التمييز :
1- شربنا كأسًا ماءً .
2- طاب المكان هواءً .
فجملة (شربنا كأسًا ماءً) لو حذفنا منها كلمة (ماءً) لاعترى الجملة غموض ، لأن (كأسًا) مبهمة وفي حاجة إلى توضيح لوجود احتمالات كثيرة لإيضاح المعنى؛ فقد يتبادر إلى ذهن السامع أننا شربنا كأسًا عصيرًا ، أو كأسًا قهوةً ، أو كأسًا شايًا ، لكن وجود كلمة (ماءً) نفى أي احتمال وأزال الغموض عن كلمة (كأسًا) وتعَيَّنت تمامًا.
وفي جملة (طاب المكان هواءً) وضحت كلمة (هواءً) غموضًا اعترى الجملة المكونة من الفعل (طاب) والفاعل (المكان) ، فلو لم تذكر كلمة (هواء) لتعددتِ الاحتمالات فقد يقال : طاب المكان جمالًا ، أو طاب المكان جلوسًا ، أو طاب المكان رائحةً ، ولكن وجود كلمة (هواءً) المفسرة للجملة وضح المعنى وأزال الغموض.
** نلاحظ أن الأسماء التي أزالتِ الغموض ووضحت المقصود من الكلمة أو الجملة السابقة هي نكرة منصوبة، ويسمى كل منها تمييزًا.
نوعا التمييز :
أولا : تمييز الذات (المفرد ) (الملفوظ ):
هذا النوع من التمييز يزيل الغموض عن لفظةٍ أو كلمةٍ بعينها ، ويسمى تمييز ذات أو تمييزًا ملفوظًا ، أو تمييز مفرد.
ويأتي هذا النوع من التمييز لإزالة الإبهام عن أنواع محددة من الكلمات ، وهي :
1. العدد من (أحدَ عشرَ إلى تسعةَ وتسعين) ، مثال : اشترى صاحب المكتبة اثني عشر كتابًا وعشرين قلمًا. وتمييز تلك الأعداد يكون مفردًا منصوبًا.
2. المقادير :ويدل المقدار على :
1- المساحة : ففي قولنا : (زرع أبي دونمًا زيتونًا) أزالت كلمة (زيتونًا) الغموض عن كلمة (دونمًا) التي تدل على المساحة.
2-الكيل : ففي قولنا: ( اشترت جارتنا صاعًا قمحًا ) أزالت كلمة (قمحًا ) الغموض عن كلمة ( صاعًا) التي تدل على المكيال.
3- الوزن : ففي قولنا: (تصدق نبيل على الفقير برطل زيتًا ) أزالت كلمة (زيتًا ) الغموض عن كلمة (رطل)التي تدل على وزن .
3. أشباه المقادير : وهي تدل على مقادير غير محددة تمامًا، ولكنها لم تكن تستعمل في الأصل على أنها من المقادير ، وهي ليست ثابتة في المقدار بسبب اختلافها من شخص إلى آخر من حيث الحجم والوزن والمساحة، ومثال ذلك: ما في السماء قدر راحة سحابًا،قدمت للطيور حفنة حنطةً ،تسمى ( قدر راحة، وحفنة )أشباه مقادير ومن أشباه المقادير أيضًا : شبر، وذراع، وخطوة، وكيس .
4. ما كان فرعا للنوع، ومثاله: اشترى أخي قميصًا قطنًا، فالقميص فرع القطن وكلمة قطنًا أزالت الغموض عن كلمة قميصًا، فوجود كلمة (قطنًا) نفى أن يكون القميص حريرًا أو صوفًا أو غير ذلك.
ملاحظة : يعرب التمييز الملفوظ :تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
ثانيًا : تمييز النسبة (الملحوظ ):
وهو أحد أنواع التمييز الذي يعمل على توضيح الغموض في جملة ما وليس للفظ واحد ، ويضمُّ نوعان أساسيان: وهم المنقول ( المحول)، وغير المنقول (غير المحول).
1- التمييز المنقول (المحول): وهو التمييز الذي يكون أصله عبارة عن مبتدأ أو فاعل أو مفعول به :
أ- مبتدأ: الله أسرع مكرًا. فالتمييز (مكرًا) محول عن مبتدأ، فأصل الجملة: مكر الله أسرع .فنقول هنا: التمييز يوضح علاقة المبتدأ والخبر.
ب- فاعل: تساقطت السماء مطرًا. فالتمييز (مطرًا) محول عن فاعل ،فأصل الجملة: تساقط مطر السماء. فنقول هنا: التمييز يوضح علاقة الفعل والفاعل .
ج- مفعول به: وفجرنا الأرض عيونًا. فالتمييز (عيونًا) محول عن مفعول به، فأصل الجملة: فجّرنا عيون الأرض. فنقول هنا: التمييز يوضح علاقة الفعل والمفعول به.
2 - التمييز غير المنقول (غير المحول): وهو التمييز الذي يكون غير محول من شيء آخر، بل يكون كلمة جديدة تُضاف إلى الجملة لكشف الغموض:
أ- أسلوب التعجب مثل: لله دره أبًا!، ما أجمل البحرَ لونًا!
ب- أسلوب المدح مثل: نعم الصدق خلقًا.
ج- أسلوب الذم مثل: بئس الكذب خلقًا.
