في أَعْماقِ الْمُحيطاتِ
كانَ الْمَساءُ حارًّا عَلى غَيْرِ عادَةِ الْأُمْسِياتِ في مِثْلِ هذا الْوَقْتِ مِنَ السَّنَةِ، اقْتَرَبَ ثامِرٌ مِنْ والِدِهِ الَّذي كانَ مُنْغَمِسًا في قراءةِ كِتاب:
- أبتي، أَبتي.
- خيرًا يا وَلَدي.
- أَلَيْسََ غَريبًا يا أَبي أَنْ يَكونَ الْجَوُّ هذِهِ الْأَيَامَ حارًّا؟
- بَلى، هُوَ أَمْرٌ غَريبٌ، وَلْنَحْمَدِ اللهَ أَنَّ الْمُحيطاتِ مَوْجودَةٌ، وَإِلّا لَكانَتِ الْحَرارَةُ أَعْلى بِكثيٍر .
- وَكَيْفَ ذلِكَ يا أَبي؟
- تَناوَلَ الْأَبُّ مَجَلَّةً عِلْمِيَّةً مِنْ مَكْتَبَةِ الْبَيْتِ، وَقالَ: خُذْ يابُنَيَّ، وَاقْرَا.
أَخَذَ ثامِرٌ يَقْرَأُ: تَعيشُ بَعْضُ الْكائِناتِ الْبَحْرِيَّةِ في مِياهِ الْبَحْرِ، وَتَظَلُّ في نِطاقٍِ مُعْتَدِلٍ نِسْبِيًّا مِنْ دَرَجَةِ الْحَرارَةِ مُقارَنَةً بِالظُّروفِ الْمُتَطَرِّفَةِ لِلْبِيئاتِ عَلى الْيابِسَةِ. وَقَدْ نَسْأَلُ: كَيْفَ تَكونُ الْحَرارَةُ في الْمُحيطاتِ؟
تَكونُ الْمِياهُ السَّطْحِيَّةُ في أَحْواضِ الْمُحيطاتِ دافِئَةً بِاسْتِمْرارٍ طيلَةَ الْعامِ في الْخُلْجانِ الاسْتِوائِيَّةِ الضَّحْلَةِ؛ إِذْ تَتَراوَحُ بَيْنَ 20 إِلى 30 دَرَجَةَ (سلسيوس). بَيْنَما تتراوَحُ حَرارَةُ الْمياه فى الْأَجْزاء الْقُطْبَّة منْ أَحْواض الْمُحطات بَمْنَ دَرَجَة واحدَة تَحْتَ الصِّفْرِ إلى تِسْعِ دَرَجاتٍ.
♦ المفردات :
الْأُمْسِياتِ: هو جمع كلمة "أمسية"، والتي تعني الفترة الزمنية التي تكون بعد الظهر وقبل الليل.
مُنْغَمِسًا: يعني الانغماس في شيء ما، أو التعمق في نشاط أو حالة معينة.
الْمُتَطَرِّفَةِ: تشير إلى الشيء أو الشخص الذي يتبنى آراء أو سلوكيات بعيدة عن المألوف أو المعايير العامة.
الْخُلْجانِ: هو جمع كلمة "خليج"، والذي يعني الممر المائي الضيق الذي يدخل في اليابسة، أو يمكن أن يُشير أيضًا إلى مناطق مائية محاطة باليابسة.
♦ الشرح:
النص يتحدث عن حوار بين ثامر ووالده حول درجة حرارة الجو غير المعتادة في الأيام الحالية.
يعبر ثامر عن دهشته من الحرارة غير المعتادة في المساء، ويشير إلى أنها ليست طبيعية في هذا الوقت من السنة ويشير والده إلى أهمية وجود المحيطات التي تساعد في تقليل درجات الحرارة، حيث لو لم تكن موجودة لكانت الحرارة أعلى بكثير. ثم يستعرض الوالد بعض المعلومات العلمية عن درجة حرارة المياه في المحيطات. يوضح أن المياه السطحية في الخلجان الاستوائية تكون دافئة باستمرار، بينما تكون درجة حرارة المياه في الأجزاء القطبية منخفضة جداً.
