• تعريف الاعجاز البياني : هو العجز عن الإتيان بمثل هذا القرآن الكريم في دقة نظمه ، وفصاحة ألفاظه ، وبلاغة معانيه وترتيب كلماته وآياته.
• من صور الاعجاز البياني في القرآن الكريم ما يأتي :
حروف القرآن الكريم وكلماته موضوعة في مكانها المناسب بكل دقة ، فلا يصلح أن يحل حرف مكان حرف ، ومن الأمثلة على ذلك :
1 ـ الاعجاز البياني في نظم الحرف
ومثاله قول الله تعالى : (قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين) الأنعام
حيث لا يصلح أن يوضع الحرف (على) مكان الحرف (في) ؛ لأن الكرة الأرضية هي اليابسة بما فيها من ماء وكائنات وموجودات إضافة إلى غلافها الجوي الذي يدور معها ويلازمها ، فأنت حين تطير في الفضاء فإنما تسير في الأرض وليس عليها ؛ ل؟أن الغلاف الجوي واليابسة تحيطان بك فكأنك تسير فيها لا عليها .
2 ـ الاعجاز في الكلمة
قول الله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون) النور.
حيث جاء التعبير في الآية الكريمة بكلمة الاستئناس ، لتدل على معانٍ أعمق مما تدل عليه كلمة الاستئذان ، فالاستئذان يدل على طلب الإذن بالدخول على أهل البيت ، أمكا الاستئناس فيدل على معنى اللطف عند الاستئذان ويشير إلى حسن الطريقة التي يجئ بها الزائر ؛ ما يعطي انطباعا وشعورا لأهل البيت بالاستئناس والترحيب به والاستعداد لاستقباله .
الآية الكريمة بما فيها من حروف وكلمات مفردة وجمل يتآلف بعضها مع بعضها الآخر لتتكامل وتعطي القارئ معنى دقيقا مليئا بالفصاحة والبلاغة ، ومن ذلك قوله الله تعالى :
(وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين) سورة القصص .
حيث احتوت هذه الآية الكريمة ـ مع أنها قليلة الكلمات ـ على أمرين ونهيين وخبرين وبشارتين.
1 ـ التناسب بين بداية السورة وخاتمتها
ابتدأت سورة الإسراء بتسبيح الله تعالى وتنزيهه عما لا يليق به ، قال تعالى : سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصا) وختمت أيضا بحمد الله وتكبيره وتنزيهه عن الشريك ، قال الله تعلى : (وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له وليُ من الذل وكبره تكبيرا) الإسراء .
2 ـ التناسب بين الآيات الكريمة في السورة الواحدة
من الأمثلة على ذلك سورة الفاتحة ، حيث ابتدأت بحمد الله تعالى الذي خلق العالمين ثم ذكرت صفات الله تعالى التي يتحبب الله بها لعباده ؛ فهو رحيم بالعباد عامة ورحمن بالمؤمنين خاصة ، وحتى لا يغتر الإنسان برحمة الله وحلمه ذكرت الآيات بعد صفة الرحمة أنه سبحانه وتعالى هو المالك ليوم الدين ، وليعلم المرء أنه محاسب على ما يعمل وما دام الله رحيم بعباده وله الملك الحقيقي فعلى المسلم أن يعبده وحده ولا يستعين بغيره ، وأفضل أنواع العبادة التوجه إلى الله تعالى بالدعاء الخالص حيث ختمت سورة الفاتحة بدعاء المسلم ربه أن يهديه الصراط المستقيم وأن يبعده عن سبل الضالين والمغضوب عليهم.
3 ـ التناسب في ترتيب السور القرآنية
جاءت سور القرآن الكريم مرتبة كما في المصحف الشريف ترتيبا دقيقا ، حتى أنك لتجد تناسقا في تتابع السور القرآنية ، ومثال ذلك ورود سورة الحديد بعد سورة الواقعة حيث افتتحت سورة الحديد بالتسبيح ، قال تعالى : (سبح لله ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم) الحديد ، لتتناسب مع خاتمة سورة الواقعة التي جاء في نهايتها قول الله تعالى : (فسبح باسم ربك العظيم) الواقعة .