مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

قبسات من نور حضارتنا

الدراسات الإسلامية - الصف التوجيهي أدبي

حرص المسلمون على تحقيق السعادة والرفاه للمجتمعات الإنسانية جمعاء تحقيقا لرسالة الاستخلاف وعمارة الأرض.

لذلك قدمت الحضارة الإسلامية منجزات حضارية متميزة للبشرية، شملت جوانب الحيـاة المختلفة، لا تزال آثارها ماثلة إلى العصر الحاضر.

 

أولا : مفهوم الحضارة الإسلامية ومجالاتها

الحضارة الإسلامية: هي المنجزات المادية والمعنوية التي أبدعها المسلمون في مختلف جوانب الحياة، الفكرية، والاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية، والعمرانية، وفق التصور الإسلامي للكون والحياة والإنسان.

وقد قامت الحضارة الإسلامية على مجالين هما:

1- المجال المادي

ويتعلق بالمنجزات المادية كالزراعة والصناعة والفنون والعمارة وغيرها.

 

2- المجال المعنوي

 ويتعلق بالعلم والفكر والقيم التي لا غنى عنها في قيام الحضارات واستمرارها، وما ميز الحضارة الإسلامية عن غيرها من الحضارات:

قيامها على القيم الإيمانية.

  • فقد اعتنت الحضارة الإسلامية بالسلوك الأخلاقي للفرد وللمجتمع.
  • مما أدى إلى انتشار قيم العدل والمساواة وحب الخير والنفع للناس كافة، ورعاية حقوق الإنسان أيضا.
  • وهذه القيم جميعها مرتبطة بسلوك المسلم في جوانب حياته المختلفة.

 

ثانيا: جوانب من حضارتنا

كان للحضارة الإسلامية كثير من الجوانب التي  يعتز بها المسلمون، منها ما يأتي:

1- العلم والتعليم 

اعتنت الحضارة الإسلامية بالعلم والمعرفة ومن مظاهر ذلك: 

  • أنها خاطبت العقل.
  • ودعت إلى البحث العلمي.
  • واعتمدت المنهج التجريبي.
  • ونهت عن التقليد الأعمى.
  • ونبذت الخرافات والأساطير، وكل ما لا يقوم على أساس علمي واضح.

انطلاقا من قول الله تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَاب}

وتمثل اعتناؤها بالعلم بما يأتي (بناء المدارس، بناء الجامعات، اعتماد المنهج العلمي في بناء الحضارة) :

أ- بناء المدارس، في مختلف أنحاء العالم الإسلامي: 

- حيث كان التعليم في هذه المدارس مجانا.

-  والتعليم لمختلف فئات المجتمع.

- وقد تسابق الأمراء والأغنياء والتجار إلى بناء المدارس، ووقفها على طلاب العلم.

 

ومن الشواهد لهذه المدارس:

الجامع الأزهر، فقد كانت تقام فيه حلقات للدراسة، تحيط به من جهاته المتعددة غرف لسكن الطلبة تسمى بالأروقة، ويسكن طلاب كل بلد بجانب واحد، فكان رواق الشاميين، ورواق المغاربة، ورواق الأفغان وغيرها.

- والمدارس النظامية التي أنشأها في العراق الوزير السلجوقي نظام الملك، وعين كبار العلماء للتدريس فيها مثل الجويني والغزالي، وكانت الدراسة فيها مجانية مع تأمين الطعام والسكن للطلاب.

 

ب- بناء الجامعات.

- فقد كانت الجامعات في بدايتها حلقات علمية تقام في الجوامع الكبيرة من المدن الإسلامية.

- ثم تطورت بمرور الزمن حتى أصبحت أشبه بالجامعات في وقتنا الحاضر، وكان منها:

 جامعة الزيتونة في تونس، وجامعة القرويين في فاس وتميزت: 

-  بأنّ التعليم فيها كان مجانا للطلبة جميعهم.

