مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

مكانة الزكاة وآثارها

الدراسات الإسلامية - الصف التوجيهي أدبي

التعلم القبلي

المال عَصَبُ الحياة، وأحدُ مقوِّمات السعادة فيها، وقد أنعم الله تعالى به على الإنسان، وأوجب عليه أداء حقِّ هذا المال بإخراج زكاته المُستحقَّةِ شرعًا؛ تقرُّبًا إليه سبحانه. قال تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ] [التوبة: 60].

أتذكر وأصوغ

أتذكر مفهوم الزكاة، ثم أصُوغ تعريفًا مناسبًا لها.

← مقدار المال الذي أوجب الله تعالى على المسلم الغني أن يخرجه من ماله للمستحقين له.


الفهم والتحليل

  • للزكاة أهمية ومكانة عظيمة في الإسلام؛ لِمَا يترتّب على إعطائها لِمُستحقِّيها من آثار وفوائد جمَّةٍ في الدنيا والآخرة.
  • ولهذا فقد جعلها الله تعالى فرْضًا يجب أداؤه من دون إبطاءٍ، أو تهاونٍ، أو تفريطٍ فيه.

أولا: مكانة الزكاة

للزكاة مكانة عظيمة في الإسلام، وتتجلى هذه المكانة فيما يأتي:

أ. جَعَلَها الله تعالى رُكنًا من أركان الإسلام:

  • فقد قال رسول الله بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، ‌وَإِيتَاءِ ‌الزَّكَاةِ، وَالْحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ».
  • وقد أوجبها الله سبحانه على كل مسلمٍ ومسلمةٍ انطبقت عليهما شروطُها، وجَعَل أداءها واجبًا لا مِنَّة. قال رسول الله ﷺ: «مَنْ أَعْطَاهَامُؤْتَجِرًا فَلَهُ أَجْرُهَا، وَمَنْ مَنَعَهَا فَإِنَّا آخِذُوهَا وَشَطْرَ مَالِهِ» (مُؤْتَجِرًا: طالبًا الأجرَ من الله تعالى).

ب. قَرَنَها الله تعالى بالصلاة في مواطن كثيرةٍ  من القرآن الكريم:

  • مثل قوله تعالى: {فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [المجادلة: 13].
  • وهذا يؤكد أنّ الصلاة هي أفضل العبادات البدنية، وأنّ الزكاة هي أفضل العبادات المالية.

ج. مَدَح الله تعالى القائمين بها والآمِرِين بأدائها في آياتٍ كثيرةٍ من القرآن الكريم. 

  • مثل قوله تعالى: {وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا} [مريم: 55].

وذَمَّ سبحانه تارِكِيها وتوعَّدهم بالعذاب. قال تعالى: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [التوبة: 34].


أتأمل وأستدل

أتأمل الحديثين النبويين الآتيين، ثم أستدلّ بكلٍّ منهما على مكانة الزكاة:

(1) قال رسول الله ﷺ: «مَا مِنْ صَاحِبِ ذَهَبٍ وَلَا فِضَّةٍ، لَا يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا، إِلَّا إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، ‌صُفِّحَتْ ‌لَهُ صَفَائِحُ مِنْ نَارٍ، فَأُحْمِيَ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ، فَيُكْوَى بِهَا جَنْبُهُ وَجَبِينُهُ وَظَهْرُهُ، كُلَّمَا بَرَدَتْ أُعِيدَتْ لَهُ، فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ، فَيَرَى سَبِيلَهُ، إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِمَّا إِلَى النَّارِ».

← الإجابة: توعَّد الله تعالى من امتنع عن إخراج الزكاة بالعذاب الأليم يوم القيامة.

(2) قال رسول الله ﷺ لمعاذ بن جبل رضي الله عنه حين بَعَثَه إلى اليمن: «فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ ‌أَغْنِيَائِهِمْ ‌فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ».

← الإجابة: أوجب الله تعالى الزكاة على كل مسلمٍ ومسلمةٍ انطبقت عليهما شروطها.


