مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

الإسلام والبحث العلمي

الدراسات الإسلامية - الصف التوجيهي أدبي

التعلُّم القبليّ

   حثَّ الإسلامُ على النظر والتفكّر في الكون. قال تعالى: {قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} [يونس: 101].

   وقد أشار القرآن الكريم إلى مصادر الحصول على المعرفة في قوله تعالى: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} [الإسراء: 36]؛ فالسَّمع يُمثِّل المصدر النقليّ، والبصر يُمثِّل المصدر التجريبيّ، والفؤاد فيُمثِّل المصدر الاستنتاجيّ.

أستذكر

أستذكر نصًّا شرعيا يدل على:

أ. وجوب طلب العلم: ← قال رسول الله : (طلب العلم فريضةٌ على كل مسلم).

ب. تشجيع الابتكار والإبداع: ← قال رسول الله : (مَنْ سَنَّ في الإسلام سُنَّةً حسَنةً كان له أجرُها وأجرُ مَن عمل بها إلى يوم القيامة).


الفهم والتحليل:

   اعتنى الإسلام بالعلم، ودعا إلى الالتزام بمجموعةٍ من الأخلاقيات.

 

أولا: مفهوم البحث العلمي وأهميته

   البحث العلمي: هو الجُهد المنظم الذي يقوم به الباحث، باستخدام الطريقة العلمية؛ لاكتشاف الظواهر، وتفسيرها، وتحديد العلاقات فيما بينها، والإفادة من نتائجه.

* مِن الطرائق العلمية في البحوث التجريبية:

(1) بَذْلُ الباحثِ جُهدَه في جمع المعلومات المتعلقة بالظاهرة العلمية،

(2) ثم اقتراحُ مجموعةٍ من الفرضيات المناسِبة لتفسير الظاهرة،

(3) ثم إجراءُ تجربةٍ لاكتشاف الفرضية الملائمة وتحديد علاقتها بالظاهرة.

ومما يؤكِّد أهمية البحث العلمي أنه يمكن من خلاله:

  1. كشف سنن الله في تعالى الكون، وتسخيرها لعمارة الأرض وخدمة الإنسان. قال تعالى: (وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ (20) وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (21)) [الذاريات: ٢٠ ٢١].
  2. الحدُّ من المخاطر والصِّعاب التي يواجهها الناسُ في مختلف مناحي الحياة.

     

أحدِّد:

أحدد الإجراءات التي يتّبعها الباحث لتعرّف أسباب ظاهرة "الاحتباس الحراريّ".

← 1- جمع المعلومات المتعلقة بالظاهرة.                             2- اقتراح فرضيات مناسبة لتفسير الظاهرة.

3- إجراء التجربة لاكتشاف الفرضيات الملائمة.                        4- تحديد علاقة الفرضيات بالظاهرة نفسها.


ثانيا: أخلاقيات البحث العلمي في الإسلام

   دعا الإسلام الباحثين والعلماء إلى الالتزام بأخلاقيات البحث العلمي،

* مفهومها: والتي تعرف بأنها: مجموعة الصفات التي يلتزمها الباحث عند قيامه بالبحث العلمي،

* أهميّتها: والتي تكفل تحقيق هدفِ البحثِ العلميّ في نفع البشرية وعمارة الأرض.

   ومن أهمّ أخلاقيات البحث العلميّ:

أ. إخلاص النية لله تعالى:

  •  مفهومه: فالباحث يقصد وجه الله تعالى في عمله البحثي.
  • دليله: قال رسول الله : «إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى» [رواه البخاري ومسلم].
  • مقتضياته: إخلاص النية لله تعالى في البحث العلمي يعني:
  1.  أن يقصد الباحثُ نفْعَ مجتمعِه وأمَّتِه والبشرية جمعاء،
  2.  وأن يسعى إلى تحري الحقيقة،
  3.  قاصدًا الأجر من الله تعالى، لا البحث عن الشُّهرة والجاه والمال.

 

ب. موافقة مقاصدِ الشريعة وثوابتِها:

  • مقتضياته:
  1.  فلا يصحُّ للبحث العلميّ أن يكون مناقِضًا لثوابت الدين ومقاصد الشريعة،
  2.  أو يُعتدى فيه على حُرمة الإنسان بإخضاعه للتجارب البحثية التي تتعارض مع كرامته؛ مثل: تحويل الجِنس، والاستنساخ.
  • دليله: قال تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا) [الإسراء: ٧٠].