الفكرة الرئيسية :
تأثير المحيطات على درجات الحرارة في البيئة.
تَنْخَفِضُ دَرَجاتُ حَرارَةِ الْمُحيطاتِ عادَةً مَعَ ازْدِيادِ الْعُمْقِ. وَكَثيرًا ما توجَدُ مَنْطِقَةٌ مُتَمَيِّزَةٌ مِنَ التَّحَوُّلِ السَّريعِ في دَرَجاتِ الْحَرارَةِ، تُعْرَفُ بِطَبَقَةِ التَّغَيُرِ الْحَرارِيِّ، وَهِيَ الْمَنْطِقَةُ الَّتي تَفْصِلُ بَيْنَ مِياهِ الْبَحْرِ الدَّافَِةِ عَلى السَّطْحِ، وَالْمِياِه الْبارِدَةِ في أَعْماقِ الْمُحيطِ. (انْظُرِ الشَّكْلَ 1-1).
تُمَثِّلُ طَبَقَةُ التَّغَيُّرِ الْحَرارِيِّ سِمَةً قَوِيَّةً في مِياهِ الْمُحيطاتِ الاِسْتِوائِيَّةِ، وَقَدْ تَبْدَأُ منْ عُمْق 100 متْر تَقْريبًا.
♦ المفردات:
الْمُحيطاتِ: جمع كلمة "محيط"، وهو اسم يُطلق على المساحات الواسعة من المياه المالحة التي تغطي جزءًا كبيرًا من سطح الأرض.
ازْدِيادِ الْعُمْقِ: تعني زيادة العمق، وغالبًا ما تُستخدم للإشارة إلى التغيرات في عمق المياه أو الأرض
الْمُحيطاتِ الاِسْتِوائِيَّةِ: تشير إلى المحيطات التي تقع بالقرب من خط الاستواء، وتتميز عادةً بارتفاع درجات الحرارة وزيادة في التنوع البيولوجي.
♦ الشرح:
النص يتحدث عن تغير درجات حرارة المحيطات وكيفية تأثير العمق على هذه الدرجات تعتبر هذه الطبقة مهمة لفهم كيفية توزيع الحرارة في المحيطات، خاصة في المناطق الاستوائية.
التفاصيل العلمية: يقدم النص معلومات دقيقة حول الأعماق ودرجات الحرارة، مما يعكس أهمية الدراسة العلمية للمحيطات.
الفكرة الرئيسية:
تغير درجات حرارة المحيطات.
وَبدايَةً منْ ذلكَ تَوَقَّفَ ثامِرٌ عَنِ الْقِراءَةِ، وَقَدِ ازْدَحَمَتْ تَساؤُلاتٌ كَثيرَةٌ في رَأْسِهِ، وَطَفِقَ يُدَوِّنُ أَسْئِلَتَهُ الَّتي سَيَعْرِضُها على أُسْتاذِهِ في الْمَدْرَسَةِ: كَمْ عَدَدُ الْمُحيطاتِ؟ وَما أَسْماؤُها؟
اسْتَأْذَنَ ثامِرٌ وَالِدَهُ وَتَوَجَّهَ إِلى غُرْفَتِهِ، فَفَتَحَ الْحاسوبَ، وَبَحَثَ عَبْرَ مُحَرِّكاتِ الْبَحْثِ لِلاسْتِزادَةِ عَنِ الْمُحيطاتِ وَعلاقَتِها بِالتَّغَيُرِ الْمُناخِيِّ؛ لِيَجِدَ الْمَوْقِعَ الْآتِيَ، وَيَقْرأَ:
