مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

معركة مؤتة

التربية الإسلامية - الصف المواد المشتركة أول ثانوي

التَّعلُّمُ القَبليُّ

  • شرع الإسلام الجهاد لردِّ الأذى والعدوان عن المسلمين وللدِّفاع عن الدّين والوطن والمقدسات.
  • حرص الإسلام على إقامة العلاقات مع الدّول الأخرى على أساس من السّلم، ولذا عقد النّبيّ صلى الله عليه وسلم المعاهدات مع القبائل في الجزيرة العربيّة.
  • وفي العهد المدنيّ مجموعة من الغزوات التي خاضها النّبيّ دِفاعًا عن الدِّين في وجه مَنْ اعتدى على المسلمين أو نقض العهود والمواثيق معهم.

 

الفَهمُ والتَّحليلُ

أَولًا سبب معركة مؤتة

  • بعد صلح الحديبية بدأ النّبيّ صلى الله عليه وسلم بإرسال الرّسائل إلى ملوك وزعماء عصره يدعوهم فيها إلى الإسلام.
  • وفي السّنة الثّامنة للهجرة بعث سيّدنا محمّد صلى الله عليه وسلم الصحابي الجليل الحارث بن عُمير الأزديّ رضي الله عنه برسالة إلى حاكم بُصرى بالشّام يدعوه فيها إلى الإسلام.
  • فلمّا وصل الحارث أرض الطّفيلة اعترض طريقه شرحبيل بن عمرو الغسانيّ؛ وهو أمير من أمراء الرّوم على الشّام، فقتله، وهذا السّلوك هو غير ما جرت به العادة من عدم التّعرض للرّسل أو قتلهم.
  • فلمّا بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك، اشتدّ عليه الأمر فأمر بتجهيز الجيش لإرساله إلى مؤتة؛ حِفظًا لهيبة الدّولة الإسلاميّة في الجزيرة العربيّة، وتأديبًا لمن اعتدى على مبعوث رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

 

ثانيًا وصيّة النّبيّ صلى الله عليه وسلم للجيش

  • جهّز النّبيّ صلى الله عليه وسلم جيشًا قوامه ثلاثة آلاف مقاتل.
  • وأمَّرَ عليهم زيد بن حارثة رضي الله عنه، وقال: «إنْ قُتِلَ زَيْدٌ فَجَعْفَرٌ، وإنْ قُتِلَ جَعْفَرٌ فَعَبْدُ اللهِ بنُ رَواحَةَ».
  • أوصى النّبيّ صلى الله عليه وسلم أصحابه قائلاً: «اغْزُوا باسْمِ اللهِ في سَبيلِ اللهِ، قاتِلُوا مَنْ كَفَرَ باللهِ، اغْزُوا وَلا تَغُلُّوا، وَلا تَغْدِرُوا، وَلا تمثِّلوا، وَلا تَقْتُلُوا وَلِيدًا» (تمثّلوا: المقصود به تشويه جُثث القتلى).

 

ثالثًا أحداث يوم مؤتة

  • سمع الرّوم بجيش المسلمين فجهّزوا جيشًا كبيرًا لملاقاتهم ولمّا وصلت أخبار جيش العدو وعددهم الكبير إلى جيش المسلمين وكانوا قد وصلوا إلى أرض معان تشاوروا فيما بينهم، فشجّعهم عبد الله بن رواحة رضي الله عنه على المضي لقتال العدو.
  • ولمّا وصل جيش المسلمين إلى سهل مؤتة بدأ القتال شديدًا بين الطّرفين، حتّى استشهد قادة المسلمين الثلاثة تِباعًا، فعن أنس بن مالك أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم نَعى زَيْدًا وجَعْفَرًا، وابْنَ رَواحَة لِلنّاس قبل أَنْ يَأْتيهم خَبرهمْ، فَقالَ: «أخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ فَأُصِيبَ، ثم أخَذَ جَعْفَرٌ فَأُصِيبَ، ثم أخَذَ ابنُ رَواحَةَ فَأُصِيبَ وعَيْناهُ تَذْرِفانِ: حتَّى أخَذَ الرّايَةَ سَيْفٌ مِن سُيُوفِ اللهِ، حَتَّى فَتَحَ اللهُ عَليهِم».
  • وبعد استشهاد القادة الثّلاثة أخذ الرّاية أحد الصحابة ودعا المسلمين أن يختاروا رجلاً منهم ليكون قائدًا لجيش المسلمين، فأجمعوا على خالد بن الوليد رضي الله عنه لقيادة الجيش؛ لشجاعته وخبرته في القتال وقدرته على قيادة الجيش.
  • قرّر خالد رضي الله عنه الانسحاب بالجيش؛ لعدم تكافؤ الطّرفين وحقنًا لدماء المسلمين، فأعدّ لذلك خطّة مُحكَمَةً لينسحب الجيش بأقلّ الخسائر تتلخص فيما يأتي: 
    • غيّر ترتيب الجيش وجعل المقدّمة مؤخّرة، والمؤخّرة مقدّمة، والميمنة ميسرة، والميسرة ميمنة، وفي هذا دلالة على حِكمة خالد بن الوليد رضي الله عنه ونظره إلى عواقب الأمور.
    • ظنّ الرّومُ أنّ مددًا جديدًا وصل إلى جيش المسلمين، فبدأوا بالانسحاب ولم يقوموا بملاحقتهم؛ فقد ظنّوا أنّ المسلمين أعدّوا لهم مكيدة، حينها عاد خالد بن الوليد رضي الله عنه بجيش المسلمين إلى المدينة المنوّرة بسلام.

 

صور مشرقة

ورد أنّ جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه كان يُقاتل يوم معركة مؤتة ببسالة، وكان يُردّد الشّعر ويقول:

يَا حَبَّذَا الْجَنَّةُ وَاقْتِرابُها.

طَيِّبَةٌ وَبَارِدٌ شَرَابُها

وَالرُّومُ رُومٌ قَدْ دَنَا عَذَابُها

كَافِرَةٌ بَعِيدَةٌ أَنْسَابُها

عَلَّي إِنْ لاقَيْتُهَا ضِرابُها

ولما انتقلت الراية إلى القائد الثالث عبد الله بن رَواحة رضي الله عنه شجَّع نفسه على القتال وأنشد يقول:

يَا نَفْسُ إِلا تُقْتَلِي وتَموتِي

هَذَا حِمامُ الْمَوْتِ قَدْ صُلِيْتِ

وَمَا تَمنَّيْتِ فَقَدْ أُعْطِيتِ

 

الإِثراءُ والتَّوسُعُ

تنتشر مقامات الصحابة الكرام في شمال المملكة وجنوبها، ولقد قامت اللجنة الملكية لإعمار مقامات الصّحابة الكرام بتجديد هذه المقامات؛ وفاءً للمكانة التي تليق بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبتضحياتهم في سبيل الإسلام ورسالته السّمحة.

ومن مقامات الصحابة الكرام الموجودة في الأردنّ: مقام الحارث بن عمير الأزديّ الذي يقع في مدينة بصيرا في محافظةِ الطّفيلة.

 ومقامات قادة معركة مؤتة في بلدة المزار بالكرك جنوب المملكة.