الفكرة الرئيسة |
|
الْمَوْضوعاتُ الرَّئيسَةُ
أَوَّلًا: مَعْنى اسْمَيِ اللهِ تَعالى: الْمُحْيي، وَالْمُميتِ
- الْمُحْيي وَالْمُميتُ اسْمانِ مِنْ أَسْماءِ اللهِ تَعالى الْحُسْنى؛ يَدُلّانِ عَلى أَنَّ اللهَ تَعالى واهِبُ نِعْمَةِ الْحَياةِ لِلْمَخْلوقاتِ كافَّةً، وَهُوَ وَحْدَهُ الْقادِرُ عَلى إِنْهائِها، قالَ تَعالى: ﴿قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ﴾.
- خلق الله الموت والحياة ليبتلي الناس أيهم أحسن عملاً، يقول تعالى: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ).
ثانيًا: مِنَ الْأَمْثِلَةِ الدّالَّةِ عَلى قُدْرَةِ اللهِ تَعالى عَلى الْإِحْياءِ وَالْإِماتَةِ
تَتَعَدَّدُ الْأَمْثِلَةُ الدّالَّةُ عَلى قُدْرَةِ اللهِ تَعالى عَلى الْإِحْياءِ وَالْإِماتَةِ في الْكَوْنِ، وَمِنْها:
- خَلقُ الْإِنْسانِ: خَلَقَ اللهُ تَعالى الْإِنْسانَ في أَحْسَنِ صورَةٍ، وَهُوَ وَحْدَهُ يُحْييهِ وَيَبْعَثُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ، قالَ تَعالى: ﴿وَيَقُولُ الْإِنْسَانُ أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا (66) أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا﴾.
- إِحْياءُ الْأَرْضِ بِإِنْزالِ الْغَيْثِ، قالَ تعالى: ﴿اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾.
ثالثًا: آثارُ الْإيمانِ بِأَنَّ اللهَ تَعالى هُوَ الْمُحْيي وَالْمُميتُ
تَتَرَتَّبُ عَلى الْإيمانِ بِأَنَّ اللهَ تَعالى هُوَ الْمُحْيي وَالْمُميتُ آثارٌ وَفَوائِدُ عَظيمَةٌ، مِنْها:
أ . الشُّعورُ بِالْهُدوءِ وَالطُّمَأْنينَةِ؛ لِأَنَّ حَياةَ الْإِنْسانِ بِيَدِ اللهِ تَعالى، فَلا يَخافُ وَلا يَغْضَبُ وَلا يَسْخَطُ إِذا أَصابَهُ شَرٌّ، فَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ بِتَقْديرِ اللهِ تَعالى، وَأَنَّ ما يَخْتارُهُ سُبْحانَهُ هُوَ الْأَفْضَلُ، قالَ تَعالى: ﴿قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾.
ب. إِدْراكُ أَنَّ الْحَياةَ نِعْمَةٌ أَنْعَمَها اللهُ تَعالى عَلى عِبادِهِ؛ لِذا يَنْبَغي لِلْإِنْسانِ أَنْ يُحافِظَ عَلى صِحَّتِهِ وَيَبْتَعِدَ عَنْ كُلِّ ما يَضُرُّ بِهِ.
أستزيد
- وَرَدَتْ في الْقُرْآنِ الْكَريمِ قِصَصٌ عِدَّةٌ تَدُلُّ عَلى قُدْرَةِ اللهِ تَعالى عَلى الْإِحْياءِ وَالْإِماتَةِ، مِنْها قِصَّةُ رَجُلٍ اسْمُهُ الْعُزَيْرُ.
- فَعِنْدَما دَخَلَ قَرْيَةً وَقَدِ اخْتَفَتْ مِنْها آثارُ الْحَياةِ وَأَصْبَحَتْ أَرْضًا مَيْتَةً تَعَجَّبَ مِنْ ذلِكَ.
- وَأَخَذَ يَتَجَوَّلُ وَيَقولُ في نَفْسِهِ: «كَيْفَ يُحْيي اللهُ تَعالى هذِهِ الْقَرْيَةَ بَعْدَ مَوْتِها؟ ».
- فَأَماتَهُ اللهُ تَعالى مِئَةَ عامٍ ثُمَّ أَحْياهُ.
- وَبَعَثَ لَهُ مَلَكًا يَسْأَلُهُ: كَمْ لَبِثْتَ؟، فَقالَ: رُبَّما يَوْمًا أَوْ جُزْءًا مِنَ الْيَوْمِ.
- فَأَجابَهُ الْمَلَكُ بِأَنَّ اللهَ تَعالى أَماتَهُ مِئَةَ عامٍ، وَمَعَ ذلِكَ فَإِنَّ طَعامَهُ لَمْ يَفْسُدْ وَلَمْ يَتَغَيَّرْ، أَمّا حِمارُهُ فَقَدْ تَحَوَّلَ إِلى عِظامٍ بالِيَةٍ.
- ثُمَّ بِقُدْرَةِ اللهِ تَعالى أَخَذَتْ تَتَراكَبُ وَيَكْسوها اللَّحْمُ أَمامَ عَيْنَيْهِ.
- فَأَدْرَكَ أَنَّ اللهَ تَعالى أَرادَ أَنْ يُرِيَهُ عَجائِبَ قُدْرَتِهِ بِالْإِحْياءِ وَالْإِماتَةِ، فَقالَ: "أَعْلَمُ أَنَّ اللهَ تَعالى عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ".
أَرْبِطُ مَعَ العلوم
- يُحْيي اللهُ تَعالى الْأَرْضَ الْقاحِلَةَ بِنُزولِ الْمَطَرِ عَلَيْه.
- فَتَنْبُتُ الْبِذْرَةُ حَتّى تُصْبِحَ ثَمَرَةً بِداخِلِها بُذورٌ.
- وَعِنْدَما تَسْقُطُ هذِهِ الْبُذورُ عَلى الْأَرْضِ تَعودُ وَتَنْمو مِنْ جَديدٍ لِتُكَوِّنَ نَباتًا جَديدًا،
- وَهذا ما يُسَمّى دَوْرَةَ حَياةِ النَّباتِ.