بنت عمرو رضي الله عنها.

ب. المشاركة في الهجرة إلى المدينة المُنوَّرة: تُعَدُّ الهجرة حدثاً تاريخياًّ مُهِمًّا في الحياة السياسية، وركيزةً أساسيةً لبناء الدولة الإسلامية. وقد شاركت النساء المسلمات في الهجرة الأولى إلى الحبشة، وتحمَّلْنَ كثيرًا من الأذى في سبيل الدعوة الإسلامية؛ إذ كانت السيِّدة رُقَيَّة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجها سيِّدنا عثمان بن عفّان رضي الله عنه في طليعة المهاجرين إلى الحبشة، مُفضِّلةً الهجرة في سبيل الله تعالى على البقاء في الأرض التي عاشت فيها طفولتها وشبابها.
بعد هجرة سيِّدنا محمد
صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنُوَّرة، هاجرت المسلمات من أهل مَكَّة وما حولها، ومارسْنَ دورهن في تأسيس الدولة وبنائها، وتحمَّلْنَ الغربة بعدما فُرِضت الهجرة. قال تعالى: ﴿
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ ۖ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ [الممتحنة: 10 ].

صُوَرٌ مُشْرِقَةٌ
 

لمّا أرادت أُمُّ سلمة رضي الله عنها الهجرة إلى المدينة المُنوَّرة مع زوجها وابنها، اعترض طريقهم بنو المغير (قبيلة أُمِّ سلمة)، وأخذوها وابنها من زوجها، ثمَّ جاء بنو عبد الأسد (قبيلة زوجها)، وأخذوا ابنها سلمة، وبقيت رضي الله عنها عند أهلها مُدَّة من الزمن تبكي لفِراق زوجها وابنها، حتى أذن لها أهلها بالخروج، ورُدَّ إليها ابنها، فأسرعت بالهجرة إلى المدينة المُنوَّرة.

ج. ممارسة الحقِّ في إعطاء الأمان:

  - أجارت أُمُّ هانئ رضي الله عنها (ابنة عَمِّ النبي صلى الله عليه وسلم، وأخت سيِّدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه) رجلين من المشركين، استجارا بها يوم فتح مَكَّة المُكرَّمة، فأيَّدها النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: «قَدْ أجََرْناَ مَنْ أجََرْتِ يَا أُمَّ هَانئٍِ» [رواه البخاري ومسلم].

 - أجارت السيِّدة زينب رضي الله عنها (ابنة سيِّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم) زوجها أبا العاص الذي أُسِرَ في السنة السادسة من الهجرة واستطاع الهرب ثم استجار بزينب رضي الله عنها، فأجارته، فأجاز النبي صلى الله عليه وسلم إجارتها. وقد أجمع الفقهاء على حقِّ المرأة المسلمة في منح الأمان؛ عملً بقوله صلى الله عليه وسلم: «المُْسْلمِونَ تَتَكافَأُ دِماؤُهُمْ، وَيَسْعى بِذِمَّتِهِمْ أَدْناهُمْ، وَيَرُدُّ عَلَيْهِمْ أَقْصاهُمْ وَهُمْ يَدٌ عَلى مَنْ سِواهُمْ » [رواه أبو داود]. 

ثالثًا: الشورى

من الحقوق التي مارستها المرأة في بداية البعثة، حقُّ الشورى:

-  كانت السيِّدة خديجة رضي الله عنها تبذل الرأي والمشورة للنبي صلى الله عليه وسلم، وظهر ذلك جَلِيًّا في موقفها حين نزل الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم في غار حراء؛ إذ رجع صلى الله عليه وسلم إلى أُمِّ المؤمنين السيِّدة خديجة رضي الله عنها، فأشارت عليه أنْ يذهب إلى ابن عمِّها ورقة بن نوفل، وأنْ يُخبِره بما حدث معه؛ نظرًا إلى معرفته الواسعة بأهل الكتاب الذين عندهم أخبار الأنبياء، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بمشورتها.

- استشار سيِّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم النساء كما كان يستشير الرجال، ومن ذلك استشارته لزوجه أُمِّ سلمة رضي الله عنها، وأخذه برأيها يوم الحديبية حين تباطأ الصحابة في التحلُّل من الإحرام؛ أملً منهم بأنْ يرجع النبي صلى الله عليه وسلم عن قراره المُتعلِّق بصلح الحديبية، فأشارت رضي الله عنها على النبي صلى الله عليه وسلم أنْ يتحلَّل من إحرامه، وألّا يُكلِّمهم، ففعل الصحابة كما فعل صلى الله عليه وسلم.

- استشار عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه الناس في اختيار الخليفة الثالث، فكان للنساء دور فاعل في المشاركة في إسداء المشورة.

