مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

مكانة الصحابة الكرام رضي الله عنهم

الدراسات الإسلامية - الصف التوجيهي أدبي

التعلم القبليّ

  • بَعَث اللهُ تعالى الرُّسلَ عليهم السلام برسالة التوحيد، وكلَّفهم بتبليغها للناس، وهيَّأ لهم مَن يُساندهم في مهمّتهم العظيمة.
  • وخَتَم النُّبوَّة بخير الرُّسل وأفضلهم سيدنا محمد ﷺ، واختار لهم أصحابًا كانوا خيرَ عونٍ له في حمْل رسالة الإسلام وتبليغها للناس.

أتذكَّر وأُدوِّن:

أتذكَّرُ  أسماء العشرة المُبشَّرين بالجنة، ثم أُدوِّنها.

(الإجابة: سيدنا أبو بكر الصديق، وسيدنا عمر بن الخطاب، وسيدنا عثمان بن عفان، وسيدنا علي بن أبي طالب، وطلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام، وعبدُ الرحمنِ بنُ عوف ، وسعدُ بنُ أبي وقاص، وسعيد بن زيد، وأبو عبيدةَ بنُ الجراحِ رضي الله عنهم).


الفهم والتحليل

هيَّأ  الله تعالى لسيِّدنا رسول الله ﷺ أصحابًا كرامًا نالوا مكانةً عاليةً وفضلًا عظيمًا؛ لقُرْبِهم منه ﷺ، ولمَا بَذَلوه وقدَّموه من تضحياتٍ لخدمة الإسلام.

فمَدَحهم القرآنُ الكريم، وأثنى عليهم، ووَصَفهم بأفضل الصِّفات.

أولا: مفهوم الصحابيّ

الصحابيّ: كلُّ مَن لقي سيّدنا رسول الله ﷺ وهو مؤمنٌ به، ثمّ مات على الإسلام.

ويُعدّ أصحابُ سيّدنا رسول الله ﷺ مِن أعظم الناس إيمانًا، وأكْملِهم دينًا وأخلاقًا؛ إذ كانوا خيرَ سَنَدٍ له ﷺ في دعوته.

وكانت زوجتُه السيّدة خديجةُ رضي الله عنها أوَّلَهم إسلامًا، ثم أسلم سيِّدنا أبو بكرٍ الصِّدِّيق، وسيدنا عليٌّ بن أبي طالب، وزيد بن حارثة، وبلال بن رباح رضي الله عنهم، ثم تبعهم عددٌ كبيرٌ من الصحابة رضي الله عنهم.


أستخرجُ وأفكر

(1) أستخرج من التعريف السّابق الشروطَ الواجبَ توافرُها في الصحابي.

(الإجابة:  أسلم في عهد النبي / لقي النبي   في حياته / مات على الإسلام).

(2) أفكر: ماذا يُطلق على مَن أسلم في عهد النبيّ ﷺ ولم يَلْتَقِ به؟

(الإجابة: التابعيّ).


ثانيا: فضائل الصحابة رضي الله عنهم

للصحابة الكرام رضي الله عنهم فضائل عدّة خَصَّهم الله تعالى بها، وهذه بعضُها:

أ. ثناء الله تعالى عليهم، ورِضَاه عنهم:

أثنى الله تعالى على الصحابة الكرام رضي الله عنهم بالفضل والإحسان، وتمثَّل ذلك في صورٍ عديدة، أبرزها:

1. الشّهادةُ لهم بالإيمان الحق: قال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} [الأنفال: 74].

2. امتداحُ خِصالهم الحميدة؛ مِن: شجاعةٍ، ورحمةٍ، وصبْرٍ، وعبادةٍ، وخشوعٍ، وغير ذلك. قال تعالى: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ} [الفتح: 29].

3. الرِّضا عنهم، وتبشيرهم بالخير في الدنيا والفوز بالآخرة، وخَصُّ السابقين منهم بالفوز العظيم والشّهادة لهم بالفضل والسَّبْق. قال تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 100].

وكذلك الرِّضا عن الصحابة الكرام الذين بايعوا سيِّدنا رسول الله ﷺ تحت الشجرة يوم الحديبية. قال تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} [الفتح: 18].

