مفهوم اسم الفعل ودلالته:
1-للفطرة السليمة أثر حاسم في تعرف الحق والاهتداء إليه ؛ فسرعان ما يهتدي صاحبها إلى الخير ، والهدى ، والصلاح دون الحاجة إلى الأوامر، والنواهي ، فالإنسان يصل إلى الحقيقة بفطرته- ومعرفته."
2- أفٍّ لمن عَلِمَ فلم يعمل بما عَلِمَ .
** كلمة سرعان جاءت بمعنى الفعل الماضي "سرع" فكأن المتكلم قال : سَرُعَ ما يهتدي صاحب الفطرة إلى الحق، لكنه أراد أن يُعبر عن سرعة اهتداء صاحب الفطرة السليمة إلى الخير، فاستعمل كلمة "سرعان" بدلًا من الفعل الماضي "سَرُعَ ؛ لأنها أقوى من الفعل الذي هو بمعناها في الدلالة على المعنى المقصود.
وكلمة "أفّ" جاءَت بمعنى الفعل المضارع "أتضجّر" فكأن المتكلم يقول : أتضجر ممن علم فلم يعمل ، وللتعبير عن شدة التضجر استعمل كلمة "أف" بدلًا من الفعل المضارع "أتضجر" .
** نلاحظ أن الكلمات " سرعان ، أف جاءت بمعنى أفعالها لكنها لم تقبل العلامة الخاصة بالفعل الذي جاءت بمعناه ؛ ولهذا يسمى كل منها اسم فعل.
أقسام اسم الفعل من حيث الزمن:
أولًا : اسم الفعل الماضي.
- إن الكلمة التي تتضمن معنى الفعل الماضي ، ولا تقبل علاماته تسمى اسم فعل ماضٍ.
- إن أسماء الأفعال الماضية مبنية على الفتح الظاهر على آخرها ، وهي تعمل عمل أفعالها الماضية التي تضمن معناها.
مثال على الإعراب :
سُرعان ما يهتدي صاحبها ..
سرعان : اسم فعل ماضٍ على الفتح الظاهر على آخره بمعنى (سَرُعَ).
ما : حرف مصدري مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
يهتدي : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على آخره ، ومنع من ظهورها الثقل.
والمصدر المؤول من (ما يهتدي : اهتداء) في محل رفع فاعل لاسم الفعل الماضي (سرعان).
صاحبها : فاعل (يهتدي) مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو مضاف ، والهاء : ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.
ثانيًا : اسم الفعل المضارع.
أسماء الأفعال المضارعة مبنية ، وهي تعمل عمل الفعل المضارع الذي جاءت بمعناه، فإذا كان فعلها لازمًا اكتفى اسم الفعل المضارع بالفاعل.
مثال : أف لمن عمل فلم يعمل بما علم ، فيعرب اسم الفعل المضارع على النحو الآتي :
أف : اسم فعل مضارع مبني على الكسر، بمعنى (أتضجر) ، وفاعله ضمير مستتر تقديره (أنا).
نلاحظ أن اسم الفعل المضارع (أُفٍّ) جاء لازمًا فاكتفى بالفاعل؛ لأن الفعل المضارع (أتضجّرُ) الذي هو بمعناه فعل لازم .
يكون اسم الفعل المضارع متعديًّا ، إذا جاءَ بمعنى فعل مضارع مُتعد، وهو ما يلحظ حين نعرب اسم الفعل المضارع (قد) في جملة : قَدْني ثلاثون دقيقة لإتمام التقرير.
ثالثًا : اسم فعل الأمر.
مثال : حَذار أن تكون ممن رُزق نعمة فأنكرها.
جاء اسم الفعل حَذار على وزن فَعالِ ، مبنيًّا على الكسر وهو مصوغ قياسيًّا من الفعل الثلاثي التام المتصرف (حَذِرَ).
وهذا يعني أنك تستطيع أن تصوغ أسماء أفعال أمر على الوزن نفسه، فتقول : صَفاحِ. إذا أردت أن تأمر أحدًا بالصفح ، و دَراسِ. إذا أمرتَ أحدًا بالدراسة.
** أمثلة على أسماء أفعال أمر:
- رُوَيدك لا تتسرع في الحكم على الناس. فرويدك هنا بمعنى تمهل.
- صَهْ عن قولٍ لا ينفع. فصَهْ بمعنى اسكت.
- مَهْ ، فقد أكثرت من الجدال. فمَهْ بمعنى اكفُفْ.
- هَلُمَّ إلى البيت. فهلمَّ بمعنى أقبلْ.
- هيّا إلى البيت . فهيا بمعنى أسرع.
- هاك نسخة من قانون الأحوال الشخصية، تقرأْها جيدًا. ، فهاك بمعنى خذ.
- سمعتُ جدتي تدعو لنا ؛ فقلت آمين. آمين بمعنى استجب.
