مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

يوم تبوك ( 9ﻫ)

التربية الإسلامية - الصف المواد المشتركة أول ثانوي

التَّعلُّمُ القَبليُّ

  • في السّنة الثّامنة للهجرة قام شَُرحْبيل بن عَمرو الغَسّانيّ الّذي كان تابعًا للرّوم بقتل سفير رسول الله صلى الله عليه وسلم الحارث بن عُمير الأَزْدِيّ، الّذي كان يحمل رسالة النّبيّ صلى الله عليه وسلم إلى عظيم بُصرى، فكانت هذه الحادثة سببًا لوقوع معركة مُؤْتة الّتي كانت أوّل لقاء بين الرّوم والمسلمين.
  •  وعلى الرّغم من كثرة جيش الرّوم وعُدَّتِه إلّا أنّ المسلمين أظهروا الثّبات والشّجاعة في التّعامل مع الموقف، وبرز ذكاء خالد بن الوليد رضي الله عنه في خُطّته الحربيّة الّتي وضعها للمحافظة على جيش المسلمين.

 

الفَهمُ والتَّحليلُ

خاض المسلمون غزوات كثيرة دفاعًا عن الإسلام وحمايةً لحدود الدّولة الإسلاميّة، ومن ذلك يوم تَبوك.

أولًا: سَبَبُ يومِ تَبوك

  • في السّنة التّاسعة للهجرة وصلت أنباءٌ للمسلمين عن حُشود عظيمة للرّوم وحُلَفائهم في شمال الجزيرة العربيّة تريد قتال المسلمين، والقضاء عليهم.
  •  عزم النّبيّ صلى الله عليه وسلم على الخروج لمواجهة الرّوم وحلفائهم وردّ اعتدائهم قبل وصولهم إلى المدينة، فخرج إلى لقائهم في تبوك، وكانت هذه آخر غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم .

 

ثانيًا: مِنْ أحداثِ يومِ تَبوك

أ. تجهيزُ الجيشِ:

  • أخبر سيّدنا رسول صلى الله عليه وسلم النّاس عن وِجْهته على غير عادته في الغزوات السّابقة؛ وذلك لطول المسافة وقوّة العدو، حتّى يتهيّأ النّاس ويستعدّوا للنّفير.
  • حثّ الرّسول صلى الله عليه وسلم النّاس على الإسهام في تجهيز الجيش الّذي بلغ عدده ثلاثون ألفًا، وقال: «مَنْ جَهَّزَ جَيْشَ العُسَْرةِ فَلَهُ الجَنَّةُ ».
  •  تسابق النّاس في تجهيز الجيش، وتقديم الأموال:
    • وكان من أكثر المُنْفِقين الصَّحابيّ الجليل عثمان بن عفّان رضي الله عنه حتّى قال فيه الرّسول صلى الله عليه وسلم: «ما ضََّر عُثمانَ ما عَمِلَ بَعْدَ اليَوْمِ ».
    • وشاركت النّساء في تجهيز الجيش وقدَّمْنَ حُليهنّ في سبيل ذلك.
    • وقدّم فقراء المسلمين ما يستطيعون.

ب. خروجُ الجيش:

  • توجّه الجيش بقيادة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك، ولم يتخلّف من الصّحابة الكرام أحدٌ بغير عُذر إلا ثلاثة وهم:
    • كعب بن مالك رضي الله عنه.
    • ومَرارة بن الرّبيع رضي الله عنه.
    • هلال بن أُميّة رضي الله عنه.
  • تخلّف المنافقون جميعاً عن الخروج.
  • وقد عانى المسلمون في مسيرهم إلى تبوك معاناة شديدة:
    • فقد كان الرَّجُلان والثّلاثة يتعاقبون على البعير الواحد.
    • وأصابهم العطش الشّديد.
  • ولمّا سمع حلفاء الرّوم بحشد المسلمين ألقى الله تعالى الرُّعب في قلوبهم فانسحبوا.
  • أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في تَبوك قُرابة عشرين يومًا، عَقَدَ فيها معاهدات صُلْح مع أمراء دَوْمَةِ الجَنْدَلِ (وهي منطقة في شمال المملكة العربيّة السُّعوديّة)، وأيلة (العقبة حاليًّا) وأَذْرُح والجَرْباء (في مَعان).
  • ثمّ عاد المسلمون إلى المدينة المنوّرة من غير قتال، وفي ذلك قال صلى الله عليه وسلم: «نُصِْرتُ بالرُّعْبِ مَسيرَةَ شَهْرٍ ».