 

ج. الأمانة: ومن أبرز مظاهر الأمانة العلمية في البحث العلميّ:

1. الدقة في النقل والاقتباس:

مقتضياته:

  • عزْو المعلومات إلى مصادرها الأصلية: ذلك أنّ في عدم نسبة الأقوال إلى أصحابها جحودًا لحقوق الآخرين، وجَوْرًا عليهم، وتزييفًا للحقائق، وهذا محرمٌ في شرع الله تعالى. قال رسول الله : «مَنِ ادَّعَى مَا لَيْسَ لَهُ فَلَيْسَ مِنَّا، وَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» [رواه مسلم].
  • يَحرُم تحريفُ أقوال الآخرين عند الاقتباس. قال تعالى: {وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا} [النساء: ١١٢].

2. المحافظة على الأسرار:

  • أمثلته: (1)الأسرار الطبية المتعلقة بالأشخاص الذين أجريت عليهم التجربة، (2)أو أسرار الدولة المتعلقة بأمنها.
  • دليله: قال تعالى: ( وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا) [الإسراء: ٣٤].

 

د. الصبر:

  • أهمية الاتصاف به: (1)يعين الباحث على تجاوز المعوِّقات والضغوط النفسية، (2)ويدفعه إلى بذل الجهد والوقت لحين الوصول إلى النتائج.
  • دليله: قال رسول الله : (مَنْهُومَانِ لَا يَشْبَعَانِ: مَنْهُومٌ فِي عِلْمٍ لَا يَشْبَعُ، وَمَنْهُومٌ فِي دُنْيَا لَا يَشْبَعُ) [رواه الحاكم] (مَنْهُومَانِ: من النَّهم، وهو الرغبة القويّة في الشيء).
  • أمثلته: ومن الأمثلة على اتصاف العلماء بهذا الخلق أنّ الإمام الزمخشري رحمه الله قُطِعت رِجلُه من البرد أثناء رحلته في طلب العلم، فلم يُثنه ذلك  عن الاستمرار في رحلاته العلمية.

 

هـ. الموضوعية:

  • مفهومه: هي التجرُّد من الميول والأهواء الذاتية، وعدم التعصُّب لمذهبٍ فكريٍّ، أو اتجاهٍ علميٍّ، أو نظريةٍ ما، أو مفكِّرٍ بعينِه.
  • دليله: قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ وَاتَّقُوا الله  إِنَّ الله خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [المائدة: ٨].
  • مقتضياته: أن يناقش الباحث آراء الآخرين بالحُجَّة والأدلة العلمية للوصول إلى الحقيقة، بعيدًا عن الطعن في أصحابها.

 

و. عدم إلحاق الضرر بالبيئة:

  • مقتضياته:
  1. خلق الله تعالى الكون وسخَّره للإنسان، وجعل كلَّ ما فيه تحت أمره وطوع إرادته، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا} [البقرة: ٢٩].
  2. نهى الله تعالى عن الإفساد في الأرض، قال تعالى: {وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا} [الأعراف: ٥٦].
  3. النهيُ عن تعذيب الحيوان أثناء التجربة البحثية، لقوله : «لا تَتَّخِذُوا شَيْئًا فِيهِ الرُّوحُ غَرَضًا» [رواه مسلم].

 

ز. التواضع:

  • أهميته: يدفع الباحث إلى النقد الذاتيّ، والاعتراف بالخطأ، وتوجيهه نحو الصواب.
  • مقتضياته: (1)يتعيّن على الباحث أن يقوّم سلوكه البحثي، (2)وأن يتقبَّل الانتقاداتِ العلمية من ذوي الاختصاص.
  • مثاله: وقد اتصف بهذا الخلُق علماءُ الأمة رحمهم الله، فقد قال ابنُ عبّاسٍ رضي الله عنهما: (ليس أحدٌ إلّا يُؤخَذُ مِن قولِهِ ويُدَعُ غيرَ النبيِّ ﷺ).

