مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

مراتبُ الدِّينِ

التربية الإسلامية - الصف العاشر

الفكرة الرئيسة:

الدّينُ الإسلاميُّ هُوَ أعظمُ نعمةٍ أنعمَ اللهُ تعالى بها على البشرِ وكرّمَهُمْ بِها، فبِهِ تنظمُ علاقةُ العبدِ مَعَ ربِّهِ ومَعَ نفسِهِ ومَعَ غيرِهِ.

الدِّينُ مراتبُ، أوّلهُا الإسامُ، وثانيها الإيمانُ، وأعلاها الإحسانُ.

,الإنسانُ في هذهِ الحياةِ مِنْ دونِ إسلامٍ وإيمانٍ باللهِ تعالى قلقٌ تائهٌ، كالسَّفينةِ مِنْ دونِ شراعٍ؛ تهوي بها الرّيحُ، وتتقاذفُها الأمواجُ.

 

أولا: الإسلامُ

  • هُوَ الخضوعُ للهِ تعالى، وتنفيذُ أوامرِهِ، واجتنابُ نواهيهِ.
  • ويقومُ عى خمسةِ أركانٍ، وردَتْ في إجابةِ سيدِنا رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لجبريلَ حينَ سألَهُ عَنِ الإسلامِ، فقالَ: « أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لا إلهَ إلا اللهُ وأَنَّ محمّدًا رسولُ اللهِ، وتُقيمَ الصَّلاةَ، وتُؤتيَ الزَّكاةَ، وتَصومَ رَمَضانَ، وتَحُجَّ الْبَيْتَ إنِ اسْتَطَعتَ إليهِ سَبيلا » [رواه مسلم].
  • وتبدأُ علاقةُ الإنسانِ بالإسامِ حينَ ينطقُ بالشّهادتَينِ موقنًا بقلبِهِ، فالإسلامُ مرتبةٌ تختصُّ بجوارحِ العبدِ، وما يظهرُ علَيْها مِنْ أعمالٍ، فيلتزمُ أوامرَ اللهِ تعالى،بأَنْ يقيمَ الصّلاةَ، وغيرَها مِنَ العباداتِ، ويجتنبَ ما نَهى اللهُ عنهُ، قالَ تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}. [المائدة].

 

ثانيًا: الإيمانُ

هُوَ التّصديقُ الجازمُ بكلِّ ما جاءَ مِنْ عندِ اللهِ تعالى وما ثبتَ عَنْ سيدِنا رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.

  • يتحقق الإيمانُ بالإقرارِ بوحدانيةِ اللهِ تعالى واستشعارِ عظمتِهِ وقدرتِهِ، والإيمانِ بملائكتِهِ، وكُتُبِهِ، ورُسُلِهِ، واليومِ الآخِرِ الذي يعودُ فيهِ النّاسُ لرَبِّ العالمينَ، فيحاسبُهُمْ عى ما قدّموا في حياتِهِمْ، قالَ تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا}.  [النساء: 136].
  • والإيمانُ تصديقٌ بالقلبِ وإقرارٌ باللِّسانِ وعملٌ بالأركانِ، حيث يرتقي الإنسانُ بإيمانِهِ بالتزامِهِ أوامرَ اللهِ واجتنابِ نواهيهِ، قالَ تعالى: {الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ}. [الأنفال: 3]. وقالَ سيدُنا رسولُ اللِ صلى الله عليه وسلم: «الإيمانُ بِضْعٌ وَسَبْعونَ، أَوْ بِضعٌ وسِتونَ شُعْبَةً، فَأَفْضَلُها قَوْلُ لا إِلهَ إِ اللهُ، وَأَدْناها إماطَةُ الْاَذَى عَنِ الطَّريقِ، وَالحَياءُ شُعبَةٌ مِنَ الإيمانِ » [رواه مسلم].
  • والإيمان يؤدي إلى التزام أوامر الله تعالى واجتناب نواهيه أي استقامة السلوك، لقول رسولِ الله صلى الله عليه وسلم: «قُلْ: آمَنتْ بالله،ِ ثُمَّ اسْتقَمْ» [رواه مسلم]

 

ثالثًا: الإحسانُ

  • هُوَ استشعارُ مراقبةِ اللهِ تعالى في السرّ والعلنِ، والقيامُ بالأعمالِ على أحسنِ وجهٍ ممكنٍ.
  • وهذا يتّضحُ في إجابةِ سيدِنا رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لسيدِنا جبريلَ حينَ سألَهُ عَنِ الإحسانِ، فَقالَ: «أنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَراهُ، فإنْ لَمْ تَكُنْ تَراهُ فإنَّهُ يَراكَ» [رواه مسلم].
  • وَهُوَ أعلى مراتبِ الدّينِ، إِذْ تستوي فيهِ سريرةُ العبدِ مَعَ علانيتِهِ؛ لاستحضارِهِ مراقبةَ اللهِ تعالى لَهُ وتمكُّنِ خشيتِهِ في قلبِهِ:
    • فيطيعُ اللهَ تعالى في السر والعلنِ.
    • ويقومُ بأوامرِهِ عى أحسنِ صورةٍ وأتمِّها.
    • ويجتنبُ معاصيَهُ.
    • ويعاملُ النّاسَ بأحسنِ الأخلاقِ، فيصفحُ عنهُمْ ويتواضعُ لَهُمْ، ويحسنُ إليهِمْ.
    • ويقومُ بما أُسنِدَ إليهِ مِنْ عملٍ بأحسنِ صورةٍ مِنَ الأمانةِ والإتقانِ؛ طلبًا لمرضاتِهِ سبحانهُ وتعالى ومحبتِهِ.
  • الإحسانُ يقودُ إِلى مَقامِ المراقَبةِ للهِ تعالى، وذلكَ يَعني أَنْ تشعرَ بِأَنَّ اللهَ تَعالى يراكَ في جميعِ تصرفاتِكَ، فتراقبُ أمرَهُ ونَهْيَهُ، فلا تقعُ في المحظورِ، ولا تتركُ المأمورَ، وَهُوَ ما يكونُ عليهِ حالُ الصّائمِ الّذي يعلمُ أَنَّ صومَهُ سِّرٌ بَيْنَهُ وَبَين ربِّهِ سبحانَهُ وتَعالى، فيصونُ سَمْعَهُ وبَصرهُ وبطنَهُ وجوارحَهُ جميعَها؛ استشعارًا لمراقبةِ اللهِ تعالى لَهُ، لذا عُدَّ الإحسانُ ذروةَ مراتبِ الإيمانِ.