مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

من صورعنايةِ الإسِلام بِالمرأة

التربية الإسلامية - الصف العاشر

الفكرة الرئيسة:

اعتنى الإسامُ بالمرأةِ، وكرَّمَها، وجعلَ لَها مِنَ الحقوقِ ما يضمنُ كرامتَها ويحققُ إنسانيَّتَها وسعادتَا في الحياةِ،وَحرّمَ إيذاءَها بأيِّ شكلٍ مِنَ الأشكالِ، ووضعَ تشريعاتٍ للحدِّ مِنَ العُنفِ الذي يُمارَسُ ضدَّها، ودعاها إلى القيامِ بواجباتِها تجاهَ المجتمعِ؛ لتكونَ عنصرًا فاعلاً فيهِ، ومنعَ التّعرضَ لَها بأيِّ شكلٍ مِنْ أشكالِ الإساءةِ الجسديّةِ أَوِ النّفسيّةِ أَوْ غيرِها.

 

أولًا: العُنفُ ضدَّ المرأةِ

  • هُوَ جميعُ أشكالِ الإيذاءِ والاستغلالِ التي تُمارَسُ ضدَّ المرأةِ، ويُلحقُ بها ضررًا جسديًّا أَوْ معنويًّا أَوْ غيرَ ذلكَ.
  • والعنفُ يقابلُهُ الرّفقُ، والرّفقُ هُوَ اللّطفُ في المعاملةِ ولين الجانبِ في القولِ والفعلِ. قالَ سيدُنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللهَ يُحِبُّ الرِّفقَ في الأمرِ كلِّهِ".

 

ثانيًا: مِنْ أشكالِ العُنف ضدَّ المرأةِ

  • العنفُ الاقتصاديُّ : مثل حرمانِها الميراثَ، أَوْ منعِها مِنَ التّصرفِ في مالِها.
  • العنفُ الجسديُّ: مثل الإيذاءِ بالضَّربِ أَوِ القتلِ.
  • العنفُ اللفظيُّ: مثل السّبِّ والشّتمِ.
  • العنفُ النّفسيّ: مثل النَّظرةِ الدّونيِّةِ للمرأةِ، وانتقادِها والسّخريةِ مِنْها.

 

أناقشُ

أناقشُ ومجموعتي الآثارَ التي يُسَبِّبُها العنفُ ضدَّ المرأةِ في كلٍّ مِنَ الجوانبِ الآتيةِ:

الجانبُ الاجتماعيُّ

الجانبُ النَّفسيُّ

الجانبُ الصِّحيُّ

الانفصال وتفكك الاسرة والعزلة وقطع العلاقات العائلية

يُضعِفُ ثقتَها بنفسِها.

  • إصابات جسدية مثل الكدمات والرضوض.
  • أعراض جسدية مثل الصداع المزمن واضطرابات الجهاز الهضمي.

 

ثالثًا: موقفُ الإسلامِ مِنَ العُنفِ ضدَّ المَرأَةِ

1) أمرَ الإسلامُ بحسْنِ التَّعامُلِ مَعَ المرأةِ أُمًّا وأختًا وزوجَةً وبنتًا، وكانَ سيدُنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أفضَلَ النّاسِ وخيرَهُمْ مُعامَلةً لأزواجِهِ، وكانَ يقولُ: "خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأهلِهِ، وأنا خَيْرُكُمْ لأهلي"

2) حرّمَ الإسلامُ العنفَ ضدَّها، وَمِنْ ذلكَ، فَقَدْ نهى سيدُنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ ضربِ النّساءِ، فقالَ:"لا تضرِبوا إماءَ اللهِ". وقالَ سيدُنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : "لقد أطافَ بآلِ محمَّدٍ نساءٌ كثيرٌ يشكونَ أزواجَهُنَّ، ليسَ أولئِكَ بخيارِكُم".