ب. تزكيةُ سيّدنا رسول الله ﷺ، وثناؤه عليهم:  

أتوقف

بالرغم من فضل الصحابة رضي الله عنهم وعُلوِّ منزلتهم، فإنّ بعضَهم أفضلُ من بعضٍ في سَبْقِهم إلى الإسلام، وجهادهم في سبيل الله تعالى. قال تعالى: {لا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى} [الحديد: 10]. فالسَّابقون في الإسلام أفضلُ من غيرهم، ومَن شارك منهم في غزوة بدر أفضلُ من غيرهم، ومَن أسلم قبل الفتحِ أفضلُ ممّن أسلم بعدَه.

كان سيّدنا رسول الله ﷺ يُحبّ أصحابه الكرامَ رضي الله عنهم، ويُقدِّر جهادَهم في سبيل الدين، وتحمُّلَهم الصِّعابَ في تبليغ الدعوة؛ لذا كان ﷺ يُثني عليهم، ويبيِّن مقدار منزلتهم. ومن ذلك أنه ﷺ:

1. وَصَفَهم بخير الناس:

فحين سُئل سيدُنا ﷺ: أيُّ الناسِ خيرٌ؟ قال ﷺ: «قَرْنِي، ثُمَّ ‌الَّذِينَ ‌يَلُونَهُمْ، ثُمَّ ‌الَّذِينَ ‌يَلُونَهُمْ»؛ ذلك أنهم آمنوا به، وصدَّقوه، ونَصَروه، وتحمَّلوا معه أعباء الدعوة، وضحُّوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم.

2. خَصَّهم بمحبّته، وجَعَل حُبَّهم علامةَ إيمانٍ، وبُغْضَهم علامة نفاقٍ.

ومن ذلك أنه ﷺ قال في الأنصار: «لَا ‌يُحِبُّهُمْ إِلَّا مُؤْمِنٌ، وَلَا يُبْغِضُهُمْ إِلَّا مُنَافِقٌ، فَمَنْ أَحَبَّهُمْ أَحَبَّهُ اللهُ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ أَبْغَضَهُ اللهُ»؛ وذلك لِصدْق إيمانهم، وحُسْن وفائهم بما عاهدوا الله تعالى عليه من نُصرة نبيّه ﷺ.

3. بَشَّرهم بمغفرة الله تعالى لهم.

ومن ذلك أنه ﷺ قال لسيِّدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن أحد الصحابة حين ارْتَكَب ذنبًا: «لَعَلَّ اللهَ ‌اطَّلَعَ ‌إِلَى ‌أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ، فَقَدْ وَجَبَتْ لَكُمُ الْجَنَّةُ، أَوْ: فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ».

وقد خَصّهم أيضًا ﷺ بدُعائه؛ إذ دعا لهم يومَ الخندق حين رأى ما أصابهم من تعبٍ وجُوعٍ، فقال: «اللَّهُمَّ إِنَّ الْعَيْشَ عَيْشُ الْآخِرَةْ، ‌فَاغْفِرْ ‌لِلْأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَةْ».

4. أَخْبَرَ بعضَهم بمنازلهم وحُسْن خاتمتهم.

ومن ذلك أنه ﷺ كان على حِرَاءً هو والصحابةُ الكرام: أبو بكرٍ، وعمر، وعثمان، وعليّ، وطلحة، والزبير رضي الله عنهم، فتَحَرَّكت الصخرةُ، فقال رسولُ الله ﷺ: «اهْدَأْ؛ فَمَا عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ، أَوْ ‌صِدِّيقٌ، ‌أَوْ ‌شَهِيدٌ».

ومن ذلك أيضًا أنّه ﷺ حدَّث أصحابَه رضي الله عنهم عن مكانة سعد بن مُعاذ رضي الله عنه حين حَضَرَت جنازتُه، فقال ﷺ: «‌اهْتَزَّ ‌الْعَرْشُ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ».


أتدبر وأستخرج

أتدبر الآيتين الكريمتين الآتيتين، ثم أستخرج منهما فضائل الصحابة الكرام رضي الله عنهم:

(1) قال تعالى: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا} [الأحزاب: 23].

← (الإجابة: الشهادة بصِدْقِهم في عهدهم مع الله تعالى والجهاد في سبيله).

(2) قال تعالى: {لَقَد تَّابَ اللَّه عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} [التوبة: 117].


← (الإجابة: توبةُ اللهِ تعالى عليهم وعفْوُه عنهم).

