مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

مكانةُ الوطنِ في الإسلامِ

التربية الإسلامية - الصف الثامن

 

الفكرةُ الرئيسةُ

  • حثَّ الإِسلامُ على حبِّ الوطنِ، والانتماءِ إِليهِ، والعملِ على رفعتِهِ،  قال الله تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ).
  • الوطنُ: أَرضٌ لها حدودٌ يعيشُ عليها مجموعةٌ منَ الناسِ، وينتمونَ إِليها، ويحكمُهُمْ نظامٌ سياسيٌّ.
  • أَطلقَ القرآنُ الكريمُ على وطنِ الإِنسانِ )الدارَ( و(الدِّيار) قالَ تعالى: (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ)، والمقصودُ  في هذهِ الآيةِ الكريمةِ الأَنصارُ الَّذينَ سكنوا المدينةَ المنوَّرةَ وأَقاموا فيها.

 

أستنير

أَوَّلًا: مكانةُ الوطنِ في القرآنِ الكريمِ

للوطنِ مكانةٌ كبيرةٌ في القرآنِ الكريمِ؛ حيثُ أشارَتْ بعضُ الآياتِ الكريمةِ إليهِ وإلى مكانتِهِ، ومنْ ذلكَ:

  • ربطَ القرآنُ الكريمُ حبَّ الوطنِ بحبِّ النفسِ، فساوى بينَ قتلِ النفسِ والإِخراجِ منَ الوطنِ، قالَ تعالى: (وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ) .
  •  جعلَ الإِسلامُ الإِخراجَ منَ الوطنِ أحدَ الأسبابِ لشرعيّةِ الجهادِ والقتالِ، قالَ تعالى: (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ(8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (9)).
  • رفعَ الله تعالى منزلةَ المهاجرينَ الَّذين تركوا وطنَهُمْ نصرةً لدينِ اللهِ تعالى، ووصفَهُمْ بالصادقينَ، قالَ تعالى: (لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ).

 

ثانيًا: مكانةُ الوطنِ في السُّنَّةِ النبويَّةِ

للوطنِ مكانةٌ كبيرةٌ في السُّنَّةِ النبويَّةِ، ومنْ ذلكَ:

  • بيَّنَ سيِّدُنا رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم أَنَّ منْ أَكبرِ النِّعمِ على الإِنسانِ أَنْ يعيشَ في وطنِهِ آمنًا على نفسِهِ وأَهلِهِ ومالِهِ، قال صلّى الله عليه وسلّم: (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا في سِرْبهِ، مُعافًى في جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّما حيزَتْ لَهُ الدُّنْيا).
    • آمنًا في سِرْبهِ: توافرَ لهُ الأمانُ على نفسِهِ وبيتِهِ وأهلِهِ وماِلهِ.
    • حيزت لَهُ الدُّنيا: كَأنَّما مَلَك الدُّنيا وجمَعها كلَّها.
  • عبَّرَ سيِّدُنا رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم عنْ حُبِّهِ لوطنِهِ غيرَ مرَّةٍ، فحينَ خرجَ مُهاجِرًا إِلى المدينةِ المنوَّرةِ حزنَ على فراقِ مكَّةَ المكرَّمةِ، فخاطبَها بقولِهِ: (ما أَطْيَبَكِ مِنْ بَلَدٍ وَأَحَبَّكِ إلَيَّ، وَلَوْلا أنَّ قَوْمي أَخْرَجوني مِنْكِ ما سَكَنْتُ غَيْرَكِ)، فبشَّرَهُ الله تعالى بالعودةِ إِليها، قالَ تعالى: (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)، أَيْ أَنَّ مرجِعَكَ إِليْها، وهوَ ما كانَ عندَ فتحِهِ صلّى الله عليه وسلّم مكّةَ المكرّمةَ.
  • دعا سيِّدُنا رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم للمدينةِ المنوَّرةِ بعدَ هجرتِهِ إِليْها بالبَرَكةِ، قالَ: (اللّهُمَّ اجْعَلْ بِالمَدينَةِ ضِعْفَيْ ما جَعَلْتَ بمَكَّةَ مِنَ البَرَكَةِ).
  • ولمّا شقَّ على المهاجرينَ ترُكُ وطنِهِمْ، دعا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم اللهَ تعالى أَنْ يرزقَهُ وأَصحابَهُ حبَّ المدينةِ المنوَّرةِ حبًّا يفوقُ حبَّهُمْ لمكَّةَ المكرَّمةِ، قالَ رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم ( اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنا المَدينَةَ كَحُبِّنا مَكَّةَ أَوْ أَشَدَّ) .

 

أَسْتَزيدُ

  • لوِ انتقلَ الإِنسانُ منْ موطنِهِ الأَصليِّ إِلى مكانٍ آخرَ، فعليهِ أَنْ ينتميَ إِليهِ ويحافظَ عليهِ، فقدْ أَحبَّ سيّدُنا رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم مكَّةَ المكرَّمةَ موطنَهُ الأَصليَّ، وحينَ هاجرَ إِلى المدينةِ المنوَّرةِ أَحبَّها ودافعَ عنْها، ودعا لها بالبَرَكةِ.
  • وفي مقابلِ ذلكَ نهى الإِسلامُ عنِ العصبيَّةِ (العُنصريَّةِ)، وهيَ التفرقةُ والتمييزُ في المعاملةِ بينَ الناسِ على أَساسِ الجنسِ أَوِ اللونِ أَوِ اللغةِ أَوِ الدينِ أَوِ البلدِ أَوِ المستوى الاجتماعيِّ؛ لأَنَّ العصبيَّةَ تفرِّق الأُمَّةَ، وتمزِّقُ وَحدتَها.