مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

من اتّجاهات الشعر في العصر الحديث

القضايا الأدبية - الصف التوجيهي أدبي

 1- الاتّجاه الكلاسيكي (مدرسة الإحياء والنّهضة)

هي الحركة الشعرية التي ظهرت في أوائل العصر الحديث، حيث التزم شعراؤها النظم على نهج الشعر العربي في عصور ازدهاره. (كيف كان ذلك؟)

بالمحافظة على بنية القصيدة العربية واتخاذها مثلا يُحتذى في أوزانها وقوافيها، ومتانة أسلوبها، وجزالة ألفاظها، وجمال بيانها. وهو ما يسمّى بعمود الشعر العربي.

مَنْ أبرز روَّاد الاتجاه الكلاسيكي؟

يمثل هذا الاتجاه جيلان:

- الجيل الأول: ومن شعرائه: محمود سامي البارودي الذي يُعدُّ رائد الاتجاه الكلاسيكي، وأحمد شوقي، وحافظ إبراهيم.

- الجيل الثاني: ومن أشهر شعرائه: معروف الرصافي، ومحمّد مهدي الجواهري، وعمر أبو ريشة .

وقد تمثّل إحياء الشعر العربي لدى هذا الاتجاه في مظاهر عدة، أبرزها:

أ- احتذاء نهج الشعراء القدامى في بناء القصيدة من حيث: قوة أسلوبها، وجمال معانيها، والتزام عمود الشعر العربي؛ أي وحدة الوزن والقافية والروي.

ومن أمثلة ذلك ما قاله محمود سامي البارودي في رثاء زوجته، عندما جاءه نبأ وفاتها وهو في منفاه في جزيرة سيلان:

أَيَــــــدَ الـمَــنـــــونِ قَــــــــدَحْـتِ أيَّ زنِــــادِ    وَأَطَـرْتِ أيـَّةَ شُعْـلَـةٍ  بفــــؤادي؟   

أمْسَيْتُ بَعْدَكِ عِبْرَةً لِذَوي الأسى     فـي يـــومِ كُلِّ مـصـيبةٍ وحِــدادِ   

قــدْ أَظْلَمَتْ مِنْهُ العــــــيونُ كأنَّمــــا     كَحَـــلَ البُكـاءُ جفــونها بِقَتــــادِ

تالله مــا جــفَّتْ دموعـــــــي بــعـدمـــــا   ذَهَبَ الـــرَّدى بكِ يابنْةَ الأمْجـادِ

لا تَحْسَبيني مِلْتُ عنْكِ مع الهوى    هـيْــهاتَ مـا تَرْكُ الوفاءِ بعـادي 

قد كِدْتُ أقْضي حَسْرَةً لـو لـم أكُنْ     مُـتَـوَقِّعًا لـُقْـيـاكِ يــومَ مَعـادي   

فَـعـليـكِ مـنْ قـلبـي التحيَّةُ كـلَّــمـــا     نـاحَـــتْ مُطَـوَّقـةٌ علـى الأعْـوادِ

لو كان هذا الدَّهْــــــــرُ يـــقـــبـلُ فِدْيَةً     بالـنَّفْس عَـنــكِ لـكُنْتُ أوَّلَ فادِ

أو كــان يَرْهَـــبُ صَوْلَةً مـِنْ فَـــــاتِكٍ     لَفَعَلْتُ فِعْلَ الحَارِثِ بــــن عُبَادِ

القتاد: نبات شوكي. المطوقة: الحمامة. الحارث بن عباد: من سادات العصر الجاهلي وشعرائه وشجعانه، ومن ذوي الرأي في قومه، كان ممن اعتزل حرب البسوس بين بكر وتغلب، ولم يشارك فيها إلا بعد أن قتل ابنه جبير على يد المهلهل.

 

ب- انتشار شعر المعارضات الذي يُعدُّ إحياءً حقيقيّا لعيون الشّعر العربي القديم.

والمعارضات: هي قصائد نسجها قائلوها على نمط قصائد سابقة مشهورة، تشترك معها في الوزن والقافية وموضوعها العام وحرف الرويّ وحركته. (يُحفظ جيدا)

يُعدُّ شوقي إمام المعارضات الشعرية في العصر الحديث، فقد عارض بائية أبي تمام، وسينية البحتري، ونونية ابن زيدون، ودالية الحصري، وهمزية البوصيري. يقول في قصيدة له مصوِّرا ألم الغربة والمنفى:

يــا نـائحَ الطَّلــــحِ أَشـباهٌ عوادينـا      نشجى لِـواديكَ أم نأْسى لوادينــا

وقد عارض بها نونية ابن زيدون التي مطلعها:

أَضحى التَّنائي بديلًا عنْ تَدانينــــا      ونابَ عـــــن طيبِ لُقياناَ تجافينــا

ومن شعر المعارضات قول البارودي:

يا رائـــــــــدَ البرْقِ يَمِّمْ دَارَةَ العَلَمِ      وَاحْدُ الغَمامَ إلـــى حَيٍّ بذي سَلَمِ       

معارضًا ميمية البوصيري المشهورة في مدح النبي :

أَمِــنْ تَذكُّرِ جيرانٍ بذي سَلَـمِ     مَزَجْتَ دمْعًا جرى منْ مقلةٍ  بدمِ   

جـ- التفاعل مع الأحداث السياسية والاجتماعية؛ ما أدّى إلى ظهور أغراض شعرية جديدة مثل: الشعر الوطني، والدعوة إلى التعليم ومواكبة النهضة الحديثة. (صيفية ٢٠٢١)

يقول شوقي مادًحا المعّلم وداعيا إلى احترامه وتقديره، ومُشيدا بدوره في بناء الحضارة، وغرس قيم الفضيلة وتعليم الناشئة، وتبدو النزعة الخطابية في هذا القول:

قُــمْ لـلـمُـعـلـــــــــمِ وفِّــهِ الـتـبــجــيــلا    كـاد المعلِّمُ أَن يكــون رَسولا

أعلِمَت أَشرَف أو أَجل مـن الـــذي     يبنــي وُينْشئ أنفـسا وعقولا

فهو الـذي يبنـــي الطِّبـاع قـويـمًة    وهو الذي يَبني النفوس عدولا

وإذا المعلِّم لــم يكنْ عدْلًا مــشى   روحُ العَدالة في الشَّباب ضئيلا    

وإذا أُصيبَ القومُ في أخْلاقـهــم     فأقـِمْ عَـلـيـهـم مأتـمـا وعـويلا

د- تطويع الشعر العربي لفن المسرح على يد أحمد شوقي الذي نظم كثيرا من المسرحيات الشعرية منها: مصرع كليوباترا، ومجنون ليلى، وعنترة.

كما طُوِّع الشعر العربي للقصص التاريخي الملحمي؛ فكتب أحمد محرم «الإلياذة الإسلامية» التي تحدّث فيها عن سيرة النبي، فنظمها في ثلاثة آلاف بيت صوّر فيها حياة النبي الكريم منذ ولادته حتى وفاته، ملتزما التسلسل الزمني في عرض الأحداث. وممّا جاء في مسرحية مجنون ليلى:

قيس: (مخاطبا ليلى)

أنْتِ أجَّجْتِ في الحَشى     لاعِجَ الشَّوقِ فاسْتَعَرَ       

ثمَّ تَخْـشَيْنَ جَمْـــــــرةً       تأكُـــلُ الجلدَ والشَّعَر

(تظهر على قيس بوادر الإغماء)

ليلى:

فداكَ أبي، قيْس، ماذا دهاك؟     تكلَّم، أَبِنْ قيْسُ، ماذا تجدْ ؟

قيس:

أُحِسُّ بعينيَّ قدْ غامَتا      وسَاقيَّ لا تَحْملانِ الجسدْ

ليلى: 

يا لَأَبي للِجارِ، قيْسٌ صريعُ النَّارِ، مُلْقًى بصَحْنِ الدّارِ

الخصائص الفنية للاتجاه الكلاسيكي

1- يجاري الشعراء القدامى في تقاليد القصيدة العربية من حيث: وحدة الوزن والقافية والروي ،وقوة المعاني واختيار الألفاظ من المعجم الشعري القديم.

(لاعج الشوق، نائح الطلح، مطوقة على الأعواد.)

2- يجدد في أغراضه الشعرية وموضوعاته، فظهر الشعر الوطني  والقصصي والمسرحي.

3- تغلب على أشعاره النبرة الخطابية، كما في قول شوقي:

             قْم للِمعلِّم وفّه التّبْجيلا      كاد المعلِّم أَن يكوَن رَسولا