-  نظام الجامعات عند المسلمين، استفادت أوروبا  منه في إنشاء جامعاتها.

 

ج- اعتماد المنهج العلمي في بناء الحضارة.

 اعتمد العلماء المسلمون في مصادر المعرفة على منهجين أساسيين هما :

1. المنهج النقلي الثابت في القرآن الكريم والسنة الصحيحة.

2. المنهج التجريبي التطبيقي.

- حيث برز عدد من العلماء في كثير من العلوم التطبيقية، كان لهؤلاء العلماء الفضل في وضع أسس هذه العلوم منهم :

- عباس بن فرناس في تقنية الطيران.

- والإدريسي في الجغرافيا ورسم الخرائط.

 وغيرهم الكثير ممن أسهموا في اكتشاف العلوم وتطويرها.

 

2- الصحة

-  كان لتوجيهات الإسلام الداعية للمحافظة على صحة الإنسان الأثر الكبير في التقدم الصحي في ظل الحضارة الإسلامية.

- دعا الإسلام للاهتمام بجسم الإنسان وصحته، واعتبر ذلك ضروريا لتحقيق سعادته.

ودلّ على ذلك قوله ﷺ" تداووا ، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له دواء ، إلا داء واحدا،الهرم".

 ومن نماذج التقدم الحضاري عند المسلمين في مجال الصحة، ( إنشاء المستشفيات، العناية بعلوم بالطب، العناية النفسية) وفيما يأتي بيان ذلك:

أ- إنشاء المستشفيات (البيمارستانات). وتميزت بما يأتي:

 - باختيار مواقعها المناسبة.

- ومجانية العلاج فيها للناس كافة. حيث يتلقى فيها المريض علاجه المناسب.

- وكان بعضها ثابتا، والآخر متنقلا للقيام بخدمة المرضى في كل مكان .

ب-العناية بعلوم الطب. وبرزت في أمور منها:

1-اهتمامهم بعلم التشريح.

- حيث استفادوا منه في تحديد وظيفة أعضاء الجسم وعروقه وعضلاته.

- وصوبوا ما وصلهم من علم الإغريق في ذلك، كتصويبهم لما وصل منهم بأن الفك السفلي للفم يتكون من أكثر من عظمة.

- لكن العلماء المسلمين توصلوا إلى أنّ الفك السفلي يتكون من عظمة واحدة، وهو ما أثبته العلم الحديث.

2. اكتشاف ابن النفيس الدورة الدموية وتشريح القلب

3. اكتشاف ابن الهيثم أقسام العين ووظيفة كل قسم فيها، كعدسة العين، ويسمى العلم (علم البصريات).

        4. استخدام التخدير في العمليات الجراحية.

          فالأطباء المسلمون هم أول من استخدم المخدر في العمليات الجراحية.

ج- العناية النفسية.

- حيث كانت تخصص للمرضى النفسيين أقسام في المستشفى،

- وكان ابن سينا ممن اهتم بالعلاج النفسي والأمراض العصبية:

فكان أول من أشار إلى:

  • أثر الأحوال النفسية على الجهاز الهضمي.
  • وقرحة المعدة.
  • وفي الدورة الدموية، وسرعة النبض.

 

3- التكافل الاجتماعي 

- كان للحضارة الإسلامية أثر كبير في ترسيخ قيمة التكافل الاجتماعي.

- لم تعرف الإنسانية عطاء في وجوه الخير مثل عطاء المسلمين في ظل الحضارة الإسلامية.

- شمل هذا العطاء طبقات المجتمع كلها.

- وتسابق الناس إلى إقامة مؤسسات التكافل الاجتماعي في مجالات الخير والبر جميعها.

انطلاقا من قوله تعالى: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} 

ومن المؤسسات التي كان لها أثر في تحقيق التكافل الاجتماعي:

  • مؤسسات كفالة الأيتام.
  • ومؤسسات الوقف الخيري.
  • ومؤسسات الزكاة وغيرها .