الدراسات الاجتماعية فصل أول

الثامن

icon

الدّرسُ الثاني: البيئاتُ الطبيعيةُ

أتخيّلُ نفسي هناكَ: أقومُ برحلةٍ استكشافيةٍ في غاباتِ دِبّينَ، وأتجوّلُ بينَ الأشجارِ العاليةِ الكثيفةِ وأستنشقُ الهواءَ النقيَّ المعطَّرَ برائحةِ الصنوبرِ والأزهارِ البَرّيّةِ، وأتأمّلُ الكائناتِ الحيةَ التي تعيشُ فيها، وأفكّرُ في أهميةِ الحفاظِ على الغاباتِ.

 

يُعَرَّفُ النظامُ البيئيُّ الطبيعيُّ بأنَّهُ مجموعةٌ منَ الكائناتِ الحيّةِ تعيشُ في بيئةٍ محدَّدةٍ، وتتفاعلُ معَ بعضِها بعضًا ومعَ عناصرِ البيئةِ غيرِ الحيّةِ؛ لتحافظَ على استمراريةِ وجودِها، ويوجدُ عددٌ كبيرٌ منَ الأنظمةِ على اليابسةِ والماءِ، وتُصَنَّفُ بناءً على خصائصَ عامّةٍ مشترَكةٍ للنباتاتِ التي تنمو فيها.

الأنظمةُ البيئيةُ الأرضيةُ:

أوّلًا: النظامُ البيئيُّ للغاباتِ

غاباتُ المناطقِ الباردةِ (الغاباتُ الصنوبريةُ)

تقعُ في شمالِ آسيا وأوروبا وأمريكا الشماليةِ، ويسودُها شتاءٌ طويلٌ باردٌ وصيفٌ قصيرٌ معتدِلٌ، وفيها تسقطُ معظمُ الأمطارِ في فصلِ الصيفِ. وتربتُها حمضيةٌ وغنيةٌ بالموادِّ العضويةِ، ويُطلَقُ عليها (الغاباتُ الصنوبريةُ)؛ لكثرةِ النباتاتِ الصنوبريةِ ذاتِ الأوراقِ الإبريةِ فيها. وتعاني هذِهِ المناطقُ مشكلاتٍ بيئيةً عدّةً، منها: عملياتُ القطعِ الجائرِ لإنتاجِ الورقِ.

 

غاباتُ المناطقِ المُعتدِلةِ:

توجدُ في أمريكا الشماليةِ وغربيِّ أوروبا ووسطِها وشرقيِّ آسيا، وتتّسمُ بمُناخٍ مُعتدِلٍ حارٍّ رطبٍ صيفًا وباردٍ شتاءً. وتربتُها ناضجةٌ وغنيةٌ بالموادِّ العضويةِ، تعيشُ فيها الأشجارُ المتساقطةُ الأوراقِ، مثلُ: البلّوطِ، والكستناءِ. ومنَ الحيواناتِ التي تعيشُ فيها: السنجابُ، والأيلُ، والدّبُّ الأسودُ. ومنْ أكثرِ المشكلاتِ البيئيةِ الّتي تعانيها هذِهِ الغاباتُ: القطعُ الجائرُ للحصولِ على الأخشابِ لصناعةِ الأثاثِ.

 

الغاباتُ الاستوائيةُ:

توجدَ بينَ دائرتَيْ عرضٍ 5 شمالًا و5 جنوبَ خطِ الاستواءِ، وتتّسمُ هذِهِ المنطقةُ بارتفاعِ درجةِ الحرارةِ وتساقُطِ الأمطارِ طوالَ العامِ، يتّسمُ الغطاءُ النباتيُّ فيها بالتنوُّعِ، إذْ تسمحُ الظروفُ المُناخيةُ بنُمُوِّ الأشجارِ الضخمةِ الّتي تحجبُ ضوءَ الشمسِ عنِ النباتاتِ الأصغرِ حجمًا، مثلِ: السرخسياتِ، والحزازياتِ، وفيها تنوُّعٌ حيوانيٌّ مثلُ: القرودِ، والأفاعي، والطيورِ. ومنَ المشكلاتِ الّتي تعانيها هذِهِ المناطقُ: مشكلةُ قطعِ الأشجار الجائرِ للحصولِ على الأخشابِ، أوْ تحويلِها إلى أراضٍ زراعيةٍ أوْ رَعَويةٍ، ما أفقدَ كثيرًا منَ الكائناتِ الحيّةِ موئلَها الطبيعيَّ.