- عَليك بالرياضة لتحفظ جسمك صحيحًا ورشيقًا. فعليك بمعنى الزم.
- هَتَفَ الجمهور لمتسابق : أمامك لا يفوتنك الفوز. فأمامك بمعنى تقدم.
- وراءك لا تسلك هذا الشارع، فهو مغلق. وراءك بمعنى تأخر.
- إليك عن أصدقاء السّوء. فإليك بمعنى : ابتعد أو تنح.
- حذرت سحر صديقتها سمر من خطر قطع الشارع قائلة : مَكَانَكِ. فمكانك بمعنى اثبتي.
- دونك الكتاب فاقرأه. فدونك بمعنى : خذ.
*** نلاحظ أن جميع أسماء أفعال الأمر جاءت مبنية وهي تعمل عمل أفعالها التي جاءت بمعناها.
- فإذا كان فعل الأمر الذي جاءت بمعناه لازمًا ، اكتفى اسم فعل الأمر بالفاعل، كما يظهر في جملة : صَهْ عن قول لا ينفع . فتعرب اسم فعل الأمر على النحو الآتي :
صَهْ : اسم فعل أمر مبني على السكون، بمعنى "اسكت" ، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره (أنت).
واسم الفعل (صَهْ) اكتفى بالفاعل مع تمام المعنى؛ لأنه جاء بمعنى فعل أمر لازم.
- إذا كان فعل الأمر الذي جاء معناه متعديًّا ، كما في جملة : هاك نسخة من الكتاب.
هاك : اسم فعل أمر مبني على الفتح، بمعنى (خُذ) ، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره (أنت).
نسخة : مفعول به لاسم فعل الأمر منصوب، وعلامة نصبه الفتح الظاهرة على آخره.
** معلومة
أن اسم فعل الأمر (هَلُمَّ) ، إذا اتصل بالضمائر، نحو : هَلُمّي ، وهَلُمَّا ، وهَلُّمُوا ، يخرج من باب اسم فعل الأمر. فيعرب إعراب فعل الأمر ، وتكون الضمائر المتصلة به في محل رفع فاعل.
اسم الفعل من حيث أصل وضعِهِ:
أولًا : أسماء الأفعال المُرتجلة السماعية.
وهي ما قالته العرب على أصل صورته اللغوية للتعبير عن معاني أسماء الأفعال، وسمع عنها على تلك الصورة ، ولم تستعمله في غير ذلك، ويشمل:
- أسماء الأفعال الماضية.
- أسماء الأفعال المضارعة.
- أسماء أفعال الأمر.
فأسماء هذه الأفعال جميعها قالتها العرب ارتجالًا، واستعملتها بشكل مخصوص لتُعبر بها عن المعاني المتضمنة في كل اسم فعل منها، ولم تستعمله في غير ذلك.
ثانيًا : أسماء الأفعال المنقولة.
وهي التي لم تكن في أصل وضعها اللغوي أسماء أفعال، لكنها نُقلت من دلالتها الأصلية لتعبر عن معاني أسماء الأفعال.
ويشمل هذا النوع أسماء أفعال الأمر الآتية:
1. المنقولة عن ظرف، كقولهم : أمامكَ ، ووراءكَ ، ومكانكَ ، ودونكَ، فإن أصل هذه الكلمات ظروف مكان، وليس أسماء أفعال، ثم نُقل استعمالها إلى أسماء أفعال الأمر بالمعنى الخاص بكل منها .
2. المنقولة عن جار ومجرور ، أي أن أصلها حرف جر ومجرور، وهذا واضح في الكلمات : إليك ، وعليكَ.
3. المنقول عن مصدر ، كـ (رويدك) ، فإن أصل هذه الكلمة مصدر، فكلمة (رويدًا) في قولنا: أمهل الطبيب المريض رويدًا قبل إجراء العملية الجراحية، هي مصدر وقد نقل استعمال هذا المصدر إلى اسم فعل الأمر،
ثالثًا : ما يُصاغ قياسيًّا على وزن (فَعَالِ) مبنيًّا على الكسر.
من كل فعل ثلاثي تام متصرف ، للدلالة على الأمر. مثال : اسم فعل الأمر (حَذارِ) بمعنى احذر.
*** معلومة
أسماء الأفعال عامّة تُستعمل بصيغة واحدة للمفرد والمثنى والجمع ، وللمذكر والمؤنث ، فيقال:
مَه ، يا خالد ، ومَهْ ، يا خالدان ، ومَهْ يا خالدون ... إلخ.
يُستثنى من ذلك أسماء الأفعال المتصلة بكاف الخطاب، وهي عَليكَ ، وإليكَ ، وأمامكَ ، ووراءك ، ومكانك ، ورويدك ، وهاك ، فإنها تتغير بتغير المخاطب.