مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

قضايا من النثر في العصرين: الأيوبي والمملوكي.

القضايا الأدبية - الصف التوجيهي أدبي

أولا: أدب الرحلات

صيفية 2018: علّل: يعد أدب الرحلات الذي انتشر في العصرين: الأيوبي والمملوكيّ من أبرز الفنون الأدبية النثرية وأمتعها وأقربها إلى القرّاء.

 لالتصاق هذا الفن بواقع النّاس وحياتهم، وامتزاجه بفنون أخرى كالقصص، والمذكرات، والتراث الشعبي، واليوميات.

صيفية 2018، 2019: علل: اختلاف اهتمامات الرحّالة في رحلاتهم.

بسبب تنوع ثقافاتهم وعلومهم، ممن استهوتهم المغامرة والسفر والترحال؛ فبعضهم نقل عادات من تحدّث عنهم، وتقاليدهم، وثقافاتهم، ولغاتهم، وطرق عيشهم، ومعتقداتهم الفكرية والمذهبية، وبعضهم اعتنى بنقل جغرافية البلاد التي ارتحل إليها، وآثارها، ومُناخها، وتوزيع سكّانها وطبيعتهم، ومعالم حضارتها.

تكميلي 2019، 2020: لأدب الرّحلات قيمةٌ علمية كبيرة.

كونه وثائق تاريخية وجغرافية واجتماعية وثقافية يعتمد عليها لمعرفة أحوال البلاد المكانية والسكانية. 

ويعد ابن جبير وابن بطوطة من أشهر الرحّالة في العصرين: الأيوبي والمملوكي .

1 - ابن جبير(ت 614هـ)

هو محمد بن أحمد من بني ضمرة من كنانة المضرية العدنانية. درس علوم الدين وشغف بها، وبرزت ميوله في علم الحساب والعلوم اللغويّة والأدبية، وأظهر مواهب شعرية ونثرية مكّنته من العمل كاتبًا.

دوّن ابن جبير خلال رحلته في القرن السادس الهجري مشاهداته وملاحظاته في يوميات سميت باسم «تذكرة بالأخبار عن اتفاقات الأسفار»، وصف فيها البيت الحرام والمسجد النبوي،  ودمشق،  والعراق،  وغيرها من البلدان والمدن،  كما وصف الأسواق والأسوار والحصون والمشافي، والأحوال الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لساكني البلدان التي مرّ بها، ودرجة الاستقرار فيها، كما وصفت رحلاته.

يصف ابن جبير رحلته البحرية إلى صقلية، فيقول:

«وأصبحنا يوم الأحد المذكور والهول يزيد، والبحرُ قد هاج هائجُه، وماج مائجُه، فرمى بموجٍ كالجبال يصدم المركبَ صدمات يتقلَّب لها على عِظَمِهِ تقلُّبَ الغصن الرّطيب، وكان كالسّور علوًّا فيرتفع له الموج ارتفاعًا يرمي في وسطه بشآبيب كالوابل المنسكب. فلمّا جَنَّ الليلُ اشتدَّ تلاطمه، وصكَّت الآذانَ غماغمه، واستشرى عُصوفُ الريح. فحُطت السُّرعُ... ووقع اليأس من الدّنيا، وودعنا الحياة بسلام، وجاءنا الموج من كلّ مكان، وظننّا أنّـا قـد أُحيط بنا،... فاستسلمنا للقدر، وتجرعنا غُصص هذا الكدر، وقلنا:

سيكون الذي قُضيْ            سَخِطَ العبدُ أو رَضي"

صيفية 2021: وصف ابنُ جُبير رحلتَه البحرية إلى صقليَّة، فقال: "فلمّا جَنَّ الليلُ اشتدَّ تلاطمه، وصكَّت الآذانَ غماغمه، واستشرى عُصوفُ الريح. فحُطت السُّرعُ... ووقع اليأس من الدّنيا، وودعنا الحياة بسلام، وجاءنا الموج من كلّ مكان، وظننّا أنّـا قـد أُحيط بنا،... فاستسلمنا للقدر، وتجرَّعنا غُصصَ هذا الكدر".

يُعدُّ ما تحته خطّ في النص السابق مثالًا على تأثّر ابن جبير بـ:

أ- الآيات القرآنية الكريمة               ب- الأحاديث النبوية الشريفة

ج- أمثال العرب وكلامهم               د- أشعار العرب وكلامهم

2- ابن بطُّوطة (ت779 هـ)

هو محمد بن عبد الله الطنجي، لقب بـأمير الرحالة المسلمين. خرج من طنجة سنة725هـ فطاف قارتي: آسيا وأفريقيا وبعض بلدان قارة أوروبا. استغرقت رحلته ما يقارب الثلاثين عامًا.

دوَن أخبار رحلته في كتابه «تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار» فوصف فيه البلدان التي زارها ومواقعها والمسافات بينها ومظاهر العمران فيها، وحكامها وعادات أهلها وألبستهم وألوانها وأشكالها وحيويتها ودلالتها، كما وصف الأطعمة وأنواعها وطريقة صناعتها.

وفي ما ذكر ابن بطُّوطة عن جزيرة سيلان أنه :

«يوجد الياقوت في جميع مواضعها،  وهي متملَّكة،  فيشتري الإنسان القطعة منها، ويحفر عن الياقوت ،فيجد أحجارًا بيضاء مشعبة،  وهي التي يتكوّن الياقوت في أجوافها، فيعطيها الحكاكين، فيحكّونها حتّى تنفلق عن أحجار الياقوت، فمنه الأحمر ومنه الأصفر ومنه الأزرق.... وجميع النّساء بجزيرة سيلان لهنَّ القلائد من الياقوت الملوَّن، ويجعلنه في أيديهنّ وأرجلهنّ عوضا من الأسوِرَةِ والخلاخيل... ولقد رأيت على جبهة الفيل الأبيض سبعة أحجار منه، كلُّ حجر أعظم من بيضة الدّجاج ».

ووصف ابن بطوطة نهر النّيل فقال:

«ونيل مصر يفصل أنهار الأرض عذوبة مذاق واتّساع قطر وعظم منفعة. والمدن والقرى بضفتيه منتظمة، ليس في المعمور مثلها. ولا يعلم نهر يزرع عليه ما يزرع على النّيل. وليس في الأرض نهر يسمّى بحرًا غيره. قال الله تعالى : { فإذا خِفْتِ عليه فألقيه في اليمِّ} فسمّاه يمًّا وهو البحر .»

الخصائص الفنية لأدب الرّحلات

1- الاقتباس من الآيات القرآنيّة أو الأحاديث النبوية الشريفة أو الأشعار. مثل ما ورد في نص ابن جبير:« وجاءنا الموج من كلّ مكان، وظننا أنّا قد أُحيط بنا ».

2- يعتني بالوصف وبذكر التفاصيل. ومثال ذلك وصف ابن بطوطة الياقوت في جزيرة سيلان، وفي وصف ابن جبير رحلته إلى صقلية عن طريق البحر.

3- يميل إلى العبارات القصيرة المتناغمة ذات الإيقاع الموسيقيّ. ومثال ذلك: «فلمّا جَنَّ الليلُ اشتدّ تلاطمه، وصكَّت الآذانَ غماغمه، واستشرى عُصوفُ الريح .»