مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

مريم بنت عمران

الدراسات الإسلامية - الصف التوجيهي أدبي

خـلـد الـقـرآن الكريم مواقف ثلة من النسـاء المؤمنات اللواتي كان لهن الأثر في حياة الأنبياء والمرسلين، وفي خدمة دين الله تعالى ومن هؤلاء النسـاء الطاهرات العفيفات اللاتي يحتذى بهنّ:

- أم موسى عليه السلام.                                  

- وامرأة فرعون.                           

- وامرأة عمران.

وسنتعرف على جانب من سيرت مريم بنت عمران أم عيسى عليه السلام في هذا الدرس 

 

أولا: مولد مريم بنت عمران

كان الصالحون قديما يرغبون في خدمة بيوت الله تعالى، ويهبون أبناءهم للقيام بذلك.

ومن أولئك امرأة الرجل الصالح عمران من بني إسرائيل، فقد نذرت أن تجعل مولودها للخدمة في بيت من بيوت الله.

قال الله تعالى: {إِذْ قَالَتِ ٱمْرَأَتُ عِمْرَٰنَ رَبِّ إِنِّى نَذَرْتُ لَكَ مَا فِى بَطْنِى مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّىٓ ۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ}

- وضعت امرأة عمران أنثى، فقالت: ربي إني وضعتها أنثى، وليس الذكر كالأنثى – تقصد – في قوته على الخدمة والعمل في بيوت الله.

- وسمت مولودتها مريم.

- ودعت الله تعالى أن يتقبلها ويحميها من وساوس الشيطان.

استجاب الله تعالى لها، وقبل نذرها، وهيأ لها النشأة الصالحة.

 

ثانيا : نشأة مريم بنت عمران

نشأت مريم على الإيمان بالله تعالى والعفة والطهارة والصدق.   / وحافظت على عبادتها وخدمتها في بيت الله.

قال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَتِ ٱلْمَلَٰٓئِكَةُ يَٰمَرْيَمُ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَٱصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَآءِ ٱلْعَٰلَمِينَ يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ}

وبعد وفاة أبيها عمران:

- رغب أقرباؤها في كفالتها ورعايتها، لما اتصفت به من التقوى والصلاح. وتقديرا لأبيها العبد الصالح عمران،

- لكن مشيئة الله تعالى أرادت أن يكفلها زوج خالتها نبي الله زكريا عليه السلام.

قال الله تعالى: {فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍۢ وَأَنۢبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ۖ }

- استمر نبي الله زكريا عليه السلام  برعاية مريم وتنشئتها على الصلاح.

- وكان يزورها ويطمئن عليها في المحراب (موضع الصلاة).

- أكرمها الله تعالى بكرامة خاصة،  فكان يأتيها الرزق من الله تعالى بلا أسباب مادية.

فكان كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا، فيسألها عنه قائلا: أنى لك هذا؟ فتقول: هو من عند الله الذي يرزق من يشاء بغير حساب.

 

ثالثا: ولادة مريم لنبي الله عيسى عليه السلام:

- تفرغت مريم عليها السلام للطاعة والعبادة.

- بعث الله تعالى إليها جبريل عليه ، فتمثل لها بصورة بشر ، فخافت على نفسها من أن يلحق بها سوءا.

- لكن جبريل طمأنها وبشرها بغلام تحمل به بأمر الله تعالى بلا زوج.

قال تعالى: {قَالَ إِنَّمَآ أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَٰمًا زَكِيًّا}

- تعجبت من ذلك، وقالت : كيف يكون لي غلام من غير زوج!

قال تعالى: {قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاء إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُون}

- لما حملت بعيسى عليه السلام  ذهبت مكانا بعيدا مستخفية عن قومها تريد الستر.

- فلما جاءها ألم الولادة تمنت لو أنها ماتت قبل أن يحدث هذا الأمر خوفا من الفضيحة، ومما سيحدث معها بعد الولادة.

قال الله تعالى: {قَالَتْ يَٰلَيْتَنِى مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا} 

- أنطق الله طفلها الوليد ( المرة الأولى) مطمئنا إياها حتى لا تحزن، وطلب منها أن تهز جذع النخلة حتى يتساقط عليها الرطب لتأكل منه، وأن تشرب من الماء الذي بالقرب منها وتطهر به نفسها ومولودها.

- وقد كان  حديث عيسى عليه السلام لأمه  في المهد زيادة في الطمأنينة، وقد طلب إليها أن تمتنع عن الكلام عند عودتها لقومها وسؤالهم لها.

- جاءت مريم بابنها إلى قومها فتعجبوا، وقالوا: يا مريم لقد جئت بأمر عظيم لا ينبغي منك فصمتت، وأشارت إلى ابنها، فأنطقه الله مرة أخرى ( المرة الثانية).

قال تعالى حكاية على لسان عيسى عليه السلام: {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا} 

فكان ذلك المولود هو نبي الله عيسى عليه السلام الذي أرسله إلى بني إسرائيل.

- وأكد القرآن الكريم لقومها قدرة الله تعالى على خلق عيسى من غير أب، كما خلق آدم من تراب من غير أب وأم.

قال الله تعالى: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ ٱللَّهِ كَمَثَلِ ءَادَمَ ۖ خَلَقَهُۥ مِن تُرَابٍۢ ثُمَّ قَالَ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ} ، وكلاهما عبد لله تعالى طائع له.

 

الدروس والعبر المستفادة من قصة مريم بنت عمران:

أظهرت قصة مريم بنت عمران كثيرا من الدروس والعبر، منها ما يأتي:

1- المرأة الصالحة تحافظ على دينها وخلقها وتصون عفتها وطهارتها

فهي تتجنب الشبهات خشية من الله تعالى، قال الله تعالى"وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن) 

 

2- إن الله تعالى إذا أراد أمرا هيأ له أسبابه جميعها.

فقدرته لا يعجزها شيء، فينبغي الرضا بما قدر  الله تعالى وإن لم يكن في ظاهره الخير 

قال الله تعالى: « فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا » 

 

3- دعاء الله تعالى والتقرب إليه بالطاعات سبب لإكرامه وفضله العظيم لعباده، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن تقرب عبدي إلي بشبر تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا".

 

4- أن الرزق من عند الله تعالى.

فلا يحزن أحد على فواته فالله تعالى يرزق من يشاء بغير حساب.

 

5- أن الله تعالى يعلم عباده الأخذ بالأسباب المادية.

 فقد أمر مريم أن تهز جذع النخلة القوي، وهي امرأة ضعيفة في حالة ولادة، فيهتز الجذع ويتساقط عليها رطبا جنيا.

 

6- أن الله تعالى يدافع عن عباده الصالحين ويبرؤهم من التهم.

فيصبروا ويتوجهوا إلى الله تعالى في تفريج الهم.  قال الله تعالى: "إن الله يدافع عن الذين آمنوا "