 

ج. تآمُرُ المُنافقين:

  • لمّا دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين أن يستعدّوا للخُروج إلى تبوك، أخذ المنافقون يُروِّجون الشّائعات، ويثبِّطون المسلمين عن الخروج للقتال، ويخوِّفونهم من الرّوم.
  • سار الجيش إلى تبوك، فاستغلّ المنافقون خروج النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فقاموا ببناء مسجد، قصدوا منه إحداث الفِتنة والفَساد في مجتمع المدينة المنوّرة، ليجتمعوا فيه ويحقّقوا تآمرهم، وسُمّي مسجد (الضِّرار).
  • ولماّ عاد النبّيّ صلى الله عليه وسلم من تبَوك، طلبوا منه أن يُصلّي فيه، فنهاه الله عزّ وجلّ عن ذلك، وأمره بهدمه وإزالته، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (107) لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ﴾.

 

د. اعتذارُ مَنْ تَخلَّفَ عَنِ الغَزْوَةِ:

  • عندما عاد الرّسول صلى الله عليه وسلم من تبوك، جاء المنافقون فاعتذروا لرسول الله صلى الله عليه وسلم بأعذارٍ كاذبة، فَقَبلَِ ظاهر اعتذارهم وعفا عنهم، إلاّ أنّ الله تعالى لامه على ذلك؛ لأنّهم كانوا كاذبين في أعذارهم ومتآمرين على المسلمين.
  • وجاء الصّحابة الثّلاثة الّذين تخلّفوا عن الغزوة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانوا صادقين فلم يقدّموا أعذارًا كاذبة لعدم الخروج في غزوة تبوك، بل اعترفوا بذنبهم وتقصيرهم، فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم باعتزال النّاس إلى أن يحكم الله فيهم.
  • وَلِصْدقِ توبتهم؛ أنزل الله تعالى فيهم قوله تعالى: ﴿وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ).

 

صورة مشرقة

عن عمر بن الخطّاب رضي الله عنه قال: «أمرَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدَّقَ، فوافقَ ذلِكَ عندي مالًا، فقلتُ اليومَ أسبقُ أبا بَكرٍ، إن سبقتُهُ يومًا، قالَ: فَجِئْتُ بنصِفِ مالي، فقالَ رسولُ لله صلى الله عليه وسلم :ما أبقيتَ لأَهْلكَِ؟ قلتُ: مثلَهُ.

وأتَى أبو بَكرٍ بكُِلِّ ما عندَهُ، فقالَ: يا أبا بَكرٍ ما أبقَيتَ لأَهْلِكَ؟ فقالَ: أبقيتُ لَُهمُ اللهَ ورسولَهُ، قلتُ: لا أَسْبِقُهُ إلى شيءٍ أبدًا.

 

الإِثراءُ والتَّوسُعُ

كان ليوم تبوك نتائج مهمّة، منها:

1- ظهور المسلمين باعتبارهم قوّةً كبيرةً قادرةً على ردّ العُدوان، فقد تحقّق الانتصار للمسلمين دون قتال وذلك بفِرار عدوّهم شَمالاً، فسقطت بذلك هيبة الرّوم وحلفائهم في جزيرة العرب، بعد أن كانوا مشهورين بأنّهم قوّة لا تُقْهَرُ، فتوحّدت الجزيرة العربيّة تحت حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو ما لم يستطع عليه أحد من قبل.

2- مبادرة بعض القبائل العربيّة إلى إعلان إسلامها، فقد أخذت الوُفود بالقُدوم إلى الرَّسول صلى الله عليه وسلم في السّنة التّاسعة من الهجرة؛ لتعلن إسلامها حتّى سُمِّيَ ذلك العام عامَ الوُفودِ، ولم تمضِ تلك السّنة إلا وقد انتشر الإسلام في الجزيرة العربيّة كلِّها.

3- كَشْفُ المنافقين وفَضْحُ خُططهم، فقد ميّزت الشّدائد المؤمن الصّادق من المنافق، وظهرت حقيقة المنافقين الّذين حاولوا التّفريق بين المسلمين وتشكيكهم بصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

4- توقيع معاهدات صُلح واتّفاقيّات مع بعض الأمراء والقبائل، فقد عقد الرسول صلى الله عليه وسلم في يوم تبوك بعض التَّحالُفات مَعَ سُكّان المناطق الشّماليّة الّتي تربط شبه الجزيرة العربيّة مع بلاد الشّام، فكان اتّفاق الصُّلح مع حاكم أيلة، وأهل الجَرْباء وأَذْرُح.