نظام الحكم والإدارة في عهد الإمارة

 نظام الحكم والإدارة في عهد الإمارة

 

أولا: نظام الحكم

سعى الأمير عبد الله بن الحسين منذ تأسيس إمارة شرق الأردن إلى تشكيل حكومة مدنية نيابية، وجعل السكان شركاء في الإدارة والحكم. اقرأ النص الآتي:

وجه الأمير عبد الله بن الحسين في ٢٧ آذار ١٩٢٤م خطابا للأمة، وفيه أنه يرجو لهذا الشعب نهوضا مضطردا مشروعا، وقد أوضح اعتزام الحكومة على انتهاج الطريق الدستوري التدرجي، الذي يعد الأمة في النهوض إلى مصاف الأمم الحية، حتى إذا رسخت أوضاع النهضة القومية في هذه المقاطعة، نال الشعب القسم الأتم من الحياة الدستورية الناضجة.

1- السلطة التنفيذية

تكونت السلطة التنفيذية مما يأتي:

أ – الأمير: اتخذت إمارة شرق الأردن منذ نشأتها عام ١٩2١م من النظام الأميري طابعا للحكم فيها، وبايع سكانها الأمير عبد الله بن الحسين أميرا عليها، وبعد صدور القانون الأساسي عام ١٩٢٨م أصبح نظام الحكم وراثيا في الذكور من سلالة الأمير عبد الله بن الحسين.

أما صلاحيات الأمير فتتلخص بما يأتي:

 1. التصديق على القوانين وإصدارها ومراقبة تنفيذها.

٢. حماية أراضي الدولة والدفاع عنها.

 3. عقد المعاهدات والاتفاقيات التي تخدم مصلحة البلاد.

4. الدعوة لإجراء الانتخابات العامة، ودعوة المجلس التشريعي للاجتماع وافتتاحه

وتأجيله وحله.

ه. إعلان الأحكام العرفية، وإلغاء العمل بها وفقا لمصلحة البلاد.

 6. تخفيف الأحكام أو التجاوز عنها بعفو خاص.

 7. إصدار ألقاب الشرف، ومنح الرتب العسكرية والأوسمة.

 

ب - مجلس الوزراء: تشكلت أول حكومة أردنية في 11 نيسان عام ١٩٢١م، وقد اختارها الأمير عبد الله بن الحسين على أساس قومي برئاسة رشيد طليع، إذ تألفت من أربعة أعضـاء سوريين، وعضوين من الحجاز، وعضـو من فلسطين، وعضو واحد من شرق الأردن هو علي خلقي الشرايري.

وقد أطلق على هذه الحكومات مسميات مختلفة، مثل مجلس المشاورين، ومجلس المستشارين ومجلس الوكلاء، والمجلس التنفيذي، ومجلس النظار.

 

2-التقسيمات الإدارية في عهد الإمارة

مرت التقسيمات الإدارية لإمارة شرق الأردن بالمراحل الآتية:

أ-- المرحلة الأولى: التقسيمات الإدارية من سنة 1921-1927 م.

1. قسم شرق الأردن عام ١٩٢١م إلى ثلاث مقاطعات، هي: مقاطعة الكرك. ومقاطعة السلط، ومقاطعة عجلون، إذ يرأس المقاطعة متصرف، وتتألف كل مقاطعة من أقضية، يرأس كلًا منها قائم مقام، ومديريات يرأس كلًا منها مدير ناحية.

2. عدل التقسيم السابق عام ١٩٢٣م ليتكون شرق الأردن من ستة ألوية، هي: الكرك، مأدبا، عمان، السلط، جرش، إربد. وقد اتخذ هذا التقسيم الجديد اسم الحاكمية الإدارية على المقاطعة والناحية. 

3. في عام ١٩٢٧م أصبح التقسيم الإداري يتكون من حاكميات بدرجات مختلفة،

يرأسها الحاكم الإداري، مثل: ما يأتي

أ.. حاكميات الدرجة الأولى: إربد، السلط، الكرك، معان.

ب. حاكميات الدرجة الثانية: جبل عجلون، جرش، عمان، مأدبا، الطفيلة، العقبة. 

ج. حاكميات الدرجة الثالثة: الرمثا، أم قيس، الكورة، بني كنانة، تل الأربعين، الباقورة، الزرقاء، وادي السير، الجيزة، ذيبان، غور الصافي، الشوبك.

ب - المرحلة الثانية: التقسيمات الإدارية من سنة ١٩٢٨ - ١٩٤٦م

 بموجب القانون الأساسي لعام ١٩٢٨م، أصبحت التقسيمات الإدارية حسب الخريطة ص (139)

أما تسمية المناصب الإدارية فأصبحت على النحو الآتي: اللواء ويرأسه المتصرف، والقضاء ويرأسه قائم مقام، والناحية ويرأسها مدير ناحية.