 

أفسر نمو الاشجار الضخمة في الغابات الاستوائية

السبب يعود إلى توفر كميات هائلة من الأمطار على مدار العام ودرجة الحرارة المرتفعة

 

 

ثانيًا: النظامُ البيئيُّ للحشائشِ

إقليمُ الحشائشِ المُعتدِلِ

يمتازُ هذا الإقليمُ بمُناخٍ ماطرٍ شتاءً وحارٍّ جافٍّ صيفًا، وتتّسمُ تربتُهُ بأنَّها سميكةٌ وغنيةٌ بالموادِّ العضويةِ، فتنمو فيهِ الحشائشُ الطويلةُ وقتَ سقوطِ الأمطارِ والحشائشُ القصيرةُ وقتَ الجفافِ إضافةً إلى النباتاتِ المُزهِرةِ، ومنَ الأمثلةِ على الحيواناتِ التي تعيشُ فيهِ: الحصانُ البَرّيُّ في أوراسيا، والثورُ الأمريكيُّ في الأمريكيّتَينِ، والزرافةُ والحمارُ الوحشيُّ في إفريقيا.

تعاني أراضي المراعي في هذا الإقليمِ مشكلةَ تحويلِها إلى مناطقَ زراعيةٍ، مثلما حدثَ في أمريكا الشماليةِ الَّتي حُوِّلَتْ مراعيها إلى حقولٍ لإنتاجِ الذُّرَةِ والقمحِ، ويؤدّي الرعيُ الجائرُ فيها إلى انجرافِ التربةِ وتصحُّرِ المنطقةِ.

 

إقليمُ السافانا

يقعُ هذا الإقليمُ بينَ الغاباتِ الاستوائيةِ والمناطقِ الصحراويةِ، والسافانا حشائشُ مداريةٌ توجدُ في أكثرَ منْ بيئةٍ مُناخيةٍ؛ فتنمو في البيئاتِ المداريةِ التي يسودُها فصلانِ؛ أحدُهُما رطبٌ والآخرُ جافٌّ، وتوجدُ أيضًا في الإقليمِ شبهِ الصحراويِّ المداريِّ الذي تسقطُ أمطارُهُ في فصلِ الصيفِ. وفيهِ تنمو الأشجارُ المتساقطةُ الأوراقِ، مثلُ: أشجارِ الأكاسيا، وتعيشُ فيهِ الأُسودُ والنُّمورُ والفِيَلةُ. ويتعرّضُ هذا الإقليمُ للحرائقِ؛ بسببِ جفافِهِ وارتفاعِ درجةِ الحرارةِ في فصلِ الصيفِ.

أفسر:

يتعرض إقليم السافانا لخطر الحرائق.

بسببِ جفافِهِ وارتفاعِ درجةِ الحرارةِ في فصلِ الصيفِ.

 

ثالثًا: النظامُ البيئيُّ الصحراويُّ

يتّسمُ هذا النظامُ بمُناخٍ جافٍّ تقلُّ كمّيّاتُ الأمطارِ فيهِ عنْ 250 ملم سنويًّا، ويُقسَمُ إلى قسمينِ، هما:

  • الصحاري الحارّةِ: مثلُ: صحراءِ الرُّبعِ الخالي والنفوذِ في شبهِ الجزيرةِ العربيةِ، والصحراءِ الكبرى في شمالِ إفريقيا. تربتُها رقيقةٌ فقيرةٌ إلى الموادِّ العضويةِ، وتحتاجُ إلى المياهِ حتى تصبحَ ملائمةً للزراعةِ، وتنمو فيها أنواعٌ قليلةٌ منَ النباتاتِ، مثلِ: الصّبّارِ، وتعيشُ فيها بعضُ الحيواناتِ، مثلِ: الجِمالِ، والزواحفِ، والصقورِ.
  • الصحاري الباردةُ: مثلُ: صحراءِ منطقةِ الحوضِ الكبيرِ غربَ الولاياتِ الأمريكيةِ المتحدةِ، تتّصفُ هذِهِ الصحاري بانخفاضِ درجاتِ الحرارةِ طوالَ العامِ، وتنمو فيها بعضُ الأزهارِ والحشائشِ في بدايةِ فصلِ الربيعِ. ومنَ الحيواناتِ الّتي تعيشُ فيها: الفقمةُ، والثعلبُ القطبيُّ.

ما أوجه الشبه والاختلاف بين الصحاري الحارة والصحاري الباردة

  • وجه الشبه: قلة الغطاء النباتي
  • الاختلاف: أرتفاع درجات  الحرارة في الصحاري الحارة والاانخفاض الشديد لدرجات الحرارة في الصحاري الباردة.

