مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

معركةُ الخندقِ (5هـ)

التربية الإسلامية - الصف التاسع

الفِكرَةُ الرَّئيسَةُ

  • تحالفَت قريشٌ مع عددٍ من القبائلِ العربيةِ واليهودِ في العامِ الخامسِ للهجرةِ؛ من أجلِ القضاءِ على المسلمين في المدينةِ المنورةِ.
  •  إلَّا أَنَّ خُططَهُمْ فَشِلَتْ.
  •  وانتهى تحالفُهُمْ بانسحاب المشركين.

 

إضاءَةٌ

  • لم يكن بين المسلمينَ والمشركينَ قتالٌ قبلَ الهجرةِ النبويةِ.
  •  ثمَّ أَذِنَ اللهُ تعالى للمسلمينَ بالقتالِ بعدَ الهجرةِ إلى المدينةِ المنورةِ.

 

أستَنيرُ

  • تُعَدُّ معركةُ الخندقِ آخرَ محاولاتِ المشركينَ لمهاجمةِ المدينةِ المنورةِ.
    •  فقدْ قال سيدُنا رسولُ الله ﷺ بعدَ نهايةِ المعركةِ: (الآنَ نغزوهُم ولا يغزونَنا، نحنُ نسيرُ إليهِمْ) (رواه البخاري).

أولًا: أسبابُ المعركةِ

  • استغلَّ زعماءُ يهودِ بني النضيرِ حالةَ الحربِ القائمةَ بينَ المسلمينَ والمشركينَ؛ لإقناع مشركي قريشٍ بأنْ يغزوا المدينةَ المنورةَ ويقضوا على المسلمينَ ودعوةِ الإسلام.
    •  فاستجابَتْ قريشٌ لهم.
    •  وشكَّلوا معًا تحالفًا ضمَّ عددًا من قبائلِ المشركينَ واليهودِ.
    •  وكوّنوا جيشًا عظيمًا تَعدادُهُ عشرةُ آلافِ مقاتلٍ بقيادةِ زعيمِ قريشٍ آنذاكَ أبي سفيانَ.

 

أَتَعَلَّمُ

أخرجَ سيدُنا رسولُ اللهِ ﷺ يهودَ بني النضيرِ منَ المدينةِ المنورةِ في السنةِ الرابعةِ من الهجرةِ؛ بسبب تآمرِهِم على قتلِهِ صلى الله عليه وسلم وتعاونِهِم مع المشركينَ.

ثانيًا: استعدادُ المسلمينَ للمعركةِ

  • لمّا وصلَ خبرُ تحالفِ الأحزابِ إلى سيدِنا رسول الله ﷺ، جمعَ الصحابةَ الكرام رضي الله عنهم واستشارَهُم في كيفيةِ صدِّ هجومِ المشركينَ على المدينةِ المنورةِ.
    •  فأشارَ سيدُنا سلمانُ الفارسيُّ رضي الله عنه بِحَفر خندقٍ حولَ المدينةِ المنورةِ؛ لكيلا يتمكّنَ المشركونَ من دخولِها.
    •  فأُعجِبَ سيدُنا رسولُ الله ﷺ بفكرتِهِ.
    •  وأمرَ المسلمينَ بمباشرةِ التنفيذِ.
    •  لكنَّ يهودَ بني قريظةَ طلبوا إلى سيدِنا رسولِ الله ﷺ ألّا يحفرَ الخندقَ من جهتِهِم.
    •  وتعهّدوا لهُ أن يمنعوا الأحزابَ من دخولِ المدينةِ عن طريقِ قلاعِهِمُ الحصينةِ.
    •  وأن يدافعوا عنِ المدينةِ إلى جانبِ المسلمينَ؛ التزامًا بالمعاهدةِ التي بينَهُم وبينَ المسلمينَ.
    •  فوافقَ سيدُنا رسولُ اللهِ ﷺ على طلبِهِم.
    • وقدْ شاركَ سيدُنا رسولُ اللهِ ﷺ المسلمينَ في حفرِ الخندقِ، وكانَ يردّدُ قائلًا: (اللّهمَّ لا عيشَ إلّا عيشُ الآخرةِ، فاغفرْ للمهاجرينَ والأنصارِ) (رواه البخاري ومسلم).
    •  فيفرحُ المسلمونَ بدعائِهِ ﷺ، ويجيبونَهُ:

نحنُ الّذينَ بايعوا محمدًا      على الإسلامِ ما بقينا أبدًا

  • وكانَ ﷺ يردّدُ أبياتًا قالَها عبدُ اللهِ بنُ رواحةَ رضي الله عنه لرفعِ حماسةِ المسلمينَ، فيقولُ:

 اللهمَّ لولا أنتَ ما اهتدَيْنا      ولا تصدَّقْنا ولا صلّينْا

 فأنزِلَنْ سكينةً عليْنا            وثبِّتِ الأقدامَ إنْ لاقَينا

  • وبعدَ انتهاءِ أعمالِ الحفرِ، حشدَ سيدُنا رسولُ اللهِ ﷺ قرابةَ ثلاثةِ آلافِ مقاتلٍ قربَ الخندقِ؛ للتصدي لمحاولاتِ جيشِ الأحزابِ اختراقَ تحصيناتِ المسلمينَ.