 

ثانيا: تأسيس الجيش العربي وتطوره (١٩٢١-١٩٤٦م)

وصل الأمير عبد الله بن الحسين إلى معان عام ١٩٢٠م، فشكل نواة الجيش العربي، ووجه نداء إلى ضباط الجيش الفيصلي وجنوده للالتحاق به مع أسلحتهم.

1 - تأسيس نواة الجيش العربي

لتعرف بدايات تشكيل الجيش العربي، اقرأ النص الآتي:

تعود بدايات تشكيل الجيش العربي إلى نخبة من المقاتلين الأوائل من جنود الثورة العربية الكبرى، الذين قدموا مع الأمير من الحجاز، وأبناء القبائل الأردنية الذين هبوا لاستقبال الأمير، وبعض الضباط العرب الذين شاركوا في معركة ميسلون، إذ شكل الأمير عبد الله بن الحسين نواة الجيش العربي الأولى في معان يوم ٢١ تشرين أول عام ١٩٢٠م، وقد تألفت من خمسة وعشرين ضابطا ومئتين وخمسين جنديا.

2- المراحل التي مر بها الجيش العربي

مر الجيش العربي في عهد الإمارة بمراحل عدة، يمكن إيجازها بالشكل الآتي:

المراحل التي مر بها الجيش العربي
أ- المرحلة الأولى 1923م 1. دمج قوات الأمن الأربع (الدرة الثابت، الدرك الاحتياطي، الكتيبة النظامية، كتيبة الهجانة) مع القوة السيارة. ٢. إطلاق اسم الجيش العربي على الجيش الأردني.	ب - المرحلة الثانية 1925م 1.. توتر العلاقات بين الضباط البريطانيين والجنود العرب. ٢. محاولة بريطانيا التخلص من الضباط العرب الذين شكلوا نواة الجيش العربي بسبب دعمهم للثوار السوريين. 3. تقليص الدعم المالي البريطاني للجيش العربي.	ج- المرحلة الثالثة 1927 م إصدار قانون الجيش العربي الذي قسم الجيش إلى ثلاثة أقسام، هم 1. شرطة الأرياف (الفرسان) 2. شرطة المدن (المشاة). 3. موظفو السجون	د-المرحلة الرابعة 1930 تشكيل قوة البادية الأردنية وتعيين كلوب باشا قالها لها، وقد أنيطت بها المهام الآتية: 1. منع النزاعات بين القبائل البدوية، وكذلك منع الغزو الذي اعتادت عليه هذه القبائل. 2. حماية القبائل البدوية من الاعتداءات الخارجية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اقرأ النص الآتي: 

أقر القرار على أن يكون اسم هذا الجيش (الجيش العربي)، وقد أتيحت الخدمة لكل ضابط عربي في سورية ولبنان وفلسطين، حتى ينضم إليه وينضوي تحت لوائه، وبالطبع فكل عراقي وحجازي متممة من متممات إيجاد هذا الجيش".

۳- دور الجيش العربي في التنمية

كان للجيش العربي دور مهم في تنمية مجتمع شرق الأردن في مجالات عدة، منها:

أ- التعليم: شجع الجيش العربي أبناء القبائل البدوية والقرى على التعليم، من خلال ما يسمى مدارس الرحالة (المتحركة)؛ وربط بين التعليم والوظائف والتجنيد في الجيش والترقيات العسكرية، ووفر الأثاث في المدارس، وقد أسهم هذا الاهتمام في تعليم أبناء البادية القراءة والكتابة، وهذا حد من نسبة الأمية بين السكان.

 ب- الصحة: كان للجيش دور في المشاركة في مكافحة الأمراض المعدية (الملاريا)، وتوزيع الأدوية على السكان، والإشراف على تطبيق الحجر الصحي في حالة انتشار الأوبئة، وتعيين الممرضين في المناطق جميعها.

ج- الزراعة والصناعة: أسهم الجيش العربي في شق الطرق في المناطق الوعرة مثل جبال عجلون والكفارات، واستصلاح الأراضي القابلة للزراعة، ومساعدة المزارعة في التنقل، وانتشار زراعة النخيل في مناطق الأغوار والصحراء، وكان له دور مكافحة الجراد الذي تعرضت له الإمارة بين عامي ١٩٢٨-١٩٢٩م، وقد أسهم أيضا في استغلال الأملاح في منطقة الأزرق، وتصدير كميات كبيرة منها إلى سورية.

د- الأمن الداخلي: أصدر الجيش الجوازات والتأشيرات، وذلك بعد إنشاء مصلحة الجوازات، ومنح الجنسية الأردنية، وأصدر رخص السيارات، واعتنى بالسياح، وحرس الدوائر الحكومية، وشارك في إحصاء الناخبين وتسجيلهم في الدوائر الانتخابية، وذلك في أثناء الإعداد لانتخابات المجلس التشريعي عام ١٩٢٨م.