 

 

 

 

رابعًا: نظامُ التّنْدَرا: يتّسمُ بمُناخٍ باردٍ وجافٍّ، ويقلُّ مُعدَّلُ سقوطِ الأَمطارِ فيهِ عنْ 250 ملم سنويًّا، تربتُهُ رقيقةٌ ومُغطّاةٌ طوالَ العامِ بالثلوجِ الّتي تذوبُ طبقاتُها السطحيةُ فقطْ في فصلِ الصيفِ.

ما يزالُ تأثيرُ الإنسانِ في هذا الإقليمِ محدودًا؛ بسببِ الظروفِ المُناخيةِ القاسيةِ، ويقتصرُ على التنقيبِ عنِ النفطِ فيهِ.

غزالُ الرّنّةِ القطبيُّ: يغطّي جسمَهُ فِراءٌ سميكٌ جدًّا يُشعِرُهُ بالدفءِ، على الرغمِ منَ انخفاضِ درجاتِ الحرارةِ الشديدِ.

وهناكَ نوعانِ منَ التَّنْدَرا، هما:

- التَّنْدَرا القطبيةُ: تقعُ في منطقةِ العروضِ العليا (بعدَ دائرةِ العرضِ 66.5) شمالًا.

- التَّنْدَرا الألبيةُ: تقعُ في أعالي المرتفعاتِ العاليةِ، بِغَضِّ النظرِ عنْ موقعِها بالنسبةِ إلى دوائرِ العرضِ. تعيشُ فيها الحشائشُ وبعضُ الشجيراتِ القزميةِ المُزهِرةِ. ومنَ الحيواناتِ التي تعيشُ فيها: غزالُ الرّنّةِ (الأيلُ)، والدّبُّ المُخطَّطُ، والثعلبُ القطبيُّ.

 

  • السبب : بسببِ الظروفِ المُناخيةِ القاسيةِ
  • النتيجة : ما يزالُ تأثيرُ الإنسانِ في هذا اقليم التندرا

الأنظمةُ البيئيةُ المائيةُ

أوّلًا: المياهُ العذبةُ

تُشكّلُ المياهُ العذبةُ حوالي 2.5% فقطْ منَ الماءِ الموجودِ على سطحِ الأرضِ، يوجدُ معظمُها على شكلِ جليديّاتٍ ومياهٍ جوفيةٍ، وتظهرُ النسبةُ الأقلُّ على شكلِ مياهٍ سطحيةٍ، مثلِ: البحيراتِ، والأنهارِ. وتعيشُ في البحيراتِ: النباتاتُ الطافيةُ المعروفةُ بالعوالقِ النباتيةِ، وزنبقةُ الماءِ التي تنمو على جوانبِ البحيراتِ، والأسماكُ، والبَطُّ، والإوَزُّ. وعلى الرغمِ منْ أهميةِ المياهِ العذبةِ وندرتِها في العالم، فإنَّها تعاني التلوُّثَ بالموادِّ الكيميائيةِ الناجمَ عنِ الأنشطةِ البشريةِ.

ثانيًا: المياهُ المالحةُ

تتشكّلُ المياهُ المالحةُ منْ مياهِ البحارِ والمحيطاتِ، وتعيشُ فيها بعضُ النباتاتِ والطحالبِ، وبعضُ أنواعِ الحيواناتِ، مثلِ: الأسماكِ، والحيتانِ، والسلاحفِ البحريةِ. وتعاني هذِهِ المياهُ مشكلاتٍ بيئيةً عدّةً، منها: الصيدُ الجائرُ الذي يهدّدُ الحياةَ البحريةَ، وخطرُ تسرُّبِ النفطِ منْ ناقلاتِ النفطِ.

ثالثًا: الأراضي الرطبةُ

 تشملُ المستنقَعاتِ العذبةَ والمالحةَ، وتمتازُ بمياهٍ ضحلةٍ راكدةٍ. توجدُ في عدّةِ عروضٍ، وهيَ مناطقُ منخفضةٌ مُغلَقةٌ، تُغذّيها مياهُ الأمطارِ والمياهُ الجوفيةُ والجرَيانُ السطحيُّ منَ المناطقِ المجاورةِ، وتمتازُ بتربةٍ غنيةٍ بالموادِّ العضويةِ، وتنمو فيها أنواعٌ محدّدةٌ منَ النباتاتِ، مثلِ: القصبِ. ومنْ حيواناتِها البرمائيةِ: التماسيحُ. تتعرّضُ هذِهِ البيئاتُ للجفافِ؛ بسببِ استنزافِ المياهِ الجوفيةِ التي تتغذّى عليها.

المشكلةُ: تعرُّضُ كثيرٍ منَ المستنقَعاتِ للجفافِ.

الحلُّ: المحافظة على مصادر التغذية المائية

Jo Academy Logo