مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

منْ مقاصد الشّريعة الإسلاميّة: حفظ العقل

التربية الإسلامية - الصف المواد المشتركة أول ثانوي

التَّعلُّمُ القَبليُّ

  • مقاصدُ الشّريعة: هي الغايات الّتي جاءت الشّريعة الإسلاميّة لحفظها وتحقيقها، وتتمثّل في جلب المنافع للنّاس، ودرء المفاسد عنهم في الدّنيا والآخرة.
  • وهي (حفظ الدّين، والنّفس، والعقل، والنّسل، والمال).

 

الفَهمُ والتَّحليلُ

  • العقل هو أداة التفكير والإدراك والتمييز بين الأمور.
  • وقد وهب الله تعالى الإنسان العقل لـ:
    • يدرك به حقائق الأشياء.
    • وقد ميّزه به عن جميع مخلوقاته.
    • وبوساطته هيَّأه للاستحلاف في الأرض، وإعمارها بالخير والصلاح، قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْتَهُمْ فِي البَرِ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَهُم مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلا [الإسراء: ٧٠]
  • الشرع والعقل متوافقان، فالعقل وحده لا يستطيع إدراك كلّ مطلوب، ولو كان كذلك لاستغنى النّاس عن الوحي.

 

أولاً: مكانة العقل في الإسلام

اعتنى الإسلام بالعقل وجعل له مكانة كبيرة، ومن مظاهر ذلك:

أ. ذكرَ الله تعالى العقل في القرآن الكريم في آيات كثيرة وعبّر عنه بأسماء وألفاظ متعددة، ومدح ذوي الألباب، والذين يتفكرون وينظرون.

 وقد ورد لفظ (أُولُو الْأَلْبَابِ) في القرآن الكريم في ستة عشر موضعًا، ومن ذلك قوله تعالى: ﴿كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) [ص:٢٩].

ب. جعل الإسلام العقل أساسًا للاستدلال على الله تعالى من خلال التفكير في دلائل وجوده تعالى،

  • فدعا أصحاب العقول للتّأمُّل والتّفكُّر بالمخلوقات للاستدلال على وحدانية الخالق سبحانه؛ حتى يكون الإيمان راسخا لا شك فيه قال تعالى: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ) [آل عمران: 190]، قال تعالى:﴿ وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ) [الملك: ١٠].

ج. جعل الإسلام تكليف الإنسان بالأحكام الشرعية منوطًا بالعقل وجودًا وعدمًا.

  • فيكون الإنسان العاقل مُكلفا بأحكام الشريعة ومسؤولا عن تصرفاته ومحاسبًا عليها؛ لأنه قادر على فهم الأحكام والالتزام بها.
  •  أما من فقد عقله لسبب خارج عن إرادته، فيرتفع عنه التكليف شرعًا فلا يحاسب على أفعاله، وقد ذكر النبي ثلاث حالات تُرفَع فيها المحاسبة عن الإنسان، ومنها ذهاب العقل وهو الجنون، قال صلى الله عليه وسلم: «رُفعَِ القلَمُ عن ثلَاثٍ، عنِ النّائمِ حتّى يستَيقظَ، وعنِ الصَّغيرِ حتّى يَكْبرَ، وعنِ المجَنونِ حتّى يعقلَ أو يُفيقَ » [ابن ماجه].

د . جعل الإسلام لأصحاب العقول مكانة عظيمة اكتسبوها بسبب طلبهم للعلم وبسعيهم الدائم للوصول إلى الحقيقة، وبتسخير علمهم لخدمة البشريّة وسعادتها، قال تعالى: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ)، [المجادلة:11]

 

ثانيًا: مفهوم حفظ العقل

يقصد بحفظ العقل: تنميته وحمايته من كلّ ما يفسده أو يحول بينه وبين أداء وظيفته في الحياة وفق شرع الله تعالى.