 

ح. التعاون:

  • مقتضياته: فالباحث يتواصل مع ذوي الاختصاص؛ لاستشارتهم في مشكلاتِ عمله البحثي.
  • أهميته: (1)ضمان المزيد من الدقّة والمصداقية عند الوصول إلى النتائج، فيما (2)يُعد ذلك تطبيقا للتعاون على نشر الخير بين الناس.
  • دليله: قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: ٢].
  • مثاله: يظهر الاتصاف بهذا الخلق في سير أعلام الفكر الإسلامي، ومن ذلك: أنّ الإمام مسلم عرض كتابه (الصحيح) على الإمام أبي زُرْعَة الرازي، فأشار عليه بحذف بعض الروايات لمخالفتها شروط الحديث الصحيح.

 

أُبدي رأيي

 

أُبدي رأيي: أيُّ أخلاقيات البحث العلمي السابقة أكثر أهميةً من غيرها، ولماذا؟

← الأمانة؛ لأنها تُظهِرُ إنصاف البحث لنفسِه وللآخرين، وبها يُحافَظ على جهود العلماء والباحثين وإنجازاتهم.

 

أُفكِّر

ما أثرُ التجارب النووية في إلحاق الضرر بالبيئة والإنسان؟

← تُشكل النفايات النووية تهديدًا لمياه البحار وكائناتها، وللمياه الجوفية، إضافة إلى بقاء إشعاعاتها النووية في الغلاف الجويِّ لمدة طويلة، ومن ثم فإنّ تلوّث الهواء بالمواد الإشعاعية يسبب الخطر في مناطق واسعة على سطح الأرض، مما يؤدي إلى تلوّثٍ مَهُولٍ لعناصر البيئة مثل: التربة الزراعية، والتسبّب بالعديد من الأمراض. ونتيجةً لذلك فإن المشكلاتِ البيئية باتت تُهدِّد مسيرة التنمية الاقتصادية، بل وتُهدّد حياة سكان الكرة الأرضية.


 

الإثراء والتوسّع

   تطوَّر البحث العلمي في هذا العصر حتى أصبح عملًا مؤسَّسيًّا له جهاتٌ ومؤسساتٌ خاصة ترعاه وتعتني به.

   ويوجد في المملكة الأردنية الهاشمية مؤسساتٌ تُعنى بالبحث العلمي، وتوفّر له مستلزماته وأدواته، وتحرصُ على تعزيز الباحثين، ونشر البحوث العلمية، مثل:

  1. صندوق الملك عبد الله الثاني للتنمية، والذي يُشرف على مشروع دعم البحث والإبداع لطلبة الجامعات.
  2. الجمعية العلمية الملكية.
  3. صندوق دعم البحث العلمي في وزارة التعليم العالي.
  4. المركز الوطني للبحوث الزراعية.
  5. إضافةً إلى مراكز البحث الموجودة في الجامعات.

     

دراسة معمقة

كثرت الدراسات التي تتحدث عن اهتمام الإسلام بالدعوة إلى الالتزام بالأخلاقيات المتعلقة بالبحث العلمي، مثل الدراسة التي تحمل عنوان: (منهجية البحث العلمي وضوابطه)، والتي جاءت مقسَّمةً إلى مبحثين: تناول أولُهما تعريف المنهج العلمي وأنواعه وخصائصه في الفكر الإسلامي، وأُفرِد ثانيهما لإبراز كلٍّ من الضوابط العلمية والخلُقية في البحث العلمي.

باستخدام الرمز المجاور، أرجع إلى المبحث الثاني من هذه الدراسة لتدوين الضوابط الخلقية في البحث العلمي.

← 1- اقتران العلم بالنية الصالحة والعمل الصالح.                        2- عفّة اللسان والقلم (الموضوعية).

3- الأمانة في البحث، ونسبة الفضل إلى أهله.                                 4- الاعتراف بمحدودية العلم البشري.

5- الربط بين العلم والإيمان بالله تعالى.


القيم المستفادة

أستخلص بعض القيم المستفادة من الدرس.

1) أحرص على الالتزام بأخلاقيات البحث العلمي.

2) أساهم بالبحث العلمي في حلّ المشكلات المجتمعية.

3) أقدّر اهتمام الإسلام بالبحث العلمي.