مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

مِنْ خصائصِ الشريعةِ الإسلاميّةِ: الربّانيّةُ

التربية الإسلامية - الصف التاسع

الفكرة الرئيسة

  • الشريعةُ الإسلاميةُ: هِيَ العقائدُ والعباداتُ والمعاملاتُ والأخلاقُ المستمَدّةُ مِنَ القرآنِ الكريمِ والسنةِ النبويةِ؛ لتنظيمِ حياةِ الناسِ، وتحقيقِ مصالحِهِمْ في الدنيا والآخرةِ.
  • تتّصفُ الشريعةُ الإسلاميةُ بصفاتِ الكمالِ والتمامِ؛ لأنَّ أساسَ خصائصِها أنَّها ربّانيّةٌ مِنْ عندِ الله سبحانَهُ وتعالى.

 

أستنير

تتميّزُ الشريعةُ الإسلاميةُ بخصائصَ عدةٍ جعلَتْها صالحةً للتطبيقِ في كلِّ زمانٍ ومكانٍ، ومحقّقةً لمصالحِ الناسِ وسعادتِهمْ في الدنيا والآخرةِ، ومن هذه الخصائص: خصيصةَ الربّانيّةِ.

 

أَوَّلًا: مفهومُ ربّانيّةِ الشريعةِ الإسلاميةِ  

  • يُقصَدُ بربّانيّةِ الشريعةِ الإسلاميةِ أنَّها مِنْ عندِ اللهِ تعالى رَبِّ العالمينَ.
  • وقَدْ تولّى الله تعالى حفظَ الشريعة الإسلامية بحفظِ القرآنِ الكريمِ، قالَ تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)، فحفظَها مِنَ الزيادةِ والنقصانِ، والتحريفِ والتبديلِ.

 

ثانيًا: آثارُ ربّانيّةِ الشريعةِ الإسلاميةِ في أحكامِها

  • موافقةُ أحكامِ الشريعةِ الإسلاميةِ ومبادئِها الفطرةَ الإنسانيّةَ، ومراعاتُها حاجاتِ الإنسانِ ومصالحَهُ، فكلُّ حُكمٍ شرعَهُ اللهُ تعالى إمّا أَنْ يكونَ لجَلْبِ مصلحةٍ أَوْ لدَفْعِ مَفسَدة، فاللهُ تعالى هو الذي خلقَ الإنسانَ، وهوَ أعلمُ بِما يحتاجُ إليهِ ويُصلحُهُ، فشرَعَ لَهُ ما يلائمُهُ، قالَ تعالى: (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)، وقال تعالى: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ).
  • مخاطبةُ الشريعةِ الإسلاميةِ العقلَ والقلبَ معًا، إذْ إنَّ نصوصَ الشريعةِ ليسَتْ نصوصًا قانونيةً تخاطبُ العقلَ دونَ أَنْ تؤثّرَ في القلبِ، ولا نصوصًا تُثيرُ المشاعرَ مَعَ بُعدِها عَنِ العقلِ، إنَّما أحكامُها تُؤثّرُ في القلبِ وتربّيهِ، ومَعَ ذلكَ فهِيَ مُتّزنةٌ مُوافقةٌ للعقلِ، قالَ تعالى: (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ).
  • كمالُ أحكامِ الشريعةِ الإسلاميّةِ، واستحالةُ النقصِ والخطأِ والزلَلِ فيها، فَهِيَ مِنْ عندِ الله تعالى المُتّصِفِ بصفاتِ الكمالِ، فكانَتْ شريعتُهُ وأحكامُهُ كاملةً، قالَ تعالى: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا).
  • عدالةُ أحكامِ الشريعةِ الإسلاميّةِ، إذْ تتّصفُ هذهِ الأحكاُم بأنَّها تناسبُ جميعَ فئاتِ الناسِ وأحوالَهُمْ، وتراعي تغيُّرَ ظروفِهِمْ وأزمانِهِمْ، وتحقّقُ مصالحَهُمْ دونَ محاباةِ طرَفٍ على آخَرَ أَوْ جهةٍ على أُخرى، قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «وايْمُ الله، لَوْ أنَّ فاطمةَ بنْتَ محمّدٍ سرقَتْ لَقَطَعْتُ يدَها».
    • وايْمُ الله: صيغةٌ لفظيةٌ تفيدُ القَسمَ.

 

ثالثاً: آثارُ ربّانيّةِ الشريعةِ الإسلاميةِ في سلوكِ المسلمِ

  • تعظيمُ أوامرِ اللهِ تعالى ونواهيهِ، فيصبحُ لَها مكانةٌ عظيمةٌ واحترامٌ في نفوسِ المكلَّفينَ كافةً، فيستجيبونَ لَها بِرضًا وبلِا تردّدٍ؛ لأنَّ المسلمَ يؤمنُ بأنَّ اللهَ تعالى حكيمٌ في شرعِهِ، وأنَّ الشريعةَ جاءَتْ لتحقيقِ مصالحِ الناسِ ودفعِ المَفاسدِ عنهُمْ.
  • غرسُ الرقابةِ الذاتيةِ في قلبِ المسلمِ، فيصبحُ متحرّيًا تقوى اللهِ تعالى، ويزيدُ مِنْ خشيتِهِ ومراقبتِهِ، قالَ تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ)، فالمسلمُ يؤمنُ بأنَّ اللهَ تعالى خبيرٌ بصيرٌ، قالَ تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ)، فيفعلُ كلَّ ما يحبُّهُ اللهُ تعالى ويرضاهُ ليقرّبَهُ إليهِ سبحانَهُ.

 

أستزيد

  • أصولُ المعاملاتِ والأحكامِ الفقهيةِ ربّانيّةٌ، مثلُ: حُرمةِ الشركِ، وحُرمةِ قتلِ النفسِ الإنسانيةِ، أمّا اجتهاداتُ الفقهاءِ وآراؤُهُمْ في الأحكامِ التفصيليةِ فلا تُعَدُّ أحكامًا ربّانيّةً، بَلْ هِيَ اجتهاداتٌ بشريةٌ مِنْ علماءَ متخصصينَ توافرَتْ فيهِمْ شروطُ الاجتهادِ، ولَها احترامُها وتقديرُها؛ إلّا أنَّ المجتهدَ يمكنُ أَنْ يصيبَ أَوْ يخطئَ، قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إذا حَكمَ الحاكمُ فاجتهدَ ثُمَّ أصابَ فلَهُ أجرانِ، وإذا حَكمَ فاجتهدَ ثُمَّ أخطأَ فلَهُ أجْرٌ».
  • ومِنْ أمثلةِ اجتهاداتِ الفقهاءِ في الأحكامِ التفصيليةِ: اشتراطُ إخراجِ الموادِّ العَينيةِ في صدقةِ الفِطرِ أَمْ جوازُ إخراجِها نقدًا.

 

أَرْبِطُ مَعَ اللغة العربية

  • الرَّبُّ: هُوَ اللهُ تعالى ربُّ كلِّ شيءٍ وخالقُهُ والمنعمُ عليهِ.
  • وتُطلَقُ كلمةُ (رَبٌّ) أيضًا على المالكِ والسيّدِ فيُقالُ: ربُّ المالِ؛ أَيْ مالكُهُ.
  • ولا تقالُ كلمة (رَبٌّ) في غيرِ اللهِ تعالى إِلّا مضافةً؛ مثلَ: ربِّ البيتِ ونحوِهِ.