أبحث عن 

أَبْحَثُ عَنِ الدور السياسي للسيِّدة زبيدة زوجة الخليفة هارون الرشيد، وحفيدة مُؤسِّس الدولة العبّاسية، وما تمتَّعت به من رجاحة العقل والحكمة التي جعلتها أهلً للأخذ برأيها في شؤون الحُكْم.

ساهمت زبيدة في بناء الدولة فقدمت المشورة للخليفة هارون الرشيد لما تمتعت به من رجاحة العقل والفطنة والذكاء، كما أنها قامت بمجموعة من الاعمال لخدمة الدولة مثل طريق زبيدة الواصل ببن الكوفة ومكة وعين زبيدة لجلب الماء من الطائف إلى مكة المكرمة لسقاية الحجاج في منى.

رابعًا: الجهاد 

شاركت النساء في الجهاد أيام النبي صلى الله عليه وسلم:

- عن أُمِّ عطية الأنصارية رضي الله عنها، قالت: «غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم سَبْعَ غَزَوَاتٍ، أَخْلُفُهُمْ فِي رِحَالِهِمْ، فَأَصْنَعُ لَهُمُ الطَّعَامَ، وَأُدَاوِي الْجَرْحَى، وَأَقُومُ عَلَى الْمَرْضَى» [رواه مسلم].وفي هذا إشارة إلى أنَّ النساء كُنَّ يُسهِمْنَ في خدمة المقاتلين، ويعملْنَ على إعداد الطعام لهم، وتزويدهم بالماء، ومداواة الجرحى، ونقل الشهداء.

- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَغْزُو بأُِمِّ سُلَيْمٍ وَنسِْوَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ مَعَهُ إِذَا غَزَا، فَيَسْقِينَ الْمَاءَ، وَيُدَاوِينَ الْجَرْحَى » [رواه مسلم].

كان النبي صلى الله عليه وسلم يبيح للنساء حمل السلاح في الجهاد:

- عن أنس بن مالك رضي الله عنه أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ رضي الله عنها اتَّخَذَتْ يَوْمَ حُنَيْنٍ خِنْجَرًا، فَكَانَ مَعَهَا، فَرَآهَا أَبوُ طَلْحَةَ رضي الله عنه، فَقَالَ: «يَا رَسُولَ الله،ِ هَذِه أُمُّ سُلَيْمٍ مَعَهَا خِنْجَرٌ »، فَقَالَ لََا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَا هَذَا الْخِنْجَرُ؟ » قَالَتْ: «اتَّخَذْتُهُ إنِْ دَنَا مِنِّي أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، بَقَرْتُ بهِ بَطْنَهُ، فَجَعَلَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَضْحَكُ» [رواه مسلم].

- وقد ورد أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قد أقرَّ قتال أُمِّ عمارة رضي الله عنه عندما رآها تُقاتِل دفاعًا عنه يوم أُحد، حين أحاط به المشركون، وتفرَّق جَمعُ المسلمين. 

الْإِثْراءُ وَالتَّوَسُّعُ 

شهد العالَم المعاصر منح المرأة كثيرًا من الحقوق السياسية التي تُقِرُّها الشريعة الإسلامية للمرأة، وتجيز لها ممارستها كالرجل سواء بسواء. ومن ذلك:
أ . حقُّ الانتخاب: يُقصَد به حقُّ التصويت لاختيار الأشخاص الذين ينوبون عن أفراد الأمُةَّ في تولّي السلطات العامَّة، مثل المشاركة في الانتخابات النيابية، أو البلدية، أو النقابية.
ب. حقُّ الترشُّ ح وتمثيل الشعب في المجالس المختلفة: يَحِقُّ للمرأة أنْ تُقدِّم نفسها إلى هيئة الناخبين لتولّي السلطات العامَّة نيابةً عنهم، مثل حقِّها في الترشُّح لمجلس النوّاب؛ ما يُمكِّنها من مراقبة السلطة التنفيذية، وتشريع القوانين والأنظمة اللازمة لتحقيق مصالح الناس.
ج. حقُّ تقلُّد الوظائف العامَّة: يَحِقُّ للمرأة تبوُّؤ المناصب العليا في الدولة مثل الوزارة؛ فتولّي هذه الوظائف حقٌّ مشروع لكلِّ مُواطِن ومُواطِنة؛ شرط توافر الكفاءة، والخبرة، والمُؤهِّلات اللازمة.

القيم المستفادة 

أَسْتَخْلِصُ بعض القِيَم المستفادة من الدرس.

  1.  أُقَدِّرُ حرص الإسلام على منح المرأة حقوقها السياسية.
  2. أحترم حق المرأة في ممارسة حقوقها السياسية.
  3. أحرص على تمكين المرأة من ممارسة حقوقها السياسية.