يُؤَدِّي تَغَيُّرُ الْمُناخِ الْعالَمِيِّ إِلى ارْتِفاعِ دَرَجات الْحَرارَةِ في الْمُحيطاتِ؛ إِذْ تَمْتَصُّ الْمُحيطاتُ تَقْريبًا كُلَّ الدِّفْءِ الزّائِدِ، وَالنّاتِجِ عَنِ انْبعاثاتِ الْغازاتِ مِنَ الْأَنْشِطَةِ الْبَشَرِيَّةِ، وَعَنْ ظاهِرَةِ الاِحْتِباسِ الْحَرارِيِّ النّاتِجَةِ عَنْها؛ فَقَدْ تَسَرَّبَتْ لِلْمُحيطاتِ خِلالَ الْأَرْبَعينَ سَنَةً الْماضِيَةِ نِسْبَةٌ مُذْهِلَةٌ مِنَ الْحَرارَةِ الزّائِدَةِ، وَهِيَ 93%؛ ما ساعَدَ في حِمايَةِ الْبَشَرِيَّةِ مِنْ تَغَيُّرِ الْمُناخِ بِتَخْفِيفِ الاِرْتِفاعِ في دَرَجاتِ حَرارَةِ الْغِلافِ الْجَوِيِّ.
وَلِتَتَّضِحَ الصّورَةُ: لَوْ كانَتِ الْحَرارَةُ الْمُتَوَلِّدَةُ بَيْنَ الْأَعْوامِ 1955م و2010 م قَدْ تَسَرَّبَتْ جَميعُها إِلى الْغِلافِ الْجَوِّيِّ بَدَلًا مِنَ الْمُحيطاتِ، لَكانَ مُتَوَسِّطُ دَرَجاتِ حَرارَةِ الْهَواءِ قَدْ زادَ بِنَحْوِ 36 دَرَجَةً، بَدَلًا مِنْ زِيادَتِهِ الْحالِيَّةِ الَّتي تَبْلُغُ تَقْريبًا دَرَجَةً وَاحِدَةً، وَنَتيجَةً لِذلِكَ؛ تَقْتَرِبُ الْآنَ الْمِياهُ السَّطْحِيَّةُ لِمُعْظَمِ أَجْزاءِ الْمُحيطِ مِنْ أَنْ تَكونَ أَكْثَرَ دِفْئًا بِمُعَدَّلِ دَرَجَةٍ إِلى ثَلاثِ دَرَجاتٍ.
انْبَرى ثامِرٌ يُدَوِّنُ الْمَعْلوماتِ في دَفْتَرِ الْمَلْحوظاتِ الْخاصِّ بِهِ، مُصَمِّمًا عَلى أَنْ يُشارِكَها في البّرْنامَجِ الْإِذاعِيِّ الْمَدرَسِيِّ حينَ يَأْتي دَوْرُ صَفِّهِمْ.
♦ المفردات:
وَطَفِقَ: بدأ
ظاهِرَةِ الاِحْتِباسِ الْحَرارِيِّ: ارتفاع درجات حرارة الغلاف الجوي للأرض نتيجة لزيادة انبعاث الغازات الدفيئة (مثل ثاني أكسيد الكربون) الناتجة عن الأنشطة البشرية، مما يؤدي إلى تغيرات مناخية.
انْبَرى: قام
♦ الشرح:
تساؤلات ثامر عن عدد المحيطات وأسمائها، مما يبرز فضوله العلمي ورغبته في التعلم.
ثم يتناول كيف قام ثامر بالبحث عبر الإنترنت للحصول على معلومات إضافية حول العلاقة بين المحيطات والتغير المناخي، و اكتشف أن المحيطات تمتص الجزء الأكبر من الحرارة الزائدة الناتجة عن الأنشطة البشرية، مما يساعد في حماية الغلاف الجوي من الارتفاع الكبير في درجات الحرارة.
الفكرة الرئيسية:
فضول ثامر حول المحيطات وتأثير التغير المناخي على درجات حرارته.