مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

(حديثٌ شريفٌ (حفظُ اللّسانِ

التربية الإسلامية - الصف العاشر

الفكرةُ الرئيسيةُ

  • مِنْ صفاتِ المؤُمنِ أنَّهُ يقولُ خيرًا وكلامًا طيبِّاً، أوَ يَصْمُتُ ويحفظُ لسانَهُ عَنْ قَوْلِ السّوءِ في الجِّدّ والهَزْلِ والرّضا والغضبِ؛ فلا يلعنُ ولا يَسُبُّ، ولا يقولُ قَوْلً بذيئًا.
  • ومِنْ نِعَمِ اللهِ تعالى على الإنسانِ أَنْ خلقَ لَهُ لسانًا، وميّزَهُ بالقدرةِ على الكلامِ، وأوجبَ عليهِ أَنْ يستخدمَ لسانَهُ في قولِ الخيرِ والمعروفِ، قالَ تَعالى: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً} [البقرة: 83].
  • لذا على المسلمِ أَنْ يتحلّى بعفّةِ اللِّسانِ وحفظِهِ عَنْ قولِ السُّوءِ، فليسَ مِنْ صفاتِ المؤُمنِ القَدْحُ، ولا الشَّتْمُ واللَّعنُ، ولا الطّعنُ في أَعْراضِ الناّسِ أَوِ الاستهزاءُ بأِشكالِهِمْ وهيئاتِهمِ وأنسابِهمِ؛ لأنَّهُ سيُسألُ عَنْ ذلكَ عندَ اللهِ تعالى، لقولِهِ عزَّ وجلَّ: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق: 18].

 

 

الحديث النبوي

راوي الحديث

معاني المفردات والتراكيب

عَنْ عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ قالَ: قالَ رسولُ اللِه صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ المُؤْمِنُ بِالطَعّانِ وَلا اللَّعانِ وَلا الفاحِشِ وَلا البَذيءِ» [رواه أحمد والترمذي].

عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ رضي الله عنه

كُنيتُهُ: أبو عبدِ الرحمنِ.

منزلتُهُ: هُوَ مِنْ أكابرِ صحابةِ سيدِنا رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ومِنْ أقربِهِمْ إليهِ، قالَ عنهُ صلى الله عليه وسلم: «لَرِجْلُ عبدِ اللهِ أثقلُ في الميزانِ يومَ القيامةِ مِنْ أُحُدٍ»   [رواهُ أحمدُ].

إسلامُهُ: مِنَ السّابقينَ إلى الإسلامِ، فقَدْ كانَ سادسَ مَنْ أسلمَ.

مِنْ مناقبِهِ: كانَ أوّلَ مَنْ جهَرَ بقراءةِ الْقُرْآنِ الكريمِ في مَكَّةَ المكرّمةِ، وقَدْ عُرِفَ بحُسنِ تلاوتِهِ القرآنَ الكريمَ.

 

الطعّانُ: الذي يتّهمُ النّاسَ بالباطلِ.

اللعَّانُ: الذي يُكْثِرُ اللَّعْنَ.

الفاحِشُ البَذيءُ: الذي يتلفّظُ بالقبيحِ مِنَ الكلامِ.

 

 

أولاً: مفهومُ حفظِ اللّسانِ

أنْ يصونَ المرءُ لسانَهُ عَنْ قولِ السُّوءِ، كالكذبِ، والغيبةِ، والنّميمةِ، والشَّتمِ، وسَبِّ الذاتِ الإلهيةِ، وقولِ الزُّورِ، والوقوعِ في أعراضِ الناسِ، وغيرِ ذلكَ ممّا نهى عنهُ اللهُ سبحانَهُ وتعالى.

 

ثانيًا: مِن آفاتِ اللِّسانِ الّتي نهى عنْها الحديثُ الشّيفُ

أ. الطَّعنُ: الوقوعُ في أعراضِ النّاسِ، باتّهامِهِمْ بما ليسَ فيهِمْ.

ب. اللَّعنُ: الدّعاءُ على الآخَرينَ بالطّردِ مِنْ رحمةِ اللهِ تعالى.

ج. الفُحشُ والبَذاءةُ: التّعبيرُ عَنِ الأمورِ المستقبَحةِ بالألفاظِ الصّريحةِ.

 

ثالثًا: خطورةُ الطَّعْنِ والَّلعْنِ والفُحشِ

يترتّبُ على الطَّعنِ واللَّعنِ والفُحشِ آثارٌ سلبيّةٌ على الفردِ والمجتمعِ، مِنْها:

أ. الانتقاصُ مِنْ كرامةِ الإنسانِ.

ب. نشرُ العداوةِ والكرَاهِيَةِ والعنفِ بَيْنَ أفرادِ المجتمعِ.

ج. يُعرِّضُ المسلمُ نفسَهُ لبُغضِ اللِه تعالى وغضبِهِ إنْ داومَ عليها، قالَ سيدُنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم :«إنَّ اللهَ يُبغِضُ الفاحِشَ البذيءَ » [رواه الترمذي[

 

رابعًا: حالُ السّلَفِ في حفظِ اللِّسانِ

ضربَ سلفُنا الصّالحُ جميعًا أروعَ الأمثلةِ في حفظِ اللّسانِ وضبطِهِ، ومِنَ الأمثلةِ على ذلكَ:

عبدُ اللهِ بنُ عمرَ رضي الله عنه

رُوِيَ عنهُ أنَّهُ منذُ سمعَ هذا الحديثَ الشريفَ لَمْ يُسمَعْ منهُ لعنٌ قَطُّ إلاّ مَرّةً واحِدَةً، وذلكَ أنَّهُ لعنَ خادمًا لَهُ أغضبَهُ، فأعتقَهُ بعدَ لعنِهِ.

[الصمت وآداب اللّسان: ابن أبي الدنيا]

 

جابرٌ بنُ سُليمٍ رضي الله عنه

قالَ: ( قلتُ: يا رسولَ اللهِ: أوصِني وانصحْني. قالَ: «لا تَسُبَّنَّ أَحَدًا« قالَ: فا سَبَبْتُ بَعْدَهُ حُرًّا، وَلا عَبْدًا، وَلا بَعيرًا، وَلا شاةً). [رواه أبو داود]

 

أستزيدُ

النّهيُ الواردُ في الحديثِ النّبويِّ نَهيٌ عامٌّ يشملُ الحيواناتِ والجماداتِ وكلَّ شيءٍ؛ لذا ينبغي للمسلمِ ألاّ يُعَوِّدَ لسانَهُ عى اللَّعنِ.

 

أربطُ مع اللغة العربية

وردَتْ في الحديثِ النّبويِّ صيغةُ (ليسَ المؤمنُ)، وَهِيَ لا تشيرُ إلى نفيِ أصلِ الإيمانِ عَنْ مرتكبِ هذهِ الأفعالِ (الطّعنِ واللّعنِ والسَّبِّ والشتمِ)، وإنّما ينقصُ الإيمانُ بارتكابِ هذهِ المعاصي.

فالمؤمنُ قَدْ تقعُ منهُ بعضُ هذهِ الصفاتِ، لكنَّها لا تغلبُ عليهِ؛ لأنَّ قوّةَ إيمانِهِ تحملُهُ عى التّحلي بمكارمِ الأخاقِ، والبعدِ عَنْ سيِّئِها.