ثانيا: آثار الزكاة في الفرد

للزكاة آثار عظيمة تعود بالخير على الفرد في حياته وبعد مماته، منها:

أ. الآثار الإيمانية التعبّديّة:

  1. تُعدُّ الزكاة دليلًا على صِدْق إيمان العبد بالله تعالى؛ لقول رسول الله ﷺ: «وَالصَّدَقَةُ ‌بُرْهَانٌ».
  2. وفي الزكاة تحقيقٌ لمعنى العبوديّة والخضوع لله تعالى، وذلك بالاستسلام لأوامره سبحانه، وطاعته فيما أَمَر. قال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} [البينة: 5].
  3. وهي كذلك من أعظم أسباب رحمة الله عزَّ وجلَّ في الدنيا والآخرة. قال تعالى: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ} [الأعراف: 156].
  4. وهي أيضًا دليلٌ على أنّ الإنسان يُقدِّمُ رضا الله تعالى وما عنده من نعيمٍ دائمٍ على متاع الحياة الدنيا الزائل.

ب. الآثار النفسية والتربوية:

شرع الإسلام الزكاة لِمَا فيها من خيرٍ عظيم على مُعْطِيها وآخِذِها:

الرقم الآثار النفسية والتربوية لمعطي الزكاة الآثار النفسية والتربوية لآخذ الزكاة
1 تُطهِّر نفْسَ المُزكِّي من الأخلاق الذميمة، مثل: البُخْل، والطَّمَع والغرور. تُطهِّر نفْسَ آخِذِها من الحسد والبغضاء والكراهية حين يرى أنّ مَن بيدِه المالُ يشعرُ بحاله، ويمدُّ له يد العون.
2 سببٌ في تزكية نفسِه وتنقيتها من الذنوب والآثام. قال تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا} [التوبة: 103]. تسُدّ حاجته، وتحفظ كرامته.
3 تربية النفس على الإحسان والعطاء، وتعويدها تحمُّل المسؤولية المجتمعية. تجعله يشعر بالرضا والطمأنينة.
4   تدفعه إلى حُبِّ الخير لغيره.

أتدبَّر وأستنتج

أتدبَّر قول اللهِ تعالى: {مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 261]، ثم أستنتج منه أثر الإنفاق في مال الفرد.

← الإجابة: حلول البركة والنُّموّ في المال.


ثالثا: آثار الزكاة في المجتمع

للزكاة آثارٌ اجتماعية واقتصادية عظيمة تعود بالخير والنفع على المجتمع، منها:

1. معالجة مشكلة الفقر: يُعد الفقرُ إحدى أكثر المشكلات التي تعانيها معظم الدول، وتمثِّل الزكاة إحدى أبرز وسائل مكافحة الفقر؛ إذ إنّ به أوّلَ مصارفِها؛ أي: مصرف الفقراء والمساكين.

2. الإسهام في حل مشكلة البطالة: عن طريق الزكاة يُقدَّم رأسُ المال للقادرين على العمل؛ ما يُمكِّنهم من دخول سوق العمل، ويُسهم في تخفيض نسبة البطالة في المجتمع.

3. التخفيف عن الغارمين: والتيسير عليهم لِسَدَادِ دُيُونهم وتفريج كُرَبِهم، ما يساعدهم على دخول سوق العمل من جديدٍ.

4. التحفيز على الاستثمار:

* والإسهام في معالجة الركود الاقتصادي؛ بالابتعاد عن كنز المال، وتشجيع تداوله بين الناس عن طريق إقامة مشروعاتٍ مختلفة، بدلًا من كَنْزِه ودفْع الزكاة عنه.

* فتشغيل الإنسان رأسَ مالِه واستثمارُه يُتيح له دفْعَ الزكاةِ مِن رِبْحِه، فيحافظ بذلك على رأس مالِه، ويعمل على تنميته.

5. مشاركة الأغنياء الدولة في مساعدة الفئات المحتاجة: ما يُخفِّف العبء الماليّ على الدولة، ويسهم في تدريس طلبة العلم، وكفالة الأيتام، والإنفاق على المحتاجين، وإقامة مشاريع البِرِّ والإحسان مثل: بناء المستشفيات والمدارس والمؤسسات الخيرية، وغير ذلك من أوجه إنفاق الزكاة.

