الأردن في عهد الدولة الأموية (41 - 132 هـ /661-749م )
حظي الأردن بأهمية كبيرة في العهد الأموي، خاصة مدينة عمان، فقد كانت مركزا مهما للأمراء الأمويين الذين كانوا يقيمون في قصر القلعة، وكانت لهم قوات خاصة فيها للمحافظة على الأمن والاستقرار.
أولا: أسباب اهتمام الخلفاء الأمويين بالأردن
1 - ولاء أهل الأردن للخلفاء الأمويين وتأييدهم لهم، خاصة بعد وفاة يزيد بن معاوية 64 هـ 683م، وانتقال الخلافة الأموية من الفرع السفياني إلى الفرع المرواني، فكان لأهل الأردن الدور الأكبر في تثبيت أركان الدولة الأموية.
وفي ذلك يقول الشاعر الأموي عدي بن الرقاع العاملي:
ولولا الإله وأهل الأردن لانقسمت ناز الجماعة يـوم المـرج نيرا
2- وقوع الأردن على الطريق التجاري، فهو حلقة الوصل بين بلاد الشام من جهة والحجاز ومصر من جهة أخرى.
3 - وقوع الأردن على طريق الحج الشامي .
4 - غنى أرض الأردن بالثروات الزراعية.
ثانيا: مظاهر اهتمام الخلفاء الأمويين بالأردن
كان الأردن محط اهتمام الخلفاء الأمويين، ومن مظاهر ذلك:
1 - توزيع مناطق الأردن على أجناد الشام، ومنها:
أ - جند الأردن، ومن مدنه وقراه: فحل وجرش وبيت رأس والسواد والأقحوانة وجدر
ب- جند دمشق، ومن مدنه : أذرح والجرباء ومؤتة ومؤاب والبلقاء وعمان والشراة ومعان والحميمة وزيريا، والقسطل والموفر والرقيم وزغر
ج- جند فلسطين، ومن مدنه: أيلة (العقبة).
2 - كانت مدينة عمان مركزا مهما للمواصلات، كما اتخذها الأمويون دارا لسك النقود الإسلامية، وقد اتخذوا جرش أيضا دارا لسك النقود في العهد الأموي.
3- تميز الأردن بمكانة خاصة في عهد الخليفة الأموي يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، لأنه ولد في البادية الأردنية، فكان يحن دوما لأرضها؛ لذا فقد كان يقضي معظم أوقاته في الأردن إلى جانب أمه «ميسون بنت بحدل الكلبية» التي غرست فيه عشق الصحراء والبداوة.
4 - اهتمام الخليفة الوليد بن يزيد منطقة البلقاء، فقد كان يطعم الحجاج ثلاثة أيام، ويأمر بتقديم الأعلاف لدوابهم في منطقة زيزياء (الجيزة).
5 - مبايعة الخليفة سليمان بن عبد الملك، وهو في البلقاء بالخلافة.
هل تعلم
- إن معاوية بن أبي سفيان تزوج ميسون بنت بحدل الكلبية في أثناء ولايته للشام، وقد كانت تحن للعيش في البادية الأردنية، وتشعر بالملل من حياة القصور في دمشق؛ لذا فقد طلقها
معاوية وهي حامل في ابنه يزيد، ومن شعرها:
لبيت تخفق الأرباح فيه أحب إلي من قـصـر مـنـيـف
ولبس عباءة وتقر عيني أحب إلي من لبس الشفوف
وكلب ينبح الطراق دونه أحب إلي من نقر الدفـوف
6 - تحويل الأردن إلى ملتقى لأعظم شعراء بني أمية في عهد الخليفة يزيد بن عبد الملك مثل: الفرزدق وجرير وكثير عزة، الذين وفدوا إلى زيزياء والقسطل والموقر، وقد قال الشاعر كثير عزة في تلك المناطق:
سقى الله حيا بالموقر دارهم إلى قسطل البلقاء ذات المحارب
سواري تنحي كل آخر ليلة وصوب عمام باكرات الجنائب
أناس ينال الماء قبل شفاههم له واردات العرض شم الأرانب
وقد توفي يزيد بن عبد الملك في إربد من أرض البلقاء.
ثالثا: القصور الأموية في البادية الأردنية
أهتم خلفاء بني أمية ببناء القصور في البادية الأردنية، الأسباب التي دفعتهم لبناء هذه
القصور ما يأتي:
1 - تعليم أبنائهم اللغة العربية الخالصة في البادية التي تمتاز بفصاحة اللسان وبلاغة التعبير.
2 - حنين الخلفاء الأمويين وشوقهم الحياة البادية والبداوة والفروسية.
3 - غنى البادية الأردنيـة بأعداد كبيرة من الطيور والحيوانات، خاصـة الأسود والنمور والنعام والغزلان، وهذا دفع الخلفاء الأمويين والأمراء لممارسة هواية الصيد.
4 – تمتين الروابط والعلاقات مع القبائل العربية الموجودة في البادية الأردنية.
ومن أشهر القصور الأموية في الأردن، قصيرة عمرة وقصر المشتى وقصر الأزرق وقصر الحلابات وقصر البرقع وقصر الطوبة وقصر الحرانة وقصر الموقر وقصر القسطل