ثالثا: دور الصحابة الكرام رضي الله عنهم في خدمة الإسلام

بذل الصحابة الكرام رضي الله عنهم جهدًا كبيرًا في خدمة الإسلام، وكان لهم دورٌ عظيمٌ في نَشْرِه. وقد تمثَّل ذلك فيما يأتي:

أ. الثبات على الدِّين:

آمَن أصحابُ سيّدنا رسول الله ﷺ به وبدعوته، وصدَّقوا برسالته، وصَبَروا على ما تعرَّضوا له من إيذاءٍ وتعذيب، وثَبَتوا على عقيدتهم ودينهم حتى تمكَّنوا من إقامة الدِّين.

ومن الأمثلة على ذلك: ثبات الصحابيّ خبّابٍ بن الأرَتِّ رضي الله عنه؛ إذ كان مَوْلَى إحدى نساء قريش، التي ما إنْ عَلِمَت بإسلامه حتّى عذَّبته عذابًا شديدًا، فكانت تأتي بالحديدة المُحمَّاةِ فتجعلها على ظهره ورأسه؛ ليَكفُرَ ويرجعَ عن إسلامه، فلم يَزِدْه ذلك إلا إيمانًا.


أبحث وأستخرج

أرجعُ إلى أحد كُتُب السِّيرة النبويّة، ثم أستخرج منه موقفًا يدل على ثبات الصحابة الكرام رضي الله عنهم على الإيمان.

← ( تعذيب بلال بن رباح رضي الله عنه في الصحراء/ تعذيب آل ياسر رضي الله عنهم/ حبس مصعب بن عمير رضي الله عنه/ توثيق يدي طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه والطواف به حول الكعبة/ سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ومقاطعة أمه له، وغيرهم).


ب. الدعوة إلى الله تعالى:

حرص الصحابة الكرام رضي الله عنهم على حمْل رسالة الإسلام وتبليغها للناس كافّةً، فكانوا خيرَ مُعينٍ لسيّدنا رسول الله ﷺ.

ومن هؤلاء الصحابة:

الطُّفَيْلُ بن عمرٍو الدوسيّ رضي الله عنه الذي كان من أشراف العرب وسيِّدَ قبيلة دَوْس؛ فقد قابَل سيّدنا رسول الله ﷺ في مكة المكرمة بدايةَ الدعوة الإسلامية فأَسْلَم، ثمّ عاد إلى قومه فدعاهم إلى الإسلام، ثم أتى بمَن أسلم إلى سيّدنا رسول الله ﷺ وهو في خيبر بالمدينة المنورة.

ومنهم أيضا الصحابي مُصعب بن عمير رضي الله عنه الذي أرسله النبي ﷺ إلى المدينة المنورة ليدعوَ أهلها إلى الإسلام، فأسلم على يدِه عددٌ كبير، مثل: أُسَيْد بن حُضَيْر رضي الله عنه، ومعاذ بن جبل رضي الله عنه.

وقد دعا مُعاذٌ رضي الله عنه قومَه إلى الإسلام فأسلموا.

وكذلك أَرْسَل النبيُّ  سبعين رجُلًا من القُرَّاء إلى أهل نجدٍ لدعوتهم إلى الإسلام، لكنهم قُتِلوا غدْرًا عند بئر مَعُونة، فحَزِن عليهم النبيُّ ﷺ حُزنًا شديدًا، ودَعَا على مَن قَتَلَهم.

وشارك بعضُ الصحابة الكرام رضي الله عنهم في حمْل رسائل النبي ﷺ إلى المُلُوك والأمراء خارج شِبْه الجزيرة العربية، واستمرّوا رضي الله عنهم في نشْر الدعوة الإسلامية بعد وفاته ﷺ؛ إذ كانوا يتسابقون في نشْرها؛ ابتغاءَ الأجرِ من الله تعالى، والتزامًا بتنفيذ وصيّة سيّدنا رسول الله ﷺ حين قال في خُطبة الوَدَاع: «أَلَا ‌لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ مِنْكُمُ الْغَائِبَ».


أبحث عن

أرجع إلى كتاب (السيرة النبوية) لابن هشام، ثم أبحثُ فيه عن قصة بئر مَعُوْنَة.

← في السنة الرابعة للهجرة بعث سيدنا رسول الله ﷺ أربعين نفرًا من أصحابه رضي الله عنهم ليدعوا بعض قبائل العرب إلى الإسلام، فتمت مهاجمتهم، وقاتلوهم عند بئر معونة حتى استُشهِد أكثرهم.