أفكر

كيف تسهم الزكاةُ في تحويل مُستحقِّيها من مُستهلِكين إلى مُنْتِجين؟

← الإجابة: وذلك من خلال استثمار أموال الزكاة لتأمين فرص عمل لمستحقي الزكاة، ودعم مشاريع صغيرة للفقراء والمحتاجين لتوفِّر مصدر دخلٍ لهم.

 

أبحث عن

للزكاة أثرٌ واضحٌ في حلّ بعض المشكلات في العالَم. مستخدمًا الرمز المجاور، أبيِّن دور منظمة الإغاثة الإسلامية عبر العالَم في إيجاد حلولٍ لهذه المشكلات.

← الإجابة: 

1- زراعة المناطق الصحراوية في بعض البلاد الفقيرة، وتحويلها إلى مصدر لإطعام سكانها.

2- توفير العلاج للفقراء المرضى.

3- تدريب الفقراء على مزاولة أعمال توفر مصادر الدخل لهم ولأُسرهم.

4- دعم اللاجئين من مناطق الحرب، وتوفير الحاجات الأساسية لهم من طعام وشراب ومسكن وملبس.

 

الإثراء والتوسُّع

أَوْلَت المملكة الأردنية الهاشمية الزكاةَ اهتمامًا كبيرًا:

- إذ أصدرت قوانينَ خاصّة لتفعيل أداء فريضة الزكاة.

- ثم أنشأت صندوق الزكاة الذي تتولّى وزارة الأوقاف والشؤون والمقدَّسات الإسلامية إدارة شؤونه.

- إضافةً إلى عشرات لجان الزكاة التي تنتشر في مختلف أنحاء المملكة، وتؤدي دورًا مهمًّا في جمع أموال الزكاة وتوزيعها على  المستحقِّين.

- دعا صاحب السموّ الملكيّ الأمير الحسن بن طلال حفظه الله إلى إنشاء مؤسسةٍ عالمية للزكاة والتكافل الإنساني، مشيرًا إلى دورها في الوصول إلى الخيريّة الفاعلة. إذ قال سموُّ الأمير: "الزكاة هي تعبيرٌ عمليٌّ عن الكرامة والأخوَّة الإنسانية؛ فهي تُعزِّز الرُّوح الجماعيّة، وتزيد الخيريَّة والإحسان".

مستخدمًا الرمز المجاور، أتعرَّف مهامِّ صندوق الزكاة.

← الإجابة:

1-  تقديم المساعدات المالية الشهرية والطارئة للفئات المحتاجة.

2- إنشاء المشاريع التأهيلية التي تسهم في تشغيل الفئات المحتاجة.

3- سداد الديون عن الغارمين والغارمات.                       4- ترميم المنازل المتصدعة للفقراء.

5- تدريس طلبة العلم المحتاجين والإنفاق عليهم.        6- كفالة الأيتام الفقراء.

 

دراسة معمقة

أطروحة (مساهمة الزكاة في علاج ظاهرة الفقر في الدول الإسلامية).

* مضمون الدراسة: تناولت الآثار الاقتصادية والاجتماعية للزكاة، وركّزت على بيان أهمية الزكاة بوصفها وسيلةً فاعلةً لمعالجة الفقر.

مستخدمًا الرمز المجاور، أرجعُ إلى هذه الأطروحة، ثم أقرأ ما ورد فيها عن الدور الاقتصادي والاجتماعي للزكاة.

 الإجابة:

- تسهم الزكاة في توجيه السياسة الاقتصادية من خلال حصر المستحقين لها والمكلفين بأدائها.

- تعمل الزكاة على توفير أكبر قدرٍ ممكن من الاستقرار الاقتصادي.

- الزكاة من أهم وسائل التكافل الاجتماعي، والحفاظ على أمن المجتمع ووحدته.

 

القيم المستفادة

أستخلص بعض القيم المستفادة من الدرس.

1) أقدِّر دور الزكاة في تحقيق التكافل الاجتماعي.

2) أسهمُ في توعية المجتمع بآثار الزكاة.

3) أؤمن بفاعلية التشريع الإسلامي في تحقيق المنفعة للأفراد والمجتمعات.