ثالثًا: أحداثُ يومِ الخندقِ

  • لمّا وصلَ الأحزابُ إلى أطرافِ المدينةِ المنورةِ، فوجئوا بخندقٍ عظيمٍ لمْ يعهدوا مثلَهُ منْ قبلُ، حالَ بينَهُمْ وبينَ تحقيقِ مبتغاهُمْ.
  •  فتلاشتْ آمالُهُمْ في القضاءِ على المسلمينَ.
  •  ومعَ ذلكَ ضربوا حصارًا على المدينةِ المنورةِ.
  •  وبدؤوا محاولاتٍ يائسةً لاختراقِ تحصيناتِ المسلمينَ، منها:

 أ . حاولَ فرسانُ جيشِ الأحزابِ العبورَ بِخَيْلِهِمْ مِنَ الأماكنِ الضيقةِ من الخندقِ.

  • فتصدّى لَهُمُ المسلمونَ بالنِّبالِ والرماحِ ومنعوهُم منَ العبورِ.
  •  لكنَّ عددًا قليلًا جدًّا منهُم نجحَ في عبورِ الخندقِ، إلّا أنَّ المسلمينَ تمكّنوا منَ التصدّي لهمْ وقتلِهِم.

 ب. أقنعَ زعيمُ يهودِ بني النضيرِ حُيَيُّ بنُ أخطبَ زعيمَ يهودِ بني قريظةَ كعبَ بنَ أسدٍ بأن ينقُضوا معاهدتَهُم معَ ا المسلمينَ، ويسمحَ للمشركينَ بدخولِ المدينةِ المنورةِ من جهتِهِم.

  • فنقضَ بنو قريظةَ اتفاقَهُمْ معَ سيدِنا رسول الله ﷺ.
  •  وأعلنوا انضمامَهُم إلى جيشِ الأحزابِ.

ج. حاولَ المنافقونَ بثَّ الرعبِ في صدورِ المسلمينَ في المدينةِ المنورةِ.

  • وتخلَّفوا عن جيشِ المسلمينَ، واعتذروا عن ذلكَ بأعذارٍ واهيةٍ، فنزلَ قولُهُ تعالى: )وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا (12) وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا (13) )الأحزاب : ۱۲ - ۱۳)، (غُرُورًا: كذبًا، يَثْرِبَ: المدينةَ المنورةَ، مُقامَ: إقامةَ، عورَةٌ: مكشوفةٌ للأعداءِ).

 

أَتَعَلَّمُ

  • سُمِّيَتْ سورةُ الأحزابِ بهذا الاسمِ؛ لأنَّها تناولَت أحداثًا من معركةِ الخندقِ.
  •  وتحزُّبِ المشركينَ واليهودِ للقضاءِ على المسلمينَ في المدينةِ المنورةِ.

 

رابعًا: نتيجة المعركة

  • استمرَّ حصارُ الأحزابِ للمدينةِ المنورةِ أكثرَ من ثلاثةِ أسابيعَ.
  •  بعدَ ذلكَ أرسلَ اللهُ تعالى ريحًا شديدةً عليهم.
    •  فاقتلعَت خيامَهُم.
    •  وفرّقَتْ جَمْعَهُمْ.
    •  ففرّوا مخذولينَ مهزومينَ.
    •  وأمرَ أبو سفيانَ الأحزابَ بالانسحابِ، فنزلَ قولُهُ تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا) (الأحزاب: ٩)

 