 أتأمل وأجيب

أتأمَّل قوْلَ النبي ﷺ لمعاذ بن جبل رضي الله عنه حين بَعَثَه إلى اليمن: «إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ أَهْلِ كِتَابٍ، فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ عِبَادَةُ اللهِ، فَإِذَا ‌عَرَفُوا ‌اللهَ، فَأَخْبِرْهُمْ: أَنَّ اللهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِهِمْ وَلَيْلَتِهِمْ»، ثم أجيب عما يأتي:

(1) أبيِّن المهمّة التي قام بها معاذ رضي الله عنه في اليمَن.

← (نشر الإسلام، ودعوة أهل اليمن إلى الإيمان بالله تعالى وعبادته).

(2) أستنتجُ سبب اختيار النبي ﷺ معاذًا رضي الله عنه لهذه المهمّة.

← (بسبب قوّة عزيمته، وفصاحة لسانه، وغزارة عِلْمِه، وشجاعته في قول الحق).


ج. تلقِّي العلم ونشرُه:

كان الصحابة الكرام رضي الله عنهم أشَدَّ الناسِ حرْصًا على تعلُّم العلوم النّافعة، وهو ما دَفَعهم إلى ملازمة سيّدنا رسول الله ﷺ وحُضور مجالسِه، حتى تمكَّنوا من تعلُّم القرآن الكريم والحديث الشريف وكثيرٍ من أحكام دِيْنهم ودُنياهم، ثم تعليمها لغيرهم.

وقد برز علماء كبار من الصحابة الكرام رضي الله عنهم، أمثال:

الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم.

وعبدالله بن عباس رضي الله عنهما أعلمِ الناس بكتاب الله تعالى وتفسيره.

وأبيِّ بن كعب رضي الله عنه أقرئهم للقرآن الكريم.

ومعاذ بن جبل رضي الله عنه أعلَمِهم بالحلال والحرام.

وزيد بن ثابت رضي الله عنه أعلَمِهم بالفرائض (المواريث).

وغيرهم من الصحابة الكرام رضي الله عنهم الذين ارتحلوا في طلب العلم، وبذلوا جهدًا كبير في جمْعِه وتدوينه وتعليمِه للناس.

د. الجهاد في سبيل الله تعالى:

كان الصحابة الكرام رضي الله عنهم في طليعة المجاهدين في سبيل الله تعالى؛ للدفاع عن دِينهم، وصدّ اعتداءات المشركين عليهم.

وقد بايعوا سيّدنا رسول الله ﷺ على الموت في سبيل الله تعالى، وخاضوا معه معاركَ وفتوحاتٍ عديدة، قدَّموا فيها أموالهم، وضحَّوا بأنفسهم لإعلاء كلمِتَي الحقِّ والدِّين.

ومن أبرز تلك المعارك والفتوحات: بدر، وأُحُد، والخندق، وبني قريظة، وخيبر، وفتح مكّة، ومؤتة، واليرموك، والقادسية، وفتح القُدس.

ومن الصحابة الكرام رضي الله عنهم الذين ضربوا أَرْوَعَ صُور البطولة والفِداء والشجاعة في هذه المعارك: حمزة بن عبدالمطلب، وجعفر بن أبي طالب، وأبو عبيدة عامر بن الجَرّاح، وسعد بن أبي وقّاص، وخالد بن الوليد رضي الله عنهم.


رابعا: واجبنا تجاه الصحابة الكرام رضي الله عنهم:

الصحابة الكرام رضي الله عنهم هم خَيرُ الناس بعد الأنبياء والمرسلين عليهم السلام؛ إذ نَذَروا أرواحهم ودماءهم رخيصةً في خدمة الإسلام، ولم يَتَوَانَوْا قطُّ  عن الدفاع عنه.

لذا فمِن الواجب علينا:

أ. محبَّتُهم، وتوقيرُهم، والدّفاع عنهم:

ذلك أنّ الصحابة الكرام رضي الله عنهم أصحابُ فضلٍ عظيم، وأنَّ سيّدنا رسول الله ﷺ أَحَبَّهم.

ومِن ثَمَّ يجبُ علينا أن نُحِبَّهم، ونحترمَهم، ونقدِّر مكانتهم، ونُثنِي عليهم، ولا نسمح بالإساءة إلى أحدٍ منهم أو التقليل من قَدْرِه. قال ﷺ: «لا تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، مَا بَلَغَ ‌مُدَّ ‌أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ» (مُدَّ: ما يملأ الكفَّين من القمح). ولهذا يجبُ صَوْنُ أعراضِهم، والدفاع عنهم، وعدمُ اتّهامهم بما لا يَليق بهم، أو الخوض فيما شَجَر بينهم.

ب. الاقتداء بِهِم:

شَرَّف اللهُ تعالى الصحابة الكرام رضي الله عنهم بصُحْبة النبي ﷺ، فكانوا أَوْثَقَ الناسِ صِلَةً به، وأَعْلَمَهم بكتاب الله وسُنَّة نبيِّه ﷺ، وأَصْوَبَهم رأيًا واجتهادًا؛ لذا ينبغي الاقتداءُ  بهم، والسَّيرُ على نهجِهم. قال النبي ﷺ: «فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ، تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا ‌بِالنَّوَاجِذِ» (النَّوَاجِذِ: آخِر الأضراس. والمقصود: الجِدُّ في لُزُوم سُنَّتهم والتمسُّك بها).

ج. الدعاء والاستغفارُ لهم:

أثنى الله تعالى على الصحابة الكرام رضي الله عنهم. قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} [الحشر: 10].

أتعاون وأستنتج

أستنتجُ واجباتٍ أخرى تجاه الصحابة الكرام رضي الله عنهم.

(الإجابة: تعريف الناس بهم وبدورهم في خدمة الإسلام، وتوظيف وسائل التكنولوجيا الحديثة لذلك / التصديق بما وقع لهم من كرامات،...).

 

الإثراء والتوسُّع

دارت على ثَرَى الأردنّ أحداثٌ كبرى في تاريخ الإسلام، مثل: غزوة مؤتة، ومعركة اليرموك، ومعركة فَحْل.

وانتشر في أرجائه عددٌ من مقامات الصحابة الكرام رضي الله عنهم وأضرحتهم؛ ما دَفَع اللجنة المَلَكيّة لإعمار مقامات الأنبياء والصحابة إلى الاعتناء بهذه المَقَامات والأضرحة؛ تقديرًا لجهودهم ودورهم في نشر الإسلام.

ومن هؤلاء الصحابة الكرام رضي الله عنهم:

- جعفر بن أبي طالب، وزيد بن حارثة، وعبدالله بن رواحة رضي الله عنهم، وهُمُ القادة الثلاثة في غزوة مؤتة، وأضرحتهم موجودةٌ في قرية المزار الجنوبيّ بمحافظة الكرك.

- أبو عبيدة عامر بن الجرّاح، وضِرَارُ بن الأَزْوَر رضي الله عنهما، وضريحُ كلٍّ منهما موجودٌ في منطقة الأغوار الوسطى التابعة لمحافظة البلقاء.

- معاذ بن جبل رضي الله عنه، ومقامُه موجودٌ في بلدة الشُّونة الشمالية التابعة لمحافظة إربد.

- شُرحبيل بن حسنة، وعامر بن أبي وقاص رضي الله عنهما، وضريحُ كلٍّ منهما موجودٌ في منطقة الأغوار الشمالية التابعة لمحافظة إربد.

- الحارثُ بن عُميرٍ الأزديّ رضي الله عنه، وضريحُه موجودٌ في منطقة بصيرا بمحافظة الطفيلة.

 

دراسة معمقة

كتاب (حياة الصحابة).

مضمون الدراسة: أورد فيه المؤلِّفُ سِيَر الصحابة الكرام رضي الله عنهم، وصِفَاتِهم، ومكارمَ أخلاقهم، وصُوَرًا من تضحياتهم وبَذْل نفوسهم في سبيل الله تعالى؛ ليكون ذلك حافزًا للناس على الاقتداء بهم والاهتداء بهَدْيِهم.

مستخدمًا الرمز المجاور، أرجع إلى باب (اجتماع الصحابة على الصَّلَوات) في هذا الكتاب، ثم أكتبُ ما ورد فيه عن ترغيب أصحاب النبي ﷺ في الصلاة.

1- دعوة الناس إلى أداء الصلاة جماعة، والتحذير من التهاون فيها.

2- تعليم الناس أحكام الصلاة وهيئاتها.

3- الحرص على بناء المساجد.

4- جمع الناس لأداء صلاة التراويح في شهر رمضان في المسجد.

 

القيم المستفادة

أستخلصُ بعض القيم المستفادة من الدرس.

1) أقتدي بالصحابة الكرام في حُبِّهم للنبيِّ ﷺ واتّباع سُنَّته.

2) أُوقِن بأفضليّة الصحابة الكرام رضي الله عنهم.

3) أقدِّر جهودَ الصحابة الكرام رضي الله عنهم في نشر الدِّين والدِّفاع عنه.