3) اعتنى الإسلامُ بالمرأةِ وأوصى بالإحسانِ إليْها، فقال سيدُنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : "مَنْ يَلي مِنْ هذِهِ البَناتِ شيئًا، فأحْسَنَ إلَيْهِنَّ، كُنَّ لَهُ سِتراً مِنَ النّارِ"، وذلك:

  • تحقيقًا لإنسانيتِها، وحفظًا لكرامتِها.
  • تكريمًا لها على دورها في بناء الاسرة.

 

رابعًا: مُعامَلَةُ سيدِنا رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم للمَرْأَةِ

كانَ سيدُنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يحسنُ إلى النّساءِ ويوصي بهِنَّ خيرًا، ومِنْ صورِ ذلكَ:

  • مساعدةُ زوجاتهِ في أَعمالِ المنزلِ، فقَدْ سُئلَتْ أمُّ المؤمننَ عائشةُ عَنْ عملِ سيدِنا رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في بيتِهِ فقالَتْ: "كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخصِفُ نَعْلَهُ، وَيَخيطُ ثَوْبَهُ، وَيَعمَلُ في بَيْتِه كَما يَعمَلُ أَحَدُكُمْ في بَيْتِه". (يخصفُ: يُصلحُ).
  • مواساتُهُ لَهُنَّ صلى الله عليه وسلم وتقديرُ مشاعرِهِنَّ: ومِنْ ذلكَ أنَّ سيدَنا رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حجَّ بنسائِهِ، فلما كانَ في الطريقِ نزلَ رجلٌ فساقَ بِهِنَّ فأسرعَ، فقالَ لَهُ سيدُنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «رفقًا بالقواريرِ" ."وقَدْ تعثَّرَتْ دابّةُ زوجِهِ صفيةَ في الطريقِ، فأخذَتْ تبكي، فجاءَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فجعلَ يمسحُ دموعَها بيدِهِ".
  • محبتُهُ صلى الله عليه وسلم لَهُنّ وفرحُهُ بِهِنَّ: فقدْ كانَ سيدُنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذا دخلَتْ عليهِ ابنتُهُ السيدةُ فاطمةُ : «قامَ إِليْها، فأخذَ بيدِها، وقبّلَها، وأجلسَها مجلسَهُ » .
  • كانَ سيدُنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يستثمرُ المناسباتِ ليوصيَ بالنّساءِ وبِحُسنِ معاملتِهِنَّ، حتّى إنَّهُ في خُطْبَةِ حِجةِ الوداعِ قالَ: « اتّقوا اللهَ في النِّسَاءِ »، وقالَ: "اسْتَوْصوا بِالنِّساءِ خَيرْا "
  • كانَ سيدُنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَهتمُّ بتعليمِهِنَّ، فَيَعقِدُ لَّهُنَّ مجلسًا يُعَلِّمُهُنّ فيهِ شؤونَ دينِهِنَّ، فَقَدْ جاءَتِ امْرَأَةٌ إلى سيدِنا رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقالَتْ: يا رَسولَ اللهِ، ذَهَبَ الرِّجالُ بحَديثِكَ، فَاجْعَلْ لَنا مِن نَفْسِكَ يَوْمًا نَأْتيكَ فيه تُعَلِّمُنا ممّا عَلَّمَكَ اللهُ، فَقالَ: "اجْتَمِعْنَ في يَومِ كَذا وكَذا في مَكانِ كَذا وكَذا"، فَاجْتَمَعْنَ، فأتاهُنَّ رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فَعَلَّمَهُنَّ ممّا عَلَّمَهُ اللهُ .

 

خامسًا: تشريعاتُ الإسلامِ المتعلّقةُ بحمايةِ المرأةِ مِنَ العُنفِ

سبقَ الإسامُ في تأكيدِ مكانةِ المرأةِ وحفظِ حقوقِها وحمايتِها مِنَ العنفِ، وقَدْ جاءَتْ بعضُ التشريعاتِ والقوانينِ الدّوليّةِ منسجمةً مَعَ ما دعا إليهِ الإسامُ مِنْ حفظِ حقوقِ المرأةِ. ومِنْ ذلكَ أنّهُ:

  • جعَلَها مُساوِيَةً للرَّجُلِ في التَّكليفِ والجَزاءِ، قالَ تَعالى: "فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ  بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ" [آل عمران: 195 [.
  •  فرضَ لَها النَّفَقَةَ زوجةً أَوْ أمًّا أَوْ بِنْتا أَوْ أُختًا، قالَ تَعالى: "وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ" [البقرة: 233 [.
  • أقرَّ لَها حقَّ العملِ ضمنَ الضّوابطِ الشّرعيّةِ.
  • أعطاها حقَّ التّملكِ، وجعَلَ لَها ذِمَّةً مالِيَّةً مُستَقِلّةً، قالَ تعالى: "لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُوا  وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ"[النساء: 32 ].
  • ضَمِنَ لَها حقَّها في الميراثِ.
  • منحَها حرّيّةَ إبداءِ رأيِها، وحقَّ استشارتِها في الشؤونِ المتنوعةِ، مثلَ استشارةِ سيدِنا رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم السيِّدةَ أمَّ سلَمةَ رضي الله عنها في يومِ الحديبيةِ.

 

سادسًا: الجهودُ الوَطَنِيَّةُ لحمايةِ المرأةِ مِنَ العنفِ

شاركَتِ المملكةُ الأردنيّةُ الهاشميَّةُ دُوَلَ العالمِ في التصدّي لظاهرةِ العنفِ ضدَّ المرأةِ، ووضعَتِ التشريعاتِ والقوانيَن للحدِّ مِنَ العنفِ ضدَّ المرأةِ، ومِنْ ذلكَ إنشاءُ إدارةِ حمايةِ الأسرةِ عامَ (2022 م)، وإصدارُ " قانونُ الحمايةِ مِنَ العنفِ الأُسَريِّ"عامَ ( 2017 م(.

 

أستزيدُ

لقدْ حقَّقَتِ المرأةُ الأردنيةُ إنجازاتٍ كثيرةً أسهمَتْ في بناءِ المجتمعِ الأردنيِّ وتطورِهِ في المجالاتِ كافةً، وقَدْ عزّزَتْ ريادتَاه محليًّا وإقليميًّا ودَوْلِيًا. ومِنَ الأمثلةِ على ذلكَ:

  • المجالُ السياسيُّ: مشاركةُ المرأةِ في الحياةِ السياسيةِ وصناعةِ القرارِ عبرَ السلطتَينِ: التشريعيةِ، والتنفيذيةِ (مجلسِ الوزراءِ والنوّابِ والأعيانِ(
  • المجالُ العلميُّ: ارتفاعُ نسبةِ المتعلّماتِ، فقدْ بلغَتْ أكثرَ مِنْ 92 % بحسبِ إحصاءاتِ سنةِ 2019م
  • المجالُ المهنيُّ: إثباتُ المرأةِ حضورَها في كافَّةِ الوظائفِ وبما ينسجمُ مَعَ منظومةِ القِيَمِ الاجتماعيةِ والثقافيةِ السّائدةِ في المجتمعِ الأردنيِّ.
  • المجالُ الاجتماعيُّ: نموُّ دورِ المرأةِ المجتمعيِّ بمشاركتِها في الأعمالِ التطوّعيّةِ والخدماتِ المجتمعيّةِ والجمعياتِ الخيريةِ.
  • المجالُ الاقتصاديُّ: تحقيقُ إنجازاتٍ عديدةٍ بانخراطِ المرأةِ في سوقِ العملِ وتبنّيها مشاريعَ اقتصاديةً خاصةً بها.

 

أربط مع الفقه

أجازَ الإسلامُ للزّوجةِ المُعنَّفةِ مِنْ زَوجِها أَنْ تطلبَ الطّلاقَ مِنْهُ إِنْ لَم يكنْ هنالِكَ وسيلةٌ للإصلاحِ.