صُورٌ مشرقةٌ

  • حرصَ سيدُنا رسولُ اللهِ ﷺ على بَثِّ الأملِ رغمَ الظروف الصعبة.
    •  ومنْ ذلكَ حينَ عرضَتْ للمسلمينَ أثناءَ حفرِ الخندقِ حولَ المدينةِ المنورةِ صخرةٌ كبيرةٌ، فأخذَ سيدُنا رسولُ اللهِ ﷺ فأسًا، وقالَ: (بسمِ اللهِ)، فضربَ ضربةً، فكُسِرَ ثُلُثُ الصخرةِ، فقالَ: (اللهُ أكبرُ، أُعطيتُ مَفاتيحَ الشامِ، واللهِ إني لَأَبْصِرُ قصورَها الحُمْرَ الساعةَ)، ثمَّ ضربَ الثانيةَ فقطعَ الثُلُثَ الآخرَ، فقالَ: (اللهُ أكبرُ، أُعطيتُ مفاتيحَ فارسَ، واللهِ إني لَأُبْصِرُ قصرَ المدائنِ أبيضَ)، ثمَّ ضربَ الثالثةَ وقالَ: (بسمِ اللهِ)، فقطعَ بقيَّةَ الحَجرِ، فقالَ: (اللهُ أكبرُ، أُعطيتُ مفاتيحَ اليمنِ، واللهِ إني لأَبْصِرُ أبوابَ صنعاءَ من مكاني هذا الساعةَ) (رواه النسائي).
  • مِمّا يدلُّ على أهميةِ الدورِ الذي يمكنُ أن يقومَ به الفردُ الواحدُ.
    •  ما فعلَهُ نُعيمُ بنُ مسعودٍ رضي الله عنه حينَ عرضَ على سيدِنا رسولِ اللهِ ﷺ أنْ يستغلَّ عدمَ معرفةِ الأحزابِ بإسلامِهِ في الإيقاعِ بينَهُم وتفريقِ صفوفِهِم.
    •  فقالَ لهُ سيدُنا رسولُ اللهِ ﷺ: (إنَّما أنتَ فينا رجلٌ واحدٌ، فَخَذِّلْ عنّا إنِ استطعتَ، فإنَّ الحربَ خدعةٌ) (رواه ابن إسحاق) (خَذِّلْ: احملِ الأعداءَ على تركِ القتالِ).
    • فذهبَ نُعيمٌ رضي الله عنه إلى بني قريظةَ ونصحَهُم بأنْ يطلُبوا إلى الأحزابِ رهائنَ؛ ليضمنوا عدمَ غدرِهِم.
    •  ثمَّ ذهبَ إلى الأحزابِ وحذَّرَهُمْ مِنْ تَآمُرِ يهودِ بني قريظةَ معَ المسلمينَ، وطلبِهِمُ الرهائنَ من أجلِ تسليمِهِم للمسلمينَ.
    •  فنجحَ رضي الله عنه في بثِّ الخلافِ بينَهُم.

 

أستزيدُ

تزخرُ معركةُ الخندقِ بالعِبَرِ والدروسِ المستفادةِ، منها:

  • وجوبُ الأخذِ بالأسبابِ والتوكّلِ على اللهِ تعالى.
  • فقد أمرَ سيدُنا رسولُ اللهِ ﷺ أصحابَهُ الكرامَ رضي الله عنهم بحفرِ الخندقِ استعدادًا للمعركةِ.
  •  تواجدُ القائدِ بينَ جنودِهِ ومشاركتُهُم في العملِ يرفعُ معنوياتِهِم.
  • فقدْ كانَ سيدُنا رسولُ اللهِ ﷺ حاضرًا بينَ جنودِهِ، مشاركًا إيَّاهُمْ في أعمالِ حفرِ الخندقِ.

           

 ج. ضرورةُ بثِّ الأملِ بينَ الناسِ، وتأكيدِ أنَّ الفرجَ يأتي بعدَ الشّدةِ.

  • فقد بشّرَ سيدُنا رسولُ اللهِ ﷺ الصحابةَ الكرامَ رضي الله عنهم باقترابِ النصرِ.
  •  وانتشارِ الإسلامِ في العالمِ وهوَ يكسرُ الصخرةَ التي اعترضَتِ المسلمينَ أثناءَ حفرِ الخندقِ.

د . الغدرُ ونقضُ العهودِ منْ صفاتِ اليهودِ وطباعِهِمْ.

  • وهذا ما فعلَهُ يهودُ بني قريظةَ حينَ نقضوا عهدَهَمْ معَ المسلمينَ، وكادوا يتسبّبونَ في خسارتِهِم للمعركةِ.

 

أَربطُ مع التاريخِ

  • كانَ حفرُ الخنادقِ حولَ المدنِ منَ الوسائلِ الدفاعيةِ التي يلجأُ إليها ملوكُ الفرسِ؛ لحمايةِ مُدُنِهِم منَ الأعداءِ.
    •  قالَ سيدُنا سلمانُ الفارسيُّ رضي الله عنه: (يا رسولَ اللهِ، كنّا بأرضِ فارسَ إذا تخوَّفْنا الخيلَ، خَنْدَقْنا علينا) (رواه ابن حجر العسقلاني).
    •  ومعَ أنَّ فكرةَ حفرِ الخندقِ لم تكن معروفةً في جزيرةِ العربِ، إلّا أنَّ سيدَنا رسولَ اللهِ ﷺ أَخَذَ بها؛ لأَنَّ الحكمةَ ضالّةُ المؤمنِ، وهوَ يستفيدُ من تجارِبِ الآخرينَ وخبراتِهِم.

أسمو بقيمي

1. أدافعُ عنْ وطني، وأحفظُهُ مِنْ كُلِّ ما يُؤذيه.

2. أُحافظ على العهد.

3. أُشارك الأفكار الجيدة مع مجتمعي.