 

ثالثًا: توجيهات الإسلام لحفظ العقل

دعا الإسلام إلى حفظ العقل، وحثّ على سلامته وفاعليّته؛ ولذلك دعا إلى:

أ- حماية العقل ورعايته:

 شرع الإسلام كلّ ما يبقي العقل في أحسن حالاته وكامل قدراته، ونهى عن كلّ ما يضعفه أو يلغي دوره ومن ذلك:

  • حرّم الاعتداء عليه بأيّ شكل يجعله عاجزًا عن أداء مهمّته، كشرب المسكرات وتناول المُخدِّرات، قال تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، [ المائدة:90].
  • نهى الإسلام عن تعطيل العقل وتغييبه، بالاستسلام للتّعصّب والغلوّ والأفكار الهدّامة.
  • حرَّرَ العقل من الأوهام والخرافات كالسّحر والشّعوذة والتّشاؤم والتّصوّرات الفاسدة؛ لأنّا استخفاف بالعقول وتغييب لها.

ب- تنمية العقل وتطويره:

  • دعا القرآن الكريم للتّفكّر والتّأمّل في الكون، قال تعالى:﴿وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آَيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾، [الجاثية: ٥].
  • ربط بين العلم والإيمان، فجعل العلم طريقًا يقود صاحبه إلى معرفة الله سبحانه وتعالى وخشيته، قال تعالى:﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ )[فاطر: ٢٨].
  • حثّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم على طلب العلم وَجَعَلَهُ فريضة على كلّ مسلم، قال صلى الله عليه وسلم: «طلبُ العِلمِ فريضةٌ على كلِّ مسلمٍ » [رواه ابن ماجه].

ج. تفعيل العقل:

  • دعا الإسلام الإنسان إلى استعمال العقل في المجالات المشروعة كلّها، والّتي تؤدّي إلى عمارة الأرض على أكمل وجه من خلال اكتشاف الحقائق العلمية في المجالات كافّة، والاستفادة من تجارب الآخرين وخبراتهم للوصول إلى اكتشاف كلّ ما يسهل على الإنسان طريقة عيشه.
  • فتح للعلماء باب الاجتهاد في المسائل لاستنباط الأحكام الشّرعيّة لها.
  • حرّم الإسلام تناقل الإشاعات ونهى عن نقل الأخبار قبل التّثبُّت منها، قال تعالى:﴿ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ﴾ [النساء: ٨٣].
  • حذّر من التّقليد الأعمى، ودعا إلى تجنّبه، قال تعالى: ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آَبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ﴾ [البقرة: ١٧٠].

 

الإِثراءُ والتَّوسُعُ

  • ممّا يدلّ على عناية الإسلام بالعقل وتنميته أنّ أوّل ما نزل من القرآن الكريم قول الله تعالى: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾ [العلق: ١]،لأنّ القراءة تعتبر من أهم روافد تنمية العقل، ففيها:
    • اطّلاع على تجارب الأمم وخبرات الشّعوب.
    •  وتواصل مع جهود العلماء والباحثين في مختلف المجالات.
    •  كما أنّها تعمل على توسيع خيال القارئ، وابتكار أفكار جديدة.
    •  وهي دليل على رقيّ الأمم؛ فالأمّة الحيّة هي الّتي تقرأ وتشجّع النّاس على القراءة.
  • وقد أطلقت وزارة التَّربية والتَّعليم الاستراتيجيّة الوطنيّة لتنمية المهارات القرائية في الأردن، بناء على توصيات عدد من الدراسات العالمية التي شملت التعليم في الأردن، بالشراكة مع مؤسسة الملكة رانيا للتنمية والتعليم، وغيرها من المؤسسات من أجل تحسين مهارات القراءة لدى الطلبة، وتعزيز القراءة كعادةٍ ممتعة ومنتظمة، لتحقيق الرؤية الوطنية في الوصول إلى جيل